ما أثر تأخر يومك الدراسي على النوم والصحة وعلاقته بتحسن الأداء؟

يعد النوم الجيد مهماً للنشاط والتركيز طوال اليوم. فما أثر تأخر يومك الدراسي على النوم والصحة؟

تعاني مجتماعتنا الحديثة من أزمة الحرمان من النوم ويُعتبر المراهقون أكثر الفئات تضرراً حسب نتائج أبحاث النوم في الفترة الأخيرة.

أثر توقيت النوم على صحة الأطفال والمراهقين

أكدت أبحاث سابقة أنَّ قصر فترة النوم يزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب بين الأطفال. لكن نادراً ما درس الباحثون كيفية تأثير موعد النوم  على الصحة.

وجدت دراسة جديدة، أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة هارفرد، أنَّ تفضيلات المراهقين لتوقيت النوم وأنماطه تُعتبر عوامل خطر للسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما وجدوا أنَّ هذه العوامل أشد تأثيراً في الفتيات مقارنة بالصبيان.

توقيت النوم والساعة البيولوجية

تقول الباحثة  Elsie Taveras : يعد توقيت النوم عاملاً حيوياً، حيث يحدد تزامن ساعة الفرد البيولوجية مع إيقاعات أنشطته اليومية.
ويكتسب الأمر أهمية خاصة لدى المراهقين. حيث تؤدي تفضيلاتهم ومطالبهم الأكاديمية إلى عدم انتظام مواعيد النوم.

استنتج الباحثون أهمية ثبات نمط النوم خلال الأسبوع وأيام الإجازة للتقليل من مخاطر السمنة وأمراض القلب.

دور المدرسة والعائلة

تقول قائدة البحث Elizabeth Feliciano : يجب على العائلات تشجيع أطفالهم على تنظيم مواعيد النوم، والحد من استخدام الأجهزة الالكترونية والكافيين في المساء.

وتقول الباحثة Taveras : يمكن للمدارس أن تلعب دوراً هاماً بتأخير بدء الدوام المدرسي وتخصيص وقت للأنشطة الأكاديمية خلال اليوم الدراسي.

أثر تأخر يومك الدراسي على النوم والصحة

قامت مدرسة Alsdorf الألمانية بتغيير ثابت لوقت بدء الدراسة حيث منحت طلابها حرية الاختيار. وفرت المدرسة فرصة فريدة لدراسة فوائد النظام الجديد للمراهقين المحرومين من النوم.

كان النظام الجديد مرناً حيث مكَّن الطلاب من تحديد موعد بدء يومهم الدراسي. حيث كان أمامهم ثلاثة خيارات، الثامنة صباحاً أو الثامنة وخمسون دقيقة أو تخطي الفترة الصباحية.

جمع الباحثون مواعيد نوم الطلاب لمدة تسعة أسابيع، بالإضافة إلى بيانات الحركة من أجهزة مراقبة النوم التي ارتداها بعض الطلاب في معاصمهم.

نتائج البحث

وجد الباحثون أنَّ تأجيل بدء اليوم المدرسي ساعة واحدة منح الطلاب وقت نوم إضافي مفيد.

كان أحد أكبر المخاوف لتأخير بدء اليوم المدرسي هو بقاء الطلاب مستيقظين مساء بوعي أو بسبب تأثير الساعة البيولوجة. لكن لم يجد الباحثون دليلاً على ذلك. فلم تختلف مواعيد النوم بين المجموعات التي بدأت يومها الساعة 8:00 وتلك التي بدأت في الساعة 8:50.

استنتج الباحثون في النهاية أنَّ تأخير بدء اليوم الدراسي يقلل من تراكم ديون النوم خلال الأسبوع ويحسن أداء الطلاب.

المصادر :

Harvard

Science Alert

Oxford Academic

علاقة النسيان والساعة البيولوجية بتفاصيل حياتك اليومية

علاقة النسيان والساعة البيولوجية بحياتك اليومية وكيفية تحسين الذاكرة

يظهر النسيان دوماً كعدوٍ يباغتنا في أوقات حرجة، فكم مرة دخلت غرفة ونسيت ما تريد فعله هناك؟ أو بحثت عن مفاتيحك عبثاً وأنت تحاول تذكر آخر مكان وضعته فيها؟ أما الموقف الأصعب أن تلتقي بشخص تعرفه جيداً فيداهمك النسيان ويصعب عليك تذكر اسمه. تسمى لحظات النسيان هذه بفقدان الذاكرة المرتبط بالعمر ARML، وهي تحدث للجميع حتى في مرحلة الشباب.

النسيان والساعة البيولوجية

تعد قلة النوم المؤثرة سلبا على الساعة البيولوجية وبعض الأدوية كمضادات الاكتئاب وإدمان الكحول سبباً رئيسياً للنسيان. كما يساهم القلق والتوتر والإحباط وأمراض الغدة في تراجع الذاكرة. يُعتبر النسيان من وقت لآخر طبيعياً، كما أنَّ تراجع الذاكرة مع التقدم بالعمر يعد أمراً عادياً إلى حد ما.

تصنف مشاكل الذاكرة الطبيعية إلى سبعة أنواع؛ فالنسيان العابر كنسيان الحقائق والأحداث بمرور الوقت، ونسيان المعلومات بعد تعلمها يبدو كعلامة ضعف في الذاكرة؛ لكنَّ علماء الدماغ يعتبرونه مفيداً، لأنَّه يُخلص الدماغ من الذكريات غير المستخدمة، مما يتيح المجال أمام ذكريات جديدة وأكثر فائدة.

ويحدث شرود الذهن أو الذهول بسبب قلة الانتباه، كنسيانك مكان القلم، ونسيان بعض المعلومات بسبب التفكير بأمر آخر، ونسيان تناول الدواء في الموعد المحدد. وأما العجز المؤقت عن استرداد الذاكرة فيحدث بسبب وجود ذاكرة مشابهة للذاكرة التي تبحث عنها حيث تسترجع الذاكرة الخاطئة بدلاً منها.

جين جديد مسؤول عن النسيان

حدد العلماء جيناً في الفئران يؤثر على استرجاع الذاكرة في أوقات مختلفة من اليوم، وتتبعوا الطريقة التي يجعل بها هذا الجين الفئران أكثر نسياناً قبل استيقاظها. ويدرس العديد من الباحثين كيفية صنع ذكريات جديدة، لكن تعد دراسة النسيان أكثر تعقيداً بسبب صعوبة التمييز بين عدم المعرفة وعدم التذكر.

يقول الباحث Kida Satoshi من جامعة طوكيو : “لقد صممنا اختباراً للذاكرة، يمكنه التمييز بين عدم التعلم مقابل معرفة المعلومة مع عدم القدرة على تذكرها”. حيث اختبر الباحثون الذاكرة لمجموعة من الفئران البالغين، ففي مرحلة التعلم سُمح للفئران باستكشاف شيئاً جديداً لعدة دقائق، وفي مرحلة الاسترجاع رصد الباحثون مدة الوقت التي تقضيها الفئران في لمس الشيء عند إعادة تقديمه. ولاحظ الباحثون أنَّ الفئران تقضي وقتاً أقل في لمس الأشياء التي تتذكر مشاهدتها من قبل، وأعاد الباحثون التجربة في أوقات مختلفة من اليوم.

النتائج

التذكر

استطاعت الفئران التي دُربت قبل موعد استيقاظها المعتاد واختبرت مباشرة بعد وقت نومها تمييز الشيء. بينما الفئران التي تدربت في نفس الوقت ولكن اختبرت بعد 24 ساعة لم تميز الشيء.

أظهرت الفئران السليمة والفئران التي تفتقد بروتين BMAL1 نفس نمط النتائج، لكن الأخيرة كانت أكثر نسياناً قبل موعد استيقاظها. يعتقد العلماء وجود شيء في وقت النهار قبل موعد استيقاظ الفئران يجعلها لا تتذكر شيئاً تعلمته في السابق.

الساعة البيولوجية

يقول العالم Kida Satoshi : ” إنَّ مجتمع أبحاث الذاكرة اقترح في السابق أنَّ الساعة البيولوجية المسؤولة عن تنظيم دورات النوم تؤثر أيضاً على التعلم وتكوين الذاكرة. والآن لدينا الدليل على أنَّ الساعة البيولوجية تنظم أيضاً استرجاع الذاكرة”

تتبع الباحثون دور بروتين BMAL1 في استرجاع الذاكرة إلى منطقة معينة في الدماغ تسمى الحصين، وربطوا دور هذا البروتين بتنشيط مستقبلات الدوبامين وتعديل جزيئات اخرى في الدماغ.

يقول Kida : إذا استطعنا تحديد طرق لتعزيز استرجاع الذاكرة من خلال مسار BMAL1 فيمكننا التفكير في التطبيقات الخاصة بأمراض الذاكرة البشرية مثل الخرف ومرض ألزهايمر.

المصادر
Harvard1

Harvard2

Parkview

Science Daily

Exit mobile version