Ad
هذه المقالة هي الجزء 9 من 18 في سلسلة مقدمة في تغيرات المناخ وتأثيراتها البيئية

عندما نفكر في طريقة تأثيرنا على المناخ، فإن أول ما يتبادر إلى ذهننا هو الطاقة التى نستخدمها والطريقة التي نسافر بها. ولكن هل تعلم أن صناعة الأزياء تساهم و وبشكل كبير في أزمة المناخ.[1]

في وقتنا الحاضر، تمثل صناعة الأزياء حوالي 10٪من انبعاثات الكربون العالمية. كما أنها تستهلك طاقة أكثر مما تستهلكه صناعة الطائرات، وذلك وفقًا لتقرير تغير المناخ التابع للأمم المتحدة.[2]

 تأثير صناعة الأزياء على تغير المناخ

لمعرفة ذلك عليك أن تنظر إلي سلسلة التوريد والتي تتكون بشكل أساسي من مجموعة من المراحل التي تشق طريقها للخلف بداية من خزانة الملابس الخاصة بك، مرورًا بالبيع بالتجزئة ثم النقل والشحن، والإنتاج والمعالجة، والعودة مرة إلى بداية الخط ألا وهو المواد الخام، كالقطن والبوليستر، التي تصنع منها ملابسنا.

من خلال النظر إلى سلسلة التوريد، يمكننا فصل كل قطاع من خلال اعتماده على الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز)، الذي يتسبب بشكل أساسي في تغير المناخ. [3]

ووفقًا لأحدث البيانات التى قدمتها وكالة حماية البيئة، فإن حوالي9070 طنًا من الملابس والأحذية التي صنعت في عام 2018م، انتهى بها المطاف في مكب النفايات.[4]

ويظهر تقريران جديدان، أحدهما لمؤسسة ستاند إرث والآخر لمعهد الشؤون العامة والبيئية، أن معظم العلامات التجارية لا تقيس انبعاثاتها. ذلك لأن الغالبية العظمى من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتجها صناعة الملابس، تحدث في سلسلة التوريد في المصانع والمزارع التي لا تمتلكها العلامات التجارية، والتي تنتشر في أماكن بعيدة.[5]

مساهمات في تغير المناخ

لتلبية حاجة صناعة الأزياء فإننا نحتاج إلى مجموعة من لب الأخشاب لصناعة الأقمشة كالحرير والفيسكوز والأقمشة الأخرى. وبالتالي يتم قطع حوالي 70مليون طن من الأشجار كل عام. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2034، مما يسرع من عملية إزالة الغابات، وتهديدها بالانقراض.

ووفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة “ماك آرثر” فإن صناعة الأزياء تنتج حوالى 1.2 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون كل عام. كما أن إعادة تدوير الملابس لا يتجاوز 1% لإنتاج ملابس جديدة، ونتيجة لذلك يتم حرق حوالى 53 مليون طن متري من الملابس المهملة، ففي عام 2017، على سبيل المثال، أحرقت شركة “بربري”  العديد من الحقائب والملابس والعطور غير المباعة.

في بعض الأحيان تحتاج الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية كالقطن والكتان إلى فترات زمنية طويلة لكي تتحلل، والتى ربما ترجع إلى شهور. أما الأقمشة الصناعية قد تحتاج إلى حوالى 200 عام.[6]

تأثير الألياف الصناعية على تغير المناخ

قد يفاجئك أن تعلم أنه من بين جميع جوانب الموضة بدًأ من الإنتاج وحتي النقل فإن  الألياف هي المسؤولة بشكل أكبر عن الانبعاثات. وتشير التقديرات إلى أن حوالي ثلثي البصمة الكربونية للملابس تأتى من إنتاج أليافها.

على وجه التحديد، ينبع التأثير من اعتمادنا المفرط على الألياف الصناعية، والتي تدخل في صناعة حوالى 65% من الملابس، مقارنة بالقطن الذي يدخل في الصناعة بنسبة لا تتعدي 21%.

الألياف الصناعية وخاصة البوليستر والنايلون، غير قابلة للتدوير وهي مشتقة من الوقود الأحفوري  أي النفط الخام. في الواقع يتم استخدام ما يقدر بنحو 342 مليون برميل من النفط كل عام في إنتاج الألياف الصناعية.[7]

تنبعث من الألياف الصناعية غازات كغاز أكسيد النيتروز، وهو أكثر ضررًا بـنحو 300 مرة من غاز ثاني أكسيد الكربون. ووفقًا للجمعية الكيميائية الأمريكية، من المرجح أن تتضاعف صناعة الأزياء ثلاث مرات بحلول عام 2050 [8]، وتشير التقديرات إلى أن المنسوجات مسؤولة أيضًا عن حوالي 9٪ من خسائر البلاستيك الدقيقة السنوية في المحيط.[9].

%85 من ملابسنا تنتهي في مكبات النفايات أو تحترق

قد يكون من المفاجئ معرفة أن حوالي 85٪ من المنسوجات التي يتم التخلص منها في الولايات المتحدة يتم إلقاؤها في مكبات النفايات أو حرقها. بما في ذلك المنسوجات غير المستخدمة والملابس غير المباعة.

علاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن المواطن الأمريكي العادي يرمي حوالي 37 كجم من الملابس كل عام،  وهذا هو وزن طفل يبلغ من العمر 11 عامًا!.

وحتى لو حاولنا إعادة تدوير جميع ملابسنا القديمة، فمن المهم أن نعترف بأن  حوالى 60 % من المنسوجات غير قابلة لإعادة التدوير في المقام الأول، فكثير منها مصنوعة من البلاستيك أو الألياف الصناعية التي تعتمد في الأساس على النفط الخام، مما يجعل من المستحيل إعادة تدويرها أو تكوينها.[10]

هل صناعة الموضة تتغير؟

وجد التقرير الصادر عام 2020 عن  “الاستدامة في الموضة” أن حوالى 67٪ من المستهلكين يتجهون نحو الأقمشة الصديقة للبيئة عند اختيار علامة تجارية.

على سبيل المثال قامت شركة  بوهو “Boohoo” بنشر استراتجيتها الطموحة والتي تتمثل في إعادة تدوير جميع أنواع البوليستر والقطن أو جعلها أكثر استدامة بحلول عام 2025.[11]

العلامات التجارية الكبرى و “ميثاق صناعة الأزياء للعمل المناخي”

في ديسمبر من العام 2018، أطلقت مجموعة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الأزياء والمنظمات غير الحكومية كشركة “إتش أم و”أديدس” ميثاق صناعة الأزياء للعمل المناخي، تحت رعاية الأمم المتحدة.

يقر الميثاق بأهمية تحقيق الأهداف المتفق عليها في اتفاقية باريس، ويحدد مجموعة من الالتزامات بشأن التغيرات المناخية، بما في ذلك الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 30٪ بحلول عام 2030، والإبلاغ العام عن الانبعاثات.[12]

كيف يمكن أن تكون الموضة أكثر استدامة؟

على عكس نموذجنا الخطي الحالي لإنتاج الأزياء فإن الهدف من الموضة المستدامة هو تقليل التأثيرات البيئية واستخدام المواد لأطول فترة ممكنة. وبالتالى عمل العديد من المصممين والعلماء على كشاف طرقًا جديدة لجعل الموضة أكثر استدامة والتي منها:

  1. استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لعمل التفاصيل رقميًا قبل الإنتاج، مما يقلل من التجربة والخطأ؛ ولأنه يمكن أن ينتج ملابس مناسبة حسب الطلب، فإنه يقلل من النفايات.
  2. يمكن تصميم بعض الملابس بطريقة يسهل بها تفكيكها في نهاية عمرها الافتراضي؛ وبالتالي يمكن إعادة تدويرها مرة أخري.
  3. استخدام  المنسوجات المصنوعة من مواد طبيعية كالخيزران، والذي وُصف بأنه نسيج مستدام لأنه سريع النمو ولا يتطلب الكثير من الماء أو المبيدات.[11]

المصادر:
(1),(3),(7)climatecouncil
(2),(11)bbc
(4)saportareport
(5),(8)nytimes
(6),(12)news.climate.columbia
 (9)unep.
(10)calpirg.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 44
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : Batoul sirees

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق