Ad

اندلعت مؤخراً حرائق غابات هائلة في لبنان وسوريا بعدة مناطق، بالإضافة إلى المناطق الزراعية؛ والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص وخسائر مادية وبيئية كبيرة. وساهمت ارتفاع درجات الحرارة والرياح الشديدة دوراً كبيراً في امتداد النيران وتوسعها، في ظل عجز واضح من قبل فرق الدفاع المدني وفرق الإطفاء على الجانب السوري واللبناني. والحكومة اللبنانية تجري اتصالات مع دول مجاورة لطلب المساعدة في اخماد الحرائق.

أوضحت مديرية الدفاع المدني اللبنانية أن 104 حريقاً قد اندلع في لبنان منذ ليلة الاثنين. وقال المدير العام للدفاع المدني اللواء ريمون خطار:

لم يشهد لبنان شيئًا مماثلاً منذ عدة عقود، حيث وصلت الحرائق إلى المنازل والمؤسسات والغابات التي تضم تنوعاً بيولوجياً طبيعياً

ليلة الاثنين، اندلعت سلسلة من الحرائق في غابات جبال الشوف وشمال المتن في جبل لبنان، ووصلت إلى غابات زغرتا في الشمال. حاول رجال الإطفاء من الدفاع المدني إخماد النيران بشكل يائس، منتشرين طوال الليل بين منطقة وأخرى بسبب الرياح القوية. وبالتالي، كان على المدنيين التدخل لإطفاء الحرائق بأنفسهم، حيث لم تتمكن القوات الحكومية من الوصول إلى جميع المناطق المحترقة.
ومن مشرف – منطقة سكنية وهي الأكثر تضرراً – امتدت الحرائق باتجاه الدامور والضبية وكفرهم وكفر متى. والتهمت النيران عدة كيلومترات من مناطق الغابات، وغطى الدخان المنطقة بأكملها حتى ضواحي بيروت. قال خطار:

“تم نشر أكثر من 200 سيارة للدفاع المدني. كما أدت الحرائق الضخمة إلى انفجار 20 لغمًا بريًا، زرعت خلال الحرب الأهلية في مناطق تم إعلان حظرها”.

لبنان يطلب المساعدة لإخماد حرائق الغابات

طلب لبنان مساعدة عاجلة من قبرص التي أرسلت طائرتين. بعد اجتماع لجنة الاستجابة للكوارث، قالت وزيرة الداخلية راية الحسن:

وقعنا طلبًا للمساعدة من الدول المجاورة، واستجابت اليونان لطلبنا وستقوم بإرسال طائرة. كما عبر الأردن عن استعداده لإرسال المساعدة

وبعد الاجتماع، قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري:

إنها كارثة، نحن نعمل بجد، سترعى لجنة الإغاثة جميع الممتلكات التالفة، والشيء المهم الآن أنه لا توجد إصابات

إصابات بين المدنيين وفرق الإطفاء

صرح خطار وجود 5 إصابات طفيفة بين متطوعي الدفاع المدني؛ نتيجة النيران انفجار الألغام.
بينما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية، أن المواطن سليم أبو مجاهد، 32 عاماً، توفي متأثرًا بنوبة قلبية بعد مساعدته في إطفاء الحرائق في بتاتر، جبل الشوف. وكان أبو مجاهد قد تعرض سابقا لزرع دعامة في قلبه.

أعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إسعاف 72 شخصًا في المستشفيات الميدانية بين ليلة الاثنين وصباح الثلاثاء. ونقل البعض إلى المستشفى بينما كان آخرون يعانون من ضيق تنفس وحروق طفيفة.

فتحت الكنائس والمساجد وبعض الفنادق القريبة من المناطق المحترقة أبوابها للمتضررين. كما ساعدت قوات الدفاع المدني الفلسطينية في مخيم برج البراجنة في الضواحي الجنوبية لبيروت ومخيم عين الحلوة في جنوب لبنان على إخماد الحرائق. كما نشرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان مركبات لإخماد الحرائق.

عجز وتقصير وتبادل اتهامات

تبادل المسؤولون الحكوميون الاتهامات المتعلقة بثلاث طائرات هليكوبتر – متخصصة في مكافحة الحرائق – تم شراؤها بمساهمات مدنية في عام 2009، لكنها توقفت عن العمل منذ سنوات لأن الدولة لم تخصص الأموال لصيانتها.

وتساءل الوزير السابق فادي عبود، رئيس الرابطة الخضراء الدائمة التي اشترت المروحيات الثلاث، عن سبب عدم اللجوء إلى الأميركيين لتوفير لوازم الصيانة والتدريب الكافي للطيارين، بدلاً من طلب المساعدة من قبرص والدول الأخرى. وأضاف:

هذا إهمال خطير، لقد سخرت عامين من حياتي لشراء هذه المروحيات

حرائق سوريا

أما في سوريا، تعاونت فرق من مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي مع لواء حريق اللاذقية والدفاع المدني وبدعم من كتائب مكافحة الحرائق من حماة وطرطوس على إخماد الحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية، التي انتشرت عند الفجر.

قال رئيس مديرية الزراعة منذر خيربيك:

تم فتح خطوط إطفاء جديدة لتقليل الأضرار وحماية الممتلكات. في غضون 24 ساعة، تمكن رجال الإطفاء من إخماد 17 حريقًا اندلعت في وقت واحد في جبلة والقرداحة، على الرغم من التضاريس التي يتعذر الوصول إليها والرياح الشرقية الشديدة

أعلن خيربك أن عضوين من الدفاع المدني قتلوا وإصابة آخرون.

وفي محافظة طرطوس، نشب أكثر من مئة حريق منذ الاثنين، وفق ما نقلت وكالة “سانا” عن المحافظ صفوان أبو سعدى الذي أشار إلى السيطرة على معظم الحرائق. ولفت إلى تزامنها مع موسم جني الزيتون.

أما في حمص، قامت فرق الإطفاء بالسيطرة على الحرائق، في المناطق الحرجية والزراعية في قرى وادي النصارى في ريف حمص الغربي، قرية الناصرة، والمشتى، والعين الباردة، وحبنمرة. وقال محافظ حمص طلال البرازي أن الأضرار اقتصرت على الماديات ولا سيما الأشجار في بعض المناطق الحرجية وشبكات الكهرباء التي تمر من هذه المنطقة الجبلية” ذات الطرق الوعرة.

مشاهد مرعبة

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو مرعبة للنيران التي أتت على مساحات واسعة مزروعة بالأشجار في سوريا ولبنان. هنا

وفقًا لإدارة الأرصاد الجوية في مديرية الطيران المدني اللبنانية، من المتوقع أن تهدأ درجات الحرارة بالأمطار اليوم.

المصادر

هنا

هنا

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

Hesham Al-Khateeb

Pharmacist, Blogger and Freelancing Translator


عدد مقالات الكاتب : 16
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق