Ad

قررت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2021 لكل من ديمتري موراتوف وماريا ريسا “لجهودهما في حماية حرية التعبير، وهو شرط مسبق للديمقراطية والسلام الدائم.”

وتقول لجنة نوبل عن سبب منحها جائزة نوبل للسلام لصحفيين هذا العام أن عمل الصحافة الحرة والمستقلة والقائمة على الحقائق تهدف إلى الحماية من إساءة استخدام السلطة والأكاذيب والدعاية للحرب. وكما تؤكد أيضا اللجنة أنها مقتنعة بأن حرية التعبير وحرية المعلومات تساعدان على توفير ضمان إعلام حر للجمهور. فبدون حرية التعبير وحرية الصحافة، سيكون من الصعب النجاح في تعزيز الأخوة بين الدول ونزع السلاح وخلق نظام عالمي أفضل لتحقيق النجاح في عصرنا. ولذلك فإن جائزة نوبل للسلام لهذا العام تعبر بقوة عن وصية الراحل ألفريد نوبل.

من هو ديمتري موراتوف

موراتوف هو صحفي روسي ورئيس تحرير صحيفة «نوفاجا جازيتا – Novaja Gazeta» الروسية. وقد قام بتحرير الصحيفة بين عامي 1995 و2017. في عام 2007، حصل موراتوف على جائزة حرية الصحافة الدولية من لجنة حماية الصحفيين. وتُمنح هذه الجائزة للصحفيين الذين يظهرون الشجاعة في الدفاع عن حرية الصحافة في مواجهة الاعتداءات أو التهديدات أو السجن. كما حصل على وسام جوقة الشرف عام 2010 بدرجة فارس. ويعد وسام جوقة الشرف أعلى وسام فرنسي يتم منحه. وحصل أيضًا في عام 2010، على جائزة الحريات الأربع لحرية التعبير في مدينة ميدلبورج بهولندا عن صحيفة نوفاجا جازيتا.

سبب منح موراتوف جائزة نوبل للسلام

تقول لجنة نوبل عن أسباب منح «ديمتري أندرييفيتش موراتوف» جائزة نوبل للسلام أنه قد دافع على مدى عقود عن حرية التعبير في روسيا في ظل ظروف صعبة بشكل متزايد.

فقد قام عام 1993، بتأسيس الصحيفة المستقلة نوفاجا جازيتا. وقد أصبح رئيسًا للتحرير في هذه الصحيفة منذ عام 1995، وقد ظل كذلك لمدى 24 عامًا. وتعد نوفاجا جازيتا هي الصحيفة الأكثر استقلالية في روسيا اليوم. وتتخذ الصحيفة موقفًا نقديًا بشكل أساسي تجاه السلطة. وقد جعلت الصحافة القائمة على الحقائق والنزاهة المهنية في الصحيفة مصدرًا مهمًا للمعلومات حول الجوانب الخاضعة للرقابة في المجتمع الروسي والتي نادرًا ما تذكرها وسائل الإعلام الأخرى. فمنذ إنشائها في عام 1993، نشرت نوفاجا جازيتا مقالات انتقادية حول مواضيع متنوعة. وتتراوح مواضيع الصحيفة بين الفساد وعنف الشرطة والاعتقالات غير القانونية والتزوير الانتخابي و«مصانع الترول – Troll Factories» إلى استخدام القوات العسكرية الروسية داخل روسيا وخارجها.

وقد تعرضت صحيفة نوفاجا جازيتا للعديد من المضايقات والتهديدات والعنف والقتل. فمنذ بداية الصحيفة، قتل ستة من الصحفيين العاملين بها، بمن فيهم «آنا بوليتكوفسكايا – Anna Politkovskaya». وتشتهر آنا بوليتكوفسكاياب بأنها قد كتبت مقالات توضح حقيقة الحرب في الشيشان. وعلى الرغم من عمليات القتل والتهديدات المستمرة، فقد رفض رئيس التحرير موراتوف التخلي عن سياسة الصحيفة المستقلة. وقد ظل موراتوف يدافع باستمرار عن حق الصحفيين في كتابة أي شيء يريدونه حول ما يريدون، طالما أنهم يلتزمون بالمعايير المهنية والأخلاقية للصحافة.

مصانع الترول

ما هي مصانع الترول

يأتي الاسم من مصطلح «ترول – Troll»، وهو الشخص الذي ينضم إلى مناقشة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو توتير، على سبيل المثال، وينشر تعليقات موجهة نحو رأي معين. وقد تم استخدامها في روسيا لنشر التعليقات في وسائل الإعلام الغربية لنشر تصريحات تشيد بالرئيس فلاديمير بوتين وتنتقد الفساد وسوء توزيع الثروة في الغرب.

يعمل الترول في مباني عديدة في روسيا. قد يبدو شكل المبنى الخارجي مبنى عادي تمامًا لأحد الشركات ويتم وضع أحد اللافتات فوق المبنى حتى لا يثير أي شبهات. يتم العمل في غرف تضم حوالي 20 شخصًا يتحكم فيهم ثلاثة محررين. كان المحررون يفحصون المنشورات ويفرضون غرامات إذا اكتشفوا أن الكلمات قد تم قصها ولصقها، أو كانت مخالفة للأيدولوجيا الروسية. بدأ البعض العمل هناك حيث كان مرتب الشخص أعلى من متوسط العمل في إدارة أي من صفحات التواصل الاجتماعي الأخرى. فقد روى أحد الشهود الذين عملوا هناك أنه قد حصل على 790 دولار شهريًا مقابل العمل في مصانع الترول.

وقد كان للعاملين في صحيفة نوفاجا جازيتا دورًا مهمًا في الكشف عن مصانع الترول. فقد عمل بعض الصحفيين هناك لفترة من الوقت حتى يستطيعوا تقديم وصف مفصل عما كان يحدث في داخل هذه المصانع.

مصانع الترول والانتخابات الرئاسية الأمريكية

تم اصدار لائحة اتهام رسمية، في عام 2018 في الولايات المتحدة الأمريكية، بحق عدد من المواطنين الروس والشركات الروسية. وقد تم اصدار اتهام رسمي لهم بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2016. لم يتم استخدام مصطلح مصانع الترول في اللائحة بشكل صريح ولكن تم توجيه الاتهام لوكالة أبحاث الإنترنت التي تعتبر أحد مصانع الترول. فقد كانت وكالة أبحاث الإنترنت تستخدم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة منذ عام 2014. وقد جاء في لائحة الاتهام أن وكالة أبحاث الإنترنت، ومقرها في سانت بطرسبرغ، كان يعمل بها ما بين 200 إلى 300 شخص، وكان حوالي 80 منهم يركزون على الولايات المتحدة. وتم أدارت الوكالة مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو مثل الأمريكيين. وقد قامت بذلك لمحاولة دفع الأمريكيين أو التأثير عليهم للاعتقاد بأشياء تريدها الحكومة الروسية.

كيف تتجنب مصانع الترول

لا يقتصر وجود مصانع الترول في أمريكا فقط. ففي تحقيق أجرته شبكة CNN  الإخبارية كشفت فيه أن مصانع الترول موجودة بشكل مكثف في العديد من الدول الأفريقية.

ربما قد لا يمكنك معرفة من الشخص الجالس خلف كل شاشة يكتب تعليقًا على أي من وسائل التواصل الاجتماعي. وقد بالفعل استدعاء العديد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التواصل الإجتماعي لجلسات استماع في الكونجرس الأمريكي بخصوص هذا الموضوع. ومن الممكن أن نتمكن قريبًا من معرفة الهوية الحقيقية لجميع الموجودين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورغم ما قد يمثله ذلك من تحدٍ لبعض الأشخاص الموجودين في الدول الديكتاتورية التي قد يسهل عليها ذلك فيما بعد تتبع معارضيها ومضايقتهم. ولكن حتى اللحظة فهناك العديد من الحسابات الوهمية التي تنشر العديد من التعليقات المضللة والموجهة. ولذلك من المهم تحديد المكان الذي تقوم بالحصول على معلوماتك منه. فتعليقات الفيسبوك أو توتير ليست المكان الأمثل لتبني أيدولوجية معينة أو حتى الحصول على وصفة طبية أو معلومة علمية. فقد قدمت وكالة أبحاث الإنترنت حسابات تتحدث مثل الأمريكيين الحقيقيين تمامًا. مما أوقع العديد من الأمريكيين في أحد المغالطات المنطقية وهي «مغالطة التنميط – implicit stereotype». فها هو شخص ما يتحدث مثلك تمامًا يجعل المعلومات التي قد لا تصدقها عادةً مقنعة.

المصادر

[1] Noble Prize Website

[2] The Guardian

[3] CNN

[4] US Today

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Mohamed Yasser
Author: Mohamed Yasser

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


غير مصنف سياسة جوائز

User Avatar

Mohamed Yasser


عدد مقالات الكاتب : 8
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *