Ad

يتألف الدماغ من أربعة فصوص هي : الجبهي، والصدغي، والجداري والقذالي. ويلعب كل منها أدواراً مختلفة ومتشابكة فيما بينها. وقد تشكل اصابة أي واحدة منها ضررًا كبيرًا على الحياة العقلية والسلوكية للفرد. لطالما اعتُقد أن الفص الصدغي يقتصر دوره على السمع وإدراك الأصوات وفهم اللغة، إلّا أن إصابة الفص الصدغي التي أنتجت متلازمة كلوفر-بوسي أثبتت أن دوره أكثر تعقيدًا وأهمية. فما هي أعراض متلازمة كلوفر-بوسي؟ وماذا نعرف عن أدوار الفص الصدغي؟

تعريف:

«متلازمة كلوفر-بوسي – Klüver-Bucy syndrome » هي متلازمة عصبية نفسية نادرة تنتج عادةً عن ضرر في الدماغ تحديدًا في الفص الصدغي خصوصًا في «الحُصين- Hippocampus» وفي «اللوزة الدماغية-Amygdala». وتتجلّى من خلال مجموعة من الاضطرابات المعرفية العقلية والسلوكية والتصرفات الغريبة.

وُصفت للمرة الأولى من قِبل عالم النفس الألماني «هينريش كلوفر-Heinrich Klüver» وطبيب الأعصاب الأميركي «بول بوسي-Paul Bucy» في العام 1937، عند القرود الهندية بعد استئصال الفص الصدغي في جانبيه الأيمن والأيسر. وقد تشابهت الأعراض بين القرود الهندية والبشر بعد اصابة الفص الصدغي.

تعريف الفص الصدغي ووظائفه:

يُقسم الدماغ الى أربعة فصوص (وهي أجزاء من الدماغ)، منها الفص الصدغي الذي يقع بجانب العظم الصدغي على مستوى الأذنين داخل الجمجمة.

يتضمن الفص الصدغي بشكل أساسي «منطقة فرنيك-Wernicke’s area» و«منطقة بروكا-Broca’s area» المسؤولتين عن التواصل الكلامي و«الجهاز الحوفي-Lymbic system» المسؤول عن التحفيز والشعور والذاكرة والتعلم.

بدوره يتضمن الجهاز الحوفي الحُصين الذي يلعب دورًا هامًّا في الذاكرة ، واللوزة الدماغية التي تساهم في السلوك والتفاعلات الشعورية والوظائف المتعلقة بالشهية والاثارة الجنسية.

أعراض متلازمة كلوفر-بوسي:

تتضمن هذه المتلازمة أعراض سلوكية غريبة منها الميل الى وضع كل الأغراض في الفم، والحاجة الى استكشاف كل شيء حوله، وفقدان الذاكرة، والشبق (أي فرط الرغبة والأفعال الجنسية)، والتغيرات المزاجية، والهدوء أو عدم الاكتراث المُبالغ فيه، وتشتت الانتباه البصري و فقدان الادراك البصري (أي عدم القدرة على تمييز الأشياء عند النظر اليها) والشره المرضي (أي فرط الشراهة في تناول الطعام).  ويكفي وجود ثلاثة من الأعراض المذكورة كي يتم تشخيص متلازمة كلوفر-بوسي جزئية بعد إصابة الفص الصدغي.

أسباب الإصابة بمتلازمة كلوفر-بوسي:

تنتج المتلازمة عن إصابة الفص الصدغي من الدماغ، إما نتيجة حوادث مؤذية للدماغ أو نتيجة أمراض معينة تصيب الدماغ تختلف بين أمراض انتكاسية (كالألزهايمر ومرض باركنسون ) والأورام الدماغية وحتى الالتهابات الدماغية.

تصيب متلازمة كلوفر-بوسي الرجال والنساء بنسب متساوية.

قد تصيب المتلازمة الأطفال أيضًا، وتكون في هذه الحالة ناتجة عن التهاب الدماغ، وتختلف الأعراض بشكل طفيف عن الأعراض التي تصيب الكبار.

التشخيص:

يتم التشخيص من خلال المراقبة العيادية للأعراض، بالإضافة الى تقنيات التصوير العصبي التي تسهل تشخيص موقع الضرر الدماغي وتأثيره.

ترتبط المتلازمة غالبًا بأمراض أو إصابات أخرى مسببة لها، ممّا يستوجب تشخيصها لفهم أسباب المتلازمة وطرق علاجها.

العلاج:

يصعب علاج هذه المتلازمة النادرة كونها ناتجة عن اصابات غالبًا ما تكون بالغة في الدماغ، لذلك يختلف العلاج من شخص لآخر ويهدف الى التخفيف من حدة الأعراض وتأثيرها على الشخص المُصاب.

تتضمن طرق العلاج الأدوية من مثبتات المزاج والمهدئات ومضادات الاكتئاب، والعلاجات النفسية والسلوكية لضبط التصرفات السلوكية، والعلاجات المعرفية لمعالجة فقدان الذاكرة وتشتت الانتباه البصري.

كما يحتاج المريض أحيانًا للمتابعة الغذائية في حال وجود عارض الشره المرضي.

تثبت متلازمة كلوفر-بوسي مدى تشابه الدماغ البشري ودماغ أسلافه من القرود (في هذه الحالة القرود الهندية)، بحيث تتسبب إصابة منطقة معينة من الدماغ أعراض متشابهة عند النوعين. كما ساعد هذا النوع من المتلازمات على فهم كيفية عمل كل منطقة من الدماغ وتشابك وظائفها مع مناطق الدماغ الأخرى. لكن على الرغم من التقدم الهائل الذي حققه القرن الأخير في علوم الدماغ، فمازلنا نجهل الكثير عنه.

المصادر:

NCBI
Rarediseases
MedicalNewsToday
JAMA network

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة سلاسل علم نفس

User Avatar

Riham Hamadeh


عدد مقالات الكاتب : 49
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق