Ad

ينتشر التداوي بالحجامة في الصين والشرق الأوسط بشكل واسع، وهي وسيلة من أقدم الوسائل العلاجية التقليدية المعروفة على مر التاريخ. ولكن هل الحجامة علاج حقيقي أم وهمي؟

غالبًا ما تتبع الوسائل المستخدمة بالحجامة للمنطقة الجغرافية التي تُمارس بها، فمنهم من يستخدم الكؤوس ومنهم من يستخدم قرون الحيوانات والخيزران والسيراميك والزجاج والمعادن والبلاستيك.  [1]

ولكن الطريقة الأكثر شيوعًا لممارستها تتضمن وضع كؤوس أو أكواب في نقاط معينة على جلد الشخص وبعدها يقوم الممارس بتفريغ الهواء من الكؤوس عن طريق الشفط أو عن طريق النار، ويؤدي اختلاف الضغط إلى شد جلد الشخص.

يمكن أن يكون هذا النوع من الحجامة جافة أو رطبة؛ حيث تتضمن الحجامة الرطبة حدوث ثقوب أو خدوش بالجلد قبل بدء الشفط مما يزيل بعضًا من دم الشخص أثناء العملية.

هل الحجامة علاج حقيقي أم وهمي؟

لا يوجد حتى الآن أبحاث عالية الدقة لتثبت كفاءة الحجامة العلاجية، وما زلت الحجامة بحاجة لكثير من الأبحاث العلمية الدقيقة للتأكد من مساهمتها في الشفاء. وكما ذكر في المركز الدولي للصحة ( NCIHH) أنه على الرغم من وجود أبحاث تؤيد قدرة الحجامة في تقليل الألم لدى البعض إلا أن هذه الأبحاث كانت تحيزية وذو دقة منخفضة ولا يمكن الاعتماد عليها لإثبات قدرة الحجامة في تقليل الألم. [2]

وعلى سبيل المثال فمن الأبحاث التي أيدت قدرة الحجامة في الشفاء:

ورقة بحثية نشرت بمجلة “Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine”. ذكرت أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الحجامة قد تقلل الألم. لكن أشار مؤلفوها أن هناك بعض التحفظات السلبية لجودة الدراسات التي أظهرت ذلك.

أيضًا بتحليل ميتا” meta- analysis” نشر في مجلة Revista Latina-Americano De Enfermagem .أشار أنه قد يكون هناك دليل على فعالية الحجامة في علاج آلام الظهر. لكن مرة أخرى، لاحظ الباحثون أن معظم الدراسات كانت منخفضة الجودة وأن هناك حاجة للمزيد من التوحيد القياسي والدقة في الدراسات المستقبلية.

أخيرًا توصلت إحدى الأوراق البحثية في مجلة BMJ Open إلى استنتاج مشابه لفعالية الحجامة في تقليل آلام الرقبة. مع ذلك قال الباحثون أن هناك حاجة لدراسات ذات جودة أفضل لتحديد ذلك بدقة. [3]

.هل الحجامة علاج حقيقي أم وهمي؟

الآثار الجانبية للحجامة:

الآثار الجانبية للحجامة تعتبر قليلة وتحدث عادةً أثناء العلاج أو بعده مباشرة قد يعاني المريض من:

  • الدوار
  • التعرق
  • الغثيان
  • تهيج الجلد
  • زيادة خطر العدوى بعد الحجامة
  • الإحتراق من الكؤوس الساخنة
  • الإعياء
  • الصداع
  • وجع العضلات
  • كدمات
  • حكة أو تندب
  • ضغط الدم المنخفض

ولقلة الأبحاث والدراسات بالعلاج بالحجامة من الصعب معرفة مدى دقة وشيوع هذه الأعراض الجانبية، لذا إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بعد جلسة الحجامة يرجى التحدث مع الطبيب المختص لأنها قد تكون إشارة لبعض الأمراض مثل تجلط الدم مما يجعل الوضع أسوأ. [4]

الحجامة ضمن خطة العلاج!

نحتاج الكثير من الدراسات للتعرف على آلية عمل الحجامة وتأثيرها، وكما ذكرنا سابقًا أن هناك بعض الأبحاث التي أيدت تأثير الحجامة الإيجابي لكنها تنقصها الدقة والجودة وعلى النقيض لم تثبت حتى الآن الضرر البدني الأكيد لاستعمال الحجامة.

إذًا يمكن تضمين الحجامة في خطة علاجك لكن عندها ستكون وسيلة تكميلية لا أكثر. على الرغم من وجود وسائل آخرى أثبتت فعاليتها بجدارة مثل ممارسة الرياضة والعلاج اليدوي والعلاج الكهربائي.

اقرأ أيضًا: كيف تحسن ممارسة الرياضة من صحتك الجنسية؟

لماذا يستخدمها الرياضيون إذًا؟

.هل الحجامة علاج حقيقي أم وهمي؟

تعتبر الحالة النفسية للرياضي من أهم العوامل التي يعتمد عليها لفوزه، ويتأثر الرياضيون ببعضهم عند تجربة شخص ما لعلاج ويجعله يتحسن. قد يكون سبب استخدام الرياضيون للحجامة كعلاج هو ما يسمى “بالعلاج الوهمي- placebo effect” وهو تخيل قدرة الشخص في الشفاء إذا تناول عقار معين أو استخدم وسيلة معينة ولا يكون لهما أي تأثير حقيقي ملموس، فقط يتم إيهام الشخص بأن هذا العلاج يوجد فيه الشفاء. [5]

وقال الدكتور إدزارد إرنست، الرئيس السابق لقسم الطب التكميلي في جامعة إكستر في المملكة المتحدة:

إن الحجامة قد تساعد الرياضيون عن طريق “العلاج الوهمي -placebo effect” وخاصةً أنهم يركزون على أجسادهم بشكل قوي ويصبحوا مثاليين للإستجابة لأي علاج وهمي.

وأضاف إرنست قائلًا أنه مهما كانت الحالة التي تريد علاجها بالحجامة فهناك علاج آخر يمكنه أن يكون أكثر فاعلية منها. [6]

إذًا تأثير الحجامة حقيقي أم وهمي؟!

على طريقة الطب الصيني التقليدي في ممارسة الحجامة يعتقد أن الكؤوس توضع على نقاط معينة بالجسم. وتؤثر هذه النقاط على تدفق الطاقة في جميع أنحاء الجسم، وتعتبر هذه الطريقة أيضًا مثل الطريقة التي يستخدمها الممارسون في العلاج بالوخز بالإبر.

ويصف ممارسو هذه الطريقة أنها تشفي من بعض الأمراض منها فقر الدم والتهاب المفاصل والألم العضلي الليفي والصداع النصفي واضطرابات الخصوبة والهربس والإرهاق والأكزيما وحب الشباب وارتفاع ضغط الدم والقلق، الاكتئاب والربو وأمراض الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا ونزلات البرد) ومتلازمة القولون العصبي والحساسية الغذائية والدوالي والسيلوليت.

وهنا تكمن المشكلة، كيف لوسيلة علاجية واحدة يمكنها أن تشفي أو تؤثر بالإيجاب على كل هذه الأمراض؟ ناهيك عن أنه لم يثبت حتى الآن بطريقة علمية موثقة ما يسمى بالعلاج بالطاقة أو نقاط الطاقة بجسم الإنسان.

الخلاصة

إذا استخدم شخص ما الحجامة كوسيلة علاجية أساسية وثبتت في شفاءه فهذه تعتبر تجربة شخصية لا أكثر، ذلك حتى يتم إثبات تأثير الحجامة بطريقة علمية. وقبل أن تقرر التداوي بالحجامة يجب أن تجد علاج آخر أكثر فاعلية منها.

المصادر

1- physiopedia

2- NIH

3- medical news today

4- healthline

5- scientific american

6- minnpost

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة رياضة

User Avatar

Yara Mokhtar

أدرس الطب الرياضي وإصابات الملاعب وأحاول تبسيط المعلومات الطبية للعامة. مهتمة بالموسيقى والقراءة والرسم.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق