إعلان قائمة الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019

إعلان قائمة الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019

تم الإعلان عن الفائزين الستة بجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019 يوم 29 أغسطس الماضي، بواسطة (إيرادا أيوبوفا – Irada Ayupova) وزير الثقافة بجمهورية تتارستان و(فاروق ديراخشاني – Farrokh Derakhshani) رئيس جائزة الآغا خان للعمارة. وذلك في مؤتمر صحفي عُقد بمدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية.

جائزة الآغا خان:

تهدف جائزة الآغاخان للعمارة، والتي أسسها سمو الآغاخان عام 1977، إلى تشجيع المشاريع التي تلبي بنجاح احتياجات وتطلعات المجتمعات التي يوجد بها حضور للمسلمين بشكل كبير. في الواقع، تذهب الجائزة للمشاريع التي تستجيب بشكل خاص لسياقها المحيط والاحتياجات الثقافية للسكان. يتقاسم الفائزون بالجائزة السنوية مبلغ مليون دولار أمريكي، والتي تعترف بجميع الأطراف المشاركة في أفكار وتصميم وتنفيذ المشروع المنفذ. علاوة على ذلك، لا تكافئ الجائزة المهندسين المعماريين فحسب، بل تعترف أيضًا بالبلديات والبنائين والعملاء والحرفيين والمهندسين الذين لعبوا أدوارًا مهمة في تنفيذ المشروع.

قائمة الفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019:

البحرين: إعادة إحياء مدينة المحرّق.

بدأ مشروع إعادة إحياء مدينة المحرّق، الذي يسلط الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ في موقع التراث العالمي، لأول مرة كسلسلة من مشاريع الترميم وإعادة الاستخدام. ثم تطور المشروع ليصبح برنامجًا شاملاً يهدف إلى إعادة التوازن بين التركيبة السكانية للمدينة من خلال إنشاء مساحات عامة وتوفير أماكن اجتماعية وثقافية وتحسين البيئة العامة.

بنجلاديش: مشروع أركادیا التعليمي في جنوب كنارشور.

المشروع هو هيكل مديولي يضم فصول للحضانة وورشة للبالغين ومكتب، يقع بجانب موقع النهر والذي غالبا ما تغمره المياه لمدة خمسة أشهر كل عام. وبدلاً من التدخل في النظام الإيكولوجي وإنشاء تل مرتفع للبناء، ابتكر المهندس المعماري حل عن طريق منشأ برمائي يمكن أن يرتكز على الأرض أو يطفو على الماء، اعتمادًا على الظروف الموسمية.

فلسطين: المتحف الفلسطيني في بيرزيت.

المشروع الذي يتوج تلة مدرجات مطلة على البحر الأبيض المتوسط، حصل المشروع على شهادة اللييد ذهبية بسبب البناء المستدام. تم استيحاء الأشكال المتعرجة لكتلة المتحف والحدائق على التلال من المدرجات الزراعية الطبيعية المحيطة، مما يؤكد الارتباط بسياق الأرض والتراث الفلسطيني.

جمهورية تتارستان: برنامج تنمية الأماكن العامة.

وهو برنامج في جمهورية تتارستان قام حتى الآن بتحسين 328 مساحة عامة في جميع أنحاء تتارستان. سعى البرنامج الطموح لمواجهة الاتجاه نحو الملكية الخاصة من خلال إعادة تركيز الأولويات على المساحات العامة عالية الجودة لشعب تتارستان. وأصبح الآن نموذجًا في جميع أنحاء الاتحاد الروسي.

السنغال: مبنى محاضرات جامعة عليون ديوب في بامبي.

يقع المشروع في بامبي، حيث أدت ندرة الموارد إلى استخدام استراتيجيات المعالجات المناخية، وتتضمن مظلة سقف مزدوجة كبيرة وأعمال شبكية لتقليل تأثير الإشعاع الشمسي ولكنها تتيح تدفق الهواء من خلاله. ومن خلال استخدام تقنيات البناء المألوفة واتباع مبادئ الاستدامة، نجحت في تقليل التكاليف ومتطلبات الصيانة إلى الحد الأدنى، وذلك لم يؤثر على التعبير المعماري الجريء للمبنى.

الإمارات العربية المتحدة: مركز واسط للأراضي الرطبة بالشارقة.

المشروع عبارة عن تصميم قام بتحويل الأراضي القاحلة إلى أرض رطبة مرة أخرى، وعمل كمحفز للتنوع البيولوجي والتعليم البيئي. وبالإضافة الى استعادة الأرض لنظامها البيئي الأصلي، فقد ثبت أيضًا أنه مكان جاذب للزائرين للتعرف على بيئتهم الطبيعية.

المصادر

Aga Khan

ArchDaily

كيف نستطيع التقليل من الإنبعاثات الكربونية في العمارة؟

كيف نستطيع التقليل من الإنبعاثات الكربونية في العمارة؟

منذ سبعينيات القرن العشرين، بدأ استهلاك البشر للموارد يتجاوز ما يمكن أن يجدده الكوكب في غضون عام. أي أننا نسحب ونلوث الطبيعة أكثر مما يمكنها من أن تتعافى بشكل طبيعي. وفقًا للبنك الدولي، إذا وصل عدد سكان العالم إلى العدد المتوقع والبالغ 9.6 مليار نسمة بحلول عام 2050، فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من ثلاثة كواكب أرضية لتوفير الموارد الطبيعية اللازمة للحفاظ على نمط حياة البشرية الحالي. كل يوم يتم إطلاق كمية هائلة من الإنبعاثات الكربونية في الجو من خلال الصناعة والنقل وحرق الوقود الأحفوري وحتى تنفس النباتات والكائنات الحية. وبينما تصبح عواقب تغير المناخ أكثر وضوحًا، تضع كل من الحكومات وشركات القطاع الخاص أهدافًا لخفض الانبعاثات الكربونية، نظرًا لأنها تعتبر الغازات الدفيئة الرئيسية، وتركيزها المرتفع في الغلاف الجوي يؤدي إلى تلوث الهواء وسقوط الأمطار الحمضية، ونتائج أخرى خطيرة.

ويعد للإنشاءات تأثيرًا كبيرًا في الإنبعاثات الكربونية، حيث تتسبب مواد البناء في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال أنشطة مختلفة، مثل التعدين والنقل والتصنيع والتفاعلات بين المنتجات الكيميائية. ويعبر مفهوم (الكربون الكامن – Embodied Carbon) عن مجموع تأثير انبعاثات غازات الدفيئة المنسوبة إلى المواد طوال دورة حياة المادة: الاستخراج من التربة، التصنيع، البناء، والاستخدام/الصيانة، ونهاية العمر/التخلص منها. تُعد (مُعادلة أو مُحايدة الكربون – Carbon Neutralization) بديلاً يسعى إلى تجنب عواقب تأثير الإحتباس الحراري من خلال حسابات للانبعاثات الكربونية والعمل على التقليل منها أو استخدام طرق مختلفة لمعادلة تأثيرها.

وعلى الرغم من أن الموضوع يبدو واسعًا وطي النسيان تقريبًا بالنسبة لنا، فإن المواد التي تختارها والطريقة التي تعمل بها لها بصمة يجب أن تفكر فيها.

اليك بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار لتقليل الإنبعاثات الكربونية في مشاريعك:

1- يستطيع أن يقلل المشروع الجيد من انبعاثات الكربون أثناء استخدام وتشغيل المبنى. فمن المهم النظر في كيفية التأثير على تشغيل واستخدام المباني والبنية التحتية لها. في الواقع، يقدر أن 20٪ من حيث استهلاك الطاقة يحدث في مرحلة التصميم والبناء، في حين أن 80٪ يحدث في مرحلة تشغيل المبنى. لذلك، فإن التفكير في العزل المناسب والإضاءة الطبيعية والتظليل يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى استخدام الطاقة في وقت لاحق.

2- يجب فهم المواد الموصفة في المشروع ومن أين يتم توريدهم. فإن استخراج وإنتاج ونقل مواد البناء الأساسية تستخدم كمية هائلة من الطاقة والكربون. في البرازيل على سبيل المثال، تمثل صناعة الصلب حوالي 35٪ من انبعاثات الكربون في القطاع الصناعي، في حين يمثل إنتاج الأسمنت 19٪. كما توجد الشركات المصنعة التي تسعى بالفعل لتخفيف هذه الآثار. فعلى سبيل المثال، هناك مواد طبيعية تكون فيها الانبعاثات نتيجة عملية الإنتاج والتصنيع منخفضة للغاية، ولكن تكمن المشكلة في عملية النقل فيكون نقلها إلى موقع البناء هو الخطر الكبير، مثال ذلك الأحجار الطبيعية وبعض أنواع الخشب. إن أكثر الطرق موضوعية لمقارنة البصمة الكربونية للمنتجات والحلول الهندسية لها هي قياس تصاريح المنتجات البيئية – Environmental Product Declarations (EPD) الخاصة بها والتي تعطي مؤشراً لتأثيرها البيئي خلال دورة حياة المادة بأكملها.

3- أثناء مرحلة البناء، من المهم معالجة تأثير الآلات الثقيلة ونقل المواد وتوليد النفايات بالإضافة إلى التخلص السليم منها.

ومن الجدير بالذكر أن عالم الهندسة المعمارية يسعى إلى المساهمة في هذه القضية وانه أخذ دورًا رائدًا في عملية التغيير. حيث تم تطوير مواد وحلول جديدة بوتيرة سريعة، وهناك بالفعل العديد من الأمثلة الجيدة لعمارة المباني وحتى التصميمات العمرانية الحضرية التي تتناول مفهوم معادلة أو محايدة الكربون.

وقال بيان صادر عن الاتحاد الدولي للمعماريين (UIA):

“تمثل المناطق الحضرية أكثر من 70٪ من الاستهلاك العالمي للطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبخاصة المباني. ومن المتوقع على مدى العقدين المقبلين أن نقوم ببناء وإعادة بناء مساحة تساوي 60٪ تقريبا من إجمالي المناطق الحضرية حول العالم، مما يوفر فرصة غير مسبوقة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري عن طريق ضبط قطاع البناء العالمي على طريق التخلص من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.”

على سبيل المثال، التزمت شركة (فوستر+بارتنرز) بتصميم مباني محايدة من الكربون فقط وذلك بحلول عام 2030، لتكون بذلك أول شركة معمارية توقع عقد Net-Zero Carbon Buildings. ليس هناك شك في أن هذا الموضوع مناسب وضروري وسيتم مناقشته كثيرًا في السنوات القادمة.

ومن الأمثلة الجيدة للمشروعات المهتمة بالطاقة هو مركز بيركلي للمهارات الخضراء التابع لشركة (Hewitt Studios) والذي صممته نفس الشركة، والذي صمم ليصبح مثالًا على (الاستثمار التجديدي – Generative Investment) وأداة تعليمية بحد ذاتها. تشمل الحلول المستدامة في تصميم المبنى واجهة كهروضوئية متكاملة (BIPV)، وفراغات ذات كفاءة حرارية عالية، ونظام تهوية مبتكر لاستعادة الحرارة المفقودة، وإضاءات LED لتوفير الطاقة وحتى الهيكل خشبي ذو منخفض التأثير على البيئة. ويستخدم المشروع أرضيات خشبية مستدامة، مما يقلل من النفايات وذلك من خلال ألواح الخشب الرقائقي المديولية الملتزمة بالأبعاد القياسية في البلاد وهي 1200 ملم مما يسهل من التعامل معها لاحقًا.

المصادر

Arch Daily 

Arch Daily 

Exit mobile version