تقدم جائزة نوبل سنويًا لمن ساهموا في تطوير الطب وتغيير العالم، منذ عام 1895. وقد أسسها مخترع الديناميت السويدي ألفريد نوبل، وأوصى بأن توزع الجوائز سنويًا لمن هم بحسب وصفه “جعلوا العالم مكانًا أفضل”. تمنح الجائزة في خمس مجالات وهي الطب، والكيمياء، والفيزياء، والأدب، والسلام. وقد بلغ عدد الجوائز في مجال الطب وعلم الوظائف الحيوية 114 جائزة بإضافة جائزة عام 2023. وقد حصل على جائزة نوبل في الطب 2023 كلًّا من الطبيبة كاتالين كاريكو والطبيب درو وايزمان من جامعة بنسلفينيا. منحت الجائزة لهما لاكتشافهما التعديلات الخاصة بقاعدة النيكلوزيد التي ساعدت في تطوير لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال “mRNA” وهي التقنية التي استخدمت لتطوير لقاحات كوفيد-19.
استخدام mRNA في اللقاحات
عندما ظهر فيروس كوفيد-19 في نهاية عام 2019، كان من الصعب تخيل مدى سرعة تصنيع لقاح يتصدى لهذا الوباء للحد من انتشاره. ولكن في فترة قياسية، تمكن العلماء من تطوير العديد من اللقاحات. تلك السرعة دفعت البعض للاعتقاد بإنها مؤامرة، لذلك ظهرت بعض حملات رفض اللقاحات، لكنها عبرت عن جهل عامة الناس بتلك التقنية الجديدة فحسب. وقد تم اعتماد لقاحيين هما الأسرع والأكفأ في مواجهة الفيروس باستخدام تقنية الرنا المرسال mRNA الحديثة.
إن الظهور الأول لاستخدام تقنية الرنا المرسال كان منذ 30 عامًا تقريبًا، حيث كانت التجارب المخبرية تفيد بفعاليتها العلاجية. إلا أن تطبيقها سريريًّا تطلب التغلب على العديد من العقبات. كانت من ضمن تلك العقبات هي تحفيز الرنا المرسال للالتهابات غير المرغوب فيها أثناء عملية تحميل المادة الوراثية، وانتاجها بروتين غير فعال. إضافة إلى عدم ثبات واستقرار الرنا المرسال داخل الجسم الحي، لكونه جزيء هش يتحلل بسهولة بواسطة الإنزيمات الموجودة في الدم والأنسجة.
يصنع الرنا المرسال في المختبرات في عملية تسمى النسخ في المختبر in vitro transcription (IVT). تتم عملية IVT باستخدام إنزيم خاص يسمى بوليميريز RNA. يرتبط بوليميريز الرنا بقالب المادة الوراثية الأصلية الدنا وينسخه إلى رنا. ينسخ جزيء الحمض النووي الريبوزي (RNA) لينتج الرنا المرسال الذي سيتم استخدامه في اللقاح. يحتاج نقل