كيف لتغيير غذاء القلب جعله قادرا على التجدد؟!
تشير دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة “UT Southwestern” إلى أن تغيير ما تستهلكه خلايا القلب من أجل الطاقة يمكن أن يساعد خلايا القلب على التجدد عند موت بعض الخلايا. هذه الدراسة، التي نُشرت في فبراير 2020، في دورية Nature Metabolism”“، من شأنها أن تفتح سبلًا جديدة واعدة لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات التي تتضرر فيها عضلة القلب، كفشل عضلة القلب الناجم عن الفيروسات أو السموم أو ارتفاع ضغط الدم أو النوبات القلبية.
محتويات المقال :
ما العيب في العلاجات الحالية؟
العلاجات الدوائية الحالية لفشل القلب مثل:
- – مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين – تمنع مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أحد الإنزيمات في جسمك من إنتاج الأنجيوتنسين 2، وهي مادة تتسبب في ضيق الأوعية الدموية وبالتالي تضر القلب.
- – حاصرات مستقبلات بيتا – تعمل حاصرات بيتا على إبطاء ضربات القلب وإضعاف قوتها؛ مما يقلل من ضغط الدم، وتساعد أيضا على توسيع الأوردة والشرايين لتحسين تدفق الدم.
وتبعا لذلك، فهذة الأدوية تركز على محاولة إيقاف حلقة عنيفة من فشل عضلة القلب، ولكنها تؤول إلى مزيد من الضرر لخلايا القلب السليمة، كما يوضح الطبيب الباحث هشام صادق ومتخصص الأمراض القلبية فريد شويلكوب.
دور الأبحاث السابقة.
بالرجوع بالزمن قليلا إلى ما قبل تسع سنوات، اكتشف الطبيب صادق وزملاؤه أن قلوب الثدييات يمكن أن تتجدد إذا تضررت في الأيام القليلة الأولى من الحياة، مدفوعة بانقسام خلايا القلب العضلية طبيعيا، وهي الخلايا المسؤولة عن انقباض القلب. ومع ذلك، تفقد هذه القدرة تمامًا بعد 7 أيام فقط من الولادة، والتي تعتبر نقطة تحول مفاجئة يتباطأ فيها انقسام هذه الخلايا بشكل كبير.
لاحقا، أظهرت الأبحاث أن هذا التغيير المفاجئ في القدرة التجددية ينبع من الضرر الذي تسببه جزيئات ال “Free radicals” الناتجة عن العضيات المعروفة باسم الميتوكوندريا – عضيات تعمل على توليد الطاقة – والتي تدمر الحمض النووي لخلايا القلب، وهي حالة تسمى “damage “DNA، والخلية من دون DNA لا يمكن أن تنقسم.
وأوضع الباحثون أن انتاج هذة الجزيئات يبدو مدفوعًا بتغيير في ما تستهلكه الميتوكوندريا في خلايا عضلة القلب من أجل الطاقة. tالميتوكوندريا تعتمد على الجلوكوز أثناء الحمل والولادة، ولكنها تتحول بعد ذلك إلى استخدام الأحماض الدهنية في الأيام التالية للولادة، فالأحماض الدهنية تعتبر تكثف الطاقة في حليب الأم لحاجة الطفل.
إذن كيف لتغيير غذاء القلب جعله قادرا على التجدد؟!
إذن فمن الممكن أن إجبار الميتوكوندريا على الاستمرار في استهلاك الجلوكوز قد يعيق تلف الحمض النووي، وبالتالي، يفتح بابا لتجديد خلايا القلب. هذا ما فكر به العلماء ولاختبار هذه الفكرة، أجرى الباحثون تجربتين مختلفتين.
في التجربة الأولى:
- راقبوا صغار الفئران الذين تم تعديل أمهاتهم وراثيًا لإنتاج حليب ثدي قليل الدسم وأطعموهم طعام قليل الدهون بعد فطامهم.
- وجد الباحثون أن قلوب هذه القوارض حافظت على قدرة تجددية لأسابيع أكثر من المعتاد.
ولكن لم يستمر هذا التأثير في مرحلة البلوغ – فقد عوض الكبد في نهاية المطاف هذا العجز عن طريق تجميع وتخزين الدهون التي تفتقدها وجباتهم الغذائية، مما قلل بشكل كبير قدرة قلوبهم على التجدد.
في التجربة الثانية:
- قام العلماء بتثبيط إنزيم، يعرف باسم (pyruvate dehydrogenase kinase PDK4) ، وهو ضروري لميتوكوندريا خلايا القلب لهضم الأحماض الدهنية.
- لاحظوا تحول خلايا عضلة القلب إلى استهلاك الجلوكوز بدلاً من الأحماض الدهنية، حتى في مرحلة البلوغ.
فقام الباحثون بمحاكاة نوبة قلبية للحيوانات، وشهدت تحسنًا حقيقيا وملحوظا في وظائف القلب، والتي كانت مصحوبة بعلامات جينية تشير إلى أن خلايا عضلة القلب لا تزال تنقسم بنشاط.
هذة النتائج رائعة للغاية وتقدم دليلاً على أنه من الممكن إعادة فتح نافذة تجديد خلايا القلب من خلال تغيير ما تستهلكه الميتوكوندريا في عضلة القلب من أجل الطاقة.
وأضاف الباحثون:
“في نهاية المطاف، هذة بداية تطوير أدوية واعدة جدا، ولذا فكون تغيير غذاء القلب جعله قادرا على التجدد، يمثل علاجًا حقيقيًا”
المصادر:
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :