Ad
هذه المقالة هي الجزء 17 من 19 في سلسلة رحلة بين أشهر الاضطرابات النفسية

تؤثر اضطرابات القلق على ما يقرب من 40 مليون بالغ في الولايات المتحدة. فوفق المعهد الوطني للصحة العقلية (NIMH) أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالقلق من الرجال.

يمكن أن تحدث اضطرابات القلق في أي مرحلة من مراحل الحياة، ولكنها تبدأ عادةً في منتصف العمر. وقد تزيد تجارب الحياة المجهدة من خطر الإصابة. بالنسبة للأعراض، قد تبدأ فورًا أو بعد سنوات. ويتجلى القلق بطرق متعددة ولا يميز حسب العمر أو الجنس أو العرق. للمزيد من التفاصيل ولمعرفة ما هو القلق وما أهم أعراضه بالإضافة للعديد من النصائح التي قد تعيد تناغم الجسد والعقل والروح تابع قراءة المقال التالي.

ما هو القلق؟

Anxiety: شعور بالرهبة أو الخوف، غالبًا بدون مبرر واضح.
كيف نميز القلق عن الخوف؟ ينشأ هذا الأخير استجابةً لخطر واضح، مثل الخطر الذي يؤثر على السلامة الجسدية للفرد. على النقيض من ذلك، ينشأ القلق استجابةً لمواقف تبدو غير ضارة أو ناتجًا عن صراعات عاطفية داخلية قد لا تكون أسبابها واضحة للشخص نفسه.


يعتبر الشعور بالقلق خلال أحداث الحياة اليومية أمرًا طبيعيًا، بينما مواجهة تلك الأحداث بالقلق المبالغ فيه واستمرار الشعور بالقلق غير المبرر، عادةً ما يُنظر إليه على أنه علامة على اضطراب عاطفي.

هناك عدة أنواع لاضطرابات القلق، ما هي؟

  • “اضطراب القلق المعمم-Generalized anxiety disorder”: شعور بالقلق الشديد والغير واقعي وبدون أسباب واضحة.
  • “اضطراب القلق الاجتماعي-Social anxiety disorder”: يُعرف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، وهو الشعور بالقلق من المواقف الاجتماعية اليومية، نتيجة قيام الآخرين بالحكم عليك أو التعرض للإحراج أو السخرية.
  • “الرهاب المحدد Specific phobias”: الشعور بالخوف من شيء ما أو موقف معين، مثل المرتفعات والطيران، وهذا يدفع في كثير من الأحيان إلى تجنب مثل هذه الأحداث.
  • “رهاب الخلاء- Agoraphobia”: خوف شديد من التواجد في مكان يصعب فيه الهروب منه أو الحصول على مساعدة في حالة حدوث حالة طارئة. على سبيل المثال ، قد تصاب بالذعر أو تشعر بالقلق عند ركوب الطائرة أو المواصلات العامة أو الوقوف في صف وسط حشد من الناس.
  • “قلق الانفصال-Separation anxiety”: الشعور الدائم بالقلق من حدوث شيء سيء لمن تحب، لمجرد عدم وجوده في محيط بصرك.
  • “الصمت الانتقائي-Selective mutism”: لا يتحدث الأطفال الصغار الذين يتحدثون بشكل طبيعي مع أسرهم في الأماكن العامة، كما هو الحال في المدرسة.
  • “قلق ناجم عن الأدوية- Medication-induce anxiety disorder”
  • اضطراب الهلع-Panic disorder”: نوبة من الشعور بالخوف المفاجئ، مما يسبب تعرق وألم في الصدر، وزيادة في ضربات القلب وأحيانًا الشعور بالاختناق.

ما الذي يدفع شخص ما للشعور بالقلق؟

السبب الدقيق لاضطراب القلق العام غير مفهوم تمامًا، كما أن الكثير من الناس يعانون من القلق دون سبب واضح، ولكن حسب الأبحاث قد تلعب مجموعة من العوامل دورًا في حدوثه، والتي تشمل:

  • فرط النشاط في مناطق الدماغ التي تشارك في المشاعر والسلوك.
  • خلل في المواد الكيميائية في الدماغ مثل السيروتونين والنورادرينالين، والتي تشارك في التحكم في المزاج وتنظيمه.
  • الجينات التي ترثها من والديك، حيث يُقدر أنك أكثر عرضة للإصابة باضطراب القلق العام بخمس مرات إذا كان لديك قريب مصاب بهذه الحالة.
  • وجود تاريخ من التجارب السيئة أو المؤلمة، مثل العنف المنزلي أو إساءة معاملة الأطفال أو التنمر.
  • الإصابة بحالة صحية مؤلمة طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل.
  • وجود تاريخ من تعاطي المخدرات أو الكحول.

ما الذي يحدث للشخص المفرط في القلق؟

يخبر العديد من الأشخاص المفرطين في القلق عن الشعور بمخاوف غير واقعية. حيث يكونون أكثر حساسية لبيئتهم ولانتقاد الآخرين. وقد يرون أي شيء وأي شخص على أنه تهديد محتمل. قد يؤثر القلق على حياتنا اليومية لدرجة أنه قد يتداخل مع الشهية للطعام ونمط الحياة والعلاقات والنوم وأداء العمل.

هذا ما يدفع الشخص القلق للبحث عن الراحة في العادات الضارة مثل الإفراط في تناول الطعام، وتدخين السجائر، أو استخدام الكحول والمخدرات.

القتال أو الهروب كاستجابة للضغوط

fight-or-flight response: تُعرف استجابة القتال أو الهروب بأنها رد فعل جسمك الطبيعي تجاه الخطر، وهو نوع من الاستجابة للضغوط تمكنك من مواجهة التهديدات التي قد تصادفك، إذ كانت تحمي أسلافنا من بعض المخاطر مثل الحيوانات البرية، وعلى الرغم من أننا اليوم لا نواجه الحيوانات البرية، إلا أنهم موجودون على شكل فواتير بطاقات الائتمان أو علاقات اجتماعية معقدة أو الإجهاد في العمل جسديًا، لذلك يبقى جسمنا في حالة من القلق، ومستعدًا لكل طارئ.

كيف يؤثر هذا القلق على صحتك العقلية والجسدية؟

تسبب استجابة القتال أو الهروب تغيرات هرمونية وفسيولوجية، تسمح لك هذه التغييرات بالتصرف بسرعة حتى تتمكن من حماية نفسك. نعم، إنها غريزة البقاء التي طورها أسلافنا القدامى منذ سنوات عديدة.

تخيل نفسك في ظلمة الليل وحيدًا في الغابة، وإذ بصوت حيوان ما، تصيخ السمع هنيهة لتثبت صحة ما سمعت وإذ تشعر بأن قلبك أصبح عند أذنيك، ومن ثم وبسرعة يبدأ عقلك باتخاذ القرار، إما أن أقاتل أو أن أهرب، من هنا يتم تحفيز الجهاز العصبي الودي، والذي يفرز هرمونات الإجهاد/التوتر وهما: الكورتيزول والأدرينالين.

يتم إطلاق هذه الهرمونات بسرعة كبيرة إلى مجرى الدم، والتي يمكن أن تسبب: زيادة في معدل ضربات القلب لجلب المزيد من الأوكسجين للأعضاء الرئيسية، وسرعة في التنفس، تزداد الرؤية المحيطية، يصبح السمع أكثر حدة، شحوب الجلد وزيادة إفراز العرق والشعور بالبرد/القشعريرة، برودة في الأطراف نتيجة زيادة تدفق الدم للأعضاء الرئيسية، يقل الإحساس بالألم. بعد الانتهاء من هذه المطاردة، عادةً يعود جسمك إلى حالته الطبيعية بعد 20 إلى 30 دقيقة.

على الصعيد النفسي:

في حين أن استجابة القتال والهروب تسبب ردود فعل فسيولوجية، إلا أنها ناتجة عن خوف نفسي، إذ أن الخوف مشروط، مما يعني أنك ربطت موقفًا أو شيءًا بتجارب سلبية. تبدأ هذه الاستجابة النفسية عندما تتعرض لأول مرة للموقف وتتطور بمرور الوقت.

عندما لا يتم استخدام الطاقة الزائدة للأنشطة البدنية، يمكن أن يكون للقلق المفرط وتدفق هرمونات الإجهاد عواقب جسدية خطيرة، بما في ذلك: ضعف جهاز المناعة واضطرابات هضمية، وفقدان الذاكرة على المدى القصير وفقدان الرغبة الجنسية، وخلل في النظام الغذائي مما يسرع الشيخوخة، ومرض الشريان التاجي المبكر ونوبة قلبية، وإذا استمر القلق المفرط دون علاج، فقد يؤدي ذلك إلى الاكتئاب وحتى الأفكار الانتحارية.

على الرغم من أن القلق المفرط يمكن أن يسبب اختلال التوازن في جسمك، إلا أنه هناك العديد من الخيارات المتاحة لك التي يمكن أن تعيد تناغم العقل والجسد والروح.

خطوات تمنحك تناغم العقل والجسد والروح لعلاج القلق

  • تحدث مع طبيبك: واحصل على فحص بدني شامل للتأكد من أن المشاكل الصحية الأخرى لا تعزز من شعورك بالقلق.
  • ابدأ برنامج تمرين منتظم: وذلك بموافقة طبيبك، بدون شك  يمكن أن تكون المواد الكيميائية المنتجة أثناء التمرين المعتدل مفيدة للغاية من حيث تعزيز وظيفة جهاز المناعة. تناول نظامًا غذائيًا صحيًا ومتوازنًا، وضعْ صحتك في الاعتبار عندما يدفعك القلق نحو الثلاجة.
  • انتبه لقلقك: بحيث تُخصص 15 دقيقة كل يوم تسمح لنفسك بالتركيز على المشاكل والمخاوف ثم تعهد بإبعادها بعد ذلك.
  • مارس الإسترخاء: إذ أنها حالة فسيولوجية تتميز بشعور بالدفء واليقظة العقلية الهادئة، وهذا عكس استجابة “القتال أو الهروب”، في حالة الاسترخاء يزداد تدفق الدم إلى الدماغ وتتحول موجات الدماغ من إيقاع بيتا اليقظ إلى إيقاع ألفا المسترخي، وتشمل تقنيات الاسترخاء الشائعة: التنفس العميق للبطن، والتأمل، والاستماع إلى الموسيقى الهادئة، والأنشطة مثل اليوجا والتاي تشي.
  • التأمل اليومي: قد يساعدك على تجاوز الأفكار السلبية، حيث تعمد إلى الاهتمام بما يحدث في الوقت الحاضر دون التفكير في الماضي أو المستقبل، ويعمل أيضًا على تقليل الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين.
  • امتلاك شبكة اجتماعية قوية.
  • تحدث إلى معالج محترف: يمكن أن تساعدك الاستشارة النفسية في تطوير استراتيجيات التكيف المناسبة للتعامل مع القضايا التي تثير القلق المفرط، وسيساعدك المعالج في تحديد أنواع الأفكار والمعتقدات التي تسبب القلق ثم يعمل معك لتقليلها، وقد يساعدك أيضًا باقتراح طرق تحثك على التغيير، ولكن يجب أن تكون الشخص الذي يُجري التغييرات، حيث العلاج ناجح فقط إذا كنت تعمل على التحسن.

إذا بدأت في القلق على كل شخص وكل شيء ليلًا ونهارًا، وأصبحت تشعر أن الحياة غير عادلة وأن العدالة لا وجود لها أو أُصبت بجنون العظمة من أن الناس سيقومون بخيانتك، فقد تكون هذه أولى علامات التحذير من الاكتئاب، تحدث إلى طبيبك أو استشاري مدرب إذا بدأت تشعر بهذا.

المصادر:

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Alaa Sattam


عدد مقالات الكاتب : 91
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق