Ad
هذه المقالة هي الجزء 10 من 18 في سلسلة مقدمة في تغيرات المناخ وتأثيراتها البيئية

بالنسبة لكثير من الناس، فإن الرحلة من وإلى العمل هي نهاية الطريق اليومي، لكن الطريقة التي نختار بها الذهاب إلى مكان العمل أو حتي المتاجر، هي واحدة من أكبر القرارات المناخية اليومية التي نواجهها.

على الصعيد العالمي، يشكل قطاع النقل حوالي ربع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. كما أن المركبات المتحركة على الطرق، كالسيارات والشاحنات والحافلات والدراجات النارية، تشكل ما يقرب من ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الدفيئة التي تأتي من وسائل النقل. لذا فإن الطريقة التي تتجول بها كل يوم يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في بصمتك الكربونية.

السيارات وغازات الدفيئة

وفقًا للأرقام الصادرة عن حكومة المملكة المتحدة، فإن السيارات الكبيرة مسؤولة عن حوالي 85% من انبعاثات غازات الدفيئة. تنتج السيارة التي تعمل بالبنزين حوالي 180 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر، بينما تنتج سيارة تعمل بالديزل حوالي 173 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون. بشكل عام، كلما كانت السيارة أكبر، زادت الانبعاثات.[1]

 انبعاثات المركبات وتغير المناخ

السيارات ليست وحدها المسؤولة عن الانبعاثات،  فالطائرات والسفن والقطارات تطلق جزءًا كبيرًا من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم.

وتعتبرالطائرات المصدر الثالث من قطاع النقل لانبعاثات غازات الدفيئة حول العالم، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تزايدت الانبعاثات الناجمة عن الطيران المحلي بنحو 17% منذ عام 1990.

وفي عام 2016 توصلت وكالة حماية البيئة إلى نتيجة رسمية مفادها أن تلوث غازات الاحتباس الحراري من الطائرات يهدد صحة الإنسان ورفاهيته.

السفن: تعتبر السفن المصدر الرئيسي لأكسيد النيتروز والكربون الأسود وذلك إلى جانب إطلاقها كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون، والتي تقدر بنحو 3% حول العالم، ومع توقع زيادة التجارة الدولية في السنوات القادمة، فإنه من المتوقع أن تزداد كمية الانبعاثات الناجمة عن السفن والقوارب بنسبة 250٪ بحلول عام 2050.

القطارات ومحركات الديزل: تساهم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطارات محركات الديزل بنسبة 2٪ من انبعاثات النقل في الولايات المتحدة، وزادت بنسبة 7٪ منذ عام 1990، على الرغم من التوافر الواسع للسكك الحديدية الكهربائية الأكثر كفاءة، فإن الولايات المتحدة لديها حاجة ملحة لتحديث شبكة السكك الحديدية الخاصة بها والتخلص من محركات الديزل.[2]

كيف نقلل من انبعاثات النقل

إذا كنت تستخدم سيارة بشكل متكرر، فقد تكون الخطوة الأولى لتقليل انبعاثاتك هي ببساطة التفكير الكامل في البدائل المتاحة أمامك.

في كثير من الأحيان قد يكون من الممكن تجنب استخدام السيارة تمامًا. ففي بلدان عدة تتم الرحلات التي يمكن القيام بها سيرًا على الأقدام بالسيارة. في إنجلترا على سبيل المثال  تتم حوالي 60٪ من الرحلات التي يبلغ طولها ميلين بالسيارة.

يعتبر ركوب الدراجات، بديلاً عمليًا  لركوب السيارات، ففي هولندا على سبيل المثال تتم حوالي 26٪ من الرحلات بالدراجة، تليها الدنمارك بنسبة 18٪ و 10٪ في ألمانيا.

 وشهدت البلدان الثلاثة تغييرات كبيرة في السياسة في السبعينيات والثمانينيات مما أدى إلى زيادة كبيرة في ركوب الدراجات. وما زالت جميعها تواصل الاستثمار في البنية التحتية لركوب الدراجات.

في كثير من الأحيان قد يتجاهل الناس ركوب الدراجات كخيار قابل للتطبيق للسفر لمسافات أطول. وبالنسبة لأولئك الذين يستمرون في استخدام السيارة، فإن اختيار الطراز المتاح الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.

 لا تزال انبعاثات النقل تتزايد على مستوى العالم بسبب التزايد المستمر لسيارات الدفع الرباعي على المركبات الأصغر. قبل حوالي عقد من الزمان، شكلت السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات حوالي 17٪ من المبيعات السنوية العالمية للسيارات، لكنها الآن تمثل حوالي 39٪ وذلك وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وكانت هذه السيارات هي ثاني أكبر مساهم لزيادة الانبعاثات العالمية لغاز ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2010 و 2018. [3]

تعزيز النقل المستدام منخفض الانبعاثات

تشير أبحاث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلي أن العالم بحاجة إلى تقليل انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول عام 2030. وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، من أجل تجنب الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ومع ذلك فإن تحقيق هذه الأهداف طويلة الأجل سيتطلب تخفيض الانبعاثات بشكل كبير في العقود المقبلة، بما في ذلك قطاع النقل حيث من المتوقع أن تزداد الانبعاثات بشكل كبير بحلول عام 2050. [4]

يساهم قطاع النقل بحوالي ربع انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بالطاقة. والذي يعتمد في الأساس على حرق الوقود الأحفوري، مما يجعله أحد أكبر مصادر تلوث الهواء في المناطق الحضرية والريفية. وتشير الدراسات إلى أن تلوث الهواء يعتبر إحدي الأسباب الرئيسية لحالات الوفاة المبكرة حول العالم، إذا يموت   أكثر من 3.2 مليون شخص كل عام، نتيجة لتلوث الهواء.[5]

ويتفق الخبراء على أن المركبات الكهربائية بصمتها  الكربونية أقل مقارنة بالسيارات والشاحنات التي تستخدم محركات الاحتراق الداخلي التقليدية. ووجد باحثون من جامعات كامبريدج وإكستر ونيميغن في هولندا أنه في 95٪ من دول العالم، تعتبر قيادة السيارة الكهربائية أفضل للبيئة من قيادة السيارة التي تعمل بالبنزين.

وجدت دراسة أخري صادرة عن معهد ماساتشوستس أن إنتاج البطارية والوقود للمركبة الكهربائية يولد انبعاثات أعلى من صناعة السيارات. لكن تلك التكاليف البيئية المرتفعة تقابلها كفاءة الطاقة الفائقة للمركبات الكهربائية بمرور الوقت.

باختصار فإن إجمالي الانبعاثات الناجمة عن السيارات التي تعمل بالبطارية أقل من السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.[6]

ومن الممكن استخدام المركبات الموفرة للوقود ( تستهلك كميات أقل من الوقود). عندما نحرق وقودًا أقل، تنخفض حدة الانبعاثات، وبالتالي تتباطئ وتيرة الاحتباس الحراري.

كما أن الوقود النظيف ينتج انبعاثات أقل عند حرقه. يمكن لبعض أنواع الوقود مثل تلك المصنوعة من الوقود الحيوي السليلوزي على تقليل الانبعاثات بنسبة 80% مقارنة بالبنزين.[7]

المصادر

(3),(1)bbc
(2)biologicaldiversity
(4)brookings
(5)unep
(6)cnbc
(7)ucsusa
image source:geospatialworld

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 44
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق