أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية
اضطراب الشخصية الاعتمادية (DPD) هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية العشرة. ويقع تحت مظلة المجموعة الثالثة التي تتميز بالسلوك العصبي والقلق، والّتي تشمل بالإضافة لهذا الاضطراب اضطراب الشخصية التجنُّبية، واضطراب الشخصية الوسواسية. يبدأ هذا الاضطراب عادةً في أثناء الطفولة أو في بداية سن الشباب.
في كثير من الأحيان، يعتمد الشخص المصاب بشكل مفرط على الأشخاص المقربين منه لتلبية احتياجاته العاطفية أو الجسدية. وبالتالي قد يصفهم الآخرون بأنهم متشبثون. يعتقد الأشخاص المصابون أنهم لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في اتخاذ قراراتهم اليومية دون طمأنة الآخرين.
تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 10٪ من البالغين يعانون من اضطراب في الشخصية، ويعاني أقل من 1% فقط من سكان العالم من سمات اضطراب الشخصية الاعتمادية، وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال حسب بعض الأبحاث.
محتويات المقال :
يواجه الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات اليومية (مثل الملابس التي يرتدونها) دون مشورة مفرطة وطمأنة من الآخرين. يميل هؤلاء الأفراد إلى أن يكونوا سلبيين ويسمحون للآخرين بأخذ زمام المبادرة وتحمل المسؤولية عن معظم المجالات الرئيسية في حياتهم. يعتمد البالغون المصابون بهذا الاضطراب عادةً على أحد الوالدين أو الزوج ليقرروا المكان الذي يجب أن يعيشوا فيه ونوع الوظيفة التي يجب أن يشغلوها وأي الأشخاص سيصادقون. قد يسمح المراهقون المصابون بهذا الاضطراب لأحد الوالدين بتحديد الملابس التي يرتدونها وبمن يجب أن يرتبطوا، وكيف يقضون وقت فراغهم، والمدرسة أو الكلية التي يجب أن يلتحقوا بها.
غالبًا ما يتجاوز تسليم المسؤولية الطلبات المناسبة (مثل الاحتياجات المحددة للأطفال وكبار السن والمعوقين). يسعى هؤلاء الأفراد للحصول على الدعم والموافقة، وبالتالي لا يمكنهم التعبير عن الآراء أو الاختلاف خاصة مع أولئك الذين يعتمدون عليهم. يشعر هؤلاء الأفراد بأنهم غير قادرين على العمل بمفردهم لدرجة أنهم سيتفقون مع الأشياء التي يشعرون أنها خاطئة بدلًا من المخاطرة بفقدان مساعدة أولئك الذين يوجهونهم.
يجد الأفراد المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في بدء المشاريع أو العمل بشكل مستقل، وقد يبذلون قصارى جهدهم للحصول على الرعاية والدعم من الآخرين حتى لدرجة التطوع في مهام غير سارة إذا كان مثل هذا السلوك سيجلب الرعاية التي يحتاجون إليها. يشعر الأفراد المصابون بهذا الاضطراب بعدم الارتياح أو العجز عندما يكونون بمفردهم بسبب مخاوفهم المبالغ فيها من عدم قدرتهم على رعاية أنفسهم.
عندما تنتهي علاقة وثيقة (مثل الانفصال عن حبيب أو وفاة مقدم رعاية) قد يسعى الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية إلى علاقة أخرى بشكل عاجل لتوفير الرعاية والدعم الذي يحتاجون إليه. غالبًا ما ينشغلون بالمخاوف من تركهم للعناية بأنفسهم. هذه الحالة غير مرنة وغير قادرة على التكيف ويمكن أن تسبب خللاً وظيفيًا وضيقًا. وهناك أعراض أخرى يمكن أن تتواجد لدى المصابين مثل:
غالبًا ما يظهر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية علامات أخرى مميزة للاضطراب ولكنها لا تُشخِّصه مثل:
مثل باقي اضطرابات الشخصية لا يوجد سبب واحد رئيسي وواضح لهذا الاضطراب إلا أنه هناك عدة عوامل متداخلة تزيد من خطورة الإصابة تتضمن هذه العوامل الوراثة والبيئة وغيرها، وتشمل عوامل الخطر ما يلي: يعتقد بعض الباحثين أن أسلوب الأبوة الاستبدادي أو الوقائي المفرط يمكن أن يؤدي إلى تطوير سمات الشخصية الاعتمادية، ووجود تاريخ من الإهمال و التنشئة المسيئة من الوالدين ، وكذلك وجود تاريخ عائلي من اضطرابات القلق يمكن ان يرفع من احتمالية الإصابة.
يظهر الاضطراب عادة في بداية مرحلة البلوغ، ويكون الأفراد الذين عانوا من اضطراب قلق الانفصال أو المرض الجسدي المزمن في الطفولة أو المراهقة أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بإجراء فحص جسدي لفهم ما إذا كانت هناك حالة أخرى يمكن أن تسبب الأعراض؛ من ثم سيتحدث معك أحد مقدمي خدمات الصحة العقلية عن تاريخك السابق في الصحة العقلية، وقد تتضمن الأسئلة ما تشعر به وأي مخاوف أخرى تتعلق بالصحة العقلية وأي مشكلات تتعلق بتعاطي المخدرات.
يقارن المزود إجاباتك بالعوامل المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
لتشخيص هذا الاضطراب سيبحث مقدم الخدمة عن خمسة من معايير التشخيص حسب DSM-5 تشمل هذه العوامل:
في النهاية، للتشخيص بهذا الاضطراب يجب أن تتسبب هذه السمات أيضًا في إعاقة وظيفية كبيرة أو ضائقة ذاتية للفرد المعني. وهذه تعتمد كذلك على بيئة الفرد حيث هناك أماكن تكون فيها التبعية معيارًا مقبولًا اجتماعيًا وثقافيًا. في أماكن مثل هذه لا يمكن للمرء إجراء تشخيص لاضطراب الشخصية الاعتمادية، إلا في حال كانت الأعراض خارجة عن القاعدة مقارنة بعامة السكان وتسببت في الضيق لصاحبها.
قد يكون للاضطرابات النفسية والحالات الطبية الأخرى مثل الاضطرابات الاكتئابية، واضطراب الهلع، ورهاب الخلاء علامات وأعراض مشابهة لاضطراب الشخصية الاعتمادية. وقد يتم الخلط بينه وبين اضطرابات الشخصية الأخرى لأن لديهم سمات معينة مشتركة. على سبيل المثال، يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية بالخوف من الهجران. ومع ذلك يتفاعل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مع الهجر بمشاعر الفراغ العاطفي والغضب. بينما يتفاعل الأفراد المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية مع زيادة الاسترضاء والخضوع ويسعون بشكل عاجل إلى إيجاد علاقات بديلة لتقديم الرعاية والدعم.
يتسم كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الهستيرية بالحاجة القوية إلى الطمأنينة والموافقة. ولكن يغازل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الهستيرية أنفسهم بصوت عالٍ جدًا لجذب الانتباه الذي يحتاجون إليه. في الوقت نفسه، يركز الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الاعتمادية على عدد قليل من مقدمي الرعاية الذين يتعاملون مع أنفسهم بسهولة.
يتسم اضطراب الاعتمادية واضطراب الشخصية التجنبية بمشاعر النقص وفرط الحساسية تجاه النقد والحاجة إلى الطمأنينة. بينما يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية التجنبية إلى تجنب العلاقات والانسحاب منها حتى يتأكدوا من قبولها. على النقيض من ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاعتمادية لديهم نمط من البحث عن العلاقات مع الآخرين المهمين والحفاظ عليها.
قد يكون كذلك لاضطرابات استخدام المواد المخدرة سمات مشابهة لتلك التي تظهر في اضطراب الشخصية الاعتمادية. حيث يظهِر العديد من الأشخاص سمات مشابهة لسمات هذا الاضطراب. ومع ذلك؛ لا يعاني هؤلاء الأشخاص من اضطراب الشخصية الاعتمادية. إلا أن هذه السمات غير مرنة وغير قادرة على التكيف ومستمرة.
يمكن لمقدم الرعاية الصحية الخاص بك مساعدتك في تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى زيارة أخصائي الصحة العقلية. تتضمن بعض أسباب التحدث عن صحتك العقلية مع مقدم الخدمة ما يلي: الشعور المتكرر بالقلق، أو التهيج أو المزاجية، وفقدان الشهية أو تغيرها، والأفكار السلبية المستمرة عن نفسك، وصعوبة التركيز، والرغبة في دعم شخص مصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية.
الأشخاص المصابون باضطراب الاعتمادية معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب، واضطرابات القلق والرهاب، وكذلك تعاطي المخدرات. كما أنهم معرضون لخطر الإساءة. إذ قد يجدون أنفسهم مستعدين لفعل أي شيء تقريبًا للحفاظ على العلاقة مع الشريك المهيمن أو الشخص المتسلط.
كما هو الحال مع العديد من اضطرابات الشخصية لا يسعى الأشخاص المصابون عمومًا إلى العلاج من الاضطراب نفسه بدلاً من ذلك؛ قد يلتمسون العلاج عندما تحدث مشكلة في حياتهم ناتجة غالبًا عن التفكير أو السلوك المرتبط بالاضطراب، ولا يعودون قادرين على التأقلم.
مثلما ذكرنا سابقًا إن الأشخاص المصابون بهذا الاضطارب معرضون للإصابة بالاكتئاب أو القلق، وبالتالي هذه الأعراض قد تدفع الفرد لطلب المساعدة. مثل باقي اضطرابات الشخصية العلاج النفسي، يعتبر الطريقة الرئيسية لعلاج هذا الاضطراب. الهدف من العلاج هو مساعدة الشخص المصاب على أن يصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، وأن يتعلم تكوين علاقات صحية.
يُفضل العلاج قصير المدى بأهداف محددة عندما يكون التركيز على إدارة السلوكيات التي تتداخل مع الأداء الوظيفي. غالبًا ما يكون من المفيد للمعالج والمريض معًا الانتباه إلى دور المعالج من أجل التعرف على الطرق التي قد يشكل بها المريض نفس النوع من الاعتماد السلبي في علاقة العلاج التي تحدث خارج العلاج.
قد تتضمن الاستراتيجيات المحددة تدريبًا على تطوير الثقة بالنفس عن طريق العلاج السلوكي المعرفي (CBT). عادةً ما يتم إجراء تغيير ذي مغزى أكبر في بنية شخصية شخص ما من خلال التحليل النفسي أو العلاج النفسي الديناميكي طويل المدى. حيث يتم فحص الخبرات التنموية المبكرة لأنها قد تشكل آليات الدفاع وأساليب المواجهة وأنماط الارتباط والعلاقة الحميمة في العلاقات الوثيقة.
أما بالنسبة للأدوية فهي تستخدم لعلاج الأشخاص المصابين من مشاكل ذات صلة مثل الاكتئاب أو القلق. لأن العلاج الدوائي في حد ذاته لا يعالج عادة المشكلات الأساسية التي تسببها اضطرابات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراقبة الأدوية بعناية في حالة صرفها لأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاعتمادية يصبحون معتمدين عليها أو يسيئون استخدام بعض الأدوية الموصوفة.
قد لا تتمكن من منع حدوث هذا الاضطراب، ولكن العلاج يمكن أن يساعد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالاضطراب في إيجاد طرق لتجنب المواقف الصعبة أو التعامل معها. كما أظهرت بعض الدراسات أن العلاقات الصحية قد تساعد في منع الطفل من الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية في وقت لاحق في الحياة.
إذا كان للطفل علاقة قوية واحدة مع صديق أو والد أو مدرس، فيمكنه مواجهة الآثار الضارة للآخرين.
يمكن أن يكون هذا الاضطراب ساحقًا كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى يشعر الكثير من الناس بعدم الراحة في طلب المساعدة لأعراضهم. يمكن أن يؤثر ذلك على نوعية الحياة ويزيد من المخاطر طويلة المدى للقلق والاكتئاب.
إذا كنت تشك في أن أحد أفراد أسرتك قد يكون مصابًا، فمن المهم تشجيعه على طلب العلاج قبل أن تتفاقم حالتهم. قد يكون هذا أمرًا حساسًا بالنسبة لشخص مصاب بهذا الاضطراب؛ خاصةً لأنه يسعى للحصول على موافقة مستمرة ولا يريد أن يخيب أمل أحبائه. ركز على الجوانب الإيجابية لإعلام من تحب أنه لن يتم رفضه.
في الخاتمة، يمكن أن يشكل هذا الاضطراب بعض المتاعب في حياة المصاب، ولكن العلاج يسهل الكثير من هذه المصاعب ويزيل العقبات التي يمكن أن يواجهها الشخص، وبالتالي إذا كنت تشعر بوجود هذه الأعراض لا تتردد في طلب المساعدة، وتذكر عدم تشخيص حالتك أو حالة شخص آخر بمفردك بل أطلب المساعدة وسيتم التشخيص من الأشخاص المخولين بذلك.
مصادر أشهر 10 اضطرابات نفسية: اضطراب الشخصية الاعتمادية:
1. Healthline
2. Clevelandclinic
3. WebMD
4. Psychologytoday
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…