علم البيانات الإكلينيكية: أنواع البيانات

يتوجه عدد كبير من المرضى يوميًا إلى المستشفيات، منهم من يتلقى علاجًا سريعًا لحالة بسيطة، ومنهم من يذهب إلى الطوارئ لحالة بسيطة، والأخير من يمكث بعض الوقت في المستشفى ولا سيما العناية. كل من يدخل إلى المستشفى تُسجل بيانات خاصة به من أجل معرفة كاملة بحالته مستقبلًا. فهل كل البيانات تتشابه في كل حالة مريض؟ وما هي البيانات؟ ومن الذي يحصل عليها؟ هذا ما نراه في هذا المقال عن علم البيانات الإكلينيكية: أنواع البيانات.

السجل الصحي الإلكتروني(EHR) والسجل الطبي الإلكتروني(EMR):

يعتبر السجل الصحي أعم وأشمل من السجل الطبي، حيث يحتوي على كل ما يخص صحة المريض على سبيل المثال، السجلات الطبية وصور الأشعة وبيانات التحاليل في المعامل، بالإضافة إلى المعلومات غير الصحية مثل معلومات التأمين الصحي ومعلومات الديموغرافيا الخاصة بالمريض والتسلسل الجيني، وأيضًا البيانات من تطبيقات تتبع اللياقة البدنية. وعلى الجانب الاّخر فالسجل الطبي محدود حيث يحتوي على التقارير الطبية القديمة والتشخيص وطريقة العلاج من الطبيب المعالج. [1]

أهمية السجل الصحي الإلكتروني

  • مساعدة الطبيب المعالج حيث يحتوي على أي تشخيصات سابقة، والأدوية التي استخدمها المريض.
  • تجنب مسببات الحساسية المعروفة سابقًا والمسجلة فيه.
  • الاطلاع على أي تحاليل وأشعة سابقة من خلاله للمساعدة في الحصول على تاريخ مرضي أدق.
  • المدفوعات السابقة للمريض من قام بها وهدفها.
  • التقارير القانونية السابقة للمريض من قام بها وقدمها لأي جهة.

4 أسئلة يجب أن نعرفها عن البيانات الإكلينيكة بمجرد الاطلاع عليها

  • من سجل هذه البيانات؟ هل طبيب أم ممرض أم صيدلي أم أحد مسئولي الدفع في الحسابات والاستقبال
  • متى أصبحت هذه البيانات متاحة؟ ومتى قام بهذه التحاليل والأشعة؟
  • لماذا كُتبت هذه التقارير؟ هل بسبب أزمة صحية مر بها المريض أم كان لجهة معينة أو جهة حكومية؟
  • ما هي أنواع البيانات؟ هل بيانات مهيكلة أم غير مهيكلة أم نصف مهيكلة؟

أنواع المقابلات الصحية التي ينتج عنها بيانات عن المرض

1- مقابلات عادية(out patient): وهي زيارة مرضية إلى مقدم رعاية صحية قد يكون طبيب عام أم أخصائي أم جراح أو طبيب أسنان أو طبيب علاج طبيعي، وإذا كانت زيارة أولى يُسجل مريض جديد، وإذا كانت زيارة ثانية أو ما بعدها تُسجل كمتابعة.

يُسجل كل ما حدث في الزيارة مثل العلامات التي ظهرت على المريض والتشخيص والأدوية التي صرفها من الصيدلية وأي اجراءات اتخذها المريض، وعلى الجانب الأخر تكون بيانات زيارات الجراحة أكثر من بيانات الزيارات الأخرى.

2- مقابلات داخل المستشفى(in patient): عندما يتم تحويل المريض للدخول إلى المستشفى لإجراء طبي قد يمتد لساعات أو أيام أو أسابيع. ومن خلال ذلك يتعامل المريض مع عدد أكبر من مقدمي الرعاية الصحية كأطباء وممرضات وصيادلة وعاملين بالصحة الاجتماعية. ويتم تحديد وقت دخول المريض إلى المستشفى والوقت الذي استغرقه ووقت الخروج منها. وتُسجل أكبر عدد من البيانات وتكون أغلبها بيانات غير منتظمة وأكثر تعقيدًا حيث يستخدم مقدمو الرعاية الصحية أجهزة أكثر، وبالتالي بيانات أكثر.

3- الطوارئ: وهذه هي الحالة الوسط بين المقابلات العادية والمقابلات داخل المستشفى فقد تكون زيارة سريعة وقد تمتد لوقت طويل.

يعتبر أيضًا استخدام التليفون أو الفيديو (زيارة إلكترونية) ونعتبرها مقابلة عادية وتُسجل فيها بيانات المريض.

أنواع البيانات

1- بيانات الفواتير:

وتنقسم إلى نوعين من الأكواد، الأول هو كود للإجراءات الطبية(CPT): وهي التي اتخذها مقدمو الرعاية الصحية من أجل المريض مثل التقارير الطبية والتحاليل والأشعة ويتكون هذا الكود من 5 حروف ويوجد أكثر من 10 ألاف كود يتم تحديثه كل من 3 إلى 5 سنوات على سبيل المثال (99213) ويدل الكود على معالجة الطبيب لحالة مريض مزمنة.

أما الثاني فهو الكود التشخيصي: وكان سابقًا يتكون من 5 حروف إلى عام 2015م ووصلوا إلى أكثر من 14 ألف كود، أما حاليًا يتكون من 7 حروف وأصبح يوجد أكثر من 70 ألف كود. وهذا الكود يوضح تشخيص الطبيب للمريض على سبيل المثال، S06.0X1A يوضح الكود حالة من فقدان الوعي للمريض.

وهذه الأكواد لها متخصصون يعملون بها، ويحصل على هذه البيانات مقدمو الرعاية الصحية على حسب نوع زيارة المريض سواء كانت مقابلة عادية أو داخل المستشفى أو زيارة طوارئ. [5]

2- بيانات تحاليل المعامل

وتنقسم إلى تشريحية وهي بيانات خاصة برؤية الأعضاء والأنسجة باستخدام الميكروسكوب وينتج عنها تقارير غير مهيكلة أو نصف مهيكلة. والنوع الثاني إكلينيكية مثل تحاليل السوائل كالدم والبول ويتداخل معها الكيمياء الإكلينيكية والميكروبيولوجي وأمراض الدم، وينتج عنها تقارير مهيكلة أو رقمية.

يتضمن العمل بهذه البيانات 4 خطوات:

  1. طلب التحاليل: ويطلبها مقدم الرعاية الصحية(الطبيب) في وقت معين في حالة الرغبة في اكتشاف أوالجواب على سؤال معين بسبب ظهور عرض ما على المريض وتنقسم إلى تشريحية بالميكروسكوب أو تحاليل دم أو بول في المعمل أو فحص كامل للجسم بجهاز أشعة.
  2. جمع العينة: ويقدم تلك الخدمة المساعد أو المسئول عن المعمل، وقد تكون العينة دم أو بول أو براز ويُضاف أيضًا إلى البيانات طريقة سحب العينة.
  3. تحليل العينة: يتم عن طريق طبيب متخصص في التحاليل، وقد يكون في نفس المكان أو يتم إرسال العينة إلى مكان أخر، حيث يتم تحديد نوع العينة وطريقة تجميعها والطرق المختلفة المتاحة للتحليل ومكان تحليلها. ثم تُخزن هذه البيانات والنتائج في النظام الإداري الخاص بالمعمل.
  4. نتائج التحاليل: وتتضمن نوع العينة وطريقة تجميعها والرقم المرجعي لكل ناتج، بالإضافة إلى تاريخ تجميع العينات وتاريخ النتائج.

3- البيانات العلاجية

وتتضمن:

  • الوصفات الطبية: وتكون ضرورية أن يتلقى المريض الأدوية المكتوبة فيها، وتُكتب عن طريق طبيب أو صيدلي أو مقدم رعاية صحية. وقد تكون الوصفة ورقية أو إلكترونية يحصل عليها المريض عند الزيارة أو ترسل إليه في الزيارات الإلكترونية.
  • صرف الأدوية: عن طريق الصيدلي أو فني الصيدلية وتكون منظمة ومهيكلة.
  • أدوية المستشفيات: وهي الأدوية التي تشكل نسبة خطورة أعلى فتكون متاحة فقط بالمستشفيات ولا توجد في الصيدليات، ومسجل عليها من وكيف ولماذا ومتى أعطى الممرض للمريض هذا العلاج.
  • بالإضافة إلى تفاصيل أكثر وأشمل في هذا النوع من البيانات على سبيل المثال، اسم العلاج التجاري والمادة الفعالة وتركيز العلاج والشكل الصيدلاني قد يكون حبوب أو شراب أو غيره وطريقة إعطاء العلاج والجرعة والتكرار والمدة.

4- بيانات ملاحظة المريض

وهي القياسات والأعراض التي تُسجل للمريض في الزيارة. كما في الزيارات العادية كالطول والوزن والعلامات الحيوية مثل ضغط الدم والنبض ودرجة الحرارة، ومن الممكن أن يطلب أخصائي اختبارات معينة مثل وظيفة الرئة.

وتكون هذه البيانات مهيكلة يأخذها الممرض أو مساعد الطبيب في بداية الزيارة لتقييم صحة المريض بشكل عام. أما في الزيارات داخل المستشفى فتكون أكثر سرعة وتتم عن طريق ممرض متخصص أو أخصائي للتعرف على التغييرات الطارئة على المريض ومحاولة تفادي أي أخطار.

5- الديموغرافيا والتاريخ العائلي والاجتماعي

حيث يتم تسجيل:

  • بيانات ديموغرافيا المريض مثل العمر والنوع والعرق.
  • التاريخ الاجتماعي مثل الوظيفة والحالة الاجتماعية، ويحصل عليها الطبيب وتكون بيانات غير مهيكلة.
  • نظام الحياة مثل التدخين والكحول. ويحصل عليها الممرض في كل زيارة تقريبًا أو بعد مشكلة صحية والأدوية التي يتناولها، وتكون البيانات مهيكلة أو غير مهيكلة.
  • التاريخ العائلي للأمراض للتعرف على الأمراض التي قد يكون المريض أكثر عرضة إليها بسبب الجينات، ويحصل على هذه البيانات الطبيب.

مصادر

[1] towards data science

[2] health current

[3] research gate

[4] health sciences library

[5] simple practice

مقدمة في علم البيانات الإكلينيكية

هذه المقالة هي الجزء 13 من 17 في سلسلة مقدمة في علم البيانات وتطبيقاته

قديمًا، كنا عندما نذهب إلى المستشفى لاستشارة طبية أو المتابعة بسبب مرضٍ ما، من الممكن ألا يتذكرك طبيبك الخاص بسبب كثرة ما يرى من عدد المرضى يوميًا بدون وجود تقارير طبية خاصة بهم. ثم تطور الأمر إلى دفتر خاص بكل مريض ولكنه ملئ بالتحديات للحصول على معلومة عن المريض. ولكن الاّن بضغطة زر واحدة تحصل على كل المعلومات التي تريدها عن أي مريض في لحظة واحدة. قد يكون هذا ملخص التعامل الطبي مع المرضى منذ بداية الطب إلى العصر الحالي، مما فتح أمامنا مجالات متعددة وخاصة مع توافر بيانات سهلة الوصول لكل مريض أصبح لدينا أحد أهم العلوم في العصور القادمة وهو علم البيانات الإكلينيكية. وسنبدأ في هذا المقال مقدمة في علم البيانات الإكلينيكة.

أولًا: ما هو علم البيانات؟ هو علم يجمع بين 3 علوم متفرقة: علم الكمبيوتر، وعلم الإحصاء، وخبرة في مجال متخصص. ويوجد تقارير حديثة تضيف إليهم علمًا رابعًا وهو علم الاجتماع والتواصل.

أما علم البيانات الإكلينيكية والي سنتحدث عنه باستفاضة في هذا المقال فهو استخدام البيانات التي تم تجميعها من قِبل مقدمي الرعابة الصحية لخلق معارف جديدة وتطوير الاهتمام بالمرضى مستقبلًا باستخدام البرمجة والإحصاء.

ويوجد عدد من العلوم القريبة في تعاريفها وتطبيقها من علم البيانات الإكلينيكية وعلى سبيل المثال، علم البيانات البيولوجية وتتضمن تجميع البيانات الجينية الخاصة بكل مريض لتتبع وجود أو تطور مرض ما بداخله. وعلى الجانب الأخر علم بيانات الرعاية الصحية وهو يركز بشكل أكبر على تسيير أعمال المؤسسة الصحية من الناحية الإدارية والمالية أكثر من الاهتمام بالمريض. وأخيرًا علم البيانات الصحية الذي يهتم بتجميع البيانات الإكلينيكية وغير الإكلينيكية مثل اللياقة البدنية وتتبع النوم وصفاء الذهن والبيانات الاخرى التي تركز على الصحة. [1]

قوانين البيانات الإكلينيكة

في سنة 1966م، أقر الكونجرس الأمريكي قانون لحماية بيانات المرضى وتوجيه استخدامها فقط في الأبحاث العلمية من أجل تطوير الخطط العلاجية والدفع والتأمينات، ووقعه الرئيس بيل كلينتون. ويتلخص هذا القانون في استخدام أقل قدر ممكن من البيانات للحصول على أعلى استفادة علميًا وعمليًا.

وأشهر انواع قواعد البيانات هما:

  • قاعدة البيانات المحدودة وتنص على استخدام المعلومات لأهداف محددة فقط بغرض حماية البيانات، مع عدم التعريف بالأشخاص وتقديم تقارير، بالإضافة إلى التأكد من أن جميع المستخدمين يتبعون القوانين. حيث يُحذف عدد من المُعرفات بالأشخاص تصل إلى 16 مُعرف مثل الإسم والعنوان ورقم التأمين الاجتماعي وهكذا.
  • قاعدة البيانات غير المُعرفة للأشخاص: ويتم تنفيذها بطريقتين، الأولى هي حذف 18 مُعرف بالأشخاص للحفاظ على الخصوصية. والطريقة الثانية تتم عن طريق خبراء في المجال يفحصون البيانات بشكل دقيق، ثم يحذفون ما يُعرف بالأشخاص ويحصلون فقط على ما يفيد في عملية تحليل البيانات فقط. [3]

حجم البيانات الإكلينيكية

قدرت منظمة الصحة العالمية حجم البيانات الإكلينيكة في سنة 2013م فقط ب 153 إكسابايت، وفي سنة 2020م ب 2314 إكسابايت. هذه الأرقام ضخمة في العام الواحد ككمية أكبر من البيانات في أي مجال غيره. ووصل حجم الإنفاقات على تحليل البيانات الإكلينيكة إلى 8 مليار دولار سنة 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 50.7 مليار دولار في سنة 2027م ، مما يدل على أهمية المجال وتطوره مستقبلًا. [4]

مثال واقعي على علم البيانات الإكلينيكية

من الأمثلة الكلاسيكية مثلًا ملاحظة تأثير التمارين الرياضية على وظيفة الرئة في المرضى اللذين لديهم مشاكل في الرئة والتنفس. في هذا المثال كل العلامات واضحة وذلك مجرد تحليل للبيانات وملاحظة القياسات.

أما من الأمثلة الحديثة التي يكون فيها علامات ودلائل غير واضحة وعلينا اكتشافها فهي على سبيل المثال، يموت نسبة كبيرة من مرضى مشاكل الكلى بعد فترة قصيرة من الدخول في مرحلة غسيل الكلى، لذا يجب معرفة السبب باستخدام البيانات المتاحة.

تجميع البيانات الإكلينيكية

يتم تجميع البيانات الإكلينيكية عن طريق :

  • السجلات الصحية الإلكترونية وهي متاحة فقط داخل نظام المستشفى الإلكتروني، وبها التاريخ المرضي للمريض، والأمراض التي تم تشخيصه بها سابقًا، والأدوية التي استخدمها.
  • سجلات المرض اعتمادًا على مرض معين أو حالة معينة. حيث يتم تقييم المرض وانتشاره على سبيل المثال، هيئة صحية مهتمة بمرض السرطان أو القلب وهكذا.
  • بيانات الأبحاث الإكلينيكية حيث يتم تجميع هذه البيانات عن طريق تجربة علمية لدواء جديد أو طريقة علاج جديدة أو اختبار جهاز جديد.
  • أجهزة حديثة مثل التليفونات الذكية والساعة الرياضية. [3]

عن ماذا نبحث أولًا في البيانات الإكلينيكة؟

  • الهدف: محاولة فهم الهدف من هذه البيانات، وما تحاول أن توضحه، والسؤال الذي تجيب عنه.
  • عدم التحيز: ينبغي أن تكون كل البيانات المُعرفة للأشخاص المشاركين مجهولة لمن يقوم بعملية تحليل البيانات. بهدف عدم التحيز لنتيجة ما.
  • تركيبة البيانات: يجب أن تكون متطابقة لقوانين الصحة العالمية، لكي يتم الاعتبار بها كنتيجة حقيقية.
  • اتجاهات البيانات: يجب أن تكون البيانات مُعبرة عن النتيجة. [2]

المجالات الصحية التي تُطبق فيها علم البيانات الإكلينيكية:

  • إدارة أعمال منشاّت الصحة العامة.
  • الصحة العقلية.
  • الصحة العامة.
  • اليقظة الدوائية.
  • انتشار الأمراض.
  • الكشف عن الغش في الأدوية.

مصادر

[1] towards data science

[2] propharma group

[3] springer link

[4] market data forecast

Exit mobile version