إلى أي مدى تقلل تكنولوجيا النانو من أعراض السيلياك ؟

الأشخاص المصابون بمرض السيلياك لديهم خياران في الحياة، لا يعد أي منهما مثاليًا.

لكون أجهزتهم المناعية لا تتقبل الغلوتين، يمكنهم اختيار عدم تناول العديد من الأطعمة اللذيذة التي تحتوي على الغلوتين.

أو يمكنهم تناول كل الكعك والخبز الّذي يريدونه- لكنهم سيُثقلون بآلام البطن والإسهال والآثار الجانبية الأخرى السيئة عندما يقوم جهازهم المناعي باستجابةٍ التهابيةٍ في الأمعاء الدقيقة.

وغنيٌ عن القول أن الناس يميلون إلى الاختيار الأول- ولكن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تسمح لهم باختيار تناول الكعك والشعور بالرضا بشأن هذا القرار.

طور باحثون من جامعة نورث وسترن تكنولوجيا قدموها مُؤخرًا في مؤتمر «أسبوع الجهاز الهضمي الأوروبي-European Gastroenterology Week»، وهي تعمل عن طريق إخفاء القليل من الجلوتين في جسيمات متناهية الصغر قابلة للتحلل.

عن طريق حقنها في مجرى الدم لدى المصابين بمرض السيلياك، تبدو الجسيمات النانوية بالنسبة للجهاز المناعي مثل الحطام غير الضار، لذا فهي تسمح للبلاعم- وهو نوع من الخلايا المتخصصة بإزالة المخلفات من الجسم- بالتهام الجسيمات النانوية والغلوتين المخفي.

وقال الباحث ستيفن ميلر في بيانٍ صحفيٍ:

“يقدم نوعٌ من خلايا الجهاز المناعي مولدَ الحساسية أو المُسْتَضَدّ للجهاز المناعي بطريقة تمنعه (الجهاز المناعي) من إظهار أعراض مرض السيلياك. حيث يُوقف الجهاز المناعي هجومه على مولد الحساسية، ويعود الجهاز المناعي للعمل بحالته الطبيعية.”

الأمر المثير في الأمر هو أن الباحثين قد اختبروا بالفعل الجسيمات النانوية في تجربةٍ سريريةٍ من المرحلة الثانية لأشخاصٍ يعانون من مرض السيلياك.

أعطوا بعض المشاركين علاجين عن طريق الوريد من الجسيمات النانوية والبعض الآخر لا شيء ليكون بمثابة مجموعة المقارنة. وبعد أسبوع، أعطوا كلا المجموعتين الغلوتين لمدة 14 يومًا على التوالي ووجدوا أن المجموعة التي عولجت شهدت التهابًا مناعيًا أقل بنسبة 90% من المشاركين في مجموعة المقارنة.

حتى الآن، اختبر الباحثون نظامهم في البشر لمكافحة مرض السيلياك فقط، لكنهم يعتقدون أنهم سيتمكنون في نهاية المطاف من علاج الحساسية من الفول السوداني، التصلب المتعدد، مرض السكري من النوع الأول، ومجموعة من الأمراض الأخرى مع نفس التقنية الشبيهة حصان طروادة.

المصدر: Futurism

إقرأ أيضًا: اضطرابات الأكل، فقدان الشهية والشره المرضي

لأول مرة يتمكن العلماء من تكوين حلقة مستقرة من الكربون!

لأول مرة يتمكن العلماء من تكوين حلقة مستقرة من الكربون النقي!

توصل العلماء إلى أنه يمكن لذرات الكربون في الجزيء أن تترتب في عدد من التكوينات المختلفة، فعندما تُكَون ذرة كربون روابط مع ثلاث ذرات كربون أخرى يتكون الجرافيت اللين نسبيًا، وإذا أضفنا ذرة كربون أخرى، يتكون أحد أصلب المعادن المعروفة وهو الماس، أما إذا رتبنا 60 ذرة كربون على شكل كرة قدم نحصل على الفُليرينات وهي أحد أول الجزيئات النانوية المكتشفة.

ولكن ماذا إذا حاولنا تكوين حلقة من ذرات الكربون، حيث ترتبط فيها كل ذرة كربون بذرتين أخرتين فقط؟ هذه المعضلة حيرت العلماء لأكثر من 50 عامًا، وكانت أفضل محاولتهم هو الحصول على حلقة كربونية غازية، والتي تبددت بسرعة.

ولكن الآن، ولأول مرة تمكن باحثون من جامعة أكسفورد ومنظمة IBM للبحث العلمي من ابتكار حلقة مستقرة من الكربون النقي.

هذه الحلقة الكربونية والتي تسمي سيكلو كربون، تتكون من 18 ذرة كربون، وتعد أصغر سيكلو كربون مستقر حراريًا، والصورة في أول المقال هى صورة للحلقة أُلتقطت باستخدام تقنيات الفحص المجهري المتقدمة.

حتى الآن، أشارت الأبحاث التي أجريت على هيكل الحلقة الكربونية إلى أنها تعمل كأشباه موصلات، مما يُتيح إمكانية استخدامها في مجال صناعة الإلكترونيات، وكذلك يمكن من خلالها الحصول على المواد الغنية بالكربون.

لتحقيق هذا الإنجاز الرائع، بدأ العلماء بتوليف أكسيد السيكلوكربون الثلاثي C24O6، هذا هو ذرات الكربون الـ 18مرتبطة بستة جزيئات من أول أكسيد الكربون، كل جزيئان من جزيئات أول أكسيد الكربون مجتمعان في كل من الزوايا الثلاث للمثلث.

ثم قاموا بنقل هذا الهيكل إلى صفيحة من النحاس على سطحها طبقة من كلوريد الصوديوم مبردة في حجرة مفرغة إلى ما فوق الصفر المطلق. هذا يوفر سطح خامل يحافظ على استقرار الهيكل.

IBM Research

بعد ذلك، وباستخدام مجهر القوة الذرية atomic force microscope، قام الفريق بإخراج جزيئات أول أكسيد الكربون من الهيكل تاركًا ذرات الكربون في الحلقة فقط.

بالطبع العملية أصعب بكثير مما تبدو عليه، لم يتمكن العلماء دائمًا من إخراج كل جزيئات أول أكسيد الكربون دون انهيار هيكل الحلقة، لذلك وفي كثير من الحالات، حصل العلماء بدلاً من ذلك على جزيئات أخرى مثل C22O4 و C20O2 (انظر الصورة أعلاه).

ماذا الآن؟ حسنا، هذا لا يزال غير واضح قليلا. ستحتاج عملية بناء السيكلوكربونات إلى التحسين من أجل الحصول على إنتاج أكبر، ففي الوقت الحالي، يمكن بناء حلقة كربونية واحدة فقط في نفس الوقت، لذلك يخطط الفريق لإيجاد طرق أكثر فعالية لبناء مركبات سيكلوكربونية متعددة في وقت واحد.

بعد أن تمكن العلماء من إنتاج حلقة كربونية مستقرة، يسعى العلماء الآن إلى دراسة تطبيقاتها وإمكانية استخدامها كأشباه موصلات في صناعة الإلكترونيات، أو استكشاف خواص جديدة للحلقة، واستخدامها كوحدة بناء، لبناء هياكل أكثر تعقيدًا.

المصدر: ScienceAlert

Exit mobile version