اللفحة المتأخرة لمحاصيل البطاطا ومجاعة إيرلندا الكبرى

البطاطا أو البطاطس  هي نبات من الفصيلة الباذنجية وواحدة من أكثر المحاصيل زراعة في العالم، حيث استحوذت على المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والأرز والذرة. تنمو البطاطا جيدًا في التربة الرملية الطينية (الطفالية) وتحتاج البطاطا إلى تربة ذات تهوية جيدة غنية بالأسمدة وذات صرف جيد.

مجاعة إيرلندا الكبرى :
قاد الاعتماد على زراعة البطاطا وإهمال المحاصيل الزراعية الأخرى في إيرلندا إلى كارثة غذائية كبيرة أدت في نهاية المطاف إلى تراجع عدد السكان إلى النصف تقريبا.

فى بادئ الأمر عندما تم إدخال البطاطا إلى إيرلندا كان مجرد نبات زينة يوضع بالحدائق، لكنه سرعان ما تحولت البطاطا من نبات للزينة إلى أحد أهم المحاصيل لدى الفلاحين.


سبب اعتماد الفلاحين على محصول البطاطا :
حظيت البطاطا بمكانة عالية لدى الفلاحين لاحتوائها على قيم عذائية عالية، بالإضافة إلى سهولة زراعتها وتخزينها وأخفائها بعيداً عن أعين الجنود الذين كانوا ينهبون أراضي الفلاحين ومخازن حبوبهم،فأضحت البطاطا من أكثر الأطعمة شيوعاً وخصوصاً لدى الفقراء.

سبب المجاعة وأحداثها :
في منتصف القرن التاسع عشر  أتلفت آفة زراعية تدعى اللفحة المتأخرة ثلث محاصيل البطاطا في ذلك العام وتسببت بموت ما يزيد عن مليون شخص وهجرة ما يقارب مليون آخرين طول فترة المجاعة.

الآفة ووصفها :
هي بكتيريا تشبه الفطر تتزايد في الأجواء الرطبة والمبللة، الأعراض تبدأ بتشكل بقع خضراء فاتحة غير منتظمة إلى رمادية على الأوراق وتتطور هذه التعفنات حسب الرطوبة النسبية ودرجة الحرارة والضوء، ففي درجة الحرارة عشرين مئوية ورطوبة تتراوح ما بين (95_100) تنتشر الآفات بشكل سريع لتشكل بقع سوداء تستعمر جميع أجزاء الورقة وعنق الورقة، وتكون إصابة  الدرنات على شكل بقعة أرجوانية  تقضي على النبات بالكامل.
حيوًيا، وهو فطر متطفل اختيارًا حيث يعيش رميًا  عند غياب العائل ثم يتحول لطفيل عند وجوده إلا إنه لايستمر على هذا التطفل كثيراً حيث يميت العائل ويكمل عليه دورة حياته رميا.
آلية التطفل :
ينتج المتطفل أبواغًا جنسية مجهرية الحجم تدعى (السبورانجيا أو الأكياس البوغية sporangia ) وهي شفافة ليمونية الشكل وطولها 20-40 ميكرومتر. عندما توضع السبورانجيا في الماء أو في الرطوبة النسبية العالية جدًا ينقسم السيتوبلازم فيها وتظهر الأبواغ غير الجنسية ذات السوط zoospores. تتشكل السبورانجيا على فروع متخصصة تسمى حوامل الأكياس البوغية-sporangiophore. حوامل الأكياس البوغية المتفرعة ذات الانتفاخات (أماكن اتصال أو تعلق الأكياس البوغية) هي علامة مميزة وفارقة لمرض اللفحة المتأخرة، ويمكن اعتبارها علامة مفيدة للتعرف على هذا المرض.
في حالة عدم وجود كمية كافية من الماء أو درجات حرارة أعلى من 24 درجة مئوية لا تتشكل الأبواغ ذات السوط غير الجنسية، وتنبت السبورانجيا عن طريق إنتاج أنابيب إنبات تخترق المضيف.

رعاية المحاصيل وآلية حمايتها من الإصابة :

1_استنباط أصناف جديدة مقاومة للمرض.

2_التخلص من الدرنات المصابة قبل اقتلاع الدرنات ببضعة أيام .

3_ إن زيادة التسميد الازوتي يزيد من القابلية للإصابة كما أن زيادة الفوسفور أو البوتاسيوم يوم يزيد من درجة المقاومة مما يدعوا للاهتمام بتنظيم التسميد.

المصادر:

تطوير تربة ذاتية الري يفتح الطريق للمزيد من زراعة النباتات

مع التزايد المستمر لعدد سكان الكوكب الأزرق، فإن توفير مصادر الغذاء اللازمة يمثل تحديًا كبيرًا أمام الباحثين. فقلة مساحة الرقعة الخضراء وتغير المناخ وعدم وفرة المياة اللازمة للزراعة، كلها عوامل تؤثر في استدامة الغذاء. فهل يمكن للتربة نفسها أن تقدم لنا يد العون؟ وكيف ستغير التربة الوضع العالي؟ وإلى أي مدى يمكن أن تصبح التربة ذاتية الري مستقبل الزراعة؟

بقيادة الباحث «جويوا يو-Guihua Yu»، طور فريق من مهندسي جامعة تكساس في أوستن نوعًا جديدًا من التربة (تربة ذاتية الري) يمكنها سحب الماء من الغلاف الجوي وتوزيعه على النباتات. مما يساعد على توسيع المساحة الخضراء القابلة للزراعة حول العالم، حتى في الأماكن التي كانت غير مؤهلة للزراعة سابقا. بالإضافة إلى الحد من استهلاك الماء.

الفكرة الأساسية

يعتمد نظام الزراعة في التربة ذاتية الري على سحب الرطوبة والماء من الغلاف الجوي بواسطة مواد هلامية فائقة الإمتصاص. فعندما ترتفع درجة حرارة التربة لدرجة معينة، تطلق المواد الهلامية الماء المُخزن بها. وتقوم التربة بتوزيعه على النباتات. وفي نفس الوقت يتبخر جزء منه؛ مما يحافظ على الرطوبة في الهواء ويسهل مواصلة دورة الزراعة.

تمتص المواد الهلامية الموجودة في التربة الماء من الهواء خلال الفترات الأكثر برودة أثناء الليل. وتعمل حرارة الشمس أثناء النهار على رفع درجة حرارة التربة. وبمجرد وصول التربة لدرجة حرارة معينة؛ تُحفز تلك المواد على إطلاق الماء الذي تحتويه بداخلها في التربة.

إلى أي مدى تفوقت قدرة التربة ذاتية الري؟

أثبتت التجارب انه يمكن لكل جرام من التربة امتصاص ما يقرب من 3-4 جرام من الماء. أي يمكن لحوالي 0.1 إلى 1 جرام من التربة توفير كمية من الماء تكفي لري قرابة متر مربع من الأرض الزراعية. فقد أُجريت التجارب الأولية على سطح «مركز مدرسة كوكريل الهندسي- Cockrell School’s Engineering Teaching Center». عن طريق الزراعة في التربة التي تحتوي على المادة الهلامية والتربة الرملية الموجودة في المناطق الجافة. التربة الأولى -ذاتية الري- كانت قادرة على الاحتفاظ بالماء بشكل أفضل من التربة الرملية.

خلال تجربة استمرت 4 أسابيع، لاحظ الفريق أن التربة ذاتية الري احتفظت بحوالي 40٪ من كمية المياة التي بدأت بها التجربة بالإضافة إلى أنها احتاجت إلى كمية مياة للزراعة أقل بكثير مقارنة بالتربة الرملية. في المقابل، احتفظت التربة الرملية بقرابة 20٪ فقط من الماء لمدة أسبوع واحد فقط.

وفى تجربة أخرى، زرع الفريق نبات الفجل في نوعي التربة، فقد نجا نبات الفجل لمدة 14 يوم دون ري في التربة ذاتية الري. مقارنةً بالتربة الرملية، احتاج النبات للري عدة مرات خلال الأربعة أيام الأولى. وعلى الرغم من ذلك، لم ينج في تلك التربة لأكثر من يومين فقط. وأشار «فاي تشاو-Fei Zhao» -أحد أعضاء الفريق البحثي- أن نظام الري الذاتي يوفر من المياة ما يكفي للزراعة. فالمياة كانت هي العائق الرئيسي أمام الزراعة، فإن تطوير تربة ذاتية الري، يمكنها الاعتماد على نفسها في جمع الماء من الهواء المحيط وإعادة استخدامه وتوزيعه. فيعتبر هذا المشروع أول تطبيق فعال للتكنولوجيا في خدمة البيئة. عَمِل عليه «يو-Yu» لأكثر من عامين.

إن التكنولوجيا تسير بخطوات واسعة في طريق خدمة البيئة والمحافظة على مواردها، فكما عملت التكنولوجيا على تطوير تربة ذاتية الري. فهل من الممكن أن نجد التكنولوجيا يومًا ما تسعى لتوفير المزيد من مياة الشرب للبشر أيضًا؟

المصادر:

utexas.edu

Exit mobile version