Ad
هذه المقالة هي الجزء 5 من 11 في سلسلة أثر الموسيقى وتطورها

لطاما عُرفت الموسيقى بآثارها الإيجابية على الصحة النفسية والجسدية، وقد استُخدمت للاسترخاء وتخفيض مستوى التوتر والمشاعر السلبية والاكتئاب والقلق. ولكن إلى أي مدى يؤثر الاستماع إلى الموسيقى خلال الحمل على صحة المرأة الحامل؟ وما هو حجم تأثيره على الجنين؟

هل النساء الحوامل أكثر حساسية على الموسيقى؟

غالبًا ما تكون النساء الحوامل أكثر حساسية على عدد من المؤثرات الحسية الخارجية كالروائح ومذاقات الأطعمة مثلًا. ويعود ذلك على الأرجح للتغيرات الهورمونية في فترة الحمل. ولكن بحسب عدد من الدراسات، قد تكون النساء الحوامل أكثر تأثرًا بالموسيقى أيضًا.

بحسب “مركز ماكس بلانك للعلوم المعرفية البشرية وعلوم الدماغ” الألماني، يؤدي الاستماع إلى الموسيقى إلى تغيرات في ضغط الدم وعدد نبضات القلب وسرعة التنفس وحتى في حرارة الجسم أحيانًا عند جميع الأشخاص. أما تأثير الموسيقى في النساء الحوامل قد يكون أقوى بأضعاف، ممّا يطرح فرضية تأثير الموسيقى في الجنين أيضًا.

وفي دراسة أجراها عدد من الباحثين عام 2014، تبيّن أن النساء الحوامل يستمتعن أكثر من غيرهن بالموسيقى. كما يظهرن علامات أعلى من التوتر (أي ارتفاع سريع بضغط الدم) عند الاستماع إلى “موسيقى مزعجة” (كالموسيقى المشغلة بالعكس مثلًا). لكن لم يستطع فريق الباحثين تبيان أسباب فرط تأثر النساء الحوامل بالموسيقى، إلا أن ارتفاع نسب هورمون الأستروجين خلال فترة الحمل قد يكون واحدًا من الأسباب المؤدية لذلك. (1)

كما أضاف الفريق أن دراستهم أظهرت تأثر الأجنة بالموسيقى منذ بداية الشهر السادس من الحمل. ويظهر ذلك من خلال تغيّر عدد نبضات قلب الجنين عند تعرّضه للموسيقى.

الآثار الجسدية والنفسية للموسيقى على المرأة الحامل:

كثرت الدراسات التي بيّنت أهمية الموسيقى في تخفيف أعراض التوتر وتأثيرها الإيجابي على الصحة الجسدية والنفسية. وقد شملت هذه الدراسات البالغين والأطفال وكبار السن. كما استخدمت الموسيقى كأداة للعلاج من خلال دورها في تخفيف الأوجاع الجسدية وخفض مستويات التوتر والاكتئاب.

أما بالنسبة للنساء الحوامل، فهي فئة معرضة للاضطرابات النفسية أكثر من غيرها، إذ أن الدراسات تشير إلى أن حوالي خُمس النساء الحوامل يتعرّضن لمشاكل في مجال الصحة النفسية في فترة حملهن. من هنا، أُجريت العديد من الدراسات لتبيان أثر الاستماع للموسيقى عندهنّ.

بحسب دراسة أجراها باحثون عام 2011 على عينة من 154 مرأة حامل، إن استماع النساء الحوامل للموسيقى لمدة ثلاثين دقيقة فقط كفيل بخفض مستوى ال”كورتيزول” (وهو هورمون التوتر) وخفض مستويات القلق. (2) كما وجدت دراسة أخرى أن النساء اللواتي استمعن للموسيقى لمدة 20 دقيقة يوميًا خلال 12 أسبوع أظهرن انخفاضًا كبيرًا في مستويات القلق والاكتئاب. (3)

إضافة إلى ذلك، تفترض نتائج الدراسات أن الاستماع إلى الموسيقى خلال فترة الحمل قد يلعب دورًا في الحماية من اكتئاب ما بعد الولادة، خصوصًا في الأشهر الثلاث الأولى بعد الولادة. (4)

الآثار الجسدية والنفسية على الطفل:

لا يقتصر تأثير استماع المرأة للموسيقى عليها فقط، بل هو أيضًا يؤثر في الجنين. فالجنين قادر أن يتفاعل مع الموسيقى منذ شهر الحمل السادس، فهو يُظهر ارتفاعًا في عدد نبضات القلب عند تعرّضه للموسيقى.

ما زال تأثير الموسيقى على نمو الجنين غير واضح، إلا أن دراسات عدة تظهر أن الطفل قادر على تذكر الموسيقى التي استمع إليها في رحم والدته، حتى عمر الأربعة أشهر بعد ولادته. (5).

في تجارب على جراء الفئران، تبيّن أن تعرّضها للموسيقى قبل الولادة أدّى إلى تحفيز تكوين الخلايا العصبية بعد ولادتها، في حين أن تعرض جراء الفئران للضجة قبل الولادة فقد خفّض من تكوين خلاياها العصبية. (6)

أما عند الأطفال، فقد تبيّن أن تعرضهم للموسيقى قبل الولادة يساهم في تحسين سلوكهم حديث الولادة (وهو يشمل التحكم الحركي ومستوى اليقظة وغيرها من المؤشرات).

“الموسيقى غذاء الروح”. تُثبت الموسيقى في كل دراسة أهميتها في حياتنا اليومية، ليس فقط كنشاط ترفيهي، بل أيضًا كـأداة وقاية وعلاج على صعيد الصحة النفسية والجسدية.

المصادر:

(1): MedicalNewsToday

(2): PubMed

(3): BMC

(4): BMJ Journals

(5): NCBI

(6): NCBI

إقرأ أيضًا: كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة موسيقى

User Avatar

Riham Hamadeh


عدد مقالات الكاتب : 49
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق