محتويات المقال :
ملخص رواية “مئة عام من العزلة”
تعتبر مئة عام من العزلة أشهر مؤلفات الكاتب الحائز على نوبل جابرييل جارسيا ماركيز، مما يضعها في مكانة خاصة لدى القراء لما فيها من رمزية وأحداث وطريقة سرد بديعة وغنية اعتمادا على مدرسة الواقعية السحرية.
-
البداية
تبدأ أحداث الرواية بعائلتي بوينديا وآل إيغواران المختلطان بالتزاوج لينتج عن نسلهما طفل بذيل، مما يجعلها لعنة تخشاها أحد أبطال القصة الرئيسيين “أورسولا”. تزوجت أورسولا ابنة آل إيغواران من السيد خوسية أركاديو بوينديا سليل عائلة بوينديا، ووصل الزوجان إلى قرية “ماكوندو” الصغيرة المنعزلة لينجبا رغم المخاوف 3 أبناء، هم خوسية أركاديو وأورليانو وأمارانتا.
الغجر
يزور القرية من حين إلى آخر مجموعة من الغجر يتزعمهم “ملكياديس”، فيتحمس الأب “خوسية أركاديو بوينديا” لما يحضره معه ملكياديس ويسارع بشرائه أو بمبادلته، حتى أن نزواته المعرفية تلك قد كلفت العائلة الكثير لعدم قدرته على استغلال ما يجلبه ملكياديس معه في شيء مفيد، إذ أثار المغناطيس رهبة أهل القرية جميعا، كما أن قدرات العدسة المُجمعة قد أذهلت بوينديا بشكل خاص حتى سعى إلى أن يستخدمها كسلاح حربي، إلى أن فشل وركّز في غرفة الكيمياء داخل بيته محاولا خلط العناصر وفهم المزيد، ولكن لم تفز عائلته من محاولاته إلا بخسارة أورسولا ذهبها.
الطفلان
انجرف الطفلان مع أبيهما في نزواته المعرفية رغم اختلاف شخصياتهما، وكان أورليانو مميز بقدراته على التنبؤ، فأخبر أمه بقدوم زائر جديد للبيت، وهو ما حدث بالفعل بقدوم الطفلة “ربيكا” ليتبناها الثنائي وتصبح فرد جديد في الأسرة.
رحل خوسية أركاديو الإبن مع الغجر بشكل مفاجئ بعد أن هام بإحداهن، وغاب عن الأسرة لفترة، وعبث غيابه بعقل أورسولا التي قررت أن ترحل للبحث عنها، لتغيب لفترة طويلة أثارت قلق الأب إلى أن تعود أورسولا وفي رفقتها العديد من التجار للقرية بملابس جديدة ودون أن تخبر أحد بما فعلت أو رأت خارج القرية!
يقدم إلى القرية وافد جديد ممثل للحكومة، وهو القاضي ليفرض على بيوت القرية أن تستخدم الدهان الأزرق، مما أثار حنق الأب بوينديا ليتشاجر مع القاضي ويكاد يضربه، ليعود القاضي مرة أخرى بعد طرد بوينديا له محميًا بالجنود، فيسمح له بوينديا على ألا يفرض على أحد لون معين في دهان المنازل، فيتفق الطرفان في النهاية.
أحب أورليانو ابنة القاضي “ريميديوس” الصغيرة، وطلب من أبيه خطبتها، فهاج أبيه ورفض الأمر في البداية إلا أن أقنعته أورسولا، لكن استغل الأب رغبة أورسولا في تزويج ابنه أورليانو بريميديوس في تزويج ربيكا بالشاب الإيطالي الوسيم عازف الموسيقى بيترو كريسبي، فتتوعد أمارانتا ربيكا وتحيك لها الخدع وتصب عليها اللعنات لإيقاف زواجهما (ربيكا وبيترو كريسبي) فيفسد زواجهما بالفعل بعد سنوات من الانتظار.
تموت ريميديوس زوجة أورليانو نزفًا في الليل ويحزن الجميع فينشغل أورليانو بالحرب بين الليبراليين والمحافظين ليصبح قائد لقوات التمرد الليبرالية ويخوض عشرات الحروب ضدها حتى كاد أن يموت أمام فرقة الإعدام والتي تبدأ بها القصة بالأساس في شكل حدث رئيسي يتوقف عنده الزمن ليتذكر فيه أورليانو كل ما فات من أحداث، ليتدخل أخيه خوسيه أركاديو الفحل الذي عاد للقرية وتزوج من ربيكا المسكينة لينقذ الكولونيل أورليانو من الموت.
من البداية لم يحظ زواج ربيكا وأركاديو على موافقة أورسولا خوفًا من عودة لعنة الذيل لطفلهما المحتمل فتطردها أورسولا من بيتها، بينما يهيم بيترو كريسبي بحب أمارانتا التي لم تهتم به، فينتحر الوسيم الإيطالي في النهاية داخل محله.
-
لعنة الحب
تظهر شخصية العاهرة بيلار تيرنيرا لينجب منها كل أخ على حدة، فأنجب أورليانو منها ابنه خوسيه أورليانو وأنجب خوسية أركاديو منها أيضا ابنه اللقيط أركاديو الذي يتربى في بيت ربيكا منفيين من بيت أورسولا الجدة. ثم تحرق أمارانتا يدها ببرود في فرن العائلة ليستمر الحرق معها طوال حياتها وحتى مماتها وكأنها تأثرت بانتحار بيترو كريسبي بشكل ما فلم تحتمل الألم النفسي وحاولت استبداله بألم الحرق.
انطلق الكولونيل أورليانو في حروبه، وأنجب 17 ابن وابنه لم نعرف عنهم شيء وخاض 32 حرب خسرها في النهاية ضد المحافظين ليعود إلى القرية ويوقع الهدنة بعد أن فقد الهدف من تلك الحرب ولم يعد يعرف لها سببا، بل وكان يتعجب من رفاقه لوجود أسباب يحاربون من أجلها. إذ تسببت الحرب في فقده لأصدقائه ومخالفته لبعض مبادئه، فقرر التنحي عن الحرب والبقاء مع أورسولا في بيتها.
يموت الجد بوينديا بعد أن قضى آخر أيامه تحت شجرة الكستناء فتمطر السماء زهورا صغيرة في لحظة سحرية مميزة يتألم لها جزء منك أثناء قراءة الرواية وتترك انطباعها داخل القارئ بلا شك.
تتكرر لعنة الحب مع أبناء أركاديو ابن خوسية أركاديو والذي أنجبهم من سانتا صوفيا التي أرسلتها بيلار تيرنيرا عندما لم تطيق محبة أركاديو لها وهو ابنها من خوسية أركاديو، لتنجب سانتا صوفيا من أركاديو ثلاثة أبناء هم: خوسيه أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني وريميديوس الجميلة.
فيحب كل من خوسية أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني عاهرة جديدة اسمها بيترا كوتيس وكأن لعنة بيلار تيرنيرا تتجدد، بينما يثير جمال ونقاء ريميديوس الجميلة كل من يراه حتى انتحر شخصان بسبب جمالها ولا مبالاتها بهما وبحبهما لها لتنتهي نهاية غريبة ممسكة بطرفي ملاءة وطائرة بعيدا عن بيت أورسولا فينسدل عن قصتها الستار فجأة.
-
فساد الأسرة
لم تتوقع أورسولا يوما أن يظلم أبنائها أحدا، إلا أن خوسية أركاديو وأركاديو قد تعاونا على سرقة أراضي سكان ماكوندو وتخويفهم، ودافعت عن أهل القرية ضد ظلم أركاديو، ولكن بعد موت خوسية أركاديو وبعد عودة الكولونيل أورليانو واكتشافه لتلك السرقات يقرر إعادة الحق لأهله بعد حديث قصير مع ربيكا التي لم تمانع على الإطلاق.
انقلاب الأحوال
دخول شركة الموز إلى ماكوندو للاستفادة من ثرواتها الطبيعية، فينضم خوسية أركاديو سيغوندو للشركة، ويعمل كمراقب عمال، ثم يرث صفة تمرد الكولونيل أورليانو، فيثور مع العمال، إلى أن تقرر الشركة فتح النار على عمالها، وينتقل خبر موت 3 آلاف شخص في هذا اليوم عبر خوسيه أركاديو سيغوندو للعائلة بعد هروبه، ليبقى في بيت أورسولا وداخل غرفة الكيمياء دارسًا وقارئا لما فيها.
يحب أورليانو الثاني فيرناندا الأرستقراطية والتي تربت على أن تكون ملكة، رغم علاقته ببيترا كوتيس، فلم يلبث أن عاش مع فيرناندا قليلا ثم رحل عنها ليعيش مع بيترا كوتيس والتي كانت بمثابة تميمة الحظ، فاغتنى بشدة وفحش، حتى أن ذاع صيت غناه وحضر حفلاته القاصي والداني، لتبغض أورسولا غناه الفاحش وغير المستحق من وجهة نظرها وتعتبره بلاء على الأسرة، فكان يسخر منها ويدهن أعمدة المنزل بأوراق البنكنوت.
أنجب أورليانو الثاني من فيرناندا الأرستقراطية 3 أبناء، وهم: ميمي وخوسية أركاديو الثالث وأمارانتا أورسولا، وتسيطر فيرناندا على المنزل بعد كبر سن أورسولا وإصابتها بمشاكل في الإبصار وبعد وفاة أمارانتا وأورسولا، وتستمر العلاقات المتوترة بين فيرناندا وأورليانو الثاني الذي هجرها بسبب التزامها الزائد وأرستقراطيتها المرهقة بالنسبة له، لكنه عاد في النهاية إليها بعد أن وعدها بأن يموت في منزلها.
مصير مختلف
تقرر فيرناندا والتي تصبح أورسولا جديدة استئجار حارس لقتل عشيق ابنتها ميمي ذي الفراشات الصفراء بيبليانو الذي يتسلل إليها ليلًا وتنجح خطتها بالفعل ولكن بعد فوات الأوان، فقد أنجبت ميمي ابنها “أورليانو بيبليانو” بالفعل ليعيش مع فيرناندا في نفس البيت مخفيًا في غرفة الكيمياء مع خوسية أركاديو سيغوندو، فتقرر إرسال ابنها خوسية أركاديو الثالث إلى روما ليصبح البابا.
وفجأة تمطر سماء ماكوندو لقرابة الخمس سنوات، فتضيع ثروة أورليانو الثاني ويحاول في نهاية حياته أن يفي بوعده لإبنته أمارانتا أورسولا لتسافر إلى بروكسل لتستكمل دراستها، فيعود للعمل بكل جد واجتهاد في بيع تذاكر اليناصيب لينجح في مسعاه وتسافر أمارانتا لبروكسل بالفعل.
ثم يموت التوأم خوسية أركاديو سيغوندو وأورليانو الثاني في نفس اليوم، ولا يبقى في البيت إلا فيرناندا التي تعاني من مرض عضال مع الابن غير الشرعي لابنتها ميمي أورليانو بيبليانو في غرفة الكيمياء، وبعد غنى زوجها الفاحش لا تجد فيرناندا بعد هذا العمر إلا سلة طعام يومية لا تعلم مرسلها الحقيقي والتي كانت بيترا، وتموت فيرناندا في النهاية بعد توقف المطر ويعود ابنها خوسية أركاديو الثالث في روما ليقرأ رسائل أمه فلا يجب إلا أورليانو بيبليانو فيعرف حقيقته كابن غير شرعي لميمي.
كنوز العائلة
تركت العائلة خلفها كنزان، أحدهما عبارة عن لفافات ميلكياديس الغجري والتي لطالما حاول أفراد الأسرة على فك شفرتها لفهم محتواها في غرفة الكيمياء، ليحمل أورليانو بيبليانو عبء فكها وقراءتها بعد أن كوّن من سنوات عزلته في غرفة الكيمياء حصيلة معرفية ضخمة وهائلة.
والكنز الثاني هو من الذهب الذي أصرت أورسولا قبل موتها على عدم الإفصاح به بعدما رأت من غنى أورليانو الثاني الفاحش من بلاء على أسرتها وتكرارهم لنفس الأخطاء، فأخفته داخل بلاط غرفتها، ولم يكتشفه إلا ابن فيرناندا العائد من روما خوسية أركاديو الثالث، والذي لطالما كذب على الأسرة بشأن دراسته في روما، ليعود ويعبث مع رفاقه في منزل الأسرة بكنوزها، وفي يوم قرر طرد رفاقه، فعادوا إليه لينتقموا منه فأغرقوه في حوض الاستحمام وسرقوا الذهب.
-
نهاية رواية “مئة عام من العزلة”
تعود أمارانتا أورسولا من بروكسل متزوجة من جاستن، إلا أن علاقتها لم تستمر بسبب رغبة زوجها في العودة إلى بروكسل بعد أن أخطأ في تقدير رغبة زوجته في تحمل ماكوندو، فأحبها أورليانو بيبليانو، ورغم العلاقة غير الشرعية بينهما، أنجبا الطفل الأخير لعائلة بوينديا فأسماه أبيه “أورليانو”، وفي تطور درامي يكتشف الأب أورليانو بيبليانو شفرة أوراق ميكلياديس الغجري السنسكريتية بعد وفاة أمارانتا أورسولا نزفا من ولادتها، ويكتشف أن ابنه أوليانو له الذيل الملعون الذي خافت منه الجدة أورسولا طوال حياتها فيأكل الطفل النمل الذي هاجم القرية ودمرها.
وبينما يقف أورليانو بيبليانو ممسكا بأوراق ميلكياديس ليقرأها متأثرا بما حدث لزوجته وابنه وخواء قرية ماكوندو من السكان تقريبا لكثرة كوارثها، يكتشف أن أوراق ميلكياديس ما هي إلا نبوءة لكل ما حدث للعائلة طوال عقود وعلى مدار 7 أجيال تروي الأحداث بدقة وتتنبأ بها، كما تتنبأ في اللحظات الأخيرة بعاصفة هائلة تمحو القرية وبيت العائلة وكل من فيه، لتفنى عائلة بوينديا وأورسولا عن آخرها بعد “مئة عام من العزلة” !
وقد ناقش فريق عمل الأكاديمية بوست في أحد أندية القراءة الرواية.
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :