Ad

تتسابق شركات صناعة السيارات على صناعة أجهزة التنفس الصناعي بعد تفشي الكورونا، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة

فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب مطالبته لشركة جنرال موتورز بقبول تصنيع أجهزة التنفس الصناعي كأولوية فيدرالية، وحتى الآن تعهدت كلًا من شركة جنرال موتورز وتويوتا وتسلا بتصنيع أجهزة التنفس الصناعية لمواجهة جائحة كورونا إلا أن الأمر ليس بتلك السهولة، لأن صناعة أجهزة التنفس تُعد من الآلات المعقدة يستخدم فيه برامج معقدة ومعدات متخصصة، وتواجه الشركات التى تسعى في تصنيعها العديد من الصعوبات وأولها حقوق الملكية الفكرية، والحاجة إلى عمّال مدربين بشكل خاص، والحصول على موافقات عديدة، بالإضافة إلى تنفيذ معايير الأمان.

وبالفعل بعض من تلك الشركات تعاونت مع صنّاع أجهزة التنفس الحاليين، والبعض بدأ في استكشاف طريقة التصنيع في مصانعهم الخاصة. وقد صرح أندرو ماكو حاكم ولاية نيويورك أن أعداد الأجهزة التى نحتاج إليها فلكية، مضيفًا أن المستشفيات بدأت في استخدام حلول أخرى مثل وضع مريضين على جهاز واحد. فعن أمريكا وحدها هناك 160.000  جهاز تنفس صناعي، إلّا أن الدولة تحتاج إلى 750.000 وفقًا لتقرير مركز جونز هوبكينز الصحي، يعاني المرضى في نيويورك من تفشي المرض، وتخشى الدولة من تحولها إلى صورة مشابهة لإيطاليا، حيث أجبر الأطباء على الاختيار من بين المرضى لتوصيلهم بأجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ الحالات المحتملة من الموت.

تساعد أجهزة التنفس الصناعي المصاب بفيروس كورنا والذي تضاعفت لديه الأعراض لتصيب الرئتين فيصعب التنفس طبيعيًا، إلى اتمام عملية التنفس وتقليل إجهاد المريض لممساعدته في محاربة الفيروس. لذلك آلية عملها وتوافرها الآن في غاية الأهمية لإنقاذ العالم.

ما هي أفضل الطرق التي تبعتها شركات صناعة السيارات لانتاج أجهزة التنفس الصناعي

ليس جميع أجهزة التنفس الصناعي مماثلة لبعضها، فبعضها أكثر تعقيدًا من الأخرى، ومريض كوفيد 19 قد تتصلب رئتيه مما يتطلب استخدام آلات متطورة من الأجهزة تصل كلفتها إلى 50000 دولار، ويمكن تصميم تلك الآلات من قبل متخصصين وتشغيلها بواسطة اختصاصين من الأطباء المتدربين، فقد نصح (vafa jamali) نائب رئيس شركة  Medtronic-ميدترونيك وهي واحدة من عدد قليل من الشركات التي تصنع أجهزة التنفس الصناعي. من الأفضل ترك إنتاج وتجميع الأجهزة المتطورة لمصنعيها، فالأجزاء الأساسية مصنوعة داخليًا من قبل عمال ذوي خبرة، وأضاف بأن ميدترونيك لا تريد تصنيع الأجهزة خارجيًا بل لأن شركات صناعة السيارات ليست قادرة على صنع هذه الآلات المتطورة أو على الأقل ليس بتلك السرعة. معللًا بذلك أن هذا الجهاز منقذ للحياة ولا يمكن إيقاف تشغيله وأن الممارسة والخبرة في التصنيع أمر في غاية الأهمية ولكن هذا التصريح كان مبكرًا للغاية لمواجهة الأزمة.

وصرحت أيضًا شركة ميدترونيك بتعزيزها بزيادة الانتاج من الأجهزة بنسبة 40% منذ يناير، وتخطط الشركة لزيادة الانتاج بنسبة 200% على مدى الأسابيع القادمة، مع مضاعفة العاملين ضمن خطوط الانتاج الحالية. بهدف زيادة التصنيع بخمسة أضعاف، ومع ذلك لا يمكن تغطية الأعداد التي يحتاجها الأطباء لإنقاذ المرضى المقدرة بالآلاف. وصرحت الشركة فيما بعد أنها ترحب بالأفكار لسد الفجوة من قبل شركات صناعة السيارات، وأضافت ميدترونك أنها تواصلت مع شركة تيسلا وجنرال موتورز وفورد بالرغم من عدم وجود خطة عمل رسمية.

إلا أن شركة جنرال موتورز أعلنت تعاونها مع شركة أخرى وأن الانتاج سيصل إلى 10000 جهاز يمكن تسليم أول دفعة منهم في بداية شهر إبريل. وأعلنت شركة فورد هي الأخرى عن بدء تعاونها مع شركة  GE Healthcare لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي، وتمكنت فورد من العثور على موردين إضافيين لبعض الأجزاء المستخدمة في جهاز التنفس الصناعي، وامتنعت  GE من تقديم تفاصيل عن خطة العمل مع فورد ولكنها أكدت على مضاعفة انتاجها في نهاية يونيو. أمّا عن شركة تويوتا فقد صرحت أنها في المرحلة الأخيرة من عقد الاتفاقيات من أجل البدء في العمل على تصنيع أجهزة التنفس الصناعي مع شركتين متخصصتين في المجال ولم تذكر تويوتا الشركات الطبية المعنية.

ومن فورد وتويوتا إلى تسلا

فقد أعلن إيلون ماسك الرئيس التفيذي لشركة تسلا عبر حسابه على تويتر أن يمكنه صناعة أجهزة التنفس الصناعي إذا مازال النقص مستمر لمواجهة جائحة كورونا. أتى بيان ماسك بمثابة مفاجأة للكثير من المتابعين لتغريداته بعد تصريحاته السابقة غير المناسبة عن الفيروس وأن خطر الذعر يتجاوز بكثير خطر الفيروس، وأثارت جدلًا كبيرًا بين جمهور تويتر ومن بينهم رجا عباس مالك طبي بشركة تسلا ردًا عليه بتغريدة “يرجى استخدام مصنعك في انتاج أجهزة التنفس الصناعي اللازمة في أسرع وقت”. ووافق ماسك على الطلب موضحًا أن شركة Teslaو SpaceX لديهما بالفعل الخبرة في تصنيع الأجهزة التي تدعم التنفس البشري، فشركة تسلا تصنع سيارات ذات أنظمة تكيّف متطورة، وسبيس اكس تصنع مركبة فضاء باستخدام أجهزة تدعم الحياة، لذلك فصناعة أجهزة التنفس الصناعي لم تكن صعبة، ولكن لا يمكن إنتاجها فورًا. وفي 23 من مارس صرح ماسك أن من المتوقع الانتهاء من 1200 جهاز تنفس صناعي لتوزيعهم في خلال أسبوع، وسيبقى الجزء الأصعب في عملية التركيب والتوصيل والتشغيل. ومن ضمن مساعداته الأخرى التي صرح بها أن شركته ستبدأ في صناعة ما يقرب من 250.000 كمامة N95 ومستلزمات طبية أخرى لحماية الأطباء والتمريض، وبالفعل بعض من تلك المعدات وصلت إلى إحدى المستشفيات بلوس أنجلوس. وفي أخر ما ذكره أن الآن لديه أجهزة إضافية معتمدة من منظمة الغذاء والدواء FDA وستشحن إلى المستشفيات في جميع أنحاء العالم التي تصل لها شركات توصيل تسلا، وتكلفة الجهاز والشحن مجانية، بشرط واحد أن الأجهزة تستخدم فورًا للمرضى ولا يتم تخزينها.

حيث صرحت منظمة الغذاء والدواء من قبل  بأنها أجرت تغييرات تنظيمية جذرية للسماح لشركات صناعة السيارات وغيرها من الشركات غير الطبية للقيام بتلك المهمة التصنيعية سريعًا، فقد جاء بيان صريح لها في 22 مارس على من يرغب في المساعدة زيادة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ الأرواح الأمريكية من هذا الوباء، فستعمل على إزالة كل العوائق المواجهة.

ولكن هل بهذه السهولة يتم التصنيع من قبل شركات السيارات خاصة مع وجود حقوق ملكية فكرية لصناعة تلك الأجهزة من قبل متخصصين حمايتها ببراءة الاختراع وتضمننها لأسرار انتاجية وتجارية. يبدو أن الأمر صعبًا ولكن ليس مستحيلًا أمام تلك الجائحة التي تهدد البشرية، وكانت شركة ميدترونك خير مثال لذلك. فقدت نشرت عبر موقعها مواصفات تصميم جهاز تنفس صناعي بالشروحات والصور ثلاثية الأبعاد والأكواد  للسماح لكل المصممين والصناع والشركات الناشئة والمؤسسات الأكاديمية لتنفيذ عملية التصنيع.

فهل ستحل الأزمة قريبًا؟ وتصل إلى المستشفيات المزيد من أجهزة التنفس الصناعي لإنقاذ المرضى… هذا ما سنتابعه معًا في الأيام القادمة.

المصادر:

CNN

Medtronic

Live science

مواضيع ذات صلة: يعاني العالم نقصًا في أجهزة التنفس الصناعي بعد جائحة كورونا، فكيف يواجه الأزمة؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب تقنية

User Avatar

sarah mostafa


عدد مقالات الكاتب : 13
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق