- مقدمة في نظام المناخ: أساسيات الطاقة
- ما هي حساسية المناخ؟
- كيف تؤثر الشمس على مناخ الأرض؟
- كيف تؤثر الأنشطة البشرية على توازن دورة الكربون؟
- ما هي التغيرات المناخية؟
- كيف يؤثر الاحتباس الحراري على كوكب الأرض؟
- لم تعد التربة الصقيعية مشكلة بيئية عالمية؟
- كيف يهدد التصحر الأمن الغذائي العالمي؟
- هل يمكن أن تساهم صناعة الأزياء في تغير المناخ؟
- كيف يساهم النقل في تغير المناخ؟
- كيف يؤثر تغير المناخ على الشعاب المرجانية؟
- مدن تحت الماء .. كيف يهدد تغير المناخ المدن الساحلية؟
- كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة العامة للبشر؟
- كيف يمكن للنماذج المناخية أن تخبرنا بمستقبل المناخ؟
- كيف تواجه الزراعة الذكية التغيرات المناخية؟
- كيف يساهم الحد من هدر الطعام في حل مشكلة المناخ؟
- كيف يمكننا التكيف مع تغير المناخ وسط عالم مشتعل؟
- كيف يمكننا التخفيف من آثار تغير المناخ؟
أكثر من ثلث الطعام الذي يتم إنتاجه على كوكبنا لا يصل أبدًا إلى طاولة الطعام، فإما أن يفسد ويتلف أثناء التنقل، وإما أن يتم التخلص منه من قبل المستهلكين الذين يشترون عادة أكثر من اللازم ويتخلصون من الفائض.[1] وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة ترمي فيها بقايا الطعام فأنت تتسبب في إطلاق المزيد من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.[2]
محتويات المقال :
ماذا نعني بمصطلح هدر الطعام؟
وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، يعرف هدر الطعام بأنه الانخفاض في كمية أو جودة الطعام الناتج، وذلك طبقًا للقرارات والإجراءات التي يتخذها تجار التجزئة ومقدمو خدمات الأغذية والمستهلكون.[3]
وتشير التقديرات إلى أنه من المحتمل أن تحتل نفايات الطعام المصدر الثالث من المصادر المسببة للاحتباس الحراري بعد الولايات المتحدة والصين. ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، فإن الزراعة تساهم في ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، كما أننا نهدر ما يقدر بنحو 30٪ من الأغذية التي ننتجها أى حوالي 1.8 مليار طن.
تختلف نسبة إهدار الطعام من مكان لأخر، ففي البلدان منخفضة الدخل، يُهدر حوالي 40٪ من الطعام بعد حصاده وقبل وصوله إلى المنازل. لكن في البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع، يتحمل المستهلكون الجزء الأكبر من اللوم. وتشير التقديرات إلى أن الأسر مسؤولة عن إهدار حوالى 53٪ من الطعام في أوروبا، و 47٪ في كندا.[4]
كيف يؤثر هدر الطعام على تغير المناخ
وجدت الدراسات أن ثلث طعام العالم ينتهي به المطاف في القمامة قبل أن يصل حتى إلى موائد المستهلكين. وأكد تقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2011 أن مخلفات الطعام وحدها مسؤولة عن حوالي 10٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسؤولة عن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
تمثل مخلفات الطعام حوالي 6٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تطلق المادة العضوية المتعفنة في مكب النفايات غاز الميثان، وهو غاز دفيئة أقوى عدة مرات من غازثاني أكسيد الكربون[5].
ووفقًا لإحدي الدراسات التي أجريت عام 2020، فإن المواطن الأمريكي العادي ينفق حوالي 1300 دولار سنويًا على طعام لا يؤكل، وهذا أكثر من متوسط الإنفاق السنوي على الملابس والبنزين والتدفئة المنزلية والكهرباء.[6]
كما وجدت دراسة أخري أن الخضروات الطازجة تمثل حوالي 25٪ من نفايات الطعام المنزلية الصالحة للأكل في المملكة المتحدة، لكنها لا تمثل سوى 12٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الطعام المهدر، بينما تشكل نسبة النفايات من اللحوم والأسماك حوالي 8٪، أى نسبة 19٪ من الانبعاثات.[7]
ومع ذلك ليس من السهل تحديد كمية الطعام التي نهدرها، ولمعرفة ذلك قام مجموعة من الباحثين بإجراء دراسة في كندا، تضمنت التنقيب في القمامة التي تولدها 94 عائلة تعيش في جيلف، والتي قاموا من خلالها بتصنيف الطعام الذي وجدوه بناءً على مدى صلاحيته للأكل وكميته، واكتشفوا أن كل عائلة تتخلص من حوالي 3 كجم من نفايات الطعام كل أسبوع، أي ما يعادل حوالي 23.3 كجم من انبعاثات الكربون.[8]
ويشير تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن فقد الأغذية وهدرها تسبب في إطلاق حوالي 8 و 10٪ من إجمالى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الفترة ما بين عامي 2010-2016.[9]
ماذا وراء النفايات؟
قد يتساءل البعض ما الفرق بين فقد الطعام وهدره؟، ولكن دعونا نقول بأنه كلما زاد ثراء الأمة، ارتفع معدل نفايات الفرد. من ناحية أخرى، تحدث الخسارة في الغالب في مقدمة السلسلة الغذائية – أثناء الإنتاج وما بعد الحصاد والمعالجة – وهي أقل انتشارًا في الدول الصناعية الكبري عنها في الدول النامية،[10] وبشكل عام توجد العديد من المشكلات التي يسببها هدر الطعام وهي:
1- التكلفة البيئية
ليس من المستغرب أن يتسبب تغير المناخ الناجم عن هدر الطعام في تكلفة بيئية ضخمة. عندما نهدر الطعام، فإننا نهدر أيضًا جميع الموارد التي استخدمت لإنتاجه، كالطاقة والوقود والمياه [11]، ووفقًا لإحدي الدراسات فإن الطاقة التي تدخل في إنتاج وحصاد ونقل وتعبئة تلك الأطعمة المهدرة، تساهم في تولد أكثر من 3.3 مليار طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون.[12]
2-انخفاض الغلة
هناك تأثير واضح لتغير المناخ على نظامنا الزراعي، وتوجد العديد من العوامل التي تؤثر على الإنتاجية الزراعية ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات أساسية وهي: 1- العوامل التكنولوجية: كالقرارات الإدارية والممارسات الزراعية.
2- العوامل البيولوجية: كالأمراض والآفات.
3- العوامل البيئية: كخصوبة التربة والظروف المناخية وجودة المياه.
لذا فإن تغير المناخ الناجم عن هدر الطعام يؤثر أيضًا على حجم ونوعية الغذاء الذي يتم إنتاجه، فعلى سبيل المثال يمكن أن تؤدي حالات الجفاف التي تعقبها أمطار غزيرة إلى زيادة احتمالية حدوث الفيضانات، والتي يمكن أن تكون عاملًا لانتشار الفطريات في الجذور والأوراق. ففي عصر تغير المناخ تعد محاولة الحفاظ على التوازن ما بين إنتاج الغذاء والبيئة أمرًا صعبًا.
3- فقدان القيمة الغذائية
وجدت العديد من الأبحاث الزراعية أن أهم أغذيتنا انخفضت قيمتها الغذائية لبعض الوقت، فقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الخضار والفاكهة أن المعادن والبروتينات والفيتامينات قد انخفضت بشكل ملموس خلال السبعين سنة الماضية، والتي أرجعهوها إلى اختيار البعض للمحاصيل بناءً على قدرتها على إنتاج غلات أعلى، بدلاً من القيمة الغذائية.
وبصرف النظر عن تغير المناخ الناجم عن هدر الطعام، فإن أشكال التلوث الاخري تلعب دورًا مباشرًا في التأثير على القيمة الغذائية للمحاصيل التي ننتجها، كما أن غازات الدفيئة تلعب دورًا في التأثير على الطعام الذي نتناوله.[13]
كيف يمكننا الحد من هدر الطعام؟
يعتبر الحد من هدر الطعام مبادرة لا تكلفنا الكثير، ويمكن تقليل ما يقرب من 6٪ -8٪ من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان إذا توقفنا عن إهدار الطعام. ويمكننا تنفيذ العديد السياسات المساعدة بما لا تضر بمعيشة الأفراد، ففي ولاية فيرمونت على سبيل المثال تم تنفيذ قانون لإعادة التدوير في عام 2012، وتم منع مولدات النفايات الكبيرة من التخلص من الأطعمة غير المأكولة، كما شهدت بنوك الطعام الحكومية زيادة في التبرعات ثلاثة أضعاف بعد تطبيق هذا القانون.[13]
وعلى مستوي التوزيع يمكننا استخدام تقنيات فعالة وبأسعار معقولة لتتبع ومراقبة الأغذية أثناء النقل لضمان الحفاظ عليها ولمنع تلفها كوحدات التبريد والتقنيات الموفرة للطاقة التي تعمل على تقليل الآثر البيئي.[14]
المراجع
(1)nationalgeographic
(2), (8),(4)bbc
(3)fao
(5),(11),(13)earth
(6)nutritionj
(7)frontiersin
(9)ipcc
(14),(10)nationalgeographic
(12)fao
image source: theneweconomy
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :
عذراً، التعليقات معطلة.