عبد الرحمن الداخل من أميرٍ هارب إلى حاكم الأندلس

هذه المقالة هي الجزء 5 من 14 في سلسلة تاريخ مغامرة العرب في بلاد الأندلس

بعد أن انتصر بنو العباس في حرب الزاب عام 750م على الأمويين، أصبح أن تكون من بني أميّة سبب كافي لقتلك. قُتل من قُتل، وفرّ من فرّ، ولاحقت جيوش الدولة العباسيّة كل رجلٍ منهم لألا يطالب أيٌّ منهم بالحكم في يومٍ من الأيام. ورغم قوة الدولة العباسيّة، إلا أنّ عبد الرحمن بن معاوية الأموي “عبدالرحمن الداخل” كان له نصيب في النجاة من سيوفهم. ولم يكن هروبه ذلك إلا بداية لما هو في انتظاره من مجدٍ سيخلده التاريخ.[1]

نشأة عبد الرحمن الداخل

نشأ عبد الرحمن الأموي في كنف جده الخليفة هشام بن عبدالملك، أحد أقوى وأحكم الخلفاء في تاريخ بني أمية. كانت الدولة التي ولد فيها من أقوى الدول في تلك الفترة. وكان مقّدر لعبدالرحمن أن ينعم بالرخاء والثراء ما تبقى له من عمره. [1]

إلا أن التاريخ كان له كلمة أخرى. فقد تفجرت الثورات على الدولة الأموية، وكثرت النزاعات على الحكم داخل البلاط الأموي. وكان للعباسيين دورٌ في ذلك بالطبع، فزال الملك والمال وتبدل الحال. فرّ عبدالرحمن الأموي ومعه نساء وأطفال بني أمية إلى العراق بحثًا عن مكان آمن، ولكن لحقت بهم جيوش العباسيين.[1]
اضطر حينها عبدالرحمن أن يترك عائلته وصغيره سليمان خلفه عند نهر الفرات، وفر من الجيوش عن طريق نهر الفرات. كان أخو عبدالرحمن الأصغر معه في ذلك الوقت، ولكنّه خشي الغرق في النهر وعاد أدراجه فقتله العباسيون أمام أعينه.[1]

رحلة الأمير الهارب عبد الرحمن الداخل

رحل عبد الرحمن ومعه صديقه ومساعده بدر عن العراق باحثًا عن ملجأ آمن. انتقلا إلى فلسطين ومن ثم شمال أفريقيا. كان حاكم تونس في ذلك الوقت متمرد على الحكم العباسي، فجمع من تبقى من بني أمية ومنهم عبدالرحمن الداخل. ولكن خاف من أن ينقلبوا عليه، فقرر حينها التخلي عنهم.[1]

قرر عبد الرحمن بعد ذلك أن تكون وجهته إلى أهل والدته من البربر في شمال غرب أفريقيا، ليحتمي بهم بعض الوقت. لم تكن تلك هي الحياة التي تمنّاها عبدالرحمن، فبعث ببدر إلى إسبانيا، لينظر إن كانت قد تصلح أن تكون موطنًا.[1]

وصول عبد الرحمن الداخل إلى الأندلس

بعد أن تحرى عبد الرحمن الوضع السياسي في الأندلس، قرر أن يذهب إلى هناك، وكانت شبه الجزيرة الإيبيرية هي المكان الأمثل. لم تستطع جيوش الدولة العباسية أن تضم الأندلس إليها، وبذلك نزل عبد الرحمن بجبل طارق عام 755م.
خلال ذلك الوقت كان يوسف الفهري يحكم في مدينة ناربون جنوب فرنسا حاليًا، وكان عرب اليمن مؤيدين له. في حين أن عرب الشام كانوا من مؤيدي الصميل حاكم مدينة سرقسطة. ومن هنا نشأت الفرقة والتشتت في الأندلس التي استغلها عبدالرحمن بحكمة.

جمع عبد الرحمن الأموي مؤيديه ممن تبقوا من الدولة الأموية، وحشد جيشًا ليواجه يوسف الفهري. وبعد أن استولى عبدالرحمن على مدينتي ملقة وأشبيلية، زحف لمواجهة الفهري في قرطبة. خلال معركته مع الفهري أشيع بين جنوده أنه يركب جوادًا سريعًا للفرار به عند الخسارة. وكان من حنكته حينها أن قرر ترك ذلك الجواد ليطمئن جنوده.[1]،[2]

بعد أن انتصر جيش عبد الرحمن، استطاع الفهري أن يفر إلى طليلة محاولًا تشكيل جيش آخر، ولكن نفوذ عبد الرحمن في ذلك الوقت جعل أتباعه يضطرون إلى قتل الفهري سعيًا لإرضاء عبدالرحمن. وتم القبض على الصميل، وزج به في سجون قرطبة.[1]،[2]

أعلن عبد الرحمن الذي لقب في ذلك الوقت بعبد الرحمن الداخل مدينة قرطبة عاصمةً لإمارته. بانتشار تلك الأخبار أصبحت الأندلس هي وجهة مؤيدي الحكم الأموي، وكان من بينهم ابنه سليمان، الذي تركه خلفه في نهر الفرات. [1]،[3]

الثورات والنزاعات في عهد الأمير

رغم ابتعاد عبد الرحمن عن الخلافة العباسية، إلا أن الخليفة المنصور لم يستسغ كون الأندلس بعيدة عن سلطته. فأرسل جيشًا بقيادة العلاء لمحاصرة عبدالرحمن وجنوده، إلا أن الداخل كان له رأيًا آخر. توجه عبدالرحمن لمدينة قرمونة لملاقاة جيش العلاء، حيث حوصر لمدة شهرين من قبل العلاء. قرر حينها عبد الرحمن الخروج لمفاجأته، وتمكن رغم قلة عدد جيشه من أن ينتصر على الجيش العباسي. قام عبدالرحمن بقطع رؤوسهم وحفظها في صناديق من الملح، وأرسلها إلى الخليفة المنصور. كان لتلك الفعلة تأثيرها المدوي في قلب الخليفة المنصور، ليشكر الله أن البحر يفصل بينه وبين الأمير عبد الرحمن.[1]

انشغل عبد الرحمن الداخل بإخماد الثورات المتتالية والنزاعات بين المدن الإسلامية في الاندلس، عن الثأر من بنو العباس. وكان من بين تلك النزاعات، ما دار بينه وبين حاكمي سرقسطة وبرشلونة. في عام ٧٧٧م استعان حاكم سرقسطة بالملك شارلمان، ليآزره ضد قوات عبدالرحمن. ولكن عندما أدرك نوايا شارلمان في الاستيلاء على سرقسطة، أوصد أبوابه أمام شارلمان وجيشه. حاصر شارلمان حينها سرقسطة، طالت مدة الحصار حتى ملّ شارلمان وانسحب بجيشه عبر ممر رونسافليس.[1]

حينذاك نصب الباسكيون عام ٧٧٨م كمينًا لجيش شارلمان، وقتلو حارسه في مؤخرة الجيش. كانت رونسافليس الهزيمة الوحيدة في تاريخ شارلمان. استطاع عبدالرحمن أن يسيطر على سرقسطة شكليًا، عن طريق مساومة أحد كبار شخصياتها على قتل حاكمها، في مقابل تعيينه حاكمًا لها. وفي عام ٧٨٣م ضم عبدالرحمن سرقسطة لحكمه فعليًا، بعد أن استجمع قواه، ووحد بذلك الإمارات الإسلامية في إسبانيا تحت يده.[1]

دور عبد الرحمن في حضارة الأندلس

كان لعبد الرحمن دور كبير في تاريخ الأندلس، أقام دولةً بالعمران، دمج بين الفن القبطي والإسلامي فأخرج إبداعًا معماريًا. أنشأ شبكات للصرف الصحي والمياه في أرجاء الأندلس، وأسس جيشًا ليحمي أرضها، وكذلك مجلسًا للدولة، وأعاد تأهيل القضاء.[1]

توفي عبد الرحمن في عام ٧٨٨م، بعد أن أثبت قدرة الإنسان في تغيير مصيره بيده. انتقل الحكم بعد ذلك لابنه هشام، واستمرت الدولة الأموية الجديدة ثلاثة قرونٍ من الزمان. لتحكي للعالم عن قصة أميرٍ لاجئ ترك بصمةً له في صفحات التاريخ.[1]

المصادر

1- World History
2- Britannica
3- Britannica

الأنفاس الأخيرة لبني أمية وسقوط الدولة الأموية

هذه المقالة هي الجزء 1 من 14 في سلسلة تاريخ مغامرة العرب في بلاد الأندلس

تخيل عزيزي القارئ دولة ذات شأن كبير، دولة تمتد من حدود الصين إلى جنوب إسبانيا، تحكم شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الإيبيرية. اتخذ حكّامها لقب خليفة الله، وعاش المسلمون فيها أزهى العصور من حيث الرخاء والثراء. ولكن ما طار طيرٌ وارتفع إلا كما طار وقع. فكيف حدث سقوط الدولة الأموية ؟ [1]،[2]

نشأت الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان وجعل من دمشق عاصمةً لها، واستمرت قرابة قرنٍ من الزمان (661-750م). حكمت الدولة الأموية بشكل فعّال بعد وفاة علي بن أبي طالب، واستمرت حتى آخر خلفاءها مروان بن محمد. لم يكن الوضع مستقرًا طوال تلك الفترة، بل عاشت الدولة الأموية اضطرابات سياسية عدة. ما بين الثورات والحروب الأهلية إلى التهديدات الخارجية، ومع الصراعات اللا نهائية على الحكم وبروز العبّاسيين، سقطت الدولة الأموية. [1]،[2]

بداية الاضطرابات في الدولة الأموية

لم يعتد العرب على نظام الحكم القائم على التوريث، لذلك عندما أعلن معاوية ابنه يزيد خلفًا له حدث غضب شديد. كان الحسين بن علي وعبدالله بن الزبير أبرز المعارضين لذلك، فقد بدى اختيار اليزيد مرتكزًا على أساس التوريث لا الخبرة.  كما استندت بعض المصادر التاريخية على أنّ من شروط مبايعة الحسن بن علي لمعاوية هو أن تعود الخلافة للحسن بعد معاوية. لكن ذلك لم يحدث، فكانت فترة حكم اليزيد (680-683م) شديدة الاضطراب منذ بدايتها. [1]،[3]

عانت الدولة الأموية من العديد من الفتن والحروب الأهلية في عهد اليزيد بن معاوية. بداية من حادثة كربلاء عام 680م التي انتهت بمقتل الحسين بن علي. إلى وقعة الحرة عام 683م التي عانت فيها المدينة المنورة من الفوضى وانتهت بنقض عهدهم مع اليزيد. [1]،[4]

 اضطربت الدولة بعد تنازل معاوية الابن الأكبر ليزيد عن الحكم، أدى ذلك إلى انقسامات كادت أن تكلف الأمويين خسارة دولتهم. أنشأ عبدالله بن الزبير خلافة مستقلة عن الأمويين جعل من مكة عاصمة لها، وبايعته على الخلافة العديد من الولايات الإسلامية. كان من المفترض أن يتولى خالد، الابن الأصغر ليزيد بن معاوية، الحكم بعد أخيه. لكن لصغر سنّ خالد، تولى ابن عم أبيه مروان بن الحَكم الخلافة بدلًا عنه لإعادة توحيد الدولة الأموية. كان من المفترض أن يعود الحكم بعد ذلك لخالد بن يزيد بعد وفاة مروان، ولكن ذلك لم يحدث. [1]

تولي بنو مروان الحكم

استطاع مروان بن الحكم أن يستعيد الولايات التي بايعت عبدالله بن الزبير، ولكن وافته المنية قبل أن يأتي بمكة تحت ولايته. لم تخمد نار الفتنة التي تبعت مقتل الحسين، ففي عام 685م ثار المختار الثقفي لقتل قتلة الحسين. بالإضافة إلى الصراعات بين قبيلتي قيس وكلاب التي زادت من توتر الوضع. [1] ،[4]

 استعاد عبدالملك بن مروان المدينة المنورة، ثم مكة المكرمة بمساعدة الحجاج الثقفي. وتابع الوليد بن عبدالملك مسيرة آبائه في التوسعات حتى وصل إلى إسبانيا. حاول الوليد أن يغير من وصية والده ويضع الحكم بعد مماته في يد ابنه، ولكن تصدى له أخوه سليمان وتولى الحكم بعد وفاته. [1]

لم تدم فترة حكم سليمان بن عبدالملك إلا سنتين وثمانية أشهر، قام فيها بإخلاء السجون والتصدي للمتمردين على الدولة الأموية. وبسبب انشغال سليمان بذلك، لم تكد تتوسع الدولة الأموية في عهده مثل ما توسعت في عهد من سبقوه. وصّى سليمان بالخلافة من بعده لابن عمه عمر بن عبدالعزيز. [1]

قيل عن عمر بن عبدالعزيز أنه من أكثر الخلفاء عدلًا وتقوى، حتى أطلق عليه خامس الخلفاء الراشدين. اختلفت الروايات في سبب موت عمر بن عبدالعزيز، ذكر بعض المؤرخون أنه سُقي السم على أيدي أشراف الأمويين. فقد كان عمر بن عبدالعزيز حسب معتقدهم يضيق عليهم الحال، ويساوي بينهم وبين عامة الناس في الثواب والعقاب. [1] ،[4]

وصّى عمر بن عبدالعزيز قبل وفاته بالخلافة إلى اليزيد بن عبد الملك. لم تكن فترة حكم اليزيد مستقرة، وانتقل الحكم من بعده إلى أخيه هشام. أعاد هشام بن عبدالملك الدولة الأموية إلى سابق عهدها من قوة، بعد أن تسلّمها ممزقة. وذلك لكثرة النزاعات والحروب الأهلية والثورات على الدولة الأموية في عهد أخيه اليزيد بن عبدالملك. [1]

وما بين عامي 724-743م كان لهشام بن عبدالملك نصيبًا في تهدئة جموع المسلمين وإكمال مسيرة الخليفة عمر بن عبدالعزيز. فبعد أن قضى على التمرد الآتي من بلاد السند، اندلعت ثورة أمازيغية ضد الحكم الأموي في شمال أفريقيا. انتهت بخسارة الدولة الأموية للمغرب. [1] ،[4]

تدهور الوضع السياسي لبني أمية

بعد وفاة الخليفة هشام في عام 743م شهدت الدولة الأموية تدهورًا ونزاعات غير مسبوقة على الحكم. اندلعت الحروب الأهلية داخل الدولة الأموية، وقتل الخليفة الوليد بن يزيد على يد ابن عمه يزيد بن الوليد. وكانت تلك الحادثة هي بداية سقوط الدولة الأموية. [1] ،[4]

تلا ذلك اضطرابات في الحكم، حكم يزيد بن الوليد الدولة لستة أشهر فقط ثم تولى أخوه إبراهيم الحكم لمدة شهرين. زادت في تلك الفترة الفوضى والحروب الأهلية والنزاعات القبلية. حتى استلمها آخر خلفاء الدولة الأموية الخليفة مروان بن محمد. [1]

 انتهت تلك الفوضى بالقوة على يد مروان بن محمد في عام 747م. رغم كون مروان بن محمد قائد عسكري ماهر، إلا أنه افتقر إلى المهارات الدبلوماسية. وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي وبروز المعارضة ضد الأمويين بقيادة العباسيين، تشتت الدولة بسبب الحروب الأهلية. [1] ،[4]

حرب الزاب وبروز الدولة العباسية

ثار المعارضون في خرسان بقيادة أبو مسلم الخرساني على الدولة الأموية مستنكرين سياستها في الفصل والتفرقة بين الرعيّة. وبرز العباسيون في ذلك الوقت، حيث لقوا تأييدًا واسعًا من معارضي السياسة الأموية، أدى ذلك إلى حرب الزاب. [4] ،[2]

قاد مروان بن محمد جيشه ضد الجيش العبّاسي بقيادة عبدالله بن علي بالقرب من نهر الزاب عام 750م. ولقوة الجيش العباسي ودهاء قادته وسقوط الدولة الأموية ماديًّا ومعنويًّا، استطاعت جيوش العباسيين أن تنجح في الإطاحة بالجيش الأموي. [1]،[4]

اضطر مروان بن محمد إلى الفرار إلى مصر، حيث تم قتله هناك. بعد فوز الجيش العباسيّ في معركة الزاب، وقيام الدولة العباسية، لقى من تبقى من الأسرة الأموية حتفه على أيدي الدولة الصاعدة. [1]

كتب المؤرخون عن النهاية المأساوية للأمويين، فحتى من نجى من الحرب، دُعي إلى فخّ في البلاط العباسي وقتل دون رحمة. قٌتل كلّ من تبقى من رجال الدولة الأموية، إلا عبدالرحمن الداخل الذي لاذ بالفرار، باحثًا عن وطنٍ جديد. [1]،[2]

المصادر:
1-World History
2-World History
3- Britannica
4-Britannica

ما هي أسباب رائحة الفم الكريهة؟

يعاني أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من «رائحة الفم الكريهة – Halitosis». وهي من أكثر الأسباب التي يأتي بها المرضى لطبيب الأسنان بحثًا عن حلٍّ لها لما تسببه من إحراج. ولأن العديد من الأمراض الباطنية والفم تظهر ضمنها عرض تغير رائحة الفم فوجب الالتفات لتلك المشكلة والبحث عن حلٍّ لها.[1]

ما هي رائحة الفم الكريهة؟

يتكون نَفس الإنسان من مواد شديدة التعقيد ذات روائح مختلفة قد تؤدي في بعض الحالات إلى رائحة كريهة. ويصاب كلا الجنسين بتلك المشكلة، وكذلك جميع الفئات العمرية.[2]
تتسبب الجراثيم وبقايا الطعام العالقة بتغير الرائحة الطبيعية للفم إلى رائحة غير مقبولة. وتأتي تلك المشكلة في أغلب الأحيان عندما يصاب الشخص بأمراض الفم كتسوس الأسنان أو التهاب اللوزتين وبنسبة بسيطة نتيجة للأمراض الباطنية كارتجاع المريء.

يحدث تغير نفس الإنسان إلى رائحة غير مقبولة نتيجة للمركبات المتطايرة التي تتكون منها رائحة الفم الكريهة وهي:

  1. مركب الكبريت
  2. والمركبات التي تحتوي على النيتروجين
  3. والأمينيات
  4. والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة
  5. والكحوليات
  6. والفينيل
  7. والكيتونات
  8. المركبات الأليفاتية والأروماتية.[3]

ويعتبر مركب الكبريت المتطاير المتسبب الرئيسي في تغيير رائحة الفم إلى الرائحة الكريهة، وتنتجه البكتيريا بصورة نشطة.[4]

الأسباب

يتكاسل الكثير منّا في تنظيف الفم بشكل يومي، وبالتالي يصبح ذلك عاملًا رئيسيًا في تحفيز البكتيريا لتنتج مركباتها ذات الرائحة الكريهة داخل الفم. فالفم له طبيعة خاصة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، ووجود أكثر من 500 نوع من البكتيريا داخله، منها «البكتيريا السالبة-Gram negative» و«البكتيريا اللا هوائية-Anaerobic bacteria»، وبقايا الطعام أو المركّبات العضوية التي تقوم البكتيريا بتحليلها مسببةً التسوس وأمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة.[5]

نتيجة لإهمال تنظيف الأسنان، تتراكم «اللويحات السنّية-Dental plaque» على اللسان والأسنان فتنتج أمراض اللثة التي ترتبط بالرّوائح الكريهة.[6]

يظن معظم النّاس أن تسوس الأسنان يصاحبه الألم وتغير في لون الأسنان فقط. ولكن ممكن أن تكون رائحة الفم الكريهة ناتجة أيضًا عن إهمال علاج التسوسات القديمة، وذلك لأنها تتيح الفرصة لبقايا الطعام في البقاء داخل مكان آمن بعيد عن الفرشاة، لتقوم البكتيريا بتحليلها بعيدًا عن أي وسيلة تنظيف.[7]

يعتبر اللعاب من وسائل التنظيف الذاتي للفم لاحتوائه على الإنزيمات اللازمة لمحاربة البكتيريا وقدرته على غسل الفم بشكل مستمر. وعندما يصاب الشخص بجفاف الحلق سواء كان ذلك من آثار بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب، أو عرض لأمراض باطنية، فهذا يؤثر سلبًا على صحة الفم ويعطي الفرصة للبكتيريا بأن تنتج المركبات الكبريتية المتطايرة.[7]

هناك أسباب أخرى لرائحة الفم الكريهة كسرطانات الفم، والأسنان التي تحتاج إلى علاج جذور والتي قد تتطور إلى تكوين الصديد، وإهمال تنظيف منطقة ما بين الأسنان، وعدم الاهتمام بتنظيف التركيبات مثل تقويم الأسنان والتييجان الخزفية منها والمعدنية، الثابتة منها والمتحركة. كل تلك العوامل تساعد بشكل أو بآخر في تغيير رائحة الفم للأسوأ.[8]

بالرغم من أن النسبة الأكبر لرائحة الفم الكريهة ناتجة عن أسباب ذات صلة مباشرة بإهمال تنظيف الفم والأسنان، ولكن قد يعاني أيضا مرضى الجهاز التنفسي مثل مرضى الجيوب الأنفية، والهضمي كارتجاع المريء، ومرضى الكبد والدم وأيضًا مرضى الغدد الصماء مثل مرضى السكري من تغير في رائحة الفم.[9]

حتى أن بعض الأطعمة كالثوم والبصل قد تتسبب برائحة فم كريهة، والمدخنين ومتعاطي الكحول، وأخيرًا بعض الأدوية العلاجية.[10]

الوقاية والعلاج

هناك اعتقاد شائع أن مضغ العلكة أو المضمضة يقضي على الرائحة الكريهة، ولكن ما تقوم به تلك الوسائل هو تغطية الرائحة ليس إلا.[11]
ينصح المتخصصون بتجنب الأسباب السابقة قدر الإمكان، فالمواظبة على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط الطبي بشكل صحيح يغنيك عن الحرج الناتج عن رائحة الفم الكريهة. كما أن زيارة الطبيب بشكل دوري ستساعدك على التخلص من الأسباب الأخرى التي قد تغفل عنها كالتسوسات القديمة والجير المتراكم وجيوب اللثة. كما قد يساعدك الطبيب أيضًا في تشخيص انخفاض مستوى اللعاب كما ذكرنا أهميته في المحافظة على صحة الفم.[12]
أما إن كانت تلك الرائحة ناتجة عن مرض آخر أو أثر لدواءٍ ما، فقد يرشدك طبيب الأسنان لزيارة متخصصٍ آخر في مجال الأمراض الباطنية.[13]

المصادر:

1- Nachnani S. Oral malodor: Causes, assessment, and treatment. (26-28, 30-21;).Compend Contin Educ Dent. 2011;32:22–24. quiz 32, 34. [PubMed] [Google Scholar]

2- Hine KH. Halitosis. JADA. 1957;55:37–46. [PubMed] [Google Scholar]

3-Campisi G, Musciotto A, Di Fede O, Di Marco V, Craxi A. Halitosis: Could it be more than mere bad breath? Internal and emergency medicine. 2011;6:315–9. [PubMed] [Google Scholar]

4-Tangerman A, Winkel EG. Intra- and extra-oral halitosis: Finding of a new form of extra-oral blood-borne halitosis caused by dimethyl sulphide. Journal of clinical periodontology. 2007;34:748–55. [PubMed] [Google Scholar]

5-Miyazaki H, Sakao S, Katoh Y, Takehara T. Correlation between volatile sulphur compounds and certain oral health measurements in the general population. Journal of periodontology. 1995;66:679–84. [PubMed] [Google Scholar]

6-Takeuchi H, Machigashira M, Yamashita D, et al. The association of periodontal disease with oral malodour in a Japanese population. Oral diseases. 2010;16:702–6. [PubMed] [Google Scholar]

7-Koshimune S, Awano S, Gohara K, Kurihara E, Ansai T, Takehara T. Low salivary flow and volatile sulfur compounds in mouth air. Oral Surgery, Oral Medicine, Oral Pathology, Oral Radiology, and Endodontology. 2003;96:38–41. [PubMed] [Google Scholar]

8-Bornstein MM, Stocker BL, Seemann R, Burgin WB, Lussi A. Prevalence of halitosis in young male adults: A study in swiss army recruits comparing self-reported and clinical data. Journal of periodontology. 2009;80:24–31. [PubMed] [Google Scholar]

9-Steenberghe Dv. Breath malodor: A step by step approach. Copenhagen; London: Quintessence; 2004. [Google Scholar]

10-Cicek Y, Orbak R, Tezel A, Orbak Z, Erciyas K. Effect of tongue brushing on oral malodor in adolescents. Pediatrics international: Official journal of the Japan Pediatric Society. 2003;45:719–23. [PubMed] [Google Scholar]

11-Rosing CK, Gomes SC, Bassani DG, Oppermann RV. Effect of chewing gums on the production of volatile sulfur compounds (VSC) in vivo. Acta odontologica latinoamericana: AOL. 2009;22:11–14. [PubMed] [Google Scholar]

12-Kara C, Tezel A, Orbak R. Effect of oral hygiene instruction and scaling on oral malodour in a population of Turkish children with gingival inflammation. International journal of paediatric dentistry / the British Paedodontic Society [and] the International Association of Dentistry for Children. 2006;16:399–404. [PubMed] [Google Scholar]

13-Pryse-Phillips W. An olfactory reference syndrome. Acta psychiatrica Scandinavica. 1971;47:484–509. [PubMed] [Google Scholar]

Exit mobile version