Ad

هل سيكون فيروس كورونا أكثر خطورة في الشتاء؟

ارتداء الواقيات الطبية أصبح أمر شائع في العديد من الأماكن العامة، كما أصبح الأطباء أكثر مهارة في علاج ضحايا الفيروس، وبفضل الجهود التي بُذلت من قبل الكوادر الطبية، والأبحاث العلمية التي أجريت على قدم وساق يقدر آشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، أن الأشخاص المصابين اليوم أقل عرضة للوفاة بحوالي 30 إلى 50 في المائة بفيروس COVID_19 عما كانوا عليه في مارس أو أبريل.

بالرغم من كل هذه الأخبار السارة، إلا أن القلق يسيطر على الكثير من الناس، إذ أن فصل الشتاء اقترب، وربما يشهد العالم موجة أخرى من فيروس COVID 19 تكون أكثر فتكًا من سابقتها، ولعل السؤال “هل سيكون فيروس كورونا أكثر خطورة في الشتاء؟” هو ما نحتاج الإجابة عنه.

سيناريو لأسوأ الاحتمالات!

طلب كبير المستشارين العلميين للمملكة المتحدة، باتريك فالانس كتابة تقرير حول هذا الموضوع، ذكر فيه نموذجًا لسيناريو “معقول” لأسوأ الاحتمالات، يرى فيه أن المملكة المتحدة يمكن أن تشهد 120 ألف حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا في موجة ثانية من الإصابات طوال الشتاء، وكان ذلك بعد أن وُضع نطاقًا يتراوح بين 24500 و 251000 حالة وفاة، وقدر أنه سيبلغ ذروته في يناير وفبراير.

فيروسات الإنفلونزا و COVID 19:

روبرت دينجوال، أستاذ علم الاجتماع في جامعة نوتنغهام ترنت، وفي قسم Nervtag (مجموعة تهديدات الفيروسات التنفسية الجديدة والناشئة) التابعة لوزارة الصحة، قال لصحيفة إندبندنت: “هناك افتراض بأن فيروس كورونا سوف يتصرف مثل الإنفلونزا ولكن لا يوجد دليل يثبت ذلك”.

لكن مع مرور الوقت، ومن الواضح أن Covid-19 لا يتبع نهج فيروسات الأنفلونزا، والتي من المعروف أنها تنتشر بين ديسمبر ومارس، حيث يساعدها الهواء البارد الجاف على الانتشار أكثر، وذلك على عكس الهواء الساخن الرطب).

ما سبب عدم انخفاض عدد الإصابات في فصل الصيف؟

يقول روبرت دينجوال: “في الوقت الحالي، لا يبدو أن هناك تأثيرًا موسميًا، فقد أصيبت أستراليا بـ Covid-19 في كل من أشهر الصيف والشتاء”.
كما ويتفق ميشيل هيد، باحث في الصحة العالمية بجامعة ساوثهامبتون، على أن الحالات في أماكن أخرى من العالم تشير إلى أن الشتاء لن يزيد الأمور سوءًا لمجرد أن الطقس بارد، كما تشير الأعداد المتزايدة من الإصابات في البلدان ذات الطقس الحار بالمناطق الاستوائية إلى أن أشعة الشمس والرطوبة ربما لا تكون عاملاً كبيرًا من حيث انتقال العدوى.

وهذا من شأنه أيضًا أن يفسر سبب عدم انخفاض الحالات في الصيف، كما كان مُتوقع في البداية، ويوضح الدكتور سيمون كلارك، الأستاذ المشارك في علم الأحياء الدقيقة بجامعة ريدينغ: “في فبراير، قال الكثير من الناس أن أشعة الشمس في الصيف ستقتل فيروس كورونا، لكن الطقس ليس باردًا في البرازيل وكاليفورنيا وكلاهما لديه عدد كبير من الإصابات”.

إذا لم يكن للطقس نفسه تأثير على انتشار الفيروس، فهل نتوقع نفس معدل الإصابات كما هو الحال الآن؟

حتى إذا لم يكن للطقس أي تأثير على انتشار الفيروس، إلا أن هناك عوامل سياقية أخرى يجب مراعاتها والتي قد تجعل التعامل مع فيروس كورونا أكثر صعوبة مع دخول فصل الشتاء.

على سبيل المثال، التغييرات في السلوك البشري أو الضغوط على NHS (هيئة الخدمات الصحية الوطنية-National Health System). أكد التقرير الذي طلبه باتريك، أنه لا تزال هناك درجة عالية من عدم اليقين بشأن كيفية انتشار الفيروس هذا الشتاء، ولكن الأبحاث تشير إلى أن الفيروس قد يعيش لفترة أطول في ظروف أكثر برودة ومن المرجح أن ينتشر عندما يقضي الناس وقتًا أطول في الداخل، كما تمت الإشارة إلى قلق الخبراء بشأن هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي ستتعرض لضغوط شديدة، ليس فقط بسبب عودة ظهور فيروس كورونا ولكن أيضًا من الأنفلونزا الموسمية الأمر الذي قد يراكم أعباء العمل المنتظمة غير المتعلقة بفيروس كورونا وحده.

التباعد الاجتماعي أكثر صعوبة!

في فصل الشتاء سيكون التباعد الاجتماعي أكثر صعوبة، وهذا بالتأكيد مصدر قلق، لأنه وبالإضافة إلى التدابير الأخرى مهم للغاية في منع انتشار الفيروس، يقول الدكتور كلارك: “قد تجلس في الحديقة مع أصدقائك في هذا الوقت من العام، لكن لن تفعل ذلك في ديسمبر، الشتاء لا يتيح الفرصة للخروج كثيرًا”.

جينا ماكيوتشي، مُحاضرة في علم المناعة بجامعة ساسكس، توافق على أن الشاغل الرئيسي لن يكون تأثير درجة الحرارة على الفيروس ولكن تأثير درجة الحرارة على السلوك البشري، حيث التواجد في الخارج أفضل من التواجد في الداخل والاستمتاع بالطقس اللطيف يجعل ذلك أسهل، وهذا لن يكون متاح في الطقس البارد.
وجدت دراسة أجراها باحثون في اليابان، أن الأشخاص المصابين كانوا أكثر عرضة 19 مرة لنقل العدوى عندما كانوا في الداخل أكثر من الخارج.

ما هو تأثير الرطوبة النسبية على انتشار الفيروس؟

في الواقع، تنتقل معظم فيروسات الجهاز التنفسي بسهولة أكبر في الداخل، والسبب الأكثر ترجيحًا هو الانخفاض الكبير في الرطوبة النسبية، يؤدي الارتفاع في درجة الحرارة الداخلية إلى زيادة كمية الماء التي يمكن للهواء أن يحتفظ بها، لكن مستوى الرطوبة يظل ثابتًا، مما يؤدي إلى خفض الرطوبة النسبية.

تشير دراسة أجريت في شهر مارس من قبل الباحثين في جامعة سويسرا، جنبًا إلى جنب مع العمل المخبري على الفئران في جامعة ييل، إلى أن الهواء الداخلي الجاف يساعد في الحفاظ على فيروس الإنفلونزا، وفي الوقت نفسه يضعف قدرة الجهاز المناعي على محاربته عندما يتطلب الأمر ذلك.

تشير الأبحاث الوبائية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وفيرجينيا للتكنولوجيا وجامعة كونيتيكت إلى أن فيروس كورونا أيضًا أكثر عدوى في ظل الرطوبة النسبية المنخفضة.
تعرف الرطوبة النسبية بأنها كمية بخار الماء الموجودة في الهواء بدرجة حرارة معينة، نسبة إلى الكمية القصوى التي يستطيع الهواء أن يحملها بنفس درجة الحرارة، وهي تتأثر بشكل مباشر بدرجة الحرارة.

أخيرًا:

موسم الإنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي من مايو إلى سبتمبر كان معتدلاً بشكل صادم، ويكاد يكون غير موجود في العديد من البلدان، والتفسير المحتمل هو أن الأقنعة الطبية والتباعد الاجتماعي للحماية من فيروس كورونا منعت أيضًا الإنفلونزا إلى حد كبير، وهذا يبشر بالخير بالنسبة لنصف الكرة الشمالي إذا استمر الناس في اتخاذ تلك الاحتياطات. وزير الصحة مات هانكوك، وضح أن الحكومة اشترت ما يكفي من لقاح الإنفلونزا لإطلاق (أكبر برنامج لقاح ضد الإنفلونزا في التاريخ) وتعمل على إعداد برنامج تطعيم ضد فيروس كورونا في حالة العثور على لقاح ناجح. وذكر بيان حكومي: “نبقى يقظين وستضمن الحكومة توفير الموارد اللازمة لتجنب ذروة ثانية من شأنها أن تطغى على NHS”.

المصادر:

technologyreview
independent
bbc
bbc

اقرأ المزيد حول: كيفية انتشار فيروس كورونا داخل الأنسجة البشرية

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة

User Avatar

Alaa Sattam


عدد مقالات الكاتب : 91
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق