«أديداس-Adidas» تحوِّل نفايات المحيط البلاستيكية إلى أحذية وملابس رياضية!

تنتج «أديداس-Adidas» أكثر من 400 مليون زوج من الأحذية كل عام. تصنيع العديد من الأحذية يتطلب الكثير من الموارد، ولكن إنشاء مواد جديدة باستمرار ليس بالأمر الجيد بالنسبة للبيئة. وهذا ما دفع أديداس لاستخدام مصدرٍ مختلف.

يتوقع الخبراء أنه خلال 30 عامًا سيتجاوز عدد البلاستيك في محيطاتنا عدد الأسماك بكثير. وتقدر إحدى الدراسات أن 90% من الطيور البحرية قد استهلكت شكلاً من أشكال النفايات البلاستيكية. كل هذا التلوث على الشواطئ وفي المحيط ضارٌ لكل من الحياة البحرية والبشر.

لذا تحاول أديداس الحد من تلويث هذا البلاستيك للمحيط. في عام 2015، شاركت أديداس مع المنظمة البيئية «Parley for the Oceans». هدفهم هو تحويل التلوث البحري إلى ملابس رياضية، وقد حققوا تقدما هائلًا.

في عام 2019، تتوقع أديداس صنع 11 مليون زوج أحذية من بلاستيك المحيط المعاد تدويره. هذا أكثر من ضعف ما حققته في عام 2018. وتقول أديداس إن الشراكة مع «Parley for the Oceans» منعت 2810 طن من البلاستيك من الوصول إلى المحيطات. لكن كيف تصنع هذه الأحذية؟

يبدأ كل شيء على الشاطئ. تجمع منظمة بارلي وشركاؤها القمامة من المناطق الساحلية مثل جزر المالديف. ثم يتم فرز النفايات، ويتم إرسال البلاستيك المستعاد إلى مصنع معالجة أديداس. تستخدم أديداس الزجاجات البلاستيكية التي تحتوي على «البولي إيثيلين تيريفثاليت-(Polyethylene Terephthalate (PET». وإذا كان هناك شيء لا تستطيع أديداس استخدامه، مثل القبعات والخواتم، يتم إرسالها إلى مُنشآت إعادة التدوير العادية.

يسحق مصنع المعالجة النفايات ويغسلها ويجففها، ولا يترك شيئًا سوى رقائق بلاستيكية صغيرة. يتم تسخين الرقاقات وتجفيفها وتبريدها ثم تقطيعها إلى كريات راتنجية صغيرة. عادة ما يكون «البولي إستر-Polyester» مصنوع من البترول. لكن أديداس تذوب هذه الكريات لإنشاء خيوط، يتم نسجها فيما يسمونه «بلاستيك المحيط-Ocean Plastic»، وهو شكل من خيوط البولي إستر.

تستخدم أديداس ‘بلاستيك المحيط’ لتشكيل الأجزاء العلوية من الأحذية والملابس مثل القمصان. تتكون كل قطعة في مجموعة «Parley for the Oceans» من 75% على الأقل من النفايات البحرية. وهذا لم يغيّر شيئًا من معايير الأداء والراحة لأحذية أديداس. البولي إستر المعاد تدويره يستخدم كميات أقل من المياه والمواد الكيميائية ويساعد على منع التلوث البلاستيكي.

هدف أديداس هو استبدال كل البوليستر الأولي مع البوليستر المعاد تدويره بحلول عام 2024. حاليًا، يستخدم البوليستر المعاد تدويره في أكثر من 40% من ملابس أديداس. ربما ترى ملابس أديداس الرياضية المعاد تدويرها دون أن تلاحظ ذلك. تم استخدام الملابس المصنوعة من ‘بلاستيك المحيط’ في فرق كرة القدم الجامعية، البيسبول، «دوري الهوكي الوطني-National Hockey League (NHL)»، «بطولة أستراليا المفتوحة للتنس-Australian Open» وغيرها.

لكن هذا لا يقضي على التلوث البلاستيكي بالكامل. يمكن أن يؤدي غسل ملابس البوليستر إلى إنتاج ألياف دقيقة قد ينتهي بها المطاف في المحيط. تنصح أديداس العملاء أن يغسلوا ملابسهم بشكلٍ أقل، وأن يستخدموا الماء البارد، ويملئون آلة الغسي بالكامل في كل مرة.

لكن هذه ليست سوى الخطوة الأولى. تقوم أديداس أيضًا بتطوير حذاء قابل لإعادة التدوير بنسبة 100% يسمى «Futurecraft Loop». يُصنع هذا الحذاء ليكون قابلًا للتجديد، حيث يمكن إرجاعه وتقسيمه لإنشاء زوج جديد تمامًا. من المتوقع أن تكون أحذية «Futurecraft Loop» متاحة في عام 2021.

بمساعدة شركة «Parley for the Oceans»، تستخدم Adidas مواد متاحة بسهولة لتصنيع منتجات جديدة. وهي خطوة كبيرة نحو مستقبل مستدام.

ألمصدر: Business Insider

إقرأ أيضًا: دراسة تكشف مدى تأثير البلاستيك على صحتنا

دراسة تكشف مدى تأثير البلاستيك على صحتنا

دراسة تكشف مدى تأثير البلاستيك على صحتنا

العديد من البيانات أظهرت زيادة إنتاج البلاستيك بشكل كبير في العقود الأخيرة. وكانت النتيجة الأكبر في الطبيعة، يليها تأثير البلاستيك على صحتنا في المقام الثاني، حيث تم تأكيد وجود جسيمات البلاستيك في كل ركن من أركان العالم، من قمم جبال روكي قبل أيام نتيجة مياه الأمطار، وحتى أعمق المحيطات، وأيضا في ثلوج القطب الشمالي. ويتوقع الباحثون أن يتضاعف مرة أخرى بحلول 2025 نتيجة تحلل الخامات البلاستيكية، والتي تستقر أخيرًا في بطوننا. وهو ما سيطرح سؤال في ذهننا: ما مدى تأثير البلاستيك على صحتنا؟

طريق البلاستيك إلى أجسامنا

أثارت دراسة العام الماضي قلقًا واسعًا بشأن احتواء أكثر من 90 % من مياة الشرب على نسبة ضئيلة من البوليمرات المستخدمة في زجاجات التعبئة البلاستيكية والأغطية، لكنها وصلت إلى تركيزات عالية في بعض الحالات لتصل إلى 10000 قطعة في اللتر الواحد!
مما جعل مشاهدات رصد الحيوانات البحرية النافقة بسبب احتوائها على نفايات البلاستيك تتوارد إلى أذهاننا وجعلت الباحثون يتسائلون: هل سننال نصيبنا من تسمم البلاستيك مستقبلاً؟
وعقبت الدكتورة ماريا نييرا-Maria Neira مديرة قسم الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية:

نحتاج إلى معرفة المزيد عن الآثار الصحية للجسيمات البلاستيكية الدقيقة لأنها موجودة في كل مكان – بما في ذلك مياة الشرب

 تأثير البلاستيك على صحتنا

تتمحور الدراسة على قطع أكبر من البلاستيك والتي استبعد الباحثون امتصاصها، لكن عند دخولها القناة الهضمية، فهناك احتمال انطلاق مواد سامة أو ملوثات كيميائية والتي قد تسبب السرطان.
البيانات الأولية تشير إلى أن الجزيئات البلاستيكية التي يزيد حجمها عن 150 ميكرومتر منخفضة السُمية وامتصاص الأمعاء لها منخفض جدًا وهي أقل من أن تُثير قلقًا، على عكس الأجزاء متناهية الصغر الأقل من 1 ميكرومتر، والتي مازلنا نجهل أضرارها حين تخترق أنسجة الجهاز الهضمي.

خطوات نحو السلامة

أخرجت منظمة الصحة العالمية تقرير مبدئي يفيد بأن البلاستيك شريك آمن نسبيًا حتى الآن. حيث جاءت بيانات ورقة بحثية حديثة تكشف مدى تأثير البلاستيك على صحتنا من خلال معرفة تأثير مثلث الخطر: التكوين الفيزيائي، تفاعل المواد الكيمائية مع مياة الشرب والتلوث البكتيري. والتي كانت إيجابية – حتى الآن. وأوضح بروس جوردون-Bruce Gordon مؤلف الدراسة.

بناءًا على المعلومات البسيطة لدينا، لا يبدو أن المواد البلاستيكية الدقيقة في مياة الشرب تمثل خطرًا على الصحة حتى الآن

دور أنظمة معالجة وتنقية المياه من الجسيمات البلاستيكية 

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن أنظمة معالجة المياه تقوم بترشيح المواد الكيميائية وإزالة حوالي 90 % من المواد البلاستيكية الموجودة في مياة الصرف الصحي ومياة الشرب، إذ يعتبرها الباحثون أسلوبًا كافيًا لتنقية المياه.
لكن يأخذنا هذا التصريح لضرورة تحديد مصير نحو ملياري شخص ما زالوا  يستهلكون مياة ملوثة وغير منقاه للشرب، فهم أكثر عرضة لخطر المواد الكيمائية الضارة والإصابة بالأمراض التي تنتقل من خلال المياة الملوثة.

ليس من الجيد الرضا عن النتائج الآن

إننا مازلنا بحاجة إلى معرفة المزيد، ونحتاج أيضًا إلى وقف زيادة معدل التلوث البلاستيكي في جميع أنحاء العالم. وأكد الباحث جوردون:

مع البيانات المتوفرة لدينا، نعتقد أن المخاطر منخفضة، لكن لا يمكننا القول بشكل مؤكد أنه لن يكون هناك خطرًا في المستقبل

حتى الآن تعتبر أفضل ستجابة لهذه المشكلة هو الحد من الاستخدام البلاستيكي او التلوث – إن صح القول – عن طريق التخلص التدريجي من استخدام وتصنيع البلاستيك وأن نشجع إعادة التدوير واستخدام البدائل.

تدقيق: Moaaz Amin

المصادر :

Elakademiapost

The guardian

Science alerte

WHO

تمطر بلاستيك فوق جبال روكي!

دراسة جديدة بعنوان “إنها تمطر بلاستيك “!

تكشف دراسة عن مياة الأمطار بجبال روكي ماونتن وبحيرة لوخ أثناء مسح للكشف عن تلوث الهيدروجين أنها تمطر بلاستيك أثناء رحلة فريق من الباحثين لتحليل عينات الأمطار بحثًا عن تلوث النيتروجين.

بقيادة جريجوري ويثيربي Gregory Wetherbee، الباحث الكيميائي في جمعية المسح الجيولوجي الأمريكية، اكتشف الفريق أن ٩٠ ٪ من عينات الأمطار في ثمانية مواقع مختلفة تقع بين دنفروبولدر وكولورادو تحتوي على مواد بلاستيكية.

رحلة الفريق

فقد قام الفريق بإزالة المواد البلاستيكية الشفافة والمعتمة من العينات التي ربما تكون ملوثة من جهاز أخذ العينات وهي عبارة عن خيوط بلاستيكية صغيرة جدًا يمكن رؤيتها عند التكبير ٢٠ مرة على الأقل، تشبه الألياف المجهرية من المواد الصناعية كالتي في الملابس، وكانت متعددة الألوان أغلبها الأزرق متبوعًا بالأحمر والفضي والأرجواني والأخر ثم الأصفر على التوالي.

  • “إن أهم نتيجة يمكن أن نشاركها مع الرأي العام الأمريكي هي أن هناك الكثير من البلاستيك أكثر مما تراه العين”

ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يسجل فيها المسح تساقط أو وجود الألياف البلاستيكية الدقيقة، فهذه الدراسة تتفق مع دراسة أخرى حديثة نشرت تفاصيلها في ورقة بحثية هذا العام في مجلة نيتشر جيوساسينس، تفيد بأن هناك مواد بلاستيكية علي قمم جبال البرانس النائية التي تقع بين فرنسا وأسبانيا، فقد تم رصد أكثر من ٣٦٠ قطعة مجهرية في كل متر مربع.

لذا فيرجح ويثيربي أن الجسيمات الموجودة في منطقة روكي قد تكون نقلت من مسافة بعيدة؛ فالجسيمات البلاستيكية تستطيع أن تنتقل مع الهواء لمئات إن لم يكن لألاف الكيلو مترات، لكن مازال هناك علامات إستفهام حول إلى أي مدى تم نقلها أو ما إذا كانت من المناطق الحضرية أم من مسافة أكبر، لكن الواقع الآن هو أننا بصدد كمية كبيرة من البلاستيك في المناطق النائية.

كوكبنا والبلاستيك

الآن وقد تم العثور على المواد البلاستيكية تقريبًا في كل ركن من أركان العالم، فقد تطرح على طاولة الأبحاث العلمية أسئلة غاية في الأهمية مثل إلى أي مدى يؤثر البلاستيك على النظام البيئي؟ وكيف يؤثر إستهلاك البلاستيك على صحة الإنسان، وهل وكيف يمكننا إنتزاع البلاستيك من كوكبنا؟

حيث أن كمية المواد البلاستيكية حولنا تدعو للقلق، فالبلاستيك موجود في الهواء والتربة وفي الماء، فلم يستطع العلماء حساب سوى ١ ٪ من كمية البلاستيك في المحيطات.

“إنه في المطر، في الثلج، إنه جزء من بيتنا الآن” قال ويثيربي.

فتستهلك الحيوانات والبشر المواد البلاستيكية عن طريق الماء والغذاء، ويمكن أن نكون نتتفسها أيضا في الهواء

وبشكل عام، فقد قال بعض باحثو مجال البلاستيك الدقيق أن أحد المساهمين في أزمة البلاستيك هو القمامة، حيث أن أكثر ٩٠ ٪ من النفايات لا يتم إعادة تدويرها والتي تتحلل لأجزاء أصغر.

مستقبلنا

فالآن علينا أن نبدأ في تقليل اعتمادنا على البلاستيك بشكل كبير، على الرغم من أننا لا نعرف ما المدة اللازمة لإخلاء الكوكب من البلاستيك، وحتى إن إستطعنا ذلك، فهل نعتقد أن المواد البلاستيكية ستتوقف عن الدوران في الأنظمة البيئية؟

إن الحل سيستغرق قرونًا بناءًا عما ندركه من كميات بلاستيك موجودة حولنا.

المصدر

USGS

nature

theguardian

 

 

Exit mobile version