Ad

علم النفس الرياضياتي: أفق جديد للقرن الواحد والعشرين

معظمنا يحب مجال علم النفس، نحب قراءته والتعمق في مختلف مواضيعه، لأنه يلمس إحدى جوانب حياتنا اليومية. قد تساعدنا قراءة مقال ما في علم النفس على فهم أنفسنا بشكل جيد أو حتى في حل مشكلة حياتية متكررة.
بعضنا الآخر يحب الرياضيات. ويحب فهم المعادلات والأنظمة الحسابية وعلاقة المتغيرات ببعضها البعض. بعض الأشخاص يصرحون بأن سبب حبهم لممارسة الرياضيات هو أنها تمثل نهجًا جيدًا وواضحًا لفهم وتفسير العالم. فالرياضيات بكل بساطة تمثل الأبعاد الحياتية المختلفة كالأعداد مثلًا أو المساحات برموز يمكن كتابتها وتمثيلها ووضعها في معادلات واضحة وبالتالي سهولة معالجتها.
ولذلك السبب يتم تطبيق وممارسة النهج الرياضي في العديد من مجالات العلم وأشهرها الفيزياء.

ولكن هل تساءلت من قبل عن إمكانية تطبيق ذلك النهج في علم النفس؟ هل من الممكن استخدام وتطبيق المعادلات الرياضية في النظريات التي تصف السلوك البشري؟

الإجابة هي نعم. وهذا ما يعرف ب«علم النفس الرياضياتي-mathematical psychology»

ماهو «علم النفس الرياضياتي-mathematical psychology»

علم النفس الرياضياتي أو علم النفس الحسابي هو نهج في علم النفس قائم على استخدام وتطبيق المعادلات والمفاهيم الرياضية في تناول النظريات في علم النفس. عن طريق بناء نماذج حسابية لقياس العمليات الإدراكية والفكرية والمعرفية والحركية. يهتم أيضًا بوضع القوانين الحسابية التي تربط العلاقة بين التحفيز والسلوك. [1]

لا يتم اعتبار علم النفس الرياضياتي فرع مستقل من علم النفس ولكنه بالأحرى “نهج” يُستخدم من قبل عالم النفس في مجال دراسته. ويمكن تطبيق نهج علم النفس الحسابي في الكثير من فروع علم النفس. [2]

يتم استخدام النهج الرياضي بهدف استنباط فرضيات أكثر دقة وبالتالي يسفر عن عمليات تحقق تجريبية أكثر صرامة. يوجد خمسة مجالات بحث رئيسية في علم النفس الرياضي: التعلم والذاكرة ، والإدراك والفيزياء النفسية ، والاختيار وصنع القرار ، واللغة والتفكير ، والقياس والتوسع.

وكما أشرنا مسبقًا، أن النجاح الذي حققه النهج الرياضي في علم الفيزياء أدى إلى محاولات تطبيقه أيضًا في علم النفس على أمل محاكاة هذا النجاح.

تُستخدم الرياضيات في علم النفس على نطاق واسع تقريبًا في مجالين: أحدهما هو النمذجة الرياضية للنظريات النفسية والظواهر التجريبية، مما يؤدي إلى علم النفس الرياضي. والآخر هو النهج الإحصائي لممارسات القياس الكمي في علم النفس، مما يؤدي إلى القياس النفسي أو ما يعرف بpsychometrics.

كيف يسير نهج علم النفس الرياضياتي

يبدأ عالم النفس الحسابي عادةً بتدارس الظاهرة النفسية وتركيباتها الأساسية التي يرغب في بناء نموذج رياضي لها. حيث أن ذلك النموذج الرياضي هو عبارة عن مجموعة من الهياكل الرياضية التي تشمل المتغيرات والمعادلات الممثلين للظاهرة النفسية.
لذلك، فقياس المتغيرات المتعلقة بالظاهرة النفسية أمر حاسم لبناء النموذج الرياضي.

تحديات

لذلك من أكبر تحديات علم النفس الحسابي هو قياس متغيرات الظاهرة النفسية. لأنه يوجد الكثير من العمليات النفسية المعقدة التي يصعب قياس متغيراتها. فالمجالات مثل الرؤية، والتعلم والذاكرة، والحكم واتخاذ القرار، كثيرًا ما تتمتع بسهولة قياس متغيراتها
مثل الدقة ووقت الاستجابة، ولذلك يسهل تناولها بالتفكير الرياضي وتتمتع بنسبة أكبر من علماء النفس الرياضيين مقارنةً بالمجالات الأخرى. أما العمليات المعقدة مثل سلوك الخلايا العصبية، أو تدفق المعلومات عبر المسارات البصرية، أو تراكم الأدلة في عملية اتخاذ القرار، أو إنتاج اللغة وتطويرها فتمثل حملًا شاقًا لعلماء النفس الحسابيين.

مصادر:

[1] Wikipedia
[2] ResearchGate

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


علم نفس رياضيات

User Avatar

Norhan Abdelkarim

طالبة جامعية مصرية.


عدد مقالات الكاتب : 20
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق