حقائق وخرافات حول فيروس كورونا الجديد آن الأوان لتوضيحها

مع بداية عام 2020 تفاجأ العالم بضيفٍ ثقيل أعاد مفهوم الوباء إلى الأذهان، بعدما كان من حكايات الماضي المخيفة. حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية للمرة الخامسة في تاريخها عن حالة الطوارئ 1، لكن لماذا؟ لماذا اكتسب فيروس كورونا الجديد كل تلك الشهرة العارمة على الرغم أنه ليس الأخطر على الساحة كما سنرى معاً بعد قليل؟ والأمر الأسوء هو ارتباط شهرته بفاهيم وخرافات خاطئة آن الأوان للإفصاح عنها، واستبدالها بالحقائق؛ حتى نستطيع أن نتوقع ما سيحدث بدقة.

ما مدى قدرة فيروس كورونا الجديد على الانتشار؟

تشير الإحصائيات الأولية أن الشخص الحامل للفيروس قادر على إصابة متوسط 1.5 إلى 3.5 شخص محيط بمعنى أن 5 أشخاص قادرين على إصابة حوالي 368 شخص بعد 5 دورات من انتشار العدوى مما يجعله مشابه لقرينه «SARS» الذي انتشر في الصين عام 2003.

ينتشر الفيروس في الهواء لكن لثقل جزيئاته يسقط على الأرض خلال عدة أقدام. مما يجعله لا يقارن بعدة أمراض أخرى تنتشر خلال مئات من الأقدام مثل الحصبة أو الجدري المائى وغيرهم.

نستطيع من خلال تلك الأرقام توقع ما سيحدث فإذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة ستظل قدرة الفيروس على الانتشار ثابتة مسبباً وباء حقيقي. لكن إذا تم اتخاذ الإجراءات اللازمة ستتقلص قدرته على الانتشار مثلما حدث مع «SARS» عام 2003 حيث تقلصت قدرته على الانتقال إلى 0.4 شخص فقط.

إصابة بدون السفر للصين :

هل يمكن أن يحدث ذلك؟ في الحقيقة نعم، لكن الأمر يتطلب الاحتكاك بشخص كان في الصين تحديداً مدينة ووهان – مصدر الوباء- كما سنلاحظ في الأمثلة التالية.

  1. دولة فيتنام بلغت عن أول شخص مصاب عائد من ووهان كان على احتكاك بوالده المصاب.
  2. دولة اليابان بلغت عن إصابة سائق تاكسي كان يعمل في نقل سياح قادمين من ووهان.
  3. في ألمانيا إصابة شخص كان على احتكاك بمواطن صيني مصاب.
  4. في تايوان إصابة رجل نتيجة احتكاكه بزوجته المصابة العائدة من الصين.

نقطة قوة الفيروس في موطنه :

من أكثر الأمور المثيرة في فيروس كورونا الجديد وجوده في الصين في منطقة مثل ووهان مدينة مليونية بها ما يقارب 11 مليون نسمة ينتقل منها ما يقارب 3500 مسافر إلى مختلف المدن حول العالم، وكذلك تعد منطقة مهمة في الصين على صلة بمدن كبرى مثل شنغهاي، بكين،… وغيرهم. وتُعَد ظروف تطور المواصلات التي مرت بها الصين منذ عام 2003 -حيث انتشار «SARS»- نقطة قوى لصالح انتشار فيروس كورونا الجديد ليس فقط في الصين بل إلى أفريقيا والولايات المتحدة وأوروبا. وقد اتخذت الصين خطوات بالغة الحزم في منع التنقلات من وإلى ووهان، ولكن تلك الإجارءات أدت أيضاً إلى نقص الغذاء والدواء في المدينة. كما أنها يمكن أن تكون متأخرة ويكون المصابين انتشروا بالفعل في الصين وخارجها.

فترة حضانة فيروس كورونا الجديد:

في البداية ما هي فترة الحضانة؟ هي فترة التي يتواجد الفيروس في الجسم لكن بدون إظهار أي أعراض في بعض الأحيان  يكون المريض معدي لمن حوله. من المهم معرفة فترة الحضانة لتحديد فترة الحجر الصحي فوجود فترة حضانة كافية يؤدي إلى فرصة أقوى للوقاية.

كانت فترة الحضانة في «SARS» خمسة أيام يكون المريض فيها غير معدي لمن حوله، وحتى بعد ظهور الأعراض يظل المريض غير معدي إلا بعد أربع إلى خمس أيام مما أتاح فرصة كافية لوقف انتشار الفيروس.

لا وجود لفترة حضانة محددة حول فيروس كورونا الجديد حيث تتراوح فترة حضانته بين يومين إلى 12 يوم.  كما أننا مازلنا في جهلٍ حول إمكانية انتقال الفيروس من الشخص المصاب أثناء فترة الحضانة.

مصدر الفيروس الأصلي هو الخفافيش:

بصفة عامة مصدر فيروس كورونا حيواني مثل «MERS» فمصدره الجمال 2. في حالة فيروس كورونا الجديد يقتنع الكثير من الباحثين أن مصدره الخفافيش حيث وُجِد أن نفس الفيروس الموجود في المصابين حاليا متواجد في الخفافيش. والذي أكد تلك الشكوك هو انتشار شوربة الخفافيش في الصين. كما أن مصدر العديد من الفيروسات السابقه مثل إيبولا أو «SARS» كان أيضا مرتبط بالطيور من بينهم الخفافيش.

هل تقي الكمامات من الإصابة بالفيروس؟

مع بداية انتشار فيروس كورونا في الصين نصحت السلطات الحكومية بارتداء الكمامات لكن يؤكد الباحثون أنها آخر خطوط الدفاع، وتقل قيمتها كثيراً إذا كان بها ثقوب؛ لذلك يعتقد الباحثون أنها وقائية فعلا ولكن ليست للدرجة المتوقعة أو التي تُسوق لها. كما أن حك الأنف أو الفم أسفل الكمامة يلغي فائدتها.

ماذا عن وجود تطعيم؟

حتى الآن لا وجود لتطعيم، لكن مراكز بحث صينية، وثلاث شركات روسية وغيرهم بدأوا بالفعل في تطوير تطعيم ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من اختبار التطعيم خلال ثلاث شهور من الآن ومن المتوقع أن ينتهي تطوير التطعيم خلال عام من الآن.

وقد أعلن علماء في أستراليا عن صناعة الفيروس باستخدام عينة من المصابين.

كما أن الخبرة التي اكتسبها العلماء من المواقف المشابهة قد تساعدهم في ذلك الموقف حيث في عام 2003 تم تطوير تطعيم خلال 20 شهر جاهز للتجارب على البشر ولم يتم استخدامه لأن الوباء تم احتوائه.

هل الفيروس مميت حقاً؟

المؤشرات الأولى كانت بالغة الخطورة حيث كانت نسبة الوفاة كبيرة في البداية تم إحالة الكثير من المرضى للعناية المركزة، ثم أخذت بالنقصان بعدها لتشير الإحصائية أن نسبة الوفاة لا تتخطى 3% قد تكون تلك النسبة غير دقيقة؛ وذلك لنقص المعلومات ونقص طرق التشخيص المبكر؛ لكون الفيروس جديد كلياً. لكن يبقى الفيروس أقل فتكاً من أقرانه «SARS» و «MERS» وأقل من أنفلونزا الطيور، إيبولا، شلل الأطفال، الجدري، الحمى الأسبانية.

هل هناك علاج؟

في الحقيقة لا، وقد انتشرت خرافة أن شُرب «السوائل المبيضة- bleach» أو السوائل المنظفة مثل «Miracle mineral solution» أو معجزة الحل المعدنية قد يكون علاج لكورونا بالطبع ما ذلك إلا خرافة حيث أنها تحتوي على مواد سامة تسبب القيء الشديد والإسهال وخفض ضغط الدم بدرجة كبيرة، وقد يكون خطر على الحياة ويسبب الوفاة والفشل كلوي والكبدي بحسب تحذيرات الخبراء. تلك الخرافة انتشرت أيضا مع أمراض أخرى مثل التوحد أو الإيدز.

كارثة كورونا لفتت الأنظار أن بروباجندا الخرافة لا تقل خطراً عن الكارثة نفسها ويجب مواجهتها.

مصادر :

The sun 

New York times 

كيف يمكن للصين بناء مستشفى في عشرة أيام فقط؟

كيف يمكن للصين بناء مستشفى في عشرة أيام فقط؟

تسارع السلطات الصينية لبناء مستشفى في عشرة أيام في (ووهان- Wuhan)، المدينة تعتبر قلب تفشي (فيروس كورونا)، للمساعدة في مكافحة الفيروس سريع الانتشار. حيث أن تفشي المرض أجهد موارد مستشفيات (ووهان)، الذين أُجبروا على رفض المرضى بسبب نقص الأسرة والإمدادات الطبية الأساسية. من المتوقع أن يتم تشغيل مستشفى (هووشينشان – Huoshenshan) الذي يتسع لـ 1000 سرير في الثالث من فبراير، بينما من المفترض أن يكون الثاني، وهو مستشفى يتسع لـ 1600 سرير يدعى (ليشنشان – Leishenshan)، جاهزًا بحلول الخامس من فبراير، بعد 10 إلى 12 يومًا فقط من الإعلان عن إنشائهما. وبعيدًا عن مأساة تفشي الفيروس، فنستعرض في المقالة كيفية بناء ذلك في عشرة أيام فقط.

تصميم المستشفى

يقدم منظور تم نشره على موقع شركة الإنشاءات لمحة عن الشكل الذي قد يبدو عليه موقع (هووشينشان) بمجرد الانتهاء منه. كما تقدم الصور ومقاطع الفيديو وغيرها من المعلومات التي تقدمها شركة البناء والمسؤولون الصينيون صورة أكثر اكتمالًا عن كيفية بناء مثل هذه المنشأة بهذه السرعة. يمتد مستشفى (هووشينشان) على مساحة ثمانية أفدنة ويشمل وحدة العناية المركزة وأجنحة المرضى وغرف الاستشارات وغرف المعدات الطبية وغيرهم. سيتم بناء أجنحة منفصلة للحجر الصحي لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى، وفقاً لتلفزيون الصين المركزي.

سيكون المستشفى عبارة عن مبنى من طابقين يتكون من وحدات مديولية مسبقة الصنع، وفقًا لموقع (China State) للانشاءات الهندسية. بدأت مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالبناء في موقع (هووشينشان) في الظهور على الإنترنت في 24 يناير، تحتوي على عشرات الحفارات والجرافات وغيرها من معدات الحفر التي تهرع لتسوية الأرض.

تصميم الوحدة المديولية

تبلغ مساحة كل وحدة حوالي 100 قدم مربع أي حوالي 9.2 متر مربع، ويمكنها استيعاب سريرين، وفقًا لصحيفة (People’s Daily)، الصحيفة الرئيسية للحزب الشيوعي الصيني. يتم تقليل الضغط في الغرف بحيث يتم سحب الهواء إليها، حيث ان الهواء يتحرك من الضغط المرتفع الى الضغط المنخفض، وهي ممارسة شائعة في المستشفيات لمنع الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الهواء من الانتشار خارج الغرفة وإلى الممرات. (وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.)

لكن كيف يمكن للصين ضغط جدول المشروع الى عشرة أيام؟

تثير وتيرة البناء المتسارعة في ووهان العديد من الأسئلة: كيف يمكن للصينيين ضغط مواعيد الإنشاء جذريًا؟ عادة ما يستغرق إنشاء مبنى – وهو مستشفى متكامل الخدمات به معدات طبية – عدة سنوات فكيف للصين بناء مستشفى في عشرة أيام فقط. وهل يمكن أن يكون البناء السريع آمنًا حقًا؟

يوضح (Scott Rawlings)، المهندس المعماري المسئول عن شركة الهندسة العالمية (HOK) المتخصصة في المنشآت الصحية، أن ما يبنيه الصينيون ليس منشأً طبيًا نموذجيًا، بل هو “مركز فرز لإدارة العدوى الجماعية”.

أتردد في الإشارة إلى المستشفى الذي أقيم اليوم في ووهان كمستشفى دائم، وهو بالتأكيد ليس مرفقًا متكامل الخدمات، عندما نقوم بتصميم ذلك، فإننا نأخذ في الإعتبار استخدام المبنى وقدرته على التكيف لمدة 75 عامًا في المستقبل… الصين ليس لديها هذا الترف في تصميم المستشفى الجديد في (ووهان).

يوضح رولينجز، الذي يعمل حاليًا في مستشفى جديد بسعة 500 سرير في مدينة (تشنغدو) ومستشفيين في (هونغ كونغ)، أنه بالنسبة لمشروع مستشفى نموذجي، يتم قضاء وقت كبير في التشاور مع المرضى والموظفين الطبيين ومسؤولي الرعاية الصحية والمجتمع المحيط. للتأكد من أن التصميم فعال لجميع المستخدمين.

مع عدم وجود وقت لإجراء الاستشارات لتصميم مخصص جديد، يستخدم مسؤولو (ووهان) مخططات من مستشفى (شياوتانغشان – Xiaotangshan)، وهو منشأة طبية تتسع لـ 1000 سرير في ضواحي (بكين) تم تجميعه خلال أسبوع خلال (وباء السارس) في عام 2003.

صورة: كهربائيون يتسابقون لبناء مستشفى (شياوتانغشان) في بكين خلال وباء السارس عام 2003.

استخدام الوحدات الجاهزة هو مفتاح الإسراع في مستشفيات ووهان. يتم تجميع الغرف المُصنَّعة بالكامل في المصنع وتنقل بالشاحنات وتوضع في مكانها. ليتم بناء مستشفى في عشرة أيام فقط.

يؤكد المهندس Thorsten Helbig، وهو مهندس إنشائي ومؤسس مشارك لشركة الهندسة الألمانية (Knippers Helbig)، والذي يُدَّرِس حاليًا في (Cooper Union) في مدينة نيويورك، أن تقنية البناء سابقة التجهيز هذه آمنة تمامًا من الناحية الإنشائية.

يوضح أنه نظرًا لأن الوحدات يتم تجميعها في ظل بيئة خاضعة لمراقبة الجودة بالمصنع، فإنه يمكن للمصممين والإنشائيين استكشاف أي مشاكل والتأكد من أن جميع الوحدات المديولية تعمل معًا قبل أن يتم تجميعها. يعتمد البناء التقليدي، من ناحية أخرى، على الظروف الجوية والجدول الزمني من مختلف المقاولين الذين يعملون على جوانب مختلفة من المشروع. اليوم، تضم سلاسل الفنادق من (Citizen M) و (Marriott) إلى شركة (KPMG) التي افتتحت حديثًا في فلوريدا ، الأجزاء مسبقة الصنع في خطة البناء الخاصة بها.

يقول رولينغز إن تاريخ الصين مع الأوبئة الجماعية قد أعدهم للأزمة المستمرة في ووهان.

“من نواحٍ كثيرة، تتفوق الصين على الولايات المتحدة والدول الأخرى عندما يتعلق الأمر بالرد على الإصابات الجماعية، كما حدث من قبل مع السارس في أوائل العقد الأول من القرن العشرين… يمكن أن يكون لدى الصين أيضًا قيود بيروقراطية أقل عندما يتعلق الأمر بتصميم وبناء مشاريع ضخمة مثل هذا المشروع، لا سيما عندما يكون الكثير على المحك”.

هناك عوامل جديرة بالملاحظة من شأنها تسريع مشاريع البناء في الصين: الافتقار إلى النقابات العمالية، والتدفق المستمر للعمالة الرخيصة من البلدات المحلية، وتوافر مواد البناء. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن معايير البناء في الصين أكثر تساهلاً مقارنة بالنظيرات الغربية.

المستشفيات المسبقة الصنع: آمنة ولكن ليست مستدامة دائما

يقول (Helbig)، الذي عمل في العديد من مشاريع البنية التحتية الرئيسية في الصين بما في ذلك مطار (Shenzhen Bao’an) ومنتجع ديزني في شنغهاي، إن هوس الصينيين الكبير بالهندسة والعمارة جعل البنائين الصينيين متفوقين وبارعين للغاية. ففي عام 2016، أكملوا 84 ناطحة سحاب (أبراج بارتفاع 650 قدمًا وأعلى) مقارنة بسبعة فقط في الولايات المتحدة، على سبيل المثال. كما تم بناء ناطحة السحاب الصغيرة المكونة من 57 طابقًا في (هونان) في 19 يومًا فقط.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=_JUi6i_p7TI[/embedyt]

فيديو: موقع بناء مستشفى (هووشينشان).

يضيف (Helbig) أن الرغبة في الابتكار تساعد أيضًا. حيث يلاحظ أنه مقارنة بالدول الأمريكية والأوروبية، فإن الصينيين أكثر راحة في تبني طرق بناء جديدة.

“إنهم منفتحون جدًا على التقنيات الجديدة والتغيرات التكنولوجية، وهذا يختلف حقًا عن العالم الغربي في بعض النواحي. كمهندس، أقدر هذا الموقف جدًا. فنادراً ما يتمسك الصينيون بكيفية قيامهم بالأشياء في الماضي”.

ولكن بالرغم من سرعة وآمان تلك المباني في الصين، فإنها ليست بالضرورة مستدامة دائمًا، يوضح هيلبيج. “لا أستطيع أن أتخيل أن هذه المباني هي أفضل الحلول”. لقد تم التخلي عن مستشفى (شياوتانغشان) في بكين بعد احتواء وباء السارس، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. نظرًا لأنه من الصعب إعادة استخدام مثل هذا المرفق المتخصص لأي استخدام آخر، مما يجعلها عديمة الفائدة إلى حد كبير بعد الطوارئ.

يقول (Helbig)، وهو مؤيد للعمارة المستدامة الخشبية، إنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به في تصميم الوحدات مسبقة الصنع صديقة للبيئة، يمكن تفكيكها وإعادة استخدامها في حالات الطوارئ الأخرى أو غيرها من الهياكل المفيدة.

 

المصادر:

How China Can Build a Coronavirus Hospital in 10 Days

How China can build a hospital for Coronavirus patients in a week

 

أقرأ أيضًا: لماذا تعد صيانة المباني مهمة للغاية؟

إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا كحالة طوارئ

يبدو أن فيروس كورونا لم يعد مجرد أزمة عابرة، وما نقف أمامه منذ أواخر ديسمبر عام 2019 يُعد مشكلة حقيقية. فلم يقتصر الأمر فقط على الصين بل جذب الاهتمام العالمي.

تم الحديث سابقا عن فيروس كورونا تفصيلاً في مقال الحقيقة وراء فيروس كورونا، وكيف تحمي نفسك منه؟1

إعلان حالة الطوارئ ضد فيروس كورونا.

في ظل تصاعد الأزمة وتشخيص أكثر من عشرة آلاف شخص في الصين وحدها بينهم 213 قيل، وانتقال الفيروس لثمانية عشرة دولة مصيبا 98 حالة من بينهم تايلاند، فرنسا، اليابان، أستراليا…. إلخ دفع ذلك مسؤولي منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ وذلك في يوم الخميس الماضى الموافق 30 يناير؛ باعتبار ما يحدث هو أمر غير مسبوق يتطلب اتخاذ احتياطات غير عادية، إلا أن ذلك الإعلان لا يشكك في الإجراءات التي اتخذتها الصين بل تشيد منظمة الصحة العالمية بتلك الإجراءات إلى حد كبير مع نقض بعض العيوب.

حيث قامت الصين:

  1. بمنع التنقل من وإلى مدينة ووهان كمصدر للكارثة
  2. إغلاق أسواق بيع الدواجن الحية، والسمك، والحيوانات المفترسة؛ حيث يعُتقد أن الحيوانات هي مصدر العدو.
  3. تعليق الاتجار بالحيوانات المفترسة على مستوى الدولة كلها.
  4. تعطيل العمل في المدارس.
  5. توقف الرحلات السياحية.

ذلك ما أشادت به منظمة الصحة العالمية.

لكن لم يخلو الأمر من بعض الآثار الجانبية حيث يضطر بعض المرضى للسير، أو ركوب العجل لمسافات طويلة للوصول المستشفيات. وكنتيجة للعزلة المفروضة على ووهان أصبح هناك نقص في الطاقم الطبي والأسّرة وكذلك الأدوية بما لا يتناسب مع عدد المصابين، وعدم قدرة الخبراء حول العالم المشاركة في الوضع الراهن في الصين حتى يصلوا لأصل المشكلة وحلها.

وعلى الصعيد الآخر اتخذت بعض الدول إجراءات مكثفة للحماية من فيروس كورونا حيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، كوريا الجنوبية… وغيرهم بفحص المسافرين وعزل المرضى في حجر صحي وقامت بعض الدول الأخرى بتعليق رحلاتها للصين من بينهم إيطاليا، روسيا، كوريا الشمالية… وغيرهم، وكذلك قامت بعض الشركات بحظر السفر للصين وتعليق التعاملات التجارية معها مثل جوجل، تسلا، ستاربكس.

السيناريو الأسوء:

يعد السيناريو الأسوء في تلك الحالة هو أن يجد الفيروس طريقه لإحدى الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل؛ حيث في تلك الحالة ستحدث الكارثة الحقيقية فتلك الدول تفتقر إلى متطلبات كبح الأزمات الصحية حيث ممكن أن يتكرر سيناريو فيروس إيبولا الذي انتشر عام 2014 في غرب إفريقيا مسبباً كارثة تعتبر من أسوء الكوارث في التاريخ البشري الحديث، الأمر المطمئن أن 99% من الحالات المصابة تتواجد في الصين فقط كما أن إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطواريء يُعد خطوة جيدة لاحتواء الأزمة، ودعم الدول الفقيرة والمتوسطة ضد فيروس كورونا.

هل يُعد فيروس كورونا الكارثة الصحية الأخطر في العصر الحديث؟

الإجابة لا؛ فقد مررنا بالأسوأ ، ولم تكن تلك المرة الأولى التي تعلن فيها منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ على المستوى العالمي. فقد تم الإعلان عنها خمس مرات فيما مضى.

  1. عام 2009 : الإعلان عن حالة الطوارئ ضد إنفلونزا الخنازير.
  2. عام 2014 : وذلك نتيجة انتشار شلل الأطفال بداية من 2013.
  3. عام 2016 : نتيجة انتشار مرض «زيكا- Zika» في الأمريكيتين.
  4. عامي 2014 و 2019 : في مواجهة انتشار فيروس «إيبولا- ebola» الكارثة الصحية الأخطر على الإطلاق في عصرنا الحديث حيث إصابة 30000 بينهم 11000 قتيل واستمرت من عام 2014 حتى 2016 وعاد مرة أخرى العام الماضي في الكونجو.

ونحن الآن في خضم المرة الخامسة.

الوضع في الصين :

وصل الفيروس لمنطقة التبت في غرب الصين مما يدل على انتشار الفيروس أغلب ربوع الدولة، والجدير بالذكر أن كل حالات الوفيات فى منطقة واحدة وهي «هوبي- Hubei». جميع المخاوف الآن متعلقة بعدم القدرة على احتواء الفيروس في أقل نطاق ممكن وإن كانت المؤشرات الراهنة ليست بالغة السوء.

مصادر:

BBC

New York times

عدوى فيروس كورونا خارج الصين كيف حدث ذلك؟

أصاب فيروس كورونا آلاف الأشخاص في الصين وجميع الحالات خارج الصين تقريباً كانت لأشخاص وصلوا مؤخراً من ووهان، لكن هل حدثت عدوى لأشخاص آخرين خارج الصين؟

عدوى فيروس كورونا خارج الصين

أصيب شخصان من اليابان وألمانيا بفيروس كورونا، لكنهم لم يزورا المنطقة التي انتشر فيها الفيروس في الصين. أحد المريضين كان سائق حافلة ياباني في مدينة نارا ويبلغ الستين من العمر، حيث نقل مجموعتين من السياح الصينيين القادمين من مدينة ووهان الصينية. شُخِّص المريض بالالتهاب الرئوي ونُقل إلى المشفى.

بالإضافة إلى ذلك أكدت وزارة الصحة اليابانية إصابة رجل آخر في الأربعين من عمره كان يسكن في مدينة ووهان، حيث وصل إلى اليابان يوم 20 كانون الثاني. مما دفع وزراة الصحة إلى فحص الأشخاص الذين تواصلوا مع المريضين الجديدين، وهكذا يكون قد ارتفع عدد المصابين في اليابان إلى 6 أشخاص.

تسجيل الإصابة الأولى في ألمانيا

سجلت ألمانيا الحالة الأولى لرجل في الثالثة والثلاثين من عمره حيث أُصيب بعد زيارة زميله الصيني لمكان عمله، وقال المسؤولون من بافاريا أنَّ الرجل من منطقة شتارنبرغ جنوب ميونيخ بحالة جيدة حيث عُزل كإجراء احترازي.

قال أندرياس زابف رئيس مكتب بافاريا للصحة والسلامة الغذائية أنَّ الرجل شارك في دورة تدريبية في مكان عمله يوم الثلاثاء الماضي حيث شاركت في الدورة موظفة من نفس الشركة جاءت من الصين. المرأة لم تكن تشعر بأي أعراض من قبل، غادرت إلى منزلها يوم الخميس عبر الطائرة ثم ذهبت إلى الطبيب بعد شعورها بالمرض أثناء الرحلة حيث تبين إصابتها بفيروس كورونا.

تسكن المرأة في مدينة شنهاي الصينية، لكن زارها والداها من مدينة ووهان. علمت الشركة بإصابتها يوم الإثنين حيث أبلغت السلطات والموظفين.  تقدم الموظف الذي كان في الدورة التدريبية وقال أنَّه عانى من أعراض شبيهة بالتهاب الشعب الهوائية خلال عطلة نهاية الأسبوع ولذلك عاد للعمل يوم الإثنين.  وبعد تلقي نتائ الاختبار الإيجابية مساء الإثنين قررت السلطات عزله في المشفى.

أكد مورد قطع غيار السيارات في شركة Webasto بأنَّها الشركة المعنية وقال أنَّ الرجل يعمل في مقره الرئيسي في ستوكدورف جنوب ميونيخ. وألغت الشركة جميع الرحلات من وإلى الصين للأسبوعين المقبلين ومنحت موظفي ستوكدورف حرية العمل من المنزل هذا الأسبوع.

عدوى في فيتنام

قالت منظمة الصحة العالمية أنَّ إحدى الحالات في فيتنام تضمنت انتقال العدوى من إنسان لآخر خارج الصين. وبسبب استمرار انتشار المرض خارج الصين أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس 30 كانون الثاني أنَّ فيروس كورونا المستجد يمثل حالة طواريء عالمية.

المصادر:

Independent

BBC

Exit mobile version