بيانات هابل الجديدة وثابت جديد لمعدل توسع الكون اللانهائي

الكون يزداد حجمه كل لحظة، وتتمدد المسافات بين المجرات مثلما يحدث للعجين في الفرن. ولكن السؤال الأهم هنا، ما هو معدل توسع الكون؟ ولأن هابل والتلسكوبات الأخرى تم توجيهها للعثور على الإجابة، فأنهم قد أثاروا فرقًا مثيرًا بين ما يتوقعه العلماء وما ترصده تلك التلسكوبات.

يقول علماء الفلك العاملون بتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا أنهم تقدموا خطوة مهمة في الكشف عن التناقض بين الطريقتين الرئيسيتين في لقياس معدل توسع الكون. وتبين الدراسة الأخيرة أننا بحاجة إلى نظريات جديدة لشرح القوى التي شكلت الكون.

تشير قياسات هابل إلى أن معدل توسع الكون الحديث أكبر مما كان متوقعًا، وذلك استنادًا إلى كيفية نشأة الكون قبل 13 مليار عام. هذه القياسات تأتي من القمر الصناعي بلانك (Planck satellite) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. هذا التناقض تم تعريفه في الأوراق البحثية في السنوات الماضية، ولكن لم يكن واضحًا إن ما كان الاختلاف في تقنيات القياس هي السبب أم بعض الفروق في القيم المقاسة.

وقد تطورت دقة قياسات هابل خلال هذا العام. وهذه القياسات الأكثر دقة تجبرنا على اكتشاف فيزياء جديدة قد تكون ضرورية لشرح هذا التناقض.

ويقول آدم ريس، الحائز على جائزة نوبل في معهد مراصد علوم الفضاء:

“إن الاختلاف بين الكون المبكر والكون الحديث قد يكون أكثر التطورات الأخيرة في علم الكونيات منذ عقود، وقد كان هذا الاختلاف صغيرًا فيما مضى، إلا أنه ظل ينمو حتى وصل إلى نقطة لا يمكن استبعادها باعتبارها مجرد صدفة. هذا التفاوت لا يمكن أبدًا أن يحدث عن طريق الصدفة.”

يستخدم العلماء ما يسمى سلم المسافات الكونية (Cosmic distance ladder) لتحديد مكان وجود الأشياء في الكون. تعتمد هذه الطريقة على اجراء قياسات دقيقة للمجرات القريبة ثم الانتقال إلى مجرات أبعد وأبعد، وذلك باستخدام نجومها كمعلم ميليّ. يستخدم الفلكيون هذه القيم، بالإضافة إلى قياسات أخرى لضوء المجرات المحمر أثناء مرورها عبر الكون المتمدد، لحساب مدى سرعة توسع الكون مع الزمن، وهي قيمة تعرف باسم ثابت هابل. ويعمل العلماء وعلى رأسهم البروفيسور آدم رييس (Adam G. Ries) على السعي من أجل تحسين قيمة هذا الثابت.

في هذه الدراسة الجديدة، استخدم علماء الفلك تلسكوب هابل لمراقبة 70 من النجوم النابضة، والتي تسمى (متغير قيفاوي-Cepheids)، بداخل سحابة ماجلان الكبرى. وقد ساعدت هذه الملاحظات العلماء في “إعادة بناء” سلم المسافة من خلال تحسين المقارنة بين تلك النوابض وأقربائهم الأكثر بعدًا من السوبرنوفا الوليدة حديثًا. وقد خفض فريق رييس حالة عدم اليقين في قيمة ثابت هابل من 2.2% إلى 1.9%.

على الرغم من قياسات الفريق التي أصبحت أكثر دقة، إلا أن حساب ثابت هابل طل على اختلاف مع القيمة المتوقعة والمستمدة من ملاحظات تمدد الكون المبكر. هذه القياسات قد أجريت بواسطة القمر الصناعي بلانك، والذي رسم خريطة الكون المعروفة بإشعاع الخلفية الكونية الميكروي، وهي صورة ملتقطة لحالة الكون عندما كان عمره 380,000 سنة بعد الانفجار العظيم.

وبقد تمت فحص تلك القياسات بشكل دقيق، لذلك لا يمكن للعلماء إهمال أو استبعاد تلك الفجوة بين القيمتين نظرًا لاحتمال حدوث خطأ في القياس في واحدة منهما أو كلاهما. وقد تم اختبار كلتا القيمتين بطرق متعددة.

وقد أوضح رييس قائلاً:

“هذه ليست مجرد تجربتين مختلفتين، فنحن نقيس شيئًا مختلفًا اختلافًا جذريًا. الأول هو قياس مدى سرعة تويع الكون كما نراه اليوم. والثاني عبارة عن تنبؤ قائم على فيزياء الكون المبكر وعلى قياسات للسرعة يجب أن يتوسع بها. وإذا لم تتفق هذه القيم، فستكون هناك احتمالية قوية لأننا نفتقد شيئًا ما في النموذج الكوزمولوجي الذي يربط بين تلك الفترتين الزمنيتين من الكون.”

كيف تمت إجراء الدراسة الجديدة؟

يستخدم الفلكيون المتغيرات القيفاوية كمقاييس كونية لقياس المسافات القريبة بين المجرات لأكثر من قرن. ولكن محاولة حصاد مجموعة كبيرة من النجوم قد تستغرق وقتًا طويلًا بحيث لا يمكن تحقيقها. لذلك استخدم الفلكيون طريقة ذكية تسمى (Drift And Shift-DASH)، وذلك باستخدام تلسكوب هابل كنقطة تصوير والتقاط لالتقاط صور سريعة للنجوم النابضة المشعة للغاية، مما يلغي الحاجة المستهلكة للوقت للحصول على دقة كبيرة.

وأوضح ستيفانو كاسير تانو، أحد أعضاء الفريق:

“عندما يستخدم هابل توجيهًا دقيقًا عن طريق تتبع النجوم الدالّة، فإنه يمكنه رصد متغير قيفاوي واحد فقط كل تسعين دقيقة كزمن دورة تلسكوب هابل حول الأرض. ولذلك سيكون مكلفًا للغاية بالنسبة للتلسكوب أن يلاحظ كل متغير قيفاويّ، وبدلًا من ذلك فأننا نقوم بالبحث عن مجموعة من تلك النجوم النابضة بحيث تكون قريبة بما فيه الكفاية حتى نتمكن من التحرك بينها دون الحاجة إلى إعادة معاير التلسكوب. وهذه التقنية تسمح لنا بمراقبة عشرات النجوم النابضة خلال دورة التلسكوب الواحدة حول الأرض.”

بعد ذلك جمع علماء الفلك نتائجهم مع مجموعة أخرى من الملاحظات، وهي التي أدلى بها مشروع أراوكاريا (Araucaria Project) وهي تعاون بين علماء الفلك في تشيلي والولايات المتحدة وأوروبا. حيث أجرت هذه المجموعة قياسات المسافة إلى سحابة ماجلان الكبرى عن طريق رصد خفوت الضوء القادم من نجم واحد يمر أمام شريكه فيما ما يسمى كسوف الأنظمة النجمية الثنائية (Eclipsing binary-star systems). وهذا قد ساعد فريق رييس في تحسين قياس السطوع الفعليّ للنجوم النابضة. حيث تكمن الفريق مع هذه الدقة الإضافية، من تشديد البراغي لبقية سلم المسافة الذي يمتد لعمق الكون.

إن القيمة المقدرة الجديدة لثابت هابل هي 74 كيلومترًا في الثانية لكل ميجابارسك. هذا يعني أنه لكل 3.3 مليون سنة ضوئية لمجرة تبعد عنا، فإنها تبدو لنا أنها تتحرك مسافة 74 كيلومترًا لكل ثانية بشكل أسرع، وهذا كنتيجة لتمدد الكون.

ويشير هذا الرقم إلى أن الكون يتمدد بمعدل أسرع بنسبة 9% من التنبؤ ذو 67 كيلومترًا في الثانية لكل ميجابارسك، والذي يأتي من ملاحظات بلانك للكون المبكر، إلى جانب فهمنا الحالي للكون المبكر.

إذًا، ما الذي يفسر هذا التناقض؟

واحدة من التفسيرات المحتملة لهذا التناقض يتضمن ظهورًا غير متوقع للطاقة المظلمة في الكون المبكر، والذي يُعتقد أنه يشكل 70% من الكون. ويقترح فلكيون من جامعة جونز هوبكينز نظرية يطلق عليها (الطاقة المظلمة المبكرة-early dark energy)، حيث تشير إلى أن الكون تطور مثل مسرحية ثلاثية الفعل.

افترض العلماء بالفعل أن الطاقة المظلمة قد تكون موجودة في الثواني الأولى من ولادة الكون ودفعت المواد في أنحاء الفضاء، حيث بدأ التوسع الأولي. ربما تكون الطاقة المظلمة هي السبب وراء التوسع السريع للكون لما هو عليه اليوم. تشير النظرية إلى أن هناك حلقة ثالثة للطاقة المظلمة بعد فترة ليست بكبيرة بعد الانفجار العظيم، والتي عملت على تمدد الكون بمعدل أسرع مما هو متوقع. وما تبقى من هذه الطاقة المظلمة الأولية يمكن أن يفسر سبب اختلاف قيمتي ثابت هابل.

وهناك فكرة أخرى تقول بأن الكون يحتوي على جسيمات دون ذرية جديدة تتحرك بسرعة مقاربة لسرعة الضوء. وتسمى هذه الجسيمات بالإشعاع المظلم، وتشمل مجموعة من الجسيمات المعروفة بالنيوتريونات، والتي تتكون في المفاعلات النووية.

وهناك فكرة أخرى مثيرة، وهي أن المادة المظلمة، وهي شكل غير مرئي للمادة لا تحتوي بروتونات ولا إلكترونات ولا نيوترونات، تتفاعل بشكل قوي مع المادة العادية أو الإشعاع الذي ذُكر آنفًا. لكن مازال التفسير الحقيقي للاختلاف لغزًا غامضًا.

إن الكون الفسيح في حالة تمدد مستمر، وتلك حقيقة لا يمكن الجدال حولها. وسيظل العلماء باحثين خلف معدل التمدد الحقيقي للكون الحالي، ففريق رييس سيواصل استخدامه لتلسكوب هابل حتى يقلل حالة عدم اليقين إلى 1%، وقد يساعد هذا العلماء على تحديد سبب التناقض بين القيمتين المتوقعة والفعلية المقاسة.

إعداد وتقديم: محمد المصري

المصادر:

علماء الفيزياء يقومون بصنع حقل مغناطيسي شمسي غريب في المختبر!

تلك الكرة الدوارة من البلازما التي هي شمسنا تنتج مجالاً مغناطيسياً، وحيث يضعف هذا الحقل المغناطيسي، يمكن للرياح الشمسية الهروب بنجاح لتنتشر في الفضاء .

لقد تمكن العلماء الآن من إعادة إنشاء هذه التأثيرات نفسها في المختبر لأول مرة. مما يعني أنه يمكننا دراسة الظواهر الغريبة حول نجمنا في أماكن قريبة، دون إرسال أقمار ختص مرحبا عبر النظام الشمسي لتدرس الشمس.

معرفة كيفية تصرف هذا المجال المغناطيسي وتدفقات البلازما المرتبطة به أمر بالغ الأهمية في تحسين فهمنا لكيفية ومتى قد تؤثر العواصف الشمسية على الأرض. وربما تضع أنظمة الاتصالات والبنية التحتية لدينا تحت تهديد وشيك.

على وجه الخصوص، تحدد خريطة «mini-Sun» التي تم تكوينها الآن داخل مختبر «بجامعة ماديسون» التي تدرس تأثير «دوامة باركر- Parker spiral» (سميت على اسم مكتشفها، عالم الفيزياء الفلكية الشمسية الأمريكي «يوجين باركر»).ع

لى وجه التحديد، هذه هي الطريقة التي يتدفق بها المجال المغناطيسي للشمس ورياحه الشمسية مثل تنورة راقصة باليه عبر الكواكب المحيطة.

يقول الفيزيائي «إيثان بيترسون» من جامعة «ويسكونسن ماديسون»:

"الرياح الشمسية شديدة التباين، ولكن هناك نوعان أساسيان: سريع وبطيء".

 

لقد وثقت مهمات الأقمار الصناعية بشكل جيد من أين تأتي الرياح السريعة.لذلك كنا نحاول دراسة على وجه التحديد كيف تتولد الرياح الشمسية البطيئة وكيف تتطور أثناء انتقالها نحو الأرض."

وللتحقق من «دوامة باركر-Parker spiral» ورياحها الشمسية أيضًا، ابتكر «بيترسون» وزملاؤه الكرة الحمراء الكبيرة: كرة مجوفة تحتوي على البلازما بعرض ثلاثة أمتار (حوالي عشرة أقدام)، وتتميز بمغناطيس قوي في مركزه ومهمتها أيضا إجراء تحقيقات قياس مختلفة.

بعد ذلك تم مُؤاينة غاز الهيليوم لإنشاء بلازما عند درجات حرارة ١٠٠,٠٠٠ درجة مئوية. قبل أن يتم نسج الخليط كله باستخدام تيار كهربائي والقوى المغناطيسية داخل الجهاز. وما انتهى إليه العلماء هو دوامة باركر المصغرة التي يمكن مراقبتها باستمرار في ثلاثة أبعاد.

يقول «بيترسون»:

"تتوافق قياسات الأقمار الصناعية بشكل كبير مع نموذج باركر الحلزوني، ولكن فقط عند نقطة واحدة في كل مرة.لذلك لن تكون قادرة على وضع خريطة متزامنة على نطاق واسع لها كما نستطيع في المختبر"، وتؤكد قياساتنا التجريبية لنظرية «باركر» حول كيفية إنشائها من خلال تدفقات البلازما هذه."

بالإضافة إلى قياس امتدادات وحقل الحقل المغناطيسي للشمس، والذي لم يتم استكشافه على نطاق واسع من قبل ، تمكنت الكرة الحمراء الكبيرة أيضًا من إنتاج «تجشؤات» البلازما الخاصة بها – براعم صغيرة من البلازما تغذي الرياح الشمسية الأبطأ. ولأول مرة تمكن العلماء من إلقاء نظرة مفصلة على كيفية تكوينها بالفعل، حيث تلتقي البلازما عالية السرعة بنقاط ضعيفة في المجال المغناطيسي، في حين أن «دوامة باركر» الصغيرة الحجم لا تستطيع أن تكرر بشكل كامل الشيء الحقيقي الذي يمتد عبر الفضاء. فإنها بالتأكيد ستساعد الباحثين على اكتشاف بعض الفيزياء الكامنة وراء كيفية عمل المجال الشمسي ودورات البلازما – وما يمكن أن نتوقعه منها فى المستقبل.

يؤكد الباحثون أنه لن يتم الغاء مهام مسبار الطاقة الشمسية في المستقبل بأي حال : على سبيل المثال، فإن مسبار «Parker Solar Probe»، الذي تم إطلاقه في أغسطس ٢٠١٨، في طريقه إلى الشمس، ستنخفض إلى ما دون سطح «Alfvén» – النقطة على سطح الطاقة الشمسية التي تولد فيها الرياح الشمسية لأول مرة – لقياس هذه الرياح الشمسية بتفصيل أكبر من أي وقت مضى.

في هذه الأثناء. أصبحت «الكرة الكبيرة الحمراء» متاحة الآن للباحثين الآخرين للاستفادة من الاختبارات التي تجري من قِبل. وإجراء الاختبارات، وأخذ قياسات منها – وهو مورد يحتمل أن يكون حاسماً في فهم المزيد عن نظامنا الشمسي.

يقول بيترسون:

"يوضح عملنا أن التجارب المعملية يمكن أن تحصل أيضًا على الفيزياء الأساسية لهذه العمليات.ولأن «الكرة الكبيرة الحمراء» يتم تمويلها الآن كمرفق وطني لأي باحث مستخدم، فإنها تقول لمجتمع العلوم:إذا كنت تريد دراسة فيزياء الرياح الشمسية، فيمكنك القيام بذلك هنا."

المصدر

Nature physics  متابعة قراءة علماء الفيزياء يقومون بصنع حقل مغناطيسي شمسي غريب في المختبر!

فراشة جديدة في الفضاء، يرصدها سبيتزر

فراشة جديدة في الفضاء، يرصدها سبيتزر

بالنظر في السماء البعيدة، تجد الكثير من التراكيب الكونية الجميلة، منها العنيفة والمتلألئة والمضيئة والجميلة. وكثيرًا ما ترصد تلسكوباتنا تراكيب ذات أشكال مألوفة. فها هو تلسكوب سبيتزر يطري علينا بصورة جديدة لسديم نجمي لفراشة كبيرة حمراء اللون. ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل وتعد هذه الفراشة حاضنة نجمية ضخمة.

تلك الفراشة الحمراء المحلقة في الفضاء، هي في الواقع حاضنة لمئات النجوم الوليدة. هذا ما كشفته صورة الأشعة تحت الحمراء التي التقطها تلسكوب سبيتزر الفضائيّ التابع لوكالة ناسا. هذه الفراشة ليست سديم الفراشة المشهور NGC-6302، بل هي سديم نجميّ أخر يسمّى «Westerhout 40 (W40»، وهي سحابة ضخمة من الغبار والغاز في الفضاء، والتي تعد بيئة مثالية لنشأة النجوم. وتعد منطقة “الجناحين” عبارة عن فقاعات وكرات من الغاز الساخن، والغبار ما بين النجميّ الذي يهب من النجوم العملاقة الضخمة وشديدة السخونة في تلك المنطقة.

بجانب كونها جميلة، فإن الفراشة W40 تظهر لنا كيف أن عملية نشأة النجوم قد تؤدي إلى تدمير وتشتيت السحب الجزيئية العملاقة التي نشأت منها. لنشرح ما يحدث بشكل بسيط. في البداية داخل السحب الجزيئية العملاقة، تقوم الجاذبية بتجميع الغبار والغاز في كتل كثيفة، وما أن تصل كثافتها إلى نقطة حرجة، يتكوّن النجم الأوليّ الوليد. عندما يبدأ النجم الوليد سلسلة تفاعلاته الانصهارية النووية في باطنه، فإنه يطلق رياح نجمية قوية تُزيح المواد والغازات من حوله. وبجانب ذلك أيضًا، هناك الرياح المتولدة من النجوم العملاقة، والرياح الناتجة من انفجار بعض النجوم في الجوار، كل هذه الأنواع من النشاطات قد تكوّن ما يشبه الفقاعات مثل فقاعات فراشة W40. لكن هذه النشاطات قد تؤدي إلى تكسير الكتل الكثيفة التي تخلقها الجاذبية، وتشتيت الغازات المتجمعة مع بعضها، مما يؤدي لتعطيل عمليات ولادة نجوم جديدة.

إن المواد المكوّنة لجناحي فراشة W40، هي عبارة عن كتل الغاز الكثيفة والمقذوفة من المجموعة النجمية الضخمة والساخنة الموجودة في المركز، أو منطقة ما بين الجناحين. من أحد نجوم هذه المجموعة النجمية الضخمة هو النجم W40 IRS 1A، وهو نجم من النوع O-type يقع بالقرب من مركز المجموعة النجمية. تبعد الفراشة W40 عن الشمس حاولي 1400 سنة ضوئية، وهي تقريبًا نفس المسافة التي يبعدها عنا السديم الشهير سديم الجبار «Orion Nebula». ويعد السديمين هما أقرب المناطق المكتشفة، والتي تتشكل فيها النجوم الضخمة العملاقة، والتي تصل كتلتها لعشر مرات كتلة الشمس.

مجموعة نجمية أخرى تسمى «Serpens South» يمكن رؤيتها أعلى يمين فراشة W40 في تلك الصورة. وعلى الرغم من أن كلًّا من المجموعة النجمية القريبة من المركز والمجموعة النجمية «Serpens South» هما في الواقع صغيران عمريًا، حيث تصل أعمارهما إلى أقل من بضعة ملايين من السنين، إلا أن المجموعة «Serpens South» هي أصغر عمرًا. حيث ما تزال نجومها الصغيرة داخل سحبها الخاصة التي نشأت منها. لكنها في يوم ما ستكوّن فقاقيعها الخاصة. التقط سبيتزر أيضًا صورة مفصلة للمجموعة النجمية «Serpens South».

الصورة التي التقطها تلسكوب سبيتزر الفضائي للمجموعة النجمية «Serpens South».

تتكون صورة سبيتزر من أربع صور تم التقاطها بكاميرا الأشعة تحت الحمراء «IRAC» الموجودة في التلسكوب أثناء مهمته الرئيسية. وذلك بعدة أطوال موجية من نطاق الأشعة تحت الحمراء: 3.6 ، 4.5 ، 5.8 و8.0 مايكرومتر، وهي تمثل الألوان الأزرق والأخضر والبرتقالي والأحمر في الصورة. إن الجزيئات العضوية المسمّاة الهيدروكربونات العطرية (الأرينات) يتم تنشيطها بواسطة الاشعاعات ما بين النجمية، لتصبح متوهجة عند الأطوال الموجية القريبة من 8.0 مايكرومتر، مما يعطي السديم اللون المحمر. النجوم المشعة في الاطوال الموجية القصيرة تظهر باللون الأزرق. بعض النجوم الصغيرة والتي لاتزال محاطة بأقراص من الغبار، تظهر متوهجة في الصورة باللون الأصفر.

 

 

المصادر:

نجاح مركبة «LightSail 2» في نشر شراعها الشمسي؛ استعدادًا للإبحار في الفضاء

برنامج «Lightsail 2» هو مشروع خاص بالجمعية الكوكبية «The Planetary Society». وقد طورته لتظهر من خلاله أن أشعة الشمس وحدها يمكنها دفع مركبة فضائية في مدار الأرض.

وقد أطلقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية JAXA أول مهمة شراع شمسي استعراضية ناجحة «Ikaros» في مايو عام 2010، حيث لقبت بـ “اليخت الشمسي”. وأثبت هذا المشروع، الذي نشر أشرعته الشمسية في يونيو 2010، أنّه يمكن لغشاء رقيق مرتبط بجسم المركبة أن يدفعها إلى الأمام. وذلك نتيجة زخم الفوتونات الساقطة عليها والتي تُصدرها الشمس. كما أطلقت ناسا أيضًا شراعًا شمسيًا صغيرًا يُدعى« Nanosail-D» في نوفمبر عام 2010.

منذ ذلك الحين توقفت مشاريع الأشرعة الشمسية، إلى أن جاءت الجمعية الكوكبية بمشروع «Lightsail 2».

تمّ إطلاق «Lightsail 1» في عام 2015 في مدار أرضي منخفض للتحقق من نشر الشراع، على الرغم من أن السَّحب الجوي في هذا المدار يجعل عملية الإبحار الشمسي صعبة. وبعدها بيومين، عانى «LightSail1» من مشكلة في البرنامج؛ مما تسبب في توقف الكمبيوتر – نظرًا لأنه لم يستجب لأوامر إعادة التشغيل، لكن من حسن الحظ، تمّت إعادة تشغيله بعد بضعة أيام، وتمت إعادة الاتصالات ونشر الشراع في 7 يونيو 2015. ونظرًا لزيادة السّحب، عاد القمر الصناعي إلى الغلاف الجوي في 15 يونيو 2015، بعد 25 يومًا في المدار.

وفي أواخر شهر يونيو من العام الجاري 2019 تم إطلاق «LightSail 2» في مدار أعلى. وظل في هذا المدار من ذلك الحين يستعد لنشر أشرعته والإبحار في المدار الأرضي، وإرسال بعض الصور للأرض.

يتكون الشراع في «LightSail 2» من أربع أشرعة مثلثة تجتمع معًا عند بسطه، وتشكل شراعًا مربعًا كبيرًا تبلغ مساحته 32 متر مربع. تصطدم فوتونات الضوء المنبعثة من الشمس بالشراع. ونظرًا لخفة وزنه وعدم وجود احتكاك في الفضاء الخارجي، تتراكم الفوتونات وتقوم بدفع المركبة الفضائية، مثلما الحال في المراكب الشراعية. ويمكن توجيه المركبة معالجة أو تغيير زوايا الشراع.

نجحت «LightSail 2» الآن في نشر شراعها بنجاح. وقد التقطت بعض الصور للأرض، وهي الآن مستمرة في العمل بسلاسة أفضل من سابقتها.

ونشرت الجمعية الكوكبية تغريدة على تويتر تقول فيها:

كل الإشارات تدل على أن «LightSail 2» قد نشرت أشرعتها الشمسية كما كان مخططًا لها. وإننا نؤكد الآن على أن النشر كان ناجحًا من خلال الصور التي تم تحميلها.

وقالت جينيفر فون -رئيسة مكتب العمليات في الجمعية الكوكبية- خلال البث المباشر لنشر الشراع من مركز التحكم بالمركبة الفضائية في كاليفورنيا:

إننا متحمسون جدًا لكوننا تجاوزنا هذا الإنجاز العظيم، لقد نشرنا الشراع الشمسي الآن. وحان وقت البدء بعملية الإبحار الفضائي الصعبة.

وفي النهاية، إذا استمر حدوث كل شيء على ما يرام، يمكن لـ«LightSail 2» أن تُثبت إمكانية استخدام الفوتونات لدفع نسخ أخرى من هذه التقنية لتسافر بعيدًا في النظام الشمسي.

المصادر:

https://bit.ly/2LFvA6F

https://bit.ly/2YonQHU

https://bit.ly/30XhNvw

لا تنس تقييم المقال.

Exit mobile version