أسس الأمويون أولى الدول الإسلامية متخذين دمشق عاصمة لها، ووصل الإسلام تحت قيادتهم إلى معظم الأجزاء المكونة للعالم الإسلامي حالياً. حكمت الخلافة الأموية من دمشق [1] وامتدت خلال فترات ازدهارها إلى الساحل الأطلسي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية غرباً، وإلى آسيا الوسطى شرقاً، وإلى اليمن جنوباً. [2]
وتوجد معظم المباني المحفوظة من تلك الفترة في سوريا وفلسطين، وقد تبنى الأمويون طرق البناء الخاصة بالإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، حيث كان التأثير البيزنطي على العمارة الأموية أكبر من غيره بسبب وجود مركز الخلافة الأموية في سوريا، إلا أن العناصر ساسانية المنشأ أصبحت متزايدة الأهمية، وفي بداية عهد الدولة الأموية تم الاستحواذ على مبانٍ بيزنطية أو رومانية بدون إجراء أية تعديلات عليها أو بإجراء تعديلات طفيفة. [2]
محتويات المقال :
تعتبر المساجد والقصور والمدن أكثر مشاريع البناء التي تم تنفيذها في الفترة الأموية أهمية، حيث شكّلت المساجد عنصرًا مهمًّا في توسيع حدود الدولة الإسلامية ونشر الإسلام، لكن سرعة الفتوح الإسلامية عنت أنّ بعض هذه المساجد كانت عبارة عن منشآت مؤقتة أو كنائس تمّ تحويلها إلى مساجد. وتمّ بناء مدن جديدة لتحقيق أغراض معينة مثل الحاجة لمركز إداري. أما أكثر المنشآت تمييزاً لهذه الفترة هي “القصور الصحراوية” أو “القصور الأموية” والتي بنيت في البادية كمساكن للخلفاء والأمراء. [2]وقد كانت المساجد منشآت بالغة الأهمية أثناء الفترات المبكرة للخلافة الإسلامية حيث شكّلت مكانًا للاجتماع وإذاعة الأنباء المهمة، وقد تطوّر نمطان لتقاليد بناء المساجد ففي سوريا تم تحويل الكنائس إلى مساجد، بينما تطوّرت المساجد في العراق من فراغات مغلقة ذات مسقط مربع إلى ذات سقف محمول على أعمدة. ويعدّ أقدم المباني الإسلامية في الجزء الغربي من الدولة الأموية هو قبة الصخرة.[2]
أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 688-691م [3] وتقع ضمن الحرم الشريف في موقع المعبد اليهودي الذي تم تدميره أثناء الحصار الروماني على القدس في عام 70م [4]، وبسبب موقعها على أرض صخرية لم تتضرر بشكل ملحوظ خلال الزلازل العديدة التي أصابت المنطقة [3].
تتميز قبة الصخرة بمسقط مثمن الشكل وقبة ذات قطر يبلغ حوالي 20م تقريباً مرفوعة على رقبة محملة على 4 دعامات و12 عمود [4]، وتحتوي في مركزها على الصخرة المشرفة [5]، ويحيط بالدائرة الداخلية المحيطة بالصخرة رواق مثمن الشكل مكون من 8 دعامات و16 عمود. [4]
لا تحتوي لوحات الفسيفساء التي تزين قبة الصخرة من الداخل والخارج على أي تصوير لبشر أو حيوانات. ونرى عوضاً عنها زحارف نباتية وأوعية وتيجان مجنحة ساسانية المنشأ [6]. ولكلّ جدار من الجدران الخارجية الأربعة المواجهة للجهات الرئيسية الأربع باب [7]. وخضعت قبة الصخرة للعديد من التعديلات والإصلاحات التي كان آخرها تجديد الصفائح الذهبية التي تغطي القبة في عام 1993م. [2]
أكثر المباني أهمية بالنسبة لتطوّر المساجد في العهد الأموي هو الجامع الكبير في دمشق [2].
قام الخليفة الأموي الوليد الأول بتحويل كنيسة يوحنا المعمدان في دمشق إلى جامع وذلك لاستيعاب الأعداد المتزادية من المسلمين.
تم بناء الجامع بمسقط مستطيل بأبعاد 157×100م، وهو مؤلف من قسمين، الباحة الخارجية التي تسمى الصحن، وقاعة الصلاة التي تسمى الحرم. [8]
يتألف حرم الجامع الأموي من ثلاثة مجازات مسقوفة بأسقف جملونية [9] ويقطع هذه المجازات في مركزها بشكل عرضي مجاز قاطع تعلوه قبة [10] وتزيّن واجهته الرئيسية التي تعتبر مدخل الحرم بالفسيفساء [11]. ويحتوي الجامع الأموي على مئذنة العروس، أولى المآذن في الإسلام.
بعد تحويل الخليفة الأموي الوليد للكنيسة الكبرى في دمشق إلى جامع، أمر ببناء برج على الجدار الشمالي للجامع، وأطلق عليه اسم مئذنة العروس التي تعتبر أول مئذنة في الإسلام إلا أن فكرة المئذنة قد تمّ تطبيقها بشكل أبسط سابقًا حيث قام الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان بإنشاء أربعة صوامع أو أبراج عند توسيع جامع عمرو بن العاص في مصر مقتبساً الفكرة من أبراج الكنائس الموجودة في دمشق [12].
أحد أهم العناصر التي تمت إضافتها أثناء الفترة الأموية بالإضافة إلى المئذنة هو المحراب، وهو ركن يوجد في جدار القبلة لكل مسجد. ويختلف حجم المحراب بين مسجد وآخر ولكنها عادةً ما تكون مزخرفة.
نشأ المحراب في عهد الخليفة الوليد الأول (705-715م) وتم اقتباس شكل المحراب من أركان الصلاة التي كانت تتم عند إلقاء الخطب من قبل الرهبان المسيحيين الأقباط. ودائمًا ما يوجد المحراب في الجدار الذي يقع باتجاه مكة المكرمة [13].
بالنسبة للمباني غير الدينية فإن أهم المنشآت التي تم بناؤها خلال الفترة الأموية هي القصور الصحراوية في بلاد الشام.
في حين أن بعض هذه المنشآت مباني مبنية حديثًا في تلك الفترة، فإن بعضها الآخر مكوّن من حصون رومانية أو بيزنطية تمّ تحويلها لتلبية حاجات الحكام الجدد، والجدير بالذكر أن معظم هذه القصور قد تمّ هجرها بعد سقوط الدولة الأموية ولا تزال صروحاً تدلّ على الثروة وعلى أساليب البناء الخاصة بالعمارة الأموية [2].
تقع على بعد 58كم شرق بيروت [14] في نقطة التقاء طريقين تجاريين مهمين، وهي مستطيلة الشكل بأبعاد 305×385م وتحاط بسور مرتفع وبـ 40 برج (36 برج نصف دائري متصل بجدران السور بالإضافة إلى برج في كل من الزوايا الأربع).
يقطع المدينة شارعان في محوريها، محور رئيسي باتجاه شمال-جنوب، ومحور أقل أهمية باتجاه شرق-غرب، يقسمانها إلى أربعة أرباع متساوية، حيث يقع قصر الخليفة الكبير والمسجد في الربع الجنوبي-الشرقي في المدينة. ويشغلان القسم الأكثر ارتفاعًا، في حين أن القصور الأصغر والحمامات تقع في الربع الشمالي-الشرقي، وتوزّع الوظائف الثانوية والمناطق السكنية في الربعين الشمالي-الغربي والجنوبي-الغربي [15].
إن أكثر مواد البناء استخدامًا في الفترة الأموية هي الحجارة والخشب والقرميد، حيث تم بناء معظم المباني في سوريا باستخدام حجارة مقطّعة، وغالبًا ما كانت تتصف الحجارة المقطّعة الأموية بالجودة العالية وبأطرافها المستقيمة الحادة وبشدة ربطها ببعضها وبحجمها الكبير منتجةً بذلك مباني لا يوجد مثيل لعظمتها في تلك الفترة، باستثناء الحجارة البازلتية التي تعدّ غير مناسبة لسقف مساحات كبيرة حيث لا يمكن استخدامها في الأسقف إلا في المجازات الصغيرة نسبياً وباستخدام قبوات أسطوانية.
وبشكلٍ عام فإن العمارة الأموية قد تجنبت مشكلة تقاطع القبوات حيث أن معظم المباني كانت مؤلفة من وحدات صغيرة متجمعة أو تمّ سقفها باستخدام الأخشاب، ففي سوريا، تمّ استخدام الأخشاب التي كان يتم استيرادها من غابات لبنان في سقف المباني، وكانت الأسقف الخشبية إما قليلة السماكة ومدعّمة بأعمدة وشدادات خشبية كما في الجامع الأموي في دمشق، أو بشكل قباب خشبية كما في قبة الصخرة. كما تم استخدام الأخشاب أيضاً في أعمال البناء وفي الأعمدة وفي فرش المساجد [2].
على الرغم من أن العمارة التي تستخدم القرميد كانت شائعة في كلّ من الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية إلا أن استخدامها في العمارة الأموية كان محدودًا ضمن القسم الشرقي للدولة الأموية حيث أن توافر الحجارة المناسبة في سوريا أغنى عن استخدام القرميد حتى في الفترة البيزنطية. [2]
أما في العراق فقد تم استخدام القرميد المشوي والقرميد المصنوع من الطين بشكل واسع. وغالبًا ما تمّ استخدام القرميد المشوي في الأعمدة والقبوات والأجزاء السفلية من الجدران. بينما تم استخدام القرميد المصنوع من الطين في الأجزاء العلوية من الجدران. [2]
على الرغم من أن معظم لوحات الفسيفساء الأموية قد صنعت من قبل حرفيين بيزنطيين. فإن الزخارف التي تم استخدامها تشير إلى التأثير الإسلامي في هذا الفن. وأقدم لوحات الفسيفساء الإسلامية هي تلك التي توجد في قبة الصخرة. والتي تتألف من قطع ذهبية ومتعددة الألوان تمثل نقوشاً لجواهر ملكية بيزنطية وساسانية.
يحتوي الجامع الأموي في دمشق على فسيفساء بالغة الأهمية تمثّل مدينة خالية من الناس. وذلك بسبب حظر تصوير البشر والحيوانات في الفن الإسلامي. لكن يوجد في بعض القصور الصحراوية لوحات فسيفساء تصوّر فيها حيوانات كما في خربة المفجر. [2]
إضافة إلى لوحات الفسيفساء، احتوت معظم القصور الأموية على لوحات جصيّة على الجدران والأرضيات والتي قام بعضها بتصوير حيوانات أو بشر. [2]
قامت ثورة ضد الأمويين في خراسان عام 747م وانتشرت خلال وقت قصير في القسم الشرقي من الدولة. وفي عام 750م تمت هزيمة الأمويين على يد العباسيين الذين كان مركز الخلافة الخاص بهم في العراق. ولم يبق من الأمويين إلا من هربوا إلى الأندلس حيث استمرت السلالة بالحكم حتى عام 1051م.
تُعَد لوحات عباد الشمس لفان جوخ من أكثر لوحاته تقديرًا. فقد رسم أحد عشرة لوحة…
حقق العلماء في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة (NTU Singapore) اكتشافًا رائدًا، حيث قاموا بتطوير…
يحتفل الناس اليوم بقدوم العام الجديد بالحفلات والألعاب النارية، ولكن هل تعلم أن المصريين القدماء…
غالبًا ما يُنظر إلى الفلسفة باعتبارها مجالًا مجردًا وغامضًا، ولكن ما هي أهميتها في عالم…
اكتشف فريق من العلماء طريقة مقاومة نوع من البكتيريا للضرر الناجم عن الإشعاع. المكورة الغريبة…
نجح فريق من الباحثين من جامعة نوتنغهام في اكتشاف نوع مغناطيسية جديد يسمى المغناطيسية البديلة…