Ad
هذه المقالة هي الجزء 8 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

صندوق الاستثمار (Mutual Fund) هو محفظة لرأس المال، تنتمي إلى العديد من المستثمرين. تلك المحفظة ذات استخدام جماعي. يفتح صندوق الاستثمار الباب على مصراعيه أمام الفرص الاستثمارية المختلفة ويهدئ من روع المستثمرين الأقل خبرة لوجود مدير صندوق محترف كما أن رسوم الصندوق قليلة نسبيًا. تدار الصناديق وفقًا لخطة وغرض عام ينفرد مدير الصندوق بتحديدهما، بما يضمن التنوع في جهات الاستثمار ومخاطر أقل [1].

لماذا صناديق الاستثمار؟

  1. هذه الأدوات مخصصة لأولئك الذين يجدون الاستثمار الفردي عسيرًا أو يعجزون عن الوصول إلى الأسواق. كما من شأن الصناديق تنويع مناحي الاستثمار، بفضل الصندوق، تصبح مدخرات المستثمرين جميعها في أيدي مديري الاستثمار الذين يستطلعون أخبار السوق ويستعينون بالمحللين بحثًا عن أفضل الفرص لتحقيق الربح [2].
  2. قوام هذه الصناديق الأرباح الرأسمالية المحققة عن طريق ارتفاع قيمة الأوراق المالية.
  3. مع صناديق الاستثمار، لا يتخذ المستثمرون الأفراد قرارات بشأن “كيفية” استثمار الأصول، إذ انتهى دورهم عند اختيار الصندوق بناء على أهدافه ومخاطره ورسومه.
  4. يشرف مدير الصندوق على الصندوق، ويقرر الأوراق المالية التي يجب أن يحتفظ بها، وبأي كميات ومتى يجب شراء الأوراق المالية وبيعها [3].

يكون الاستثمار في الصندوق وفقاً لتعاقد بين المستثمر والصندوق يطلق عليه اسم نشرة الاكتتاب العام (Mutual Fund Prospectus) أو مذكرة المعلومات للطرح الخاص (Information Memorandum) وهي مذكرة تتم مراجعتها واعتمادها من الهيئة العامة للرقابة المالية؛ ولا يحق لأي جهة تغيير شروط النشرة أو مذكرة المعلومات دون الحصول على موافقة الهيئة المسبقة وموافقة المستثمرين (حملة الوثائق) في الحالات التي تتطلب ذلك. تُسند إدارة أموال المستثمرين إلى جهة متخصصة مرخص لها من الهيئة العامة للرقابة المالية يطلق عليها اسم مدير استثمار.

استرشادات هامة

  1.  يتعين على المستثمر قبل الاستثمار الاطلاع بدقة على كامل نشرة الاكتتاب الخاصة بصندوق الاستثمار والمعتمدة من الهيئة العامة للرقابة المالية؛ وتحديد درجة المخاطر المرتبطة بالسياسة الاستثمارية الخاصة بالصندوق التي يستطيع أن يتقبلها.
  2. يجب الانتباه إلى الحدود الدنيا والقصوى لنسب الاستثمار حسب السياسة الاستثمارية الخاصة بالصندوق والمفصح عنها في نشرة الاكتتاب. إذ تضع اللوائح حدًا أقصى للحد من مخاطر تركز الاستثمار في الأوراق الصادرة من جهة واحدة.
  3. يتعين إدراك العلاقة الطردية بين درجة المخاطر المرتبطة بالاستثمار والعائد المتوقع على ذلك الاستثمار (كلما انخفضت المخاطر المرتبطة بالاستثمار انخفض العائد المتوقع والعكس صحيح)
  4. ينبغي الاطلاع على تقارير الأداء السابقة للصندوق المستهدف، من حيث ترتيبه بين الصناديق الأخرى من حيث العوائد ومدى التغير السنوي في تلك العوائد.
  5. سيتعين حضور اجتماعات حملة الوثائق والتصويت على القرارات.
  6. ينصح بالاطلاع على مؤشرات أداء مدير الاستثمار وأرقامه.
  7. نسبة العوائد على الأموال المستثمرة غير محددة سلفًا.

أنواع صناديق الاستثمار

تنقسم الصناديق إلى نوعين رئيسيين، هما الصناديق المفتوحة (Open-End Funds) والمغلقة (Closed-End Fund). تنتمي غالبية أصول صناديق الاستثمار إلى ما يعرف بالصناديق المشتركة المفتوحة، وتصدر هذه الصناديق أسهما جديدة كلما أضاف المستثمرون أموالا إليها، وتُسحب الأسهم مع استرداد المستثمرين للأموال. تُسعر تلك الصناديق عادة مرة واحدة فقط في نهاية يوم التداول. يجري تداول الصناديق المغلقة على نحو شبيه بتداول الأسهم، وهي صناديق استثمار مُدارة تصدر عددًا ثابتًا من الأسهم وبالتالي لها رأس مال مستثمر ثابت وتتداول في البورصة. يتم تداول الصندوق بناء على عرض المستثمر وطلبه، فيجوز للصندوق المغلق التداول بزيادة أو خصم من صافي قيمة أصوله.

تشتمل صناديق الاستثمار على:

  1. صناديق أسواق المال: كالبورصة وتُعنى بالدخل الثابت قصير الأجل.
  2. صناديق الاستثمار العقاري ذات الطبيعة غير المالية.
  3. صناديق السندات والأسهم.
  4. صناديق ذات عائد مطلق: تغض الطرف عن اتجاهات السوق وتحقق عوائد رغم التقلبات.
  5. الصناديق الأجنبية: المصرح لها بالتداول في الخارج.

مزايا صناديق الاستثمار

إدارة احترافية لمحفظتك

عندما تشتري صندوقًا مشتركًا، فإنك تدفع رسومًا إدارية كنسبة من نفقات الصندوق، ما يؤدي إلى توظيف مدير محفظة محترف يشتري ويبيع الأسهم والسندات وما إلى ذلك. أي أنك تدفع مبلغًا صغيرًا نسبيًا في سبيل مساعدة احترافية في إدارة المحفظة. يقرر مدير الصندوق ومن يستشيره من الباحثين الأوراق المالية المناسبة سواء كانت حقوق الملكية أو الديون أو مزيجًا من الاثنين وفقًا للأهداف الاستثمارية للصندوق. كما يقدم مدير الصندوق النصح حول مدة الاحتفاظ بالأوراق المالية [4]. يمكنك التحقق من نسبة المصروفات قبل المضي قدمًا واختيار الصندوق الذي يحوي أقلّها.

إعادة استثمار الأرباح

إبان الإعلان عن توزيعات الأرباح والفوائد الأخرى للصندوق، يمكنك استخدامها لشراء أسهم إضافية في الصندوق المشترك، ما يعزز نمو استثماراتك.

تقليل المخاطر (الأمان)

تتضاءل مخاطر المحفظة بفضل التنويع. يوزع مدير الصندوق استثماراتك من خلال شراء أسهم في شركات متنوعة. إذ يختارون صناعات وقطاعات مختلفة، وبالتالي عندما لا تفي إحدى فئات الأصول بالغرض، يمكن للقطاعات الأخرى التعويض لتجنب الخسارة للمستثمرين.

الراحة والتسعير العادل

من اليسير المشاركة في صناديق الاستثمار وفهم ما تنطوي عليه من قواعد. عادةً ما يكون الحد الأدنى للاستثمار منخفضًا. كما أن التداول بسيط ويُتاح لمرة واحدة يوميًا عند إغلاق صافي قيمة الأصول (Net Asset Value). ومن السهل العثور على صندوق استثمار يناسب دخلك.

السيولة والتوفير

 إذا نأيت بنفسك عن الصناديق المشتركة المغلقة، فلديك مساحة من السيولة تيسر شراء الوحدات وبيعها في الصناديق المفتوحة عند ارتفاع سعر السهم لتحقيق الأرباح. قد يخبرك البائع أن سعر كيلوجرام من البطاطا يساوي 6 جنيهات ولكن إذا أخذت كيلوجرامين فسيصبح السعر 10 جنيهات فقط. ينطبق نفس المنطق على وحدات الصناديق المشتركة أيضًا. إذا اشتريت عدة وحدات بصندوق استثمار مشترك في وقت واحد، فستكون رسوم المعالجة ورسوم العمولات الأخرى أقل مقارنة بشراء وحدة.

عيوب صناديق الاستثمار

انتهاكات الإدارة

قد يسئ المدير استخدام سلطته لاستغلال المستثمرين وقد ينقلب عليهم. وهذا يشمل التداول الذي لا طائل له، والإفراط في الصفقات غير الضرورية، وترك الأسهم الخاسرة وأصحابها بدعوى تنظيم الدفاتر وإغلاقها قبل انقضاء ذاك الربع من السنة المالية. الإدارة المهنية للصندوق لا تضمن أداء أموالك. حيث أن المدير يملك الأموال ويدعمه فريق المحللين، فليس لديك أي سيطرة على استثمارك.

عدم الكفاءة الضريبية

شئنا أم أبينا، ليس لدى المستثمرين خيار عندما يتعلق الأمر بالأرباح على رأس المال في الصناديق المشتركة. نظرًا لتقلب الأسعار واسترداد الأنصبة والمكاسب والخسائر في الأوراق المالية على مدار العام، يتلقى المستثمرون عادةً توزيعات من الصندوق، توزيعات لا قبل لهم بها. ما يعد حدثًا ضريبيًا لا يمكن السيطرة عليه.

نسب نفقات عالية ورسوم مبيعات

حتى إذا لم تكن رسوم الصناديق من أولوياتك، توخى الحذر. إذ يمكن أن تخرج عن السيطرة. على سبيل المثال، إذا تجاوزت نسب الإنفاق 1.50٪، تعتبر التكلفة مرتفعة للغاية. كن حذرًا من رسوم الإعلان- ورسوم المبيعات بشكل عام. هناك صناديق حسنة الذكر وبلا رسوم مبيعات. فالرسوم تقلل عوائد الاستثمار الإجمالية. لا تنطبق فكرة الرسوم والمصاريف الإدارية على شراء الأسهم أو الأوراق المالية مباشرة في السوق. ليس عبء الدخول وحده ما يعانيه المستثمر عند شراء صندوق استثمار مشترك إذ تفرض بعض الشركات تكلفة خروج أيضًا.

رداءة تنفيذ المعاملات

لمحبي السرعة، صناديق الاستثمار ذات استراتيجية تنفيذ رديئة. عندما يشتري المستثمر أو يبيع بصندوق معين، لن تُنفذ الصفقة إلا بسعر إغلاق السوق، بغض النظر عن وقت تقديم الطلب. أولئك الذين يبحثون عن معاملات أسرع سيصابون بخيبة الأمل.

ضرورة الدراسة

 قد يجد العديد من المستثمرين صعوبة في البحث على نطاق واسع كالخبراء وتقييم المنافع والأضرار المتوقعة. يتعين على المستثمرين دراسة معايير مختلفة قد يشوبها شيء من التعقيد، فالتقييمات والإعلانات الصادرة عن الشركات ليست سوى مؤشر على الأداء السابق للصندوق. الأداء السابق القوي للصندوق ليس ضمانًا لأداء مماثل في المستقبل. بصفتك مستثمرًا واعيًا، يجب عليك جمع المعلومات وتحليل فلسفة الاستثمار  والشفافية والأداء العام لشركة الصندوق عبر مراحل مختلفة في السوق، وعلى مدار فترة زمنية طويلة. تؤخذ تلك التقييمات كنقطة مرجعية ليس إلا. قد تتقلب قيمة الصندوق الاستثماري تبعًا لظروف السوق المتغيرة.

كما عهدنا كل ما يمت بصلة إلى الاستثمار وسوق الأسهم، لا توجد ضمانات. لا تسلم صناديق الاستثمار من التقلبات في السعر. على عكس ما توحي به الإعلانات، فإن الأداء غير مضمون بصحبة صندوق الاستثمار المشترك. كل ما لدينا هو الأداء السابق لاتخاذ قراراتنا. وللعلم، مجرد أن الصندوق المشترك يخسر المال لمدة عام لا يعني أنه سيخسر المال كل عام. تعد أسواق الأسهم فرصة رائعة لزيادة ثروتك لكن ينبغي أن تكون واعيًا تمامًا قبل دخول هذه اللعبة. من المهم أن تتعلم عن السوق وكيفية التفاعل مع الارتفاعات والانخفاضات التي تحدث في النهاية.

بعض صناديق الاستثمار في مصر

  • صندوق استثمار البنك الأهلى الأول ذو العائد التراكمي. توزع أرباحه مرة في العام بحلول نهاية ديسمبر.
  • صندوق استثمار بنك مصر الأول حيث توزيع الأرباح ربع سنوي.
  • صندوق استثمار بنك مصر الرابع المتبع لقواعد الشريعة الإسلامية وأحكامها إذ يوزع العائد بشكل دوري مفتوح.
  • صندوق أمان التابع لبنك فيصل. وهو تشارك بين بنك فيصل الإسلامي والبنك التجاري الدولي.
  • الصندوق النقدي ذو العائد اليومي التراكمي في بنك الإسكندرية. القيمة الإسمية لوثيقته 10 جنيهات لا غير.

المصادر

  1. Investopedia
  2. Investor.gov
  3. Fidelity
  4. Investopedia

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


اقتصاد

User Avatar

عصماء عصمت

أنقل الأفكار إلى العربية. مهتمة بالأدب واللغويات.


عدد مقالات الكاتب : 14
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : عثمان الحمداوي
تدقيق علمي : abdalla taha

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق