Ad
هذه المقالة هي الجزء 3 من 10 في سلسلة مقدمة عن البورصة وكيفية الاستثمار فيها

تحليل الأسهم هو تقييم لأداة تداول معينة أو ناحية استثمار أو حتى السوق نفسه ككل.  يحاول محللو الأسهم تحديد النشاط المستقبلي لأداة الاستثمار موضع الاهتمام أو للسوق بأكمله [1].

ما أهمية تحليل الأسهم؟

إجراء بحث قبل الشروع في الاستثمار أمر لا بد منه. إذ لا يمكنك وضع افتراضات عن قيمة الاستثمار وأدائه المستقبلي إلا بعد إجراء بحث شامل. حتى إذا كنت تتبع نصائح التداول الشائعة بحذافيرها فمن الضروري البحث وتحليل المعطيات، فقط للتأكد من أنك تستثمر في الاتجاه الصحيح ومن ثم تنتظر العوائد بشيء من الطمأنينة.

تخيل نفسك قبل شراء أي شيء سواء كانت سيارة أو هاتف، ألا تقوم بإجراء قدر من البحث حول أدائه وجودته؟ الاستثمار ليس استثناءً للقاعدة. إن ما توشك على الاستثمار فيه هو أموالك التي تكبدت فيها الكثير، لذلك يجب أن تمتلك معرفة معقولة بناحية الاستثمار التي اخترتها [5]. فتحليل الأسهم هو وسيلة للمستثمرين والمتداولين لاتخاذ قرارات البيع والشراء. من خلال دراسة وتقييم البيانات السابقة والحالية، يبحث المستثمرون والمتداولون عن أفضلية في الأسواق نتيجة اتخاذ قرارات مدروسة بعناية [1]. وهناك نوعان رئيسيان من تحليل الأسهم التحليل الأساسي (fundamental analysis) والتحليل الفني (technical analysis).

التحليل الأساسي

يركز التحليل الأساسي على البيانات من مصادرها، بما فيها السجلات المالية والتقارير الاقتصادية وأصول الشركة وحصة السوق.  لإجراء تحليل أساسي على شركة أو قطاع عام، يحلل المستثمرون المقاييس المتضمَّنة في البيانات المالية للشركة – الميزانية العمومية (balance sheet) وبيان الدخل وبيان التدفق النقدي وحتى الحواشي.

كما يتم تحليل تقرير الأرباح (earnings report) الصادر عن الشركة خلال البيان الذي يستعرض أرباحها ربع السنوية (quarterly earnings)، ما يتحرق المستثمرون شوقًا إليه للتأكد من مقدار الإيرادات والمصروفات والأرباح التي حققتها الشركة. عند إجراء تحليل الأسهم على البيانات المالية لشركة ما، يتحقق المحلل عادة من نسب ربحية الشركة، والسيولة، والقدرة على الوفاء بالديون، والكفاءة، ومسار النمو، والفاعلية المالية.  

النسبة الحالية والنسبة السريعة

تُستخدم النسبتان الحالية (current ratio) والسريعة (quick ratio) لتقدير ما إذا كانت الشركة قادرة على سداد التزاماتها قصيرة الأجل بأصولها الحالية المتاحة.  تُحسب معادلة النسبة الحالية بقسمة الأصول المتداولة على الخصوم المتداولة، والأرقام التي يمكن الحصول عليها من الميزانية العمومية.  على الرغم من أنه لا يوجد شيء يسمى نسبة حالية مثالية، إلا أن النسبة الأقل من 1 يمكن أن توحي لمحلل الأسهم بأن شركة في حالة مالية سيئة وقد لا تكون قادرة على تغطية التزامات الديون قصيرة الأجل عند استحقاقها.

فتصبح النسبة الحالية هي المستخدمة من قبل كيانات الشركات لاختبار قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، أي خلال سنة واحدة. أما النسبة السريعة فتعد مقياسًا لكفاءة الشركة في الوفاء بالتزاماتها المالية الحالية، مع أصولها السريعة، أي الأصول التي يمكن تحويلها بسهولة إلى نقد في مدة قصيرة[3].

ما هو دور المحلل؟

بالعودة إلى الميزانية العمومية، قد يرغب محلل الأسهم في معرفة مستويات الديون الحالية على عاتق الشركة. في هذه الحالة، قد يستخدم محلل الأسهم نسبة الديون، والتي يتم حسابها بقسمة إجمالي المطلوبات على إجمالي الأصول.  عادةً ما تعني نسبة الدين الأعلى من 1 أن الشركة لديها ديون أكثر من الأصول. إذا كانت الشركة حينئذ تتمتع بدرجة عالية من النفوذ، فقد يستنتج محلل الأسهم أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يزيد من احتمالية تعثر الشركة في السداد.

على المحلل أيضًا أن يعي قرارات البنك المركزي وتأثيرها. فالعلاقة بين سوق الأسهم والفائدة عكسية نوعًا ما. إذ يؤدي الارتفاع العام في أسعار الفائدة إلى الإضرار بأداء الأسهم. فيرى الأفراد عائدًا أعلى على مدخراتهم عند التعامل مع الأصول محدودة المخاطرة كالسندات أو شهادات الإيداع ما يضعف شهية الاستثمار في الأسهم ويؤدي إلى انخفاض الطلب عليها.

كما يتضمن تحليل الأسهم مقارنة البيانات المالية الحالية للشركة ببياناتها المالية في السنوات السابقة لإعطاء المستثمر فكرة عما إذا كانت الشركة في حالة نمو أم استقرار أم تدهور.  يمكن أيضًا مقارنة البيانات المالية للشركة مع تلك الخاصة بشركة واحدة أو أكثر في نفس المجال.  قد يتطلع محلل الأسهم إلى مقارنة هامش الربح التشغيلي (operating profit margin) لشركتين متنافستين، من خلال النظر في بيانات الدخل الخاصة بهما.

 هامش الربح التشغيلي

 هو مصطلح يشير إلى نسبة الربح المحقق من المبيعات بعد طرح تكاليف الإنتاج المتغيرة، مثل الأجور والمواد الخام، ودون طرح الفوائد والضرائب. يوضح مقدار الإيرادات المتبقية بعد دفع مصاريف التشغيل ويخبرنا بالجزء المتبقي من الإيرادات لتغطية التكاليف غير التشغيلية. يُحسب من طريق قسمة الإيرادات التشغيلية على مجموع الإيرادات. يُنظر إلى شركة بهامش تشغيلي 0.30 على نحو أفضل من أخرى بهامش 0.03.  يعني هامش التشغيل 0.30 أنه مقابل كل دولار من الإيرادات، يتبقى لدى الشركة 30 سنتًا بعد تغطية تكاليف التشغيل.  بمعنى آخر، تستخدم الشركة 70 سنتًا من كل دولار في صافي مبيعاتها لدفع تكاليفها المتغيرة أو التشغيلية[4].

التحليل الفني

يركز التحليل الفني على دراسة حركة السعر الماضي والحاضر للسهم للتنبؤ باحتمالية تحركات الأسعار في المستقبل.  يقوم المحللون الفنيون بتحليل السوق المالي ككل ويهتمون بشكل أساسي بالسعر والكثافة، بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب التي تحرك السوق.  الرسوم البيانية هي أداة رئيسية للمحللين الفنيين لأنها تعرض رسمًا توضيحيًا لاتجاه السهم خلال فترة زمنية محددة. باستخدام الرسم البياني مثلًا، قد يحدد المحلل الفني مناطق معينة كمستوى دعم (support) يقع أدنى حركة السعر ويرتد منه السعر صعودًا أو مقاومة (resistance) يقع أعلى حركة السعر ويرتد منها السعر هبوطًا بعد حركة صعود سابقة.

أثناء حركة الأسعار تتكون القمم والقيعان نتيجة لتبادل المشترين والبائعين السيطرة على السوق. وببساطة يمكن القول أن كل قاع سابق هو دعم من المتوقع أن يرتد منه السعر بالصعود، وكل قمة سابقة هي مقاومة من المتوقع أن يرتد منها السعر بالهبوط[2].

لا يكون التحليل الفني للأسهم فعالاً إلا عندما تؤثر قوى العرض والطلب تحديدًا على اتجاه السعر الذي تم تحليله.  عندما تكون العوامل الخارجية داخلة في حركة الأسعار، قد لا ينجح تحليل الأسهم باستخدام التحليل الفني.  تشمل الأمثلة على تلك العوامل الخارجية: تجزئة الأسهم (stock splits)، وعمليات الدمج (mergers)، وإعلانات توزيعات الأرباح، وإقامة الدعوى الجماعية، وموت المدير التنفيذي للشركة، وشن هجوم إرهابي، واكتشاف فضائح محاسبية، وتغيير الإدارة، وتغييرات السياسة النقدية، إلى آخره من الأحداث.

يمكن إجراء كل من التحليل الأساسي والفني على نحو مستقل وقد يستخدم بعض المحللين كلتا الطريقتين معًا. يعد استخدام تحليل الأسهم عمومًا لدراسة الأسواق طريقة ممتازة ومُحققة لوضع أفضل استراتيجية استثمار لمحفظتك.

المصادر

1-Investopedia
2- Fidelity Investments
3-GoCardless
4-Investopedia
5-Cleartax

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


اقتصاد

User Avatar

عصماء عصمت

أنقل الأفكار إلى العربية. مهتمة بالأدب واللغويات.


عدد مقالات الكاتب : 14
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق