زراعة كلى خنزير ناجحة في جسد إنسان تنبئ بثورة طبية!

زراعة كلى خنزير ناجحة في جسد إنسان تنبئ بثورة طبية!

منذ مئات السنين، وبالتحديد منذ القرن ال18، والعلماء يجرون تجاربهم لنقل وزراعة الأعضاء لكل من الإنسان والحيوان. ومن بين الكثير من المحاولات اليائسة، نجح العلماء لأول مرة في إجراء عملية زرع للكلية عام 1902 بين الحيوانات. حدث ذلك على يد فريق بكلية الطب بجامعة فيينا عندما نجحوا في نقل كلية ماعز إلى جسد كلب على وشك الموت. [1] لم تكن تلك العملية سوى لسلسة نجاحات متتالية كثيرة أحدثت ثورة حقيقة في عالم الطب. تلك العمليات ساهمت في إنقاذ الملايين من الأرواح بداية من منتصف القرن ال20 وحتى يومنا الحالي الذي نشهد فيه ثورة علمية على وشك الخوض في تفاصيلها ورؤية ما يمكن أن تقدمه للبشرية من إنقاذٍ لحالات موت محتومة. [2] فهل يمكن أن يعيش الإنسان بكلية خنزير ؟

جهازك المناعي سلاح ذو حدين

بالتأكيد، لا يمكننا العيش بدون جهازنا المناعي؛ فهو وسيلة الدفاع الأولى ضد أي مكروب أو عدوى قد تصيب الجسم. هذا ما نحن على يقين به، ولكن على الرغم من ذلك، فالجهاز المناعي قد يكون سبب هلاكنا الأول. كيف؟ الأمر يتعلق بالأُلفة، ولكن ماذا نقصد بالأُلفة ؟

يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ويحمي خلايانا التي يعرفها -من خلال الحمض النووي DNA- جيدًا. وعندما نصاب مثلًا بإحدى أنواع البكتيريا أو الأنفلونزا، فإن الجهاز المناعي يتدخل على الفور ليقضى على تلك الخلايا الغريبة ذات الأحماض النووية غير المألوفة. إذاً، فجهازنا المناعي يهاجم أي شيء قد يرى أن حمضه النووي دخيل على الجسد. [3]

أين المشكلة؟ المشكلة تكمن في أنه يهاجم أي شيء غريب، أي شيء! فإذا كنت تحتاج إلى عملية نقل أو زرع عضوٍ ما داخل جسدك، فمناعتك ذاتها، والتي من المفترض أن تحميك، ستكون العائق الأول أمامك. فالأعضاء الجديدة ما هي إلا خلايا مكونة من أحماض نووية مختلفة عما ألفه جسدك، وبالتالي لن يدعها جهازك المناعي وشأنها. [3]

أعلم أن هذا ليس بموضوعنا الرئيسي، ولكنه مدخل مهم جدًا لفهم ما نحن بصدده.

زراعة كلى خنزير ناجحة في جسد إنسان تنبئ بثورة طبية!

لأول مرةٍ ومنذ بداية محاولاتنا لزراعة الأعضاء، ينجح فريق طبي أمريكي في زراعة كلى خنزير داخل جسد إنسان بدون أن يهاجمها الجهاز المناعي. كان المريض ميت دماغيًا، ما يعني أن تلك العملية الجراحية كانت أفضل فرصة له في العيش. وعلى الرغم من عدم نشر تفاصيل تلك العملية الرائدة في أيةِ ورقة أو دورية علمية، إلا أن الخبراء والمجتمع العلمي على أتم اليقين من كونها ثورة في تاريخ الطب. [4] استخدام كلية خنزير ليست بالفكرة الجديدة، إذ كانت هناك محاولات كثيرة لكن باءت كلها بالفشل.

لماذا الخنزير بالتحديد؟

الجواب القصير هو بسبب تشابه أعضاء الخنزير وحجمها مع أعضاء الإنسان. كما أن صمامات قلب الخنازير مُستخدمة بالفعل في الكثير من أجساد البشر وعلى نطاق واسع.

خلال العملية التي استغرقت ساعتين، أوصل الجراحون كلية الخنزير بالأوعية الدموية للمريض الميت دماغيًا ليروا ما إذا كانت الكلية ستؤدي وظائفها بشكل طبيعي أم سيرفضها الجسم عن طريق جهازه المناعي. وخلال اليومين ونصف اللاحقين، تابع الجراحون وظائف الكلية بدقة وأجروا العديد من الفحوصات والاختبارات. [4]

كان أهم تلك الاختبارات اختبار الكرياتينين Creatinine test، وهو ببساطة شديدة عبارة عن اختبار لقياس مدى كفاءة الكليتين في أداء وظيفتيهما في التخلص من سموم الدم. [5]

كانت الكلية الجديدة متوافقة مع الجسد لدرجة أنها أدت نفس الوظائف تقريبًا. كما قام العلماء أيضًا بنقل أجزاء من غدة الخنزير التيموسية (الغدة الزعترية) إلى المريض في محاولة منهم لتثبيط أيةِ محاولة للجهاز المناعي في محاربة العضو الجديد. [4]

محطات هامة في تاريخ زراعة الأعضاء

القرن السادس عشر

بدأ الأمر في القرن السادس عشر عندما قام الجراح الإيطالي، والمعروف بأبو الجراحة التجميلية، غاسبارو تاغلياكوزي، بمحاولة إعادة ترميم أنف وأذن إحدى المرضى باستخدام أجزاء من جلود مرضى أخرين. فشلت العملية ووجد غاسبارو أن الجهاز المناعي للمريض لم يستقبل الجلد الغريب. لتصبح تلك العملية هي أول الملاحظات الطبية على استجابة الجهاز المناعي ضد الأجزاء الغريبة.

بدايات التسعينات

تأتي المرحلة الثانية في فترة التسعينات. في تلك الفترة، كان الأطباء الأوربيين يحاولون إنقاذ مرضى الفشل الكلوي عن طريق استخدام كلى حيوانات مختلفة مثل القرود، والخنازير، والماعز وزراعتها في المرضى، ولكن لم تنجح أيةُ عملية. ولم يستطع أي مريض أن ينجو لأكثر من بضعة أيام.

عام 1905

في ذلك العام، استطاع طبيب العيون النمساوي، إدوارد زيرم، إجراء أول عملية ناجحة لزراعة قرنية العين في التاريخ. ليعيد زيرم نعمة الإبصار إلى رجل فقد بصره بسبب حادث.

1936

استطاع الطبيب الأوكراني، يوري فوروني، أن ينجح في زراعة أول كلية بشرية في التاريخ. أخذ فيروني كلية مريض قد توفي، ولكن توفي المتلقي أيضًا بعدها بفترة قصيرة بسبب مشكلة الجهاز المناعي المستعصية التي تحدثنا عنها.

ستينيات القرن الماضي

تم إجراء أول عملية زراعة رئة وبنكرياس وكبد ناجحة في التاريخ. وفي عام 1967، أدهش الطبيب الجنوب إفريقي، كريستيان بارنارد، العالم عندما استطاع أن يزرع قلب إحدى ضحايا حوادث السيارات بدلًا من قلب طبيب أسنان على وشك الموت. استطاع الطبيب أن يعيش 18 يومًا قبل أن يموت بسبب الالتهاب الرئوي.

2010

نجح أطباء إسبان في إجراء أول عملية زراعة وجه كامل لضحية تعرضت إلى إطلاق النار. بعد هذا النجاح، توالت الكثير من عمليات زراعة الوجه الناجحة حول العالم.

2021

لأول مرةٍ ومنذ بداية محاولاتنا لزراعة الأعضاء، ينجح فريق طبي أمريكي في زراعة كِلية خنزير داخل جسد إنسان بدون أن يهاجمها الجهاز المناعي. كان المريض ميت دماغيًا، ما يعني أن تلك العملية الجراحية كانت أفضل فرصة له في العيش. [7]

لماذا سبقت كل عمليات الزرع تقريبًا عملية زراعة الكلى؟

يحتوي الجسم على كليتين على جانبيه السفليين تحت القفص الصدري. كل كلية تحتوي على حوالي مليون وحدة صغيرة وفعالة تسمى بالنفرون Nephron. كل نفرون يتكون من وحدات أصغر من الأوعية الدموية تسمى بالكبيبة glomerulus. وعندما يمر الدم بتلك الأوعية الدموية الصغيرة، يتم ترشيحه إلى سائل نقي. [8]

هل نحتاج إلى الكلى لنعيش؟

معظمنا يعرف أن وظيفة الكلى الأساسية هل التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم عن طريق البول. عملية إنتاج البول تلك تتطلب قدر كبير من الدقة لتتم عملية الإفراز وإعادة الامتصاص. تلك العملية الدائمة مهمة جدًا للحفاظ على توازن مستقر للمواد الكيميائية في الجسم. كما تقوم الكلى بتنظيم التوازن بين أملاح البوتاسيوم والأحماض المؤثرة على الجسم. كما تفرز الكلية أيضًا العديد من الهرمونات والفيتامينات الهامة التي تؤثر على وظائف الأعضاء الأخرى. [8]

أما إن كنا نحتاج الكلى لنعيش فبالطبع نحتاجها، ولحسن الحظ، يمكننا العيش بإحدى الكليتين فقط. يستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة، ولكن يجب أن يكون أكثر حذرًا، فالبشر لا يمتلكون أكثر من كليتين. سيكون عليك أن تنتبه جيدًا لما تأكله وتحافظ على كليتك الوحيدة المتبقية قدر المستطاع، كما سيتوجب عليك أن تزور طبيبك بصفة دورة لإجراء التحاليل اللازمة لوظائف الكلية. [9]

الناحية الأخلاقية لزراعة كلية خنزير داخل البشر

هناك وجهتي نظر من الناحية الأخلاقية؛ وجهة النظر الأولى لا تقبل بأن تعيش بإحدى أعضاء الحيوانات، وبالتحديد الخنزير. أما عن الرأي الآخر فيرى أن الأمر يستحق العناء ولا توجد أيةُ مشكلةٍ.

هناك حوالي 107 ألف شخص في الولايات المتحدة مقيدون حاليًا بقوائم الانتظار ويأملون أن يتبرع أحدهم بعضو ما لإنقاذ حياتهم. من ضمن أولئك ال 107 ألف شخص، يوجد حوالي 90 ألف ينتظرون كلية ما وفقًا للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء. دعني أخبرك أيضًا أن فترات الانتظار تلك تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات. ومن يدري فقد لا يصمدون طوال تلك المدة. [6]

هل تقبل أن تعيش على أمل أن يتبرع إليك أحدهم بأحد أعضائه؟ سأعيد صياغة السؤال بطريقة أخرى: هل تقبل أن تعيش آملًا أن يتخلى أحدهم عن حياته من أجلك؟ صدقني هذه الفكرة لن تدوم، ولكن القرار يعود إليك. في النهاية، فالأمر يرجع للمريض وأسرته أولًا وأخيرًا، ومن ناحية وزارة الدواء والغذاء FDA، فالأمر مسموح [6]. ونتمنى أن تستمر المزيد من الاكتشافات العلمية حتى نصل إلى أفضل البدائل الممكنة.

المصادر:

1- Stanford
2- HRSA
3- NIH
4- BBC
5- Web MD
6- REUTERS
7- History
8- National Kidney foundation
9- Healthline

زراعة الأعضاء من اللغز المستحيل لنوبل في الطب

زراعة الأعضاء من اللغز المستحيل لنوبل في الطب

لا يخفى على أحدٍ مدى أهمية عمليات نقل ورزاعة الأعضاء كحل أخير للكثير من الحالات الميؤوس منها التي عصف المرض بأحد أعضائها فلا حل سوا التخلص منه واستبداله. في الحقيقة الوصول للأعداد الضخمة من عمليات نقل الأعضاء التى يتم إجرائها اليوم، كان طريق غاية في الصعوبة ومحفوف بالمخاطر ومات في سبيله أعداد كبيرة من المرضى نتيجة للتجارب الغير موفقة. لكن بدايةً من مننتصف القرن الماضي بدأت الأمور في التغير، وفرصة نجاح تلك العمليات أصبحت في تزايد مستمر، وقد جذب البحث في ذلك المجال انتباه جائزة نوبل أكثر من مرة كان من أعظمهم نوبل 1990 من نصيب كلاً من «جوزيف موراي-Joseph Murray» و«دونال توماس-Donnall Thomas»؛ فقد أحدث كلاً منهما ثورة في عالم الطب ونقل الأعضاء. قبل الحديث عنهما وجب التعرف على مزيد من التفاصيل حول عملية نقل الأعضاء.

زراعة الأعضاء على المستوى الجزيئي:

كل فرد في الدولة يمتلك ما يثبت هويته المتمثل في بطاقة أو رخصة قيادة، وفي أثناء مرورك بنقطة تفتيش مثلاً تتفحصها الشرطة حتى تسمح لك بالمرور دون غرامات أو عقوبات. الأمر مشابه لخلايا جسمك بالضبط؛ فخلايا الجسم تمتلك على سطحها مركبات معينة يتعرف عليها جهاز المناعة حتى لا يقوم بمهاجمة خلايا الجسم. تلك المركبات تختلف بشكل كبير للغاية من شخصٍ لآخر؛ حيث أن الجين المسؤول عن ذلك البروتين يعبر عن أحماض أمينية متباينه من فردٍ لآخر. ويطلق على ذلك المركب اسم «MHC». في حالة نقل الأعضاء بين شخصين مختلفين جينياً تتعرف خلايا المناعة، والأجسام المضادة على تلك المركبات فتجدها غريبة عن الجسم، فتبدأ بالهجوم على العضو بقوة بشتى الطرق مثل قطع وصول الدم إليه، أو مواجهة الخلايا بشكلٍ مباشر. وبعد فترة يتسبب جهاز المناعة في تليف العضو الجديد وموته، تختلف تلك الفترة بحسب نشاط جهاز المناعة للشخص المستقبل للعضو ومدى الاختلاف الجيني بينه وبين المتبرع؛ فكلما اقتربا من بعضهما جينياً كلما كان الوضع أفضل، ويقل نشاط الجهاز المناعي حتى يصل للتسامح التام مع العضو الجديد كما هو الحال في التوأم المتطابق. فلو أردنا حل تلك المشكلة سنهتم بأمرين: الأول أن يكون كلاً من المتبرع والمستقبل متقاربين جينياً بالتالي متقاربين في تركيب مركب «MHC»، الثاني أن يتم تثبيط المناعة حتى لا ترفض العضو الجديد.

اجتهد عدد كبير من الأطباء لحل تلك المتطلبات بدايةً من «الكسيس كاريل-Alexis Karel» الحائز على نوبل في الطب عام 1912؛ نتجية لاسهاماته الكبيرة في وضع طُرق لتخييط الأوعية الدموية الأمر البالغ الأهمية في عالم الجراحة، وكذلك ساهم في معرفة العديد من المبادئ الهامة الخاصة بعملية نقل الأعضاء؛ فقد اكتشف وجود قوة رد فعل تحارب الأعضاء الجديدة وتتسبب في موتها، وأطلق عليها اسم «القوة الحيوية-biological force». تلك القوة التي عمل كلاً من جوزيف موراي ودونال توماس على التغلب عليها.

«الكسيس كاريل-Alexis Karel»

رحلة الخمسة وعشرون عام في زراعة الكلية:

من عام 1951 حتى عام 1976، قام جوزيف موراي وفريقه بدراسة زراعة الكلية حيث قاموا بزراعة كلى ل589 مريض ترواحت أعمارهم من 8 سنوات إلى 82 سنة. كانت أكثرهم نجاحاً ما تمت على سبع أزواج من التوائم المتماثلة حيث كانت صاحبة أكبر معدل نجاة فمنهم من عاش عشرات السنين، وأنجب أطفالاً. مما يدل أن رفض الأعضاء يكون أقل ما يمكن بين التوائم نتيجة لتقاربهم الجيني. وقد درس موراي الطرق المختلفة لتثبيط المناعة حتى لا تتسبب في قتل العضو. ذلك عن طريق تعريض المرضى لكمية كبيرة من أشعة X، ولكن ذلك الأسلوب لم يكن نجاحه كافٍ، فتعاون مع فريق من الباحثين لمعرفة دواء فعال مثبط للمناعة، وذلك من خلال تجاربهم على الكلاب. بناءاً عليه توصولوا لدواء «6-ميركابتوبورين-6-mercaptopurine» وهو دواء يستخدم في محاربة السرطان؛ لقدرته على تعطيل تصنيع بعض القواعد النيتروجينية التي تدخل في تركيب الحمض النووي للخلية بشكلٍ أساسي. أما في حالة تثبيط المناعة فذلك الدواء يسبب قتل «الخلايا المناعية التائية-T cells» -خلايا أساسية للغاية في رد الفعل المناعي- وقد تم تطوير نوع أقل سُمية منه في تلك الأثناء يسمى «الآزوثيوبرين-azathioprine» الذي كان فعال بشكلٍ كبير عند استخدامه في حالة نقل الأعضاء. ويصادف في تلك الفترة تطوير عقار الكورتيزون المثبط للمناعة، والذي تفائل به موراي وفريقه لاتسخدامه في نقل الأعضاء. وقد كشفت أبحاثه أيضاً على العديد من المشاكل المترتبة على نقل الأعضاء، وكذلك العديد من التحذيرات يستنير بها المتخصصون، حيث أنه نتجية لتثبيط المناعة ستزداد في المقابل فرصة الإصابة بالسرطان. هذا ما حدث في أكثر من حالة خاصةً إذا كان مصدر العضو شخص ميت بالسرطان حتى لو لم ينتقل السرطان إلى ذلك العضو، لذلك يظل المصدر المصاب بالسرطان غير مفضل على الإطلاق. وكذلك تزداد نسبة إصابة الشخص بالعدوى فتتحول بعض الفطريات والفيروسات والبكتيريا من حالة الضعف في الأشخاص الطبيعين إلى حالة أكثر قوة بكثير في حالة نقل الأعضاء.

دونالد توماس وزراعة نخاع العظم:

قام دونالد توماس بعدد من عمليات زراعة نخاع العظام -العضو المسؤوول عن تصنيع جميع أنواع خلايا الدم- وكان الكثير منها ناجح، ولكن الأهم أنه ترك منهجاً كاملاً للمتخصصين في كيفية تجهيز مستقبلين نخاع العظام عن طريق الإشعاع، أوباستخدام الأدوية المناسبة وكيفية التعامل معهم طبياً بعد زراعة نخاع العظام. وكانت المشكلة الكبرى والمميزة في زراعة نخاع العظام هي إمكانية مهاجمة خلايا المستقبل من قِبل خلايا نخاع العظام، يحدث ذلك في حالة احتواء نخاع العظام الذي تم زراعته على خلايا مناعية ناضجة خاصةً من نوع الخلايا التائية، وتكون مناعة الشخص المتسقبِل لنخاع العظام ضعيفة بحيث لا يستطيع قتل تلك الخلايا، فعند تعرض الخلايا التائية للمتبرع لخلايا المضيف سيتم تنشيطها وزيادة عددها للقضاء على خلايا المُضيف وإصابته بالمرض. وقد وضع توماس في أبحاثه خريطة لتشخيص تلك الحالة، وكيفية تفاديها باستخدام عقار «methotrexate-ميثوتريكسات» وهو عقار غالباً ما يتم استخدامه في مكافحة السرطان حيث أنه يمنع عمل الكثير من الإنزيمات المسؤولة عن تصنيع الحمض النووي. بذلك يمنع انقسام الخلايا الأمر المهم لتقدم السرطان كما هو مهم لزيادة عدد الخلايا المناعية أثناء الالتهابات بذلك هو سبيل للتعامل مع الحالة الماثلة أمامنا. وفي السنين الأخيرة يعتمد تفادي ذلك المرض على القضاء على الخلايا التائية في نخاع العظام باستخدام الأجسام المضادة.

وبذلك وعلى مدار عقودٍ طويلة تم تطوير طُرق قوية وفعالة لنقل الأعضاء والحفاظ عليها سليمة حتى أصبحت منتشرة في أرجاء المعمورة.

مصادر(زراعة الأعضاء من اللغز المستحيل لنوبل في الطب):

Nobel 1912

Nobel 1990

NCBI

azathioprine drug bank

the new England Journal of medicine

Methotrexate drug bank

NCBI graft versus host disease

أقرأ المزيد:

علاج السرطان بالمناعة، من الحُلم إلى نوبل في الطب

Exit mobile version