إدمان المخدرات هى حالة مرضية مزمنة تتميز بفقدان السيطرة على السلوك، ناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة؛ بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسياً وجسدياً، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا. يؤثر الإدمان على أي شخص بغض النظر عن العمر، أو الجنس، أو الخلفية الاجتماعية.
محتويات المقال :
ما مدى خطورة الإدمان ؟
تعد مشكلة المخدرات حاليًّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، قد توفي 75,000 شخص في الولايات المتحدة بسبب العوامل المرتبطة بالإدمان في عام 2019. وهذا يمثل زيادة بنسبة 12٪ عن عام 2018. ويعتبر مخدرات الأفيون أكبر عامل مساهم في الوفيات الناجمة عن الإدمان، حيث تسبب في وفاة 47,000 شخص. تبع ذلك الكحول (28,000 وفاة) والمخدرات غير المشروعة (11,000 وفاة). [1]
ما هى المخدرات؟
المخدرات هي أي مادة كيميائية تؤثر على العقل والسلوك. ويمكن أن تكون المخدرات طبيعية أو اصطناعية، ويمكن أن تكون قانونية أو غير قانونية . وتنقسم إلى عدة فئات سنتناول كلاً منها بالتفصيل في المقالات القادمة ومنها:
- المنشطات: تزيد هذه الأدوية من النشاط واليقظة، ويمكن أن تجعل المستخدم يشعر بمزيد من الثقة، وتشمل الكافيين والأمفيتامينات والكوكايين والنيكوتين
- المسكنات: تبطئ هذه الأدوية الجهاز العصبي المركزي، ويمكن أن تسبب الاسترخاء والنعاس. وتشمل الكحول والبنزوديازيبينات والباربيتورات والمنومات.
- المهلوسات: يمكن أن تسبب هذه الأدوية تشوهات عميقة في تصورات الشخص للواقع. وتشمل الكيتامين والميسكالين والسيلوسيبين والقنب عالي الفعالية.
- المواد الأفيونية: تستخدم هذه الأدوية لتسكين الآلام ويمكن أن تسبب النشوة. وتشمل الهيروين والمورفين والفنتانيل والأوكسيكودون والهيدروكودون والهيدرومورفون والميبيريدين [2]
لماذا تسبب المخدرات الإدمان؟
تسبب المخدرات الإدمان لأنها تؤثر على نظام المكافأة في الدماغ وهو نظام في الدماغ ينظم الاستجابات للمكافآت، يتضمن هذا النظام مجموعة متنوعة من الهياكل الدماغية، بما في ذلك اللوزة والفص الجبهي والقشرة الحوفية. عندما يتعرض الشخص لمكافأة، مثل الطعام أو الجنس أو المخدرات، فإن نظام المكافأة يطلق الدوبامين، وهو مادة كيميائية ترتبط بالشعور بالمتعة. عندما يتعاطى الشخص المخدرات، فإن المخدرات تتفاعل مع نظام المكافأة وتطلق كميات كبيرة من الدوبامين. مما يؤدي إلى الشعور بالمتعة الشديدة. يمكن أن يؤدي هذا الشعور بالمتعة إلى رغبة قوية في تعاطي المخدرات مرة أخرى.
يتغير نظام المكافأة مع استمرار تعاطي المخدرات؛ بحيث تصبح الخلايا العصبية أقل حساسية للدوبامين. هذا يعني أن الشخص يحتاج إلى تناول المزيد من المخدرات للحصول على نفس الشعور بالمتعة. فيؤدي هذا إلى تفاقم الإدمان وجعل التعافي أكثر صعوبة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض المخدرات تسبب تغييرات في هيكل الدماغ ووظائفه، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في استخدام المخدرات. ويصبح الاستخدام المتكرر للمخدرات سلوكاً عادياً في حياة الشخص بمرور الوقت، ويصعب عليه التوقف عنه، حتى في حالة وجود آثار سلبية على صحته وحياته الاجتماعية والعملية. [3]
ما هى أعراض الإدمان؟
يمكن أن تختلف أعراض الإدمان اعتمادًا على المادة التي يتم تعاطيها والفرد. ومع ذلك، هناك علامات وأعراض شائعة قد تشير إلى أن الشخص يعاني من الإدمان. فيما يلي بعض أعراض الإدمان:
الأعراض السلوكية:
- التغيير في الموقف العام بدون سبب محدد
- التغيب عن المدرسة أو العمل
- انخفاض في الأداء في العمل أو المدرسة
- عدم الوفاء بالأدوار أو المسؤوليات
- فرط النشاط أو الخمول
- تغيير في الأنشطة أو الهوايات
- تغيير في الأصدقاء أو الدائرة الاجتماعية
- الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر
- ضعف التنسيق
الأعراض الجسدية:
- عيون حمراء كالدم
- تغيرات في الشهية أو الوزن
- التغييرات في أنماط النوم
- سوء النظافة أو المظهر
- كلام غير واضح
- نزيف أنفي متكرر
- علامات الإبر أو علامات المسار (في حالة تعاطي المخدرات عن طريق الوريد)
الأعراض النفسية:
- تقلب المزاج أو التهيج
- القلق أو الاكتئاب
- عدم وجود الدافع أو الاهتمام بالأنشطة التي سبق الاستمتاع بها
- مشاكل في الذاكرة أو صعوبة في التركيز
- زيادة السرية أو الكذب بشأن تعاطي المخدرات
- الصعوبات المالية أو اقتراض الأموال لدعم عادة المخدرات
أعراض الانسحاب:
- استفراغ و غثيان
- الرغبة الشديدة في تناول الدواء
- التعرق أو القشعريرة
- الكوابيس
- الذعر أو القلق
- النوبات (في الحالات الشديدة)
- الوفاة في (الحالات الشديدة ) [4]
كيفية علاج الإدمان؟
يمكن أن يكون علاج الإدمان عملية معقدة تتطلب اتباع نهج شامل. فيما يلي بعض الطرق الشائعة المستخدمة لعلاج الإدمان:
- الأدوية: يمكن استخدام الأدوية للتحكم في أعراض الانسحاب وتقليل الضيق وعلاج اضطرابات الصحة العقلية المتزامنة. يعتمد نوع الدواء المستخدم على المادة التي يتم إساءة استخدامها والاحتياجات الفريدة للفرد.
- العلاجات السلوكية: يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والمقابلات التحفيزية الأفراد على تطوير مهارات التأقلم والاستراتيجيات لمنع الانتكاس.
- مجموعات الدعم: يمكن لمجموعات الدعم ، مثل Alcoholics Anonymous (AA) و Narcotics Anonymous (NA) ، أن توفر للأفراد إحساسًا بالانتماء للمجتمع والدعم أثناء عملية التعافي. يمكن لهذه المجموعات أيضًا أن توفر للأفراد مساحة آمنة لمشاركة تجاربهم مع الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة.
- برامج علاج المرضى الداخليين والخارجيين: يمكن أن توفر برامج العلاج للأفراد بيئة منظمة للتركيز على تعافيهم. تقدم برامج المرضى الداخليين رعاية ودعم على مدار 24 ساعة، بينما تسمح برامج العيادات الخارجية للأفراد بتلقي العلاج أثناء إقامتهم في المنزل.
- المناهج الشاملة: يمكن للمناهج الشاملة، مثل تأمل اليقظة واليوجا، أن تساعد الأفراد في إدارة التوتر وتحسين سلوكهم أثناء عملية التعافي.[5]
من المهم ملاحظة أنه لا يوجد مسار واحد يناسب الجميع لعلاج الإدمان، ويجب أن يكون العلاج مصممًا لتلبية الاحتياجات الفردية للفرد. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعافي هو عملية تستمر مدى الحياة، وقد يكون الدعم والعلاج المستمر ضروريين للحفاظ على المجتمع.
المصادر
- https://injuryfacts.nsc.org/home-and-community/safety-topics/drugoverdoses/data-details/
- https://www.health.gov.au/topics/drugs/about-drugs/types-of-drugs
- https://www.uk-rehab.com/addiction/psychology/reward-system/
- https://www.harboroaks.com/addiction/effects-symptoms-causes/
- https://www.addictioncenter.com/treatment/
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :