الأخطبوط هو سيد التنكر والتهرب. حيث يمكنه تغيير لونه لينسجم مع البيئة المحيطة به، مما يجعله غير مرئي تقريبًا. ولكن هل تساءلت يومًا عن التكلفة الباهظة لتمويه الأخطبوط؟
واكتشف الباحثون أن السر وراء تمويه الأخطبوط هو أمر مكلف. حيث يمكن أن تكون تكلفة التمثيل الغذائي لتغيير اللون مرتفعة للغاية بالفعل، وقد يكون من المفيد للأخطبوط أن يختبئ عندما يستطيع، ويستخدم التمويه فقط عندما لا تكون هناك خيارات أخرى متاحة.
تكشف الدراسة أن نظام حاملات الصباغ الأخطبوط لديه تكلفة أيضية مرتفعة بشكل استثنائي. ونظرًا لمشاركة الأنظمة العصبية والعضلية، فمن المرجح أن يكون تغير لون رأسيات الأرجل (cephalopod) أحد أكثر أشكال تغير اللون تكلفة من حيث الطاقة، وبالتالي فإن تقديرنا يمثل على الأرجح الحد الأعلى لتكلفة تغير اللون في مملكة الحيوان.
محتويات المقال :
أسياد التنكر
بالنسبة للأخطبوط، يعتبر التمويه وسيلة ممتازة لتفادي اكتشافه. إن قدرتها على تغيير لونه في جزء من الثانية لا مثيل لها، مما يترك الحيوانات المفترسة في حيرة من أمرها.
لكن ما سر نجاحهم؟ يبدأ الأمر بالخلايا الفريدة التي تسمى حاملات الأصباغ (chromatophores)، والتي تحتوي على أصباغ يمكن أن تتوسع أو تنكمش لتغيير لون الجلد. يتم التحكم في هذه الخلايا عن طريق الجهاز العصبي، مما يسمح للأخطبوط بتنسيق تمويهه بدقة ملحوظة.
ومع ذلك، فإن التمويه لا يتعلق فقط بالخداع البصري. حيث طور الأخطبوط أيضًا مجموعة رائعة من السلوكيات لاستكمال تمويهه. حيث يمكنه إطلاق الحبر لإرباك الحيوانات المفترسة، أو إطلاق طرف من أطرافهم لإلهائهم.
التكلفة الباهظة لتمويه الأخطبوط
لقد ألقى الباحثون نظرة فاحصة على نظام حاملات الاصباغ في الأخطبوط. وباستخدام عينات الجلد من أخطبوط شرق المحيط الهادئ الأحمر (الأخطبوط روبي)، تمكنوا من قياس استهلاك الأكسجين في الجلد عندما تكون حاملات الأصباغ نشطة وغير نشطة. وقد كشف هذا عن حقيقة مدهشة، إن الطاقة اللازمة لتنشيط نظام حاملات الأصباغ بأكمله كانت تقريبًا بقدر الطاقة التي يستهلكها باقي جسم الأخطبوط أثناء الراحة.
فعندما تلعب وظائف ضرورية أخرى دورًا أيضًا، مثل تغيير نسيج الجلد لتقليد الصخور أو المرجان، والحمل العصبي، تصبح تكلفة الطاقة للتمويه أعلى. وهذا ما يفسر سبب اختباء الأخطبوطات في كثير من الأحيان في أوكار أو شقوق، حيث لا تحتاج إلى إنفاق الطاقة على التمويه ويمكنها الحفاظ على الطاقة لوظائف حيوية أخرى.
هذه النتيجة لها آثار مهمة على فهمنا لسلوك الأخطبوط. ويشير ذلك إلى أن التكلفة العالية للطاقة للتمويه قد تكون السبب وراء اختيار الأخطبوط في كثير من الأحيان للاختباء في الشقوق والأوكار، بدلا من الاعتماد فقط على قدراته على التمويه. ومن خلال الاختباء، يمكنه الحفاظ على الطاقة وتقليل الحاجة إلى تغيير الألوان المكلف. هذه الإستراتيجية منطقية، خاصة وأن الأخطبوط يضطر بالفعل إلى بذل الكثير من الطاقة على وظائف أساسية أخرى، مثل الصيد والتكاثر.
كيف يتكيف الأخطبوط مع التمويه عالي الطاقة
تتمثل إحدى الإستراتيجيات الرئيسية في الاختباء عندما يكون ذلك ممكنًا، واستخدام التمويه فقط عند الضرورة. غالبًا ما يختبيء الأخطبوط إلى الأوكار والجحور والشقوق، حيث يمكنها الحفاظ على طاقتها وتقليل نشاط نظام حاملات الأصباغ الخاص بها.
قد يبدو هذا السلوك غريبًا، لكنه منطقي في ضوء التكلفة الأيضية المرتفعة للتمويه. من خلال الاختباء، يمكن للأخطبوط تقليل استهلاك الطاقة وتخصيص الموارد لوظائف حيوية أخرى. هذا التكيف التطوري يسمح له بالازدهار في بيئته، على الرغم من الثمن الباهظ للتمويه. وبينما نواصل كشف أسرار تمويه الأخطبوط، قد نكشف عن استراتيجيات أكثر إثارة للدهشة يستخدمها أساتذة التنكر للبقاء متقدمين بخطوة على الحيوانات المفترسة.
المصادر
The Amazing Camouflage of The Octopus Comes at a Heavy Cost | science alert
High energetic cost of color change in octopuses | pnas
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :