كيف تؤدي البيئة إلى إصابتنا بالأمراض؟

ليست جيناتنا وحدها المسؤولة عن الأمراض التي تصيبنا. فالتعديلات فوق الجينية تساهم بشكل كبير في آلية حصول هذه الأمراض متأثرة بشدة بالبيئة المحيطة والعادات التغذوية والسلوكية التي نتبعها. مما يؤدي إلى تباين شديد في أسبابها ونوعية عالية في آلياتها. فما هي الأمراض التي تساهم البيئة في خلقها؟ وكيف يتآثر الإبيجينوم مع البيئة لإحداثها؟

المجاعة الهولندية

في الحرب العالمية الثانية وتحديداً في شهر تشرين الثاني من عام 1944، قطع النازيون الإمدادات الغذائية عن المناطق الغربية من هولندا انتقاماً لدعم الحكومة الهولندية آنذاك للحلفاء. وقد امتد هذا الحصار حتى شهر أيار من عام 1945. توفي على إثره حوالي 000 200 شخص، وتضرر ما يقراب ال4.5 مليون. بالإضافة إلى الحصار عانى السكان حينها من شتاء قاس ومحصول سيء وأربع سنوات متواصلة من الحرب.

العوامل المساعدة على الدراسة

درس العلماء على مدى 25 عاماً النتائج طويلة الأمد المترتبة عن هذه المجاعة للأشخاص الذين كانوا ما يزالون أجنة في أرحام أمهاتهم ذلك الشتاء بالإضافة إلى أولادهم فيما بعد وأحفادهم. وساعد على هذه الدراسة عدة عوامل منها:

1. فترة المجاعة محددة بدقة.

2.تمتعت الفئة السكانية المدروسة بمستوى تغذية جيد قبل المجاعة.

3.الغذاء المتوافر خلال المجاعة كان مسجلاً ومحدداً بدقة.

4.المتابعة الطبية من قبل الأطباء والقابلات واحتفاظهم بسجلات طبية دقيقة خلال المجاعة.

النتائج المترتبة على المجاعة

إن المجاعة التي حصلت وما تبعها من سوء تغذية شديد أدت إلى تأثيرات جسدية وعقلية متنوعة على الأطفال الذين كانوا في رحم أمهاتهم خلالها. ومن أهم الدروس المستفادة من دراسة حالة على هؤلاء الأشخاص:

  1. وجود تأثيرات صحية على الأطفال الذين عانت أمهاتهم من المجاعة فترة حملهن بهم دون أن يؤثر ذلك على حجم الطفل بعد الولادة.
  2. ارتبطت تأثيرات سوء التغذية في الرحم بالفترة التي تتطور فيها الأعضاء والأجهزة:
  • ظهرت التأثيرت الشديدة لمن تعرضوا للمجاعة وهم في مرحلتهم الجنينية الأولى لاحقاً. وقد ارتبط سوء التغذية الشديد في المراحل الأولى من الحمل بتطور الأعضاء الأساسية.
  • ارتبطت المعاناة من المجاعة في مرحلة منتصف الحمل بارتفاع خطر الإصابة بأمراض الكلية( انخفاض رشح الكرياتينين) والقلب(ارتفاع نسبة الألبومين المجهري_ micro-albuminuria). ففي منتصف الحمل تتطور النفرونات لذلك أثرت المجاعة في هذه الفترة على التطور السليم للكلية. بالإضافة إلى تطور الرئة والشجرة القصبية، مما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض انسداد الطرق الهوائية. [1]

بالإضافة إلى ذلك يرتفع لدى الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للمجاعة خلال حملهن بهم خطر الإصابة بالفصام والسكري من النمط الثاني. بعد حوالي 60 عاماً من المجاعة قاس الباحثون معدل مثيلة الDNA لدى هؤلاء الأشخاص، فتبين أن معدل المثيلة مرتفع عند بعض الجينات ومنخفض عند جينات أخرى مقارنة بإخوتهم الذين لم يتعرضوا لمجاعة وهم أجنة. وهذا المعدل المتفاوت للمثيلة يوضح سبب ازدياد معدل الإصابة بالأمراض لديهم ودور البيئة فيه. [2]

تأثير ظروف البيئة وتغذية الأم على جنينها وإصابته بالأمراض

إنّ لنظام الأم الغذائي تأثير فوق جيني على التطور السلوكي العصبي كالعلاقة بين عمل الجهاز العصبي والسلوك الذي يؤدي إلى مشاكل في التعلم فترة الطفولة. ولكن هذه التأثيرات لا تزال غير مدروسة بشكل كاف. على سبيل المثال، يشير بحث إلى أن نظام الأم الغذائي قد يؤثر إيجاباً على المرونة العصبية طويلة الأمد (وهي قدرة الدماغ على تشكيل مشابك جديدة وإعادة تنظيمها) لمولودها. وجدت دراسة على الفئران أن نظام الأم الغني بالدهون والسكر معاً (الغربي) يحرض مثيلة جين BDNF في الدماغ بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على السلوك. لكن أطفال أمهات الفئران اللواتي اتبعن نظاماً غنياً بالحموض الدهنية Omega-3 لم يتعرضوا للتأثيرات السلبية للنظام الغذائي الغربي. وقد أشار الباحثون إلى دور التعرض ل Omega-3 في الرحم في بناء احتياطي للدونة عصبية تحمي من مشاكل مستقبلية.

كما يمكن لطبيعة غذاء الأم أن تؤثر على تطور السرطانات لدى الطفل مستقبلاً. فقد وُجد في دراسة على جرذ أن نظام تغذية الأم عالي الدهون حرض تطور سرطان ثدي لدى الجرذ البنات والحفيدات أيضاً. ووجدت نفس الدراسة ارتباط النظام الغذائي عالي الدهون بنمط مثيلة معين في غدد الثدي. مما يشير إلى أن طبيعة غذاء الأم يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالسرطان بآليات فوق جينية. [3]

السكري نمط 2

إنّ الآلية الإمراضية للسكري من نمط 2 معقدة نوعاً ما ومتعددة العوامل. حيث يتعلق بالاستعداد الجيني بالإضافة للسلوك كالنظام الغذائي والنشاط الفيزيائي. يوصف السكري من النمط 2 بخلل وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية، ومقاومة الأنسولين وفرط أنسولين الدم. تتعلق هذه العوامل والأعراض بمرحلة المرض ومدى تأير الأنسولين وتنظيمه لمستوى الغلوكوز في الدم. لذلك نجد أن الآلية الإمراضية له تتعلق بعوامل جينية وفوق جينية ولا جينية.

على الرغم من اكتشاف مئات المتغيرات الجينية المرتبطة بالسكري نمط 2 إلا أنها لا تفسر سوى جزء بسيط من وراثة المرض. حيث أنه ينتج من تآثر الجينات مع العديد من العوامل البيئة بشكل أساسي.

تعد وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية المفرزة للأنسولين مهمة جداً لتنظيم مستوى الغلوكوز في الدم. وفي حالة مرض السكري فإن خلل التنظيم فوق الجيني يؤدي إلى تقليل التعبير عن الجينات الضرورية لعمل خلايا بيتا بالإضافة إلى التعبير عن جينات لا يُفترض التعبير عنها في خلايا بيتا. مما يؤدي إلى زوال الطابع الجيني للخلية وبالتالي إلى فقدان هويتها. وفي النهاية، يؤدي ذلك إلى خلل وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية، وضعف إفراز الأنسولين، وضعف وظيفة البنكرياس عامةً. فتكون السلسة على الشكل الآتي: البيئة-الكروماتين-الجينات-الخلايا-الأعضاء-الكائن الحي.

من المهم معرفة عوامل الخطر المتعددة التي تؤدي إلى خلل التنظيم فوق الجيني مثل انعدام الحركة والنشاط الفيزيائي، والسمنة الأبوية، وخلل وظائف الميتاكوندريا، والشيخوخة، وظروف البيئة غير السوية للأم أثناء الحمل التي تؤثر على جنينها، وتؤدي لإصابته بمختلف الأمراض. يمكن أن تؤثر هذه العوامل على المستوى فوق الجيني في مراحل زمنية مختلفة خلال حياة الفرد. بالإضافة إلى ذلك يتأثر الإبيجينوم بالظروف البيئية كالتمارين الرياضية والنظام الغذائي. وتعود هذه التآثرات إلى المرونة الإبيجينية.

بناءً على ما سبق أصبحت الأدوية التي تؤثر على الإبيجينوم هدفاً لمعالجة مرض السكري والحث على إفراز الأنسولين. [4]

السرطان

يعد السرطان أول مرض ارتبط بالمستوى فوق الجيني، وذلك في عام 1983. وقد وجد باحثون أن معدل مثيلة الDNA منخفض عند مرضى سرطان الكولون والمستقيم للخلايا المصابة بالسرطان مقارنة بالخلايا السليمة عند المرضى أنفسهم. وبما أن مثيلة الجينات توقف التعبير عنها بشكل طبيعي، فإن نقص مثيلة الجينات يؤدي إلى زيادة تفعيلها بشكل غير طبيعي. وبالمقابل فإن المثيلة الشديدة للجينات الكابحة الورمية يؤدي إلى فقدانها لوظيفتها الكابحة للورم.

وكما ذكرنا في مقالنا الأول فإن المثيلة تحدث على جزر CpG. يوجد كثافة لهذه الجزر في منطقة المحرض والتي لا تكون ممثيلة في الخلايا الطبيعية، ولكنها تصبح ممثيلة في الخلايا السرطانية. مما يؤدي إلى إسكات جينات لا يجب ان تكون معطلة في الحالة الطبيعية. وتعد هذه علامة واسمة للتعديلات فوق الجينية على الخلايا السرطانية في مراحلها الأولى. إن زيادة مثيلة جزر CpG عند بعض الجينات يوقف الخلايا الكابحة الورمية مما يؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية. وتعد هذه الآلية في حدوث السرطان أكثر انتشاراً من وجود طفرات في تسلسل ال DNA.

كما يمكن للمثيلة الشديدة أن تؤثر على الترادفات المتسلسلة القصيرة(الساتل المكروي)-microsatellites، وهي تسلسلات متتالية من الDNA موجودة بشكل طبيعي لدى الأفراد ومكونة من تكرارات ثنائي النكليوتيد CA. إن المثيلة الشديدة لمعزاز جين MLH1 يؤدي إلى عدم استقرار الساتل المكروي، فإما أن يطوّل هذه التسلسلات أو يقصرها. وقد ارتبط هذا الخلل في الساتل المكروي بعدة سرطانات كسرطان القولون والمستقيم، والمبيض، وبطانة الرحم، والمعدة. [5]

متلازمة الصبغي X الهش

تعد متلازمة الصبغي X الهش من أكثر أمراض التخلف العقلي وراثةً وتحديداً عند الذكور. حيث إنه يصيب الجنسين ولكن لأن الذكور لديهم صبغي X وحيد فهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. يعاني المصابون بهذه المتلازمة من إعاقة ذهنية شديدة ،وتأخر التطور اللفظي، بالإضافة إلى سلوك شبيه للتوحد.

تأخذ هذه المتلازمة اسمها من الطريقة التي تأخذ بها المناطق غير الطبيعية من الصبغي X شكلها. ويحدث ذلك نتيجة شذوذ جين FMR1. يملك الأشخاص الأسوياء 50 إلى 60 تكراراً لثلاثي نكليوتيد CGGs في جين FMR1. توجد الطفرة عند الأفراد الذين يملكون أكثر من 200 تكرار. حيث تظهر لديهم أعراض المتلازمة، لأن التكرارات الكثيرة من ثلاثيات نكليوتيدات CGGs تؤدي إلى مثيلة جزر CpG في معزاز جين FMR2، الذي لا يكون ممثيلاً في الحالة السوية. تؤدي هذه العملية بدورها إلى تعطيل الجين وإيقافه عن تشكيل بروتين التخلف العقلي المرتبط بالصبغي x الهش.[5]

أصبحنا اليوم مدركين أكثر للدور الذي تلعبه البيئة في التأثير على التعبير الجيني في خلايانا. كما أصبح علم ما فوق الجينات أحد أهم محاور الدراسات الطبية التي تساعد على فهم الأمراض بشكل أعمق، وبالتالي تطوير الأدوية المناسبة والنوعية لها.

المصادر:

  1. The Dutch Famine Birth Cohort | OHCU
  2. What is Epigenetics? | CDC
  3. Prenatal Nutrition: The Epigenetic Impact of Maternal Diets | Today’s Dietitian
  4. Diabetes and Epigenetics | IntechOpen
  5. Epigenetic Influences and Disease

التعديلات فوق الجينية والعوامل المؤثرة عليها

تبدأ التعديلات فوق الجينية من المرحلة الجنينية في الرحم وتستمر بعدها في مختلف مراحل الحياة، متأثرة بالعوامل البيئية والسلوكية والتغذوية للفرد. وتعد “مثيلة” الحمض النووي أحد أهم الآليات التي تُستخدم على المستوى فوق الجيني. فيتحقق بذلك التفاعل بين البيئة المحيطة والمادة الوراثية لدى الإنسان. فما هي هذه التعديلات؟ وما أهم العوامل المشاركة في إحداثها؟

التعديلات فوق الجينية وتأثيراتها

علم التخلق والتطور

تبدأ التغيرات فوق الجينية في المرحلة الجنينية قبل الولادة. فجميع الخلايا لها نفس الحمض النووي DNA ولكنها تختلف عن بعضها البعض بالصفات الشكلية والوظيفية. يحدث ذلك التباين عبر الآليات فوق الجينية في الخلية التي تحدد الطريقة التي ستعمل بها الخلية ووظائفها أثناء مراحل نمو الإنسان وتطوره. كأن تتحول إلى خلية عصبية أو جلدية أو قلبية.

على سبيل المثال: تحوي كل من الخلية العضلية والعصبية نفس الحمض النووي ولكنهما تعملان بشكل مختلف. فالخلية العصبية تنقل المعلومات للخلايا الأخرى في الجسم، بينما للخلية العضلية بنية تساعد في الحركة. تسمح الآليات فوق الجينية للخلية العضلية بتفعيل الجينات التي تصنّع البروتينات الضرورية لعملها، وتعطيل الجينات المساهمة في عمل الخلية العصبية أو أي نوع آخر غير مفيد من الخلايا.[1]

علم التخلق والتقدم في العمر

تتغير التعبيرات فوق الجينية خلال الحياة ما بين الولادة والطفولة والبلوغ. على سبيل المثال: قيس معدل مثيلة ال DNA في ملايين المواقع في جينات طفل حديث الولادة، ومقارنتها بجينات شاب في السادسة والعشرين من عمره، ثم مقارنتها بجينات رجل معمّر بعمر 103 سنوات. وتبين أن معدل مثيلة ال DNA يتناقص مع التقدم في العمر. فللمعمّر أقل معدل مثيلة، بينما يملك الطفل حديث الولادة معدل أعلى، ويقع الشاب ذو الستة وعشرين عاماً بينهما. [1]

مرونة التّخلق أو المرونة الإبيجينية

ليست كل التغيرات فوق الجينية أو الإبيجينية دائمة، فبعض هذه التعديلات يمكن أن تُضاف أو تُحذف استجابةً للتغيرات البيئية أو السلوكية. على سبيل المثال: يُحدث التدخين تغيرات على المستوى فوق الجيني. مثلاً، يكون للمدخنين معدل مثيلة أقل على جين AHRR مقارنة بغير المدخنين. ويكون الاختلاف أكبر بكثير بالنسبة للمدخنين بكثرة أو لفترة زمنية طويلة. ولكن بعد الإقلاع عن التدخين يرتفع لديهم معدل المثيلة لجين AHRR. وفي النهاية، يمكن أن يصلوا لمعدل مثيلة قريب من معدل غير المدخنين. يمكن أن يحدث هذا التغيير في أقل من سنة لبعض الحالات، ولكنه يعتمد بشكل أساسي على الكمية التي اعتاد الشخص على تدخينها قبل إقلاعه والمدة التي قضاها مدخناً. [1]

تأثير نمط الحياة والغذاء على التعديلات فوق الجينية

على الرغم من أن التغيرات فوق الجينية أكثر ثباتاً لدى البالغين، إلا أنها تخضع لتعديلات متأثرةً بنمط الحياة والبيئة. فقد أصبح من الواضح أن التغيرات فوق الجينية لا تحدث فقط في الرحم، وإنما تطال كامل حياة الفرد، كما يمكن أن تكون قابلة للتغيير. ويوجد العديد من الأمثلة التي تبين كيفية تأثير تلك العوامل على التغيرات فوق الجينية للDNA وكيف تؤثر على حصيلة النتائج الصحية.

وقد أظهر النظام الغذائي دوراً في التعديلات فوق الجينية بطرائق متعددة. يكشف علم التغذية فوق الجيني Nuteriepigenomics كيف يعمل الغذاء والآليات فوق الجينية معاً في التأثير على الصحة. فقد وجدت إحدى الدراسات أن نظاماً غذائياً عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات يمكن أن يباعد الكروماتين ويحسن القدرات العقلية عن طريق تثبيط HDAC. كما وجدت دراسات أخرى أن بعض المواد في الغذاء الذي نستهلكه يمكن أن تحمي من السرطان عن طريق تعديل علامات المثيلة على كوابح الجينات الورمية والمسرطنة. [2]

نحتاج للمحافظة على نمط مثيلة محدد لمجموعة معينة من المواد الغذائية في نظامنا الغذائي أن يتضمن مصدر لمجموعة الميثيل مثل المثيونين (حمض أميني) أو كولين (جزيئة معتمدة على الأمونيوم، غالباً ما يُجمع مع مركبات فيتامين (B أوحمض الفوليك: ويوجد في الخضروات الورقية والبقوليات والبرتقال). وعلى الرغم من أن حمض الفوليك لا يعطي بحد ذاته مجموعة الميثيل، إلا أنه يتفاعل مع المثيونين والكولين لضمان مثيلة الحمض النووي على كامل الجينوم. [3]

نستنتج مما سبق أن النظام الغذائي المعني بالتركيز على المستويات فوق الجينية يمكن أن يقود الفرد نحو النظام الغذائي الأمثل له.

تأثير العوامل البيئية على التعديلات فوق الجينية

تغير المؤثرات الخارجية كالضغط والنظام الغذائي والتدخين والتعرض للمبيدات الحشرية نمط مثيلة ال DNA. مما يمكن البيئة المحيطة من وضع بصمتها على المستوى فوق الجيني للفرد. [3]

حيث تعد البيئة عاملاً ذو تأثير قوي على التعبير فوق الجيني والحساسية للأمراض. وقد ازداد التركيز على التلوث بشكل كبير. حيث وجد العلماء أن تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى تعديلات في مثيلة ال DNA. ورفع خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية. ومن إحدى الدراسات المثيرة للاهتمام دراسة حول إمكانية حماية فيتامين B من الأضرار فوق الجينية التي يسببها التلوث الهوائي، كما يمكن له أن يقاوم التأثيرات لبعض المواد الأخرى المضرة بالصحة. [2]

قد يُحدث الضغط النفسي الشديد في مراحل مبكرة من الحياة تعديلات على المستوى فوق الجيني، تساهم بارتفاع الاستجابة الفيزيولوجية للضغط بشكل مستمر. حيث يشكل ذلك التأثير آلية دفاعية ناتجة عن بيئة غير مستقرة في التجارب الحياتية الأولى. [4]

تأثير التعديلات فوق الجينية على الأجيال

أظهرت بعض الدراسات وجود نمط فوق جيني متطابق نسبياً لدى التوائم المتطابقة حديثة الولادة، ولكن التوائم الأكبر عمراً لديها اختلاف لافت في نمط مثيلة ال DNA. بالإضافة لذلك فإن نمط المثيلة يتشكل خلال تطور الجنين في الرحم. أي أن البيئة والنظام الغذائي للمرأة الحامل يمكن أن يكون له تأثيرات خفية على أنماط المثيلة للجنين النامي. علاوة على ذلك فالخلايا الجنسية للجنين تتطور مع تطوره داخل الرحم، والتي تصبح فيما بعد بيوضاً أو نطافاً. مما يعني أن الظروف البيئية والتغذوية التي تخضع لها المرأة الحامل لا تؤثر على أولادها فقط وإنما يشمل التأثير أحفادها أيضاً. [3]

وبذلك نجد أن التغذية والعوامل البيئية المحيطة تؤثر بشكل كبير على المستوى فوق الجيني. وبالتالي تؤدي إلى تغيير ملحوظ في التعبير الجيني والوظائف الخلوية.

  1. CDC | What Is Epigenetics?
  2. WHAT IS EPIGENETICS? | Epigenetics: Fundamental
  3. Australian Academy of Science| It is not All in the gene-the role of epigenetics
  4. Psychology Today| Epigenetics  

Exit mobile version