Ad

ملخص كتاب “الإرهاب” للكاتب فرج فودة

يتحدث الكاتب الدكتور فرج فودة عن الإرهاب بشكل مفصل في فترة الثمانينات فقد شهدت مصر في هذه الفترة الكثير من عمليات العنف تحت اسم الدين، وكيف تتعامل معظم وسائل الإعلام مع قضايا الاغتيال المتعددة التي حدثت في ذلك الوقت على سبيل المثال قضية اغتيال حسن أبو باشا الذي شغل منصب وزير الداخلية في الفترة ( 1982-1984)، بعد الحادث بدأ الإعلام ينفي قيام المنظمات الدينية المتطرفة باغتيال أبو باشا وحولوا أدلة الاتهام إلى أدلة للبراءة فظنوا أن ظهور الجناة باللحية ولبسهم الجلباب دليل نفي لأن عملية اغتيال لوزير الداخلية تحتاج إلى تخطيط جيد ولا يعقل أن ينفذ الجناة هذه العملية بسمات تكشف عن هويتهم.

كما حلل طريقة التنفيذ نفسها ووضح أن معظم العمليات التي تقوم بها تلك الجماعات غير مخطط لها تخطيط دقيق من الأساس وسمى اسلوبهم في التنفيذ بأسلوب قصعة الثريد حيث يتنافس الجميع على الصيد، والدليل على ذلك أنه كان بإمكانهم تنفيذ تلك العملية بعيدًا عن بيت أبو باشا حيث الحراسة الكثيفة، فمثلًا لو كانوا نفذوها في أحد شوارع القاهرة المزدحمة أو بعيدًا عن بيته ببضع مترات لجنبوا أنفسهم عناء الاشتباك مع القوات الأمنية ولكان الأمر أسهل بكثير.

الإرهاب حسب الطلب:

يرى الكاتب أن مصطلح الإرهاب في مصر يصنف إلى إرهاب مشروع وإرهاب غير مشروع أو إرهاب مستحب وإرهاب غير مستحب، فلو كان من تعرض للاغتيال شخص مكروه فيعتبر قاتله شهيد أما إذا كان شخص محبوب فيعتبر قاتله إرهابي.

وعرض الكاتب رأيه في اغتيال الملحق الإداري الإسرائيلي آنذاك وأن تلك الحادثة تعتبر عمل إرهابي لأنها أضرت بأمن وسلطة مصر ولو أن كل فئة قررت أن تصفي حسابها مع الأخرى بنفس الأسلوب لعمت الفوضى، وكذلك ما فعله سليمان خاطر عند قتله لمجموعة من السياح الإسرائيليين وكيف اعتبرت معظم الصحف أنه عمل بطولي ولو أنهم ناقشوا الأمر بهدوء لوجدوا أنه قاتل وليس بطل فما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ وكيف يوصف قاتلهم بالبطل!

الشائعات والطلقات:

دائما ما يتعزز الإرهاب بإطلاق الشائعات حتى لو كانت غير منطقية وصعبة التصديق يكفي أن يكون لها صدى كبير يشغل الجميع ويعطيهم مبررات كاذبة يريحوا بها أنفسهم، مثل ما حدث قبل اغتيال أبو باشا فظهرت شائعة أنه رمى بالمصحف على الأرض فصدقها وتأثر بها كل فئات المجتمع من البسطاء حتى أصحاب المستوى العلمي المرتفع.

والشائعات التي أطلقت في حق عميد كلية الطب جامعة القاهرة أنه نزع النقاب عن طالبة من طالبات الكلية وسببت تلك الشائعة الكثير من المشاكل حتى بعد أن نفت الطالبة نفسها هذا الخبر، كما أنهم أشاعوا أن نفس الكلية دعت فرقة موسيقية مصرية تقوم بتمزيق المصحف والرقص فوقه على المسرح أثناء الغناء مما اضطر إدارة الكلية إلى إقامة الحفل تحت حراسة مشددة.

كما حكى الكاتب عن تجربة شخصية حدثت معه أثناء فترة الانتخابات عندما وجد أن عشرات الآلاف من المنشورات يتم توزيعها من جهة غير معلومة تحمل عبارات متناقضة وغير لائقة بجانب اسمه وصورته.

وكان أكثرها إثارة للسخرية شائعة أن الولايات المتحدة أرسلت شحنة من الدجاج المسمم إلى الدول النامية، وأن الدجاج يحتوي على مادة تسمى (بي سي بي) وهي مادة يظهر أثرها بعد عشر سنوات من تناولها، فاعتمدوا على إثارة الفزع واستهداف الفئة البسيطة من المجتمع المصري واختاروا اسم يشغلهم ويضع أمامهم الكثير من الاحتمالات كما أنهم ذكروا فترة زمنية كبيرة لتثبيت تلك الشكوك فمن يتذكر ما أكله من شهر مثلًا، وغيرها الكثير من الأمثلة يسردها الكاتب بالتفصيل.

التعذيب والإرهاب:

غالبا ما يتم ربط ظهور الإرهاب بالتعذيب، وكثيرا ما ذكر أن الإرهاب السياسي كان نتيجة مباشرة للتعذيب في سجون عبد الناصر وأن فكرة تنظيم التكفير والهجرة قد لمعت في ذهن شكري مصطفى بسبب التعذيب وتحت جلدات السياط، وأن سيد قطب كتب معظم كتابه الشهير في هذه السجون.

رأى الكاتب أن الإرهاب السياسي الديني قد بدأ مع نشأة الإخوان المسلمين حين كانت تتم بينهم البيعة على المصحف والمسدس، وأن نشأة الإرهاب مرتبطة بعقيدة التنظيم نفسه وليس بالمناخ السياسي السائد وأن ظاهرة التطرف العنيف الذي يستخدم الشعارات الدينية زورًا وتناميه الملحوظ بسبب تهاون الدولة في مواجهته وتخاذلها في التصدي لمثل هذه العناصر.

الإرهاب والمعادلة الجديدة:

قسم الكاتب اتجاهات الحركة الإسلامية إلى ثلاثة تيارات أولها تيار يتبنى منطق الثورة كطريقة لتغيير نظام الحكم بالقوة وذلك يتمثل في الجهاد، أما التيار الثاني يهتم بتجميع الثروات وهدفه هو السيطرة على الاقتصاد القومي، والثالث تيار سماه بالتيار التقليدي وهو تيار الإخوان المسلمين.

في البداية كان الكاتب يرى أن التيار الأول أكثر خطرًا والثاني أكثر نجاحًا والثالث أكثر تأثيرًا وكل تيار له خصائصه وأساليبه، وكان يظن أن هذه الاختلافات تمثل عائق لوحدة عملهم وتجعل التنسيق بينهم غير ممكن، ولكنه اكتشف خطأ تلك الأفكار وأن تلك التيارات تقوم بالتنسيق فيما بينها بصورة دقيقة وتأجل الاختلافات والتناقضات أو تتجاوز عنها إلى ما بعد وصولهم للهدف المطلوب.

الإرهاب وعجز المنطق:

يطرح الكاتب قضية مناداة تلك الجماعات بالدولة الإسلامية وأنهم يملكون نظرية حكم إسلامية متكاملة يتبعون فيها القرآن والسنة، يرى الكاتب أن الإسلام أعز وأعم وأن الله ترك أمور السياسة والحكم باجتهاد المسلمين لأن العصور تتغير وأن الإسلام لو كان مشتمل على نصوص ثابتة ومحددة بهذا الشأن فإنه يفرض الثبات على شيء متغير من الأساس.

كيف نواجه مشكلة الإرهاب؟

يرى الكاتب أن هناك ثلاث وسائل لمواجهة الإرهاب على المدى القصير وثلاث أخرى على المدى الطويل.

سبل الحل على المدى القصير:

الديموقراطية:
وصف الكاتب الوضع الديموقراطي السائد في مصر بالسماح الديموقراطي حيث تقوم الجهات العليا بتمرير الديموقراطية بما تراه ملائمًا لفئات المجتمع المختلفة، ولكن لا مفر الآن أن تتسع الديموقراطية للجميع دون قيد والانتقال إلى مرحلة المناخ الديموقراطي حيث يتمتع الجميع بحقهم في تكوين أحزاب أو إصدار صحف وغيرها من الحقوق اللازمة للتعبير عن الرأي والاعتراض بصورة حضارية، ولو حدث ذلك لكان أفضل بكثير ويمحي الكثير من الحجج التي يتبعها هؤلاء وفي صالح الدولة على عكس ما تتوقع الحكومة.

سيادة القانون:
يقول الكاتب أن في الدول الديكتاتورية يهاب الناس السلطة أما في الدول الديمقراطية يهاب الناس القانون، أما نحن في مصر فلم نرتق إلى مستوى خوف القانون واحترامه والتمسك به والدفاع عنه، وظاهرة الإرهاب ترجع جذورها وجزء كبير من أسبابها إلى أسلوب تعاملنا مع القانون.

كما وضح أن معظم القوانين التي تصدر في مصر لا يتم تطبيقها هي فقط تصدر من أجل إبراء الذمة ومع ذلك تصدر معها هالة إعلامية ضخمة، وبالتالي لا يجد المواطنون حرج من التحايل على القانون واختراق ثغراته وليس الامتثال لأحكامه.

الإعلام:
يرى الكاتب أن الخط الإعلامي الوحيد والثابت آنذاك أغلبه يستهدف تهيئة الرأي العام لقبول تحويل مصر لدولة دينية ويؤكد على أننا من دفعنا الإرهابيين لتلك الطريق حين لم نستمع لمطالبهم ويخلق لهم الكثير من المبررات، وذكر الكاتب بعض الأمثلة ممثلة في مانشيتات نشرت في بعض الجرائد المصرية في ذلك الوقت وذكر حالات الرشوة لبعض الصحفيين لكتابة فقط ما يدور في رأس هؤلاء لتعزيز أفكارهم وترسيخها عند
المواطنين واستخدام الكثير من الشائعات لدعم أفكارهم تلك.

سبل الحل على المدى الطويل:

تتوازى هذه الحلول مع حلول المدي القصير وتنحصر في ثلاث مجالات: التعليم، المشكلة الاقتصادية، الوحدة الوطنية.

يعتقد الكاتب أن بعض برامج التعليم في ذلك الوقت كانت أحد أسباب ظهور جيل لا يحسن استعمال عقله فتصيبه محدودية التفكير والنظر إلى الحقائق من جانب واحد فقط، أما بالنسبة للمشكلة الاقتصادية فهي سبب أساسي فلن تجد مثلًا ظهور عناصر إرهابية من الأماكن التي تتمتع بمستوى مادي مرتفع وإنما تظهر من أعماق المناطق الفقيرة المطحونة في مصر.
أما الثالث فهو الوحدة الوطنية التي يتخذها الإرهابيون مدخلًا للكثير من عملياتهم الدنيئة، فيجب تعزيز روح الوحدة الوطنية لدى المواطنين وأن نضع حلول للخلل الذي ينتاب سلوكنا الاجتماعي ونظرتنا إلى حرية العقائد.

للمزيد من ملخصات الكتب

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


ملخصات كتب فكر

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق