Ad

نشرت منظمة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) إحصائية لعدد مصابي داء السكري حول العالم، وهو 537 مليون شخص حول العالم. ومرض السكري مزمن بطبعه، يلازم المصاب به طوال حياته، ويتحكم بطبيعة عيشه. يمكن التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الالتزام بنظام غذائي متزن، إضافة إلى الأدوية الموصي بها من طبيبه المعالج. ولا تظهر الآثار الجانبية عادة إلا لمن يهمل في متابعة نظامه الخاص.

 يؤثر داء السكري على صحة الفم والأسنان بطرقً عديدة، وذلك لطبيعة أنسجة الفم المميزة عن غيرها. فيعاني مرضى السكري من مضاعفات في الفم، تختلف من شخص لآخر في شدتها، وتؤثر على طبيعة عيشهم. سنذكر في مقالنا هذا أشهر خمس مضاعفات لداء السكري تؤثر على صحة الفم والأسنان.

تأثير داء السكري على صحة الفم

تأثير داء السكري على الغدد اللّعابية، وبراعم التذوق

أولًا، يؤثر داء السكري على حاسة التذوق لدى المريض، فقد توصل العلماء إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال أنسجة الفم. منها تأثير مرض السكري على الأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في الفم، إضافة إلى تأثيره على الأعصاب المتصلة بالغدد والأنسجة، وكذلك براعم التذوق. كما يتسبب داء السكري في هدم أنسجة الكولاجين، وعدم القدرة على إنتاج بديل كافي لما يهدم.

يعاني حوالي نصف مرضى السكري من جفاف الفم، ولا يوجد سبب مؤكد لتلك الظاهرة، ولكن يوجد بعض التفسيرات منها كثرة التبول لدى مرضى السكري، مما يقلل نسبة السوائل في الجسم. بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث للأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي تلك الغدد. وأخيرًا قد يؤدي التغير الحاصل للغشاء القاعدي للغدد اللّعابية إلى جفاف الفم.

وجد العلماء علاقة طردية بين نسبة جفاف الفم، ومستوى السكر في الدم. إذ يتعرض المرضى غير القادرين على التحكم في مسويات السكر في الدم، بشكل أكبر للشعور بجفاف الفم. ويؤدي جفاف الفم لمشاكل عديدة كصعوبة المضغ والبلع، وكذلك يؤثر على القدرة على التحدث. وبسبب التغيرات الحاصلة للغدد اللّعابية، يعاني مرضى السكري من تغيرات في قدرتهم على التذوق. كما يؤدي الخلل في الوظائف الحسية إلى مشكلة في حاسة التذوق. مما يتسبب في بعض الأحيان إلى سوء تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم.

التسوسات وأمراض اللّثة المصاحبة لداء السكري

ثانيًا، التسوسات في فم مريض السكري، والتي تحدث نتيجة لزيادة نسبة السكر في اللّعاب، وعدم قدرة اللّعاب الموجود على تنظيف بقايا الطعام العالقة على سطح الأسنان. كما يعمل اللّعاب عادة على إعادة حمضية الفم إلى درجة متعادلة وهي وظيفة يفقدها مريض السكري. مما يساعد البكتيريا على تدمير سطح الأسنان وتكوين التسوسات. وتساهم كذلك فطريات الفم المنتهزة التي تستغل زيادة نسبة السكر في اللّعاب والدم فتعمل على تدمير صحة اللّثة والأسنان.

ثالثًا، يصاب مرضى السكري بنسبة أكبر عن غيرهم بالتهابات اللثة والأربطة اللثوية، وقد تتطور كذلك إلى فقدان العظام مما يؤدي إلى تحرك الأسنان من مكانها. ويرجح العلماء سبب ذلك إلى ضعف مناعة مريض السكر،  مثل إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء المتأثرة بسبب إهمال نسبة السكر في الدم. ويزداد الوضع سوءًا في حالة كون مريض السكري مدخن، ومهمل لنظافة فمه وأسنانه.

وبعد أن يصاب مريض السكري بأمراض اللّثة، يتطور الوضع، وتزيد التهابات اللثة من نسبة السكر في الدم. ولعلاج مشكلات اللثة أهمية كبيرة لمرضى السكري. فالقضاء على تلك الأمراض اللثوية يقلل نسبة الالتهاب، وبالتالي تقل مقاومة الأنسولين. وعندما تقل مقاومة الأنسولين، تقل نسبة السكر في الدم. وقلة نسبة السكر في الدم لمريض السكري هو الهدف المنشود الذي يحافظ على أسنان مريض السكري ويمنعها من الحركة التي تؤدي إلى فقدها.

ماذا يحدث للغشاء المخاطي وأنسجة الفم لدى مريض السكري؟

رابعًا، الأمراض التي تصيب “الغشاء المخاطي – Mucous Membrane” للفم. منها ما يندرج تحت الآفات الملتهبة، وبعضها يندرج تحت الآفات السابقة للسرطان. وقد يظهر على اللّسان بعض الآفات المؤلمة التي تغير من شكلها كما في اللّسان الجغرافي. أو يصاب سطح اللّسان بالتشققات التي تساعد في تجمع بقايا الأكل وتغير طعم ورائحة الفم.
لا تستطيع مناعة مريض السكري مقاومة تلك الأمراض، إضافة إلى جفاف الفم، وإهمال المريض لنظامه الدوائي والعلاجي. وتساعد متابعة طبيب الأسنان بشكل دوري في اكتشاف تلك الآفات مبكرًا والتعامل معها بشكل سليم، بدلًا من تفاقمها.

عادة ما يتأخر الغشاء المخاطي لفم المريض في التآمه بعد الجروح والعمليات، وذلك لضعف الأوعية الدموية، وقلة وصول الدم إلى النسيج. كما أن أعداد عوامل النمو التي تساعد في التآم النسيج قليلة، ويؤدي تعرض المريض إلى عوامل الضغط إلى بطء في التآم النسيج.

أما عن الأمراض البكتيرية والفطرية، فهي الأكثر شيوعًا لدى مرضى السكري. ويعود ذلك لعدة عوامل تسهل على البكتيريا مهمتها في التمكن من مريض السكري. إذ تعطي الفرصة للفطريات الانتهازية بتخريب أنسجة الفم. ومن ضمن تلك العوامل وأهمها هو اللّعاب، فعندما يقل اللّعاب، تقل معه مضادات البكتيريا الموجودة داخله بشكل طبيعي والتي تقاوم البكتيريا في الفم. ويؤثر كذلك جفاف الفم في زيادة عدد الفطريات الموجودة داخل الفم، مما يجعل مريض السكري من بين المرضى الأكثر إصابة بفطريات الفم. وتزيد فرصة الإصابة أكثر وأكثر في حالة التدخين، أو ارتداء تركيبة الأسنان المتحركة.

متلازمة الفم الحارق

وأخيرًا، الفم الحارق هو وصف لما يشعر به مريض السكري من احتراق بالفم، أو عسر في الإحساس. يحدث ذلك الشعور نتيجة لعدم التحكم في نسبة السكر في الدم وما يصاحبها من اعتلال في الأوعية الدموية. كما أن الإصابة ببعض الفطريات في الفم، وبالإضافة إلى اعتلال الأعصاب تؤدي إلى شعور مؤذي لمريض السكر. فيحرمه من النوم أحيانًا ويؤثر على جودة المعيشة وصحته النفسية كذلك.

المصادر

  1. NCBI
  2. منظمة الاتحاد الدولي للسكري

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Yasmin Awad

طبيبة أسنان وصانعة محتوى


عدد مقالات الكاتب : 33
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق