Ad

هل تتخيل أنَّ الوجبات الفقيرة غذائيًا قد تقودك للعمى! لا يمكن اعتبار ذلك التساؤل إفتراضيًا، فوفقًا لتقرير حالة تم نشرها في موقع حوليات الطب الباطني، تسببت حالة شديدة من حالات تناول الطعام «صعب الإرضاء – fussy eating» في إصابة أحد المرضى الصغار بالعمى. إن الشخص صعب الإرضاء في الطعام هو ذلك الذي يتميز بعدم الاستعداد لتناول الأطعمة المألوفة أو لتجربة أطعمة جديدة، كذلك تجد لديه بعض التفضيلات الغريبة في الطعام.

طبقًا لذلك، يوصي باحثو جامعة بريستول (الذين فحصوا الحالة) الأطباء بالنظر في الاعتلال العصبي البصري الغذائي «nutritional optic neuropathy» لدى أي مريض يعاني من أعراض غير مفسرة للرؤية، ومنومن ضعفٍ في النظام الغذائي -بصرف النظر عن مؤشر كتلة الجسم- وذلك لتجنُّب فقدان البصر الدائم. والاعتلال العصبي البصري هو خلل في وظيفة العصب البصري، والذي -بدوْرِهِ- مهم للرؤية. ويأتي أهمية ذلك إلى أنَّ الحالة يمكن أن تتغير إذا تم كشفها مبكرًا، ولكن إذا تركت دون علاج، فإنها قد تؤدي إلى ضرر بنيوي دائم للعصب البصري ما يسبب العمى.

وفي البلدان المتقدمة مثل المملكة المتحدة، تتمثل الأسباب الأكثر شيوعًا للاعتلال العصبي البصري الغذائي في مشاكل الأمعاء أو الأدوية التي تتدخل في امتصاص العناصر الغذائية من المعدة. أما الأسباب الغذائية البحتة أقل شيوعا لأن إمدادات الأغذية جيدة، كذلك فإن عوامل الفقر والحرب والجفاف وسوء التغذية في أماكن أخرى من العالم ترتبط بارتفاع معدلات الاعتلال العصبي البصري الغذائي.

قام علماء سريريون من كلية بريستول الطبية ومستشفى بريستول للعيون بفحص حالة مريض مراهق زار لأول مرة طبيبه العام يشتكي من الإرهاق. ولم يتم الربط بين حالته الغذائية وبصره إلا بعد ذلك بفترةٍ طويلة، وبحلول ذلك الوقت أصبح الضَعف الذي أصاب بصره دائمًا.

وبصرف النظر عن كونه آكل صعب الإرضاء، فإن منسب كتلة الجسم « BMI » لديه طبيعي، ولا يظهر عليه علامات سوء التعذية، ولا يتناول أي أدوية. وأظهرت الاختبارات الأولية وجود فقر دم ومستويات منخفضة من فيتامين باء 12 «Vitamin B12» تم علاج ذلك بحقن فيتامين باء 12 وبعض النصائح الغذائية.

وعندما زار المريض الطبيب العام بعد سنة، ظهرت عليه أعراض فقدان السمع والبصر، ولكن لم يُعثر على سبب لذلك. وبحلول سن الـ ١٧، كان البصر قد ساء تدريجيًا، حتى بلغ حد العمى. وتبين من التحريات الأخرى أنَّ المريض يعاني من نقص فيتامين باء 12، ومن انخفاض مستويات النحاس والسيلينيوم، ومن ارتفاع مستوى الزنك، ومن انخفاض ملحوظ في مستوى فيتامين دال « Vitamin D » تبِعَه انخفاض كثافة العظام.

كان المريض -أثناء دراسته الثانوية- قد بدأ بتناول كمية محدودة من الرقائق، والبطاطا المقلية، والخبز الابيض، وبعض لحم الخنزير المصنّع. وبحلول الوقت الذي شُخِّصت فيه حالة المريض، كان البصر لديه قد أصبح ضعيفًا بشكل دائم. وخلص الباحثون إلى أنَّ النظام الغذائي “غير الصحي” للمريض، والمقدار المحدود من الفيتامينات الغذائية والمعادن قد تسببا في ظهور اعتلال عصبي بصري غذائي.

وهم يرون أنَّ هذه الحالة قد تصبح أكثر انتشارًا في المستقبل، نظرًا لانتشار استهلاك “الأغذية غير الصحية” على حساب الخيارات المغذية، وارتفاع شعبية النظام الغذائي النباتي خاصةً إذا لم يتم تعويضه على النحو المناسب لمنع نقص فيتامين “باء 12”. ومن كل ذلك يتضح أنَّ الوجبات الفقيرة غذائيًا قد تقودك للعمى .

المصدر: Science daily

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب

User Avatar

Elakademia Post

الأكاديمية هي مبادرة تطوعية غير ربحية تهدف إلى نشر العلم في المجتمع العربي من أجل غدٍ أفضل.


عدد مقالات الكاتب : 53
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق