لماذا يتهرب طائر الوقواق من تربية صغاره بنفسه؟

تهرب طائر الوقواق

إن تهرب طائر الوقواق من تربية صغاره بنفسه، دليل على مكره ودهائه. حيث يخدع الطيور الأخرى ليربيهم بدلًا منه. هذه الظاهرة تمارسها كائنات تعرف باسم متطفلات الأعشاش، وهي حيوانات تعتمد على غيرها في تربية صغارها. في هذا المقال، سنتعمق في عالم طيور الوقواق، ونستكشف قدرتها الرائعة على خداع الطيور الأخرى.

محتويات المقال :

غرباء في العش

لنقل أن لديك شخصًا غريبًا يعيش في منزلك، ويأكل طعامك، ويستمتع بالراحة في غرفتك الخاصة، كل ذلك بينما يتظاهر بأنه جزء من عائلتك. يبدو هذا شيئًا مزعجًا، أليس كذلك؟ ولكن بالنسبة لبعض أنواع الطيور، فهذه حقيقة قاسية. لقد تطورت طيور الوقواق، سادة الخداع، لتتسلل إلى أعشاش الطيور الأخرى وتتلاعب بها لتربية صغارها. ولكن كيف تصبح هذه الطيور ماهرة جدًا في الخداع؟

إن طيور الوقواق تخدع الطيور الأخرى وتجعلها تعتقد أن بيض الوقواق خاص بها. ومن بين الأهداف الرئيسية لطيور الوقواق عصفور الشوك (Dunnock) وطيور جشنة الحقول (Meadow pipit) وهازجة الغاب (Common reed warbler).

الحيل الماكرة لتهرب طائر الوقواق من التربية

للتسلل إلى العش والتهرب بنجاح من دفاعات ضحاياه، طورت طيور الوقواق سمات تمويه فعالة. أحد التكيفات الرئيسية هو لون البيض. حيث طورت طيور الوقواق القدرة على إنتاج بيض يحاكي بيض الأنواع المضيفة، مما يقلل من فرص اكتشافهم.

ولتنفيذ هذه الحيلة الماكرة، تراقب أنثى الوقواق عشها المختار من نقطة مراقبة. وعندما يغادر الوالد المضيف عشه بحثًا عن الطعام، تضع الوقواق بسرعة بيضها بين البيض الموجود بالفعل في العش. وفي بعض الأحيان، تقتل وتزيل إحدى البيوض الموجودة حتى لا يتبقى الكثير من البيض في العش.

ومن المعروف أن أنثى الوقواق تشتت انتباه الطيور المضيفة أثناء وضع بيضها عن طريق إصدار صوت يشبه صوت طيور الباشق الأوراسي. وذلك لتنبيه الطيور إلى الخطر المحتمل، مما يصرف انتباهها عن العش. وهذا يمنح الوقواق الوقت الكافي لوضع بيضها والهروب دون أن يلاحظها أحد.

دورة حياة الوقواق المحتال

إن دورة حياة طائر الوقواق هي عملية رائعة ولكنها معقدة تتضمن الخداع والتلاعب وتكتيكات البقاء. عادةً ما يكون الوقواق المحتال هو الفرخ الوحيد الذي يتعين على الوالد المضيف رعايته. وذلك لأن الوقواق الصغير يتخلص من جميع البيض الآخر في العش. وعادةً ما يفقس قبل البيض الآخر، بعد حوالي 11 يومًا في العش. ثم يحمل البيض الآخر على ظهره، واحدًا تلو الآخر، ويلقيه من فوق حافة العش.

ومع نمو طائر الوقواق، يصبح آكلًا شرهًا، حيث يستهلك كمية كبيرة من الطعام الذي يقدمه له المضيف المطمئن. في بعض الحالات، يمكن أن يكون طائر الوقواق الصغير أكبر بست مرات من الوالد المضيف، مما يجعله عبئًا كبيرًا على موارد المضيف. على الرغم من ذلك، يستمر المضيف في إطعام الوقواق، غير مدرك لهويته الحقيقية.

بعد 20 يومًا، سيغادر الوقواق العش ولكنه سيظل يتلقى الطعام من مضيفه السابق. يمكن أن يستمر هذا الاعتماد لعدة أسابيع، يستمر خلالها طائر الوقواق في التلاعب بمضيفه لتوفير الغذاء. في نهاية المطاف، سيترك طائر الوقواق رعاية مضيفه، ولكن ليس قبل أن يتعلم مهارات البقاء الأساسية، مثل البحث عن الطعام وتجنب الحيوانات المفترسة.

التعرف على المحتال ورفضه

على الرغم من أن حيل طيور الوقواق تتمتع بمعدل نجاح مرتفع، إلا أن بعض الطيور المضيفة لا يمكن خداعها بسهولة. فإذا تم رصد أنثى الوقواق وهي تضع بيضها في العش الخطأ، أو أدرك الطائر أن هناك بيضة واحدة مختلفة عن الباقي، فقد يتعرض بيض الوقواق للهجوم. حيث يقوم الطائر المضيف بثقب قشرة البيضة المزيفة ويلقيها خارج العش. وفي حالات أخرى، يتم التخلي عن الأعشاش ولا يتم إطعام الوقواق الصغير.

وإذا كانت البيضة تشبه بيض المضيف، فيمكن للمضيف استعادة البيضة التي تبدو في ملقاة في غير مكانها ووضعها في العش بنفسه. في بعض الأحيان، يرفض الطائر المضيف فرخ الوقواق بعد الفقس، بسبب تكلفة تربية الوقواق. ومن الأمثلة على ذلك عندما يكون حجم الوقواق أكبر بكثير من والده الجديد الذي لم يكن يتوقع ذلك. إن إطعام الوقواق يستهلك قدرًا أكبر بكثير من طاقة الطائر المضيف. وإذا كانت متطلبات الفرخ أعلى بكثير مما يتوقعه المضيف من نوعه، فيمكن التخلي عن الوقواق في هذه المرحلة المتأخرة.