تحدثنا في المقال السابق عن أهم قواعد الدراسة الجيدة التي يوصي بها خبراء التعليم. وكما وعدناكم، سوف نتناول في هذا الجزء أهم قواعد الدراسة السيئة، أو بلغة أخرى، الأمور التي عليك تجنبها أثناء دراستك، والتي تسهم في ضياع وقتك والتقليل من انتاجيتك، في حين تظن نفسك تدرس بطريقة صحيحة!
محتويات المقال :
القراءة غير الفعالة
كثير منا يرتكب هذا الخطأ ويجلس مدةً طويلةً وهو يمرر نظره على الصفحة جيئةً وذهابًا. لكن في الحقيقة، إعادة القراءة مجرد مضيعة للوقت إن لم يكن ما تقرأه مفهومًا تمامًا بالنسبة إليك، ويمكنك تذكره دون النظر إلى الصفحة التي تقرأ (استخدم أسلوب التذكر الذي تحدثنا عنه في المقال السابق).
لا تربك نفسك بالتظليل
تظليلك للنص (باستخدامك لقلم التظليل highlighter) يمكن أن يخدع عقلك، حيث سيعتقد أنك تحفظ هذا النص، في حين أنك لم تقم سوى بتحريك القلم! لا بأس بالقليل من التظليل، يمكن أن يكون مفيدًا في تحديد النقاط الهامة. لكن إن كنت تستخدمه كأداة مساعدة على التذكر، تأكد من حفظ كل كلمة تظللها. وتجنب استخدام الكثير من الألوان.
مجرد النظر إلى حل مسألة والاعتقاد بأنك تعرف كيفية حلها
هذا أحد أسوأ الأخطاء التي يرتكبها الطلاب خلال الدراسة. حاول الحل بمفردك أولًا، وتدرب عليه جيدًا. ستتفاجئ من كم الهفوات والأخطاء التي ارتكبتها أثناء حلك للمسألة لأول مرة. يجب عليك أن تكون قادرًا على حل المسألة خطوة بخطوة دون النظر إلى الحل.
دراسة اللحظة الأخيرة!
نحن نتحدث هنا عن التسويف والتأجيل المستمر، والذي يقود الطالبَ للدراسة قبل موعد الامتحان بساعاتٍ قليلة. دماغك يشبه العضلة في عمله، يمكنه تحملُ مقدارٍ محدد من التدريب على مادة أو موضوع ما.
حلُّ المسائل من نفس النوع بشكل متكرر، والتي تعرف كيفية حلها
عند الاستعداد لامتحان الرياضيات أو الفيزياء مثلًا، حاول حل أنواع مختلفة من المسائل، جرب حل نموذجٍ واحدٍ عن كل مسألة بدلًا من الغوص في ثلاث أو أربع مسائل من النوع نفسه. بهذه الطريقة تكون قد تجنَّبتَ هدر الوقت وغَطَّيت أكبر قدرٍ ممكن من المنهج.
تحويل جلسات الدراسة مع الأصدقاء إلى جلسات دردشة
دراستك مع أصدقائك ومشاركتهم في حل الواجبات، أو التحضير للامتحانات مع بعضكم البعض، يمكن أن يعزز عملية التعلم ويسهم في جعلها أكثرَ متعة، كما يدلك على أخطائك. لكن إذا تحولت جلسات الدراسة المشتركة هذه إلى جلسات تسليةٍ وسَمَرٍ قبل الانتهاء من الدراسة، فأنت تضيع وقتك بلا فائدة، وعليك أن تجد مجموعة دراسة أخرى.
إهمالك لقراءة الفصل من الكتابِ قبل الشروع في حلِّ المسألة
هل تريد الغوص في البركة قبل أن تتعلم السباحة؟ كتابك المدرسي أو الجامعي هو بمثابةِ معلم السباحة خاصتك. فهو يضعك على السكَّةِ الصحيحة ويُرشدك للجواب بالطريقة الأفضل. من المؤكد أنك سوف تتخبط في حل المسألة إن لم تُكلِّف نفسك عناء القراءة عنها من الكتاب. لكن قبل أن تبدأ في القراءة، من المهم جدًا أن تلقي نظرةً سريعةً على الفصل أو الدرس، وذلك لتكوين فكرةٍ عما يدور حوله من موضوعات وعناوين أساسية.
عدم سؤال مُدرسك أو زملائك عن النقاط التي لم تفهمها
مهمة المدرِّس في المقام الأول هي توجيه الطالب ومساعدته على فهم المعلومات، لذلك لا تتردد أبدًا في سؤال أُستاذك أثناء الجلسة أو في مكتبه. إن شعرت بالحرج من ذلك، استعن بزملائك، فالمهم هو ألّا تترك سؤالًا معلقًا بلا إجابة.
تشتيت انتباهك باستمرار
عليكَ أن تعلم أن كل مقاطعةٍ صغيرةٍ لجلستك الدراسية تقلل من قوتك الدماغية المكرسة للتعلم، سواءًا أكانت هذه المقاطعة رسالةً نصيةً أو محادثةً مع شخص ما. هذا الانتباه المتقطع والمشتت يعيق نمو الجذور العصبية الضرورية للتعلم.
عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
يقوم دماغك بمعالجة وتجميع ما تعلمته عندما تنام، كما أنه يمارس ويكرر كل ما تدرسه أو تتعلمه قبل النوم. الإرهاق والسهر لفترةٍ طويلةٍ يجعل السموم تتراكم في دماغك، مما يعطل الروابط العصبية التي تحتاجها للتفكير بسرعةٍ وكفاءة. إن لم تحصل على نومٍ جيدٍ قبل امتحانك، فكل ما تقوم به من تحضير ودراسة سيكون بلا فائدة.
لقراءة الجزء الأول من المقال، هنا.
المصدر
Barbara Oakley. Mind for Numbers: How to Excel in Math and Science. July, 2014. هنا
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :