Ad
هذه المقالة هي الجزء 10 من 18 في سلسلة دليلك لفهم أهم الأجرام والظواهر الفلكية

ما هي العناقيد النجمية؟

الكون مكان معقد مليء بالأشياء المعقدة، من الحجم الصغير للذرات إلى الحجم الكبير «لعناقيد المجرات-galaxy clusters». في مكان ما على الجانب الأكبر من هذ النطاق، تقع «العناقيد النجمية-Star clusters» وهي مجموعات من النجوم التي تتكون بالقرب من بعضها البعض في الفضاء وبالتالي، فهي مرتبطة مع بعضها البعض بواسطة الجاذبية، ويبدو أن لها أعمارًا متشابهة تقريبًا، كما يبدو أن لها أصلًا مشتركًا. توفر العناقيد النجمية لعلماء الفلك نظرة ثاقبة حاسمة عن تطور النجوم من خلال مقارنات بين أعمار النجوم وتركيباتها. [1] [2]

قال آرون إم جيلر، عالم الفلك في جامعة نورث وسترن، لموقع « ProfoundSpace.org» أن العناقيد النجمية عبارة عن مناطق كبيرة بين النجوم تتكون من الغاز والغبار تسمى «السحب الجزيئية- Molecular cloud». تنهار المناطق الأكثر كثافة من تلك السحب الجزيئية على نفسها لتشكل نجومًا. قال جيلر إنه في بعض الحالات، تفترق النجوم بعد نشأتها. ومع ذلك، إذا كان هناك عدد كافٍ من النجوم التي تشكلت بالقرب من بعضها البعض، فقد تظل مرتبطة بالجاذبية وتعيش كعنقود نجمي. [1]

الفرق بين العنقود النجمي والمجرة

العناقيد النجمية ليست مجرات، على الرغم من أنهم مجموعات من النجوم مرتبطة بالجاذبية. قال جيسون ستيفن، الأستاذ المساعد في الفيزياء وعلم الفلك في جامعة نيفادا، لاس فيغاس أن الفرق الأكثر وضوحًا هو ما إذا كانت مجموعة النجوم مرتبطة ببعضها البعض من خلال جاذبيتها الخاصة أو إذا كانت بحاجة إلى وجود مادة مظلمة في تلك المجموعة من أجل الحفاظ عليها معًا. إذا كانت هناك مادة مظلمة في هذا المزيج، فمن المحتمل أن تكون تلك المجموعة من النجوم تشكل مجرة. حيث أن المجرات بشكل عام أكبر من العناقيد النجمية. قال جيلر أن المجرات مثل المدن التي تعيش فيها العناقيد النجمية ويمكن أن تحتوي المجرات على الآلاف أو أكثر من العناقيد النجمية والعديد من السحب الجزيئية والمادة المظلمة وما إلى ذلك. [1]

عامل آخر يميز العناقيد النجمية عن المجرات هو أنه داخل كل عنقود، تكون النجوم تقريبًا في نفس العمر وتتكون من نفس المواد تقريبًا، نظرًا لأنها تشكلت من نفس السحابة الجزيئية، وذلك وفقًا لمنشأة أستراليا الوطنية للتلسكوب (ATNF). من ناحية أخرى، قال ستيفن إن النجوم داخل المجرة يمكن أن يكون لها أعمار مختلفة ولها بنية مختلفة. لهذا السبب تعتبر العناقيد النجمية مهمة جدًا لعلماء الفلك الذين يدرسون تطور النجوم. [1]

أنواع العناقيد النجمية

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من العناقيد النجمية: «العناقيد الكروية- globular clusters» و«العناقيد المفتوحة- open clusters» و«الاتحادات النجمية- stellar associations»، كما يوجد نوع من العناقيد المفتوحة يسمى «العناقيد المدمجة-Embedded Clusters» ولكل منها خصائص مختلفة توفر معلومات مختلفة لعلماء الفلك. [1]

العناقيد الكروية

العناقيد الكروية، هي مجموعة كبيرة من النجوم القديمة المكتظة بقرب بعضها البعض في شكل كروي متماثل إلى حد ما. العناقيد الكروية سميت بهذا الاسم بسبب مظهرها الكروي بعض الشيء، وهي أكبر التجمعات النجمية وأكثرها ضخامة. تحتوي العناقيد الكروية على بعض أقدم النجوم في المجرة ويعتقد أنها تشكلت في وقت مبكر من تاريخها. [3]

وهي أقدم وأكبر وأضخم نوع من العناقيد النجمية وتحتوي على أقدم النجوم. يمكن إثبات عمرهم من خلال افتقارهم شبه الكامل لما يسميه علماء الفلك المعادن، أي العناصر الأثقل من الهيدروجين والهيليوم الموجودين في الكون المبكر قبل ولادة النجوم والمجرات الأولى. وهي كبيرة حيث يمكن أن يصل قطرها إلى 300 سنة ضوئية وتحتوي على 10 ملايين نجم. [4]

اكتشف علماء الفلك ما يقرب من 150 عنقودًا كرويًا في مجرة درب التبانة. في المقابل، تضم مجرة المرأة المسلسلة حوالي 400، وتضم مجرة «M87» أكثر من 10000، وفقًا لمركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية. [1]

تتضمن بعض أشهر العناقيد الكروية «أوميجا قنطورس-Omega Centauri»، وهي أكبر كتلة كروية معروفة في مجرتنا وفقًا لوكالة ناسا، و«M13» وهي واحدة من أكثر المجموعات سطوعًا. على الرغم من أن بطليموس اكتشف أوميجا قنطورس في القرن الثاني بعد الميلاد، إلا أنه اعتقد خطأً أنه نجم. في وقت لاحق أخطأ إدموند هالي في تعريفه على أنه سديم في عام 1677م، وفقًا لوكالة ناسا. قرر جون هيرشل بشكل صحيح أن يسميه عنقود كروي في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. اكتشف هالي «M13» في عام 1714، وأضافه تشارلز ميسييه إلى كتالوجه الشهير في عام 1764، على الرغم من أنه كان يعتقد في الأصل أنه لا يحتوي على نجوم على الإطلاق. [1]

العناقيد المفتوحة

العناقيد المفتوحة عبارة عن مجموعات ضعيفة الترابط تتكون من بضع عشرات إلى بضع مئات من النجوم وتوجد في المجرات الحلزونية وغير المنتظمة. العناقيد المفتوحة أصغر بكثير ونجومها أقل من العناقيد الكروية. قد تحتوي العناقيد المفتوحة على أي شيء يتراوح من بضع عشرات من النجوم إلى بضع مئات من النجوم وقد تكون مكونة من نجوم شابة أو نجوم أكبر سناً. نظرًا لبنيتها المفتوحة والمنتشرة، فهي ليست مستقرة بشكل خاص. [5]

قد تتشتت نجومها المكونة بعد بضعة ملايين من السنين. حيث تفقد كل عناقيد النجوم نجومها بمرور الوقت في عملية تسمى «التبخر-evaporation»، وفقًا لجيلر، وبما أنها التي تحتوي على عدد أقل من النجوم تكون أقل ارتباطًا ببعضها البعض بواسطة الجاذبية، فمن السهل على نجومها أن تهاجر بعيدًا عن المجموعة عند سحبها بواسطة جسم آخر، مثل سحابة جزيئية عملاقة. لكن هذه ليست الطريقة الوحيدة التي تفقد بها العناقيد المفتوحة النجوم. [1]

 لهذا السبب، يوجد هذا النوع في المجرات الحلزونية وغير المنتظمة، حيث يتم تكوين نجوم جديدة، ولكن ليس في المجرات الإهليلجية، التي لا تشكل نجومًا والتي قد تفككت فيها أي عناقيد مفتوحة منذ فترة طويلة. داخل مجرة ​​درب التبانة، توجد عناقيد مفتوحة في وبين الأذرع الحلزونية. جميع العناقيد النجمية ذات أهمية كبيرة لعلماء الفلك، لأن النجوم فيها كلها تكونت في نفس الوقت والمكان تقريبًا. عادةً ما تكون تلك العناقيد أسهل في الملاحظة من العناقيد الكروية، لأنه يمكن دراسة النجوم الفردية. تقدم دراسة عناقيد النجوم رؤى فريدة حول كيفية تشكل النجوم وتطورها. [5]

اكتشاف العناقيد المفتوحة

تم اكتشاف حوالي 1100 عنقود مفتوح حتى الآن داخل مجرة درب التبانة، على الرغم من أنه يعتقد بوجود العديد منها. «Trumpler 14» هو واحد من هؤلاء، يقع على بعد حوالي 8000 سنة ضوئية باتجاه مركز سديم كارينا المعروف، والذي تم التقاطه بشكل جميل بواسطة هابل. أشهر العناقيد المفتوحة هو «الثريا-Pleiades»، المعروف أيضًا باسم «M45». يحتوي العنقود على أكثر من 1000 نجم، وفقًا لوكالة ناسا، على الرغم من أن عددًا قليلاً فقط من ألمع نجومها يمكن رؤيته بالعين المجردة. تشمل العناقيد المفتوحة الأخرى المعروفة «القلائص-Hyades»، وهي أقرب عنقود مفتوح من الأرض، و«العنقود المزدوج-Double Cluster»، الذي يتألف من عنقودين متجاورين. [1] [5]

العناقيد المدمجة

أصغر العناقيد النجمية هي العناقيد المدمجة وهي مجموعات من النجوم مبعثرة في غاز وغبار بينجمي. غالبًا ما تكون هذه النجوم حديثة الولادة أو تتشكل للتو، مما يعني أنها ساخنة وتنتج إشعاعًا شديدًا. ومع ذلك، فإن الغاز والغبار المحيطين بهم يمتصون الكثير من الضوء المرئي المنبعث منهم. تعتبر عمليات رصد الأشعة تحت الحمراء الطريقة الأكثر موثوقية لمراقبة العناقيد المدمجة. [6]

يعتقد علماء الفلك أن معظم النجوم تولد في عناقيد مدمجة. والتي تمثل المراحل المتأخرة من بمجرد أن يأخذ تكوين النجوم مجراه. ومع ذلك، ليس كل عنقود مدمج ينجو ليصبح كتلة مفتوحة وغالبًا ما يتم تعطيلها قبل انتهاء العملية. العناقيد المدمجة هي مختبرات لدراسة النجوم حديثي الولادة والنجوم الشابة. إنها توفر البيئة التي تتشكل فيها الكواكب، وتفرض مقدار الكتلة التي ينتهي بها كل نجم. [6]

الاتحادات النجمية

على الرغم من أن الاتحادات النجمية تم تصنيفها كواحدة من العناقيد نجمية، إلا أنها مختلفة قليلاً. فقد قال جيلر أن الاتحادات النجمية هي مجموعات من عشرات إلى مئات النجوم التي لها أعمار وخصائص معدنية متشابهة. وتتحرك في نفس الاتجاه تقريبًا داخل المجرة، لكنها غير مرتبطة ببعضها البعض بواسطة الجاذبية. يقترح جيلر أن بعض الاتحادات النجمية كانت على الأرجح عناقيد مفتوحة ذات يوم، ولكن بسبب التبخر، لم يعد لديهم رابطة الجاذبية الخاصة بهم. [1]

المصادر

  1. space
  2. encycopedia
  3. britannica
  4. earth sky
  5. esahubble
  6. pweb.cfa.harvard.edu

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فلك فضاء

User Avatar

Heba Allah kassem

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.


عدد مقالات الكاتب : 88
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : Aya Gamal

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق