Ad

لقد تم اكتشاف تمثال نصفي لكليوباترا في مدينة تابوزيريس ماجنا المصرية القديمة، مما أثار جدلاً بين علماء الآثار حول احتمال تصويره للملكة الأسطورية كليوباترا السابعة. يُظهر التمثال، الذي تم العثور عليه تحت جدار المعبد، أنثى ترتدي التاج الملكي. مما دفع عالمة الآثار التي تقود التنقيب، كاثلين مارتينيز، إلى الاعتقاد بأنه قد يكون تمثال لكليوباترا. ومع ذلك، فإن خبراء آخرين يشككون في ذلك، مشيرين إلى أنه قد يمثل شخصية ملكية مختلفة.

تم هذا الاكتشاف من قبل فريق مصري دومينيكاني ينقب في الموقع منذ أكثر من عقد من الزمان. وبينما لا تزال هوية التمثال غير مؤكدة، فقد ألقت أعمال التنقيب ضوءًا جديدًا على حياة كليوباترا السابعة، آخر حكام الأسرة البطلمية.

كليوباترا السابعة

كانت كليوباترا السابعة آخر حاكمة لمملكة البطالمة في مصر ,شخصية آسرة تركت إرثًا دائمًا. ولدت في عام 69 قبل الميلاد، وصعدت إلى العرش في سن مبكرة، وحكمت جنبًا إلى جنب مع شقيقها الأصغر بطليموس الثالث عشر. وعلى الرغم من نسبها الملكي، واجهت كليوباترا العديد من التحديات، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي والتأثير المتزايد للجمهورية الرومانية.

إدراكًا منها لديناميكيات القوة في العالم الروماني، أقامت كليوباترا تحالفات استراتيجية مع زعماء رومان أقوياء. وكانت علاقاتها الأكثر شهرة مع يوليوس قيصر ولاحقًا ماركوس أنطونيوس. سمحت لها هذه التحالفات بالحفاظ على استقلال مصر وتوسيع نفوذ مملكتها. لم تكن كليوباترا دبلوماسية ماهرة فحسب، بل كانت أيضًا سياسية بارعة، تكيفت مع المشهد السياسي المتغير للإمبراطورية الرومانية.

وبصرف النظر عن براعتها السياسية، اشتهرت كليوباترا بذكائها وجمالها وقدراتها اللغوية. كانت تتقن العديد من اللغات، بما في ذلك اليونانية والمصرية وربما لغات أخرى. ساهمت معرفتها بالثقافات المختلفة وقدرتها على التواصل مع أشخاص من خلفيات مختلفة في نجاحها.

ومع ذلك، انتهى حكم كليوباترا في النهاية بهزيمة قواتها على يد أوكتافيوس، أوغسطس قيصر المستقبلي، في معركة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد. وفي مواجهة السقوط الوشيك للإسكندرية، اختارت كليوباترا نهاية مأساوية، حيث انتحرت. وكان موتها بمثابة نهاية سلالة البطالمة وبداية الحكم الروماني لمصر.

اكتشافات أخرى

لقد تم العثور على جزء من تمثال نصفي آخر يصور ملكًا يرتدي نيمس (Nemes)، غطاء رأس يمتد فوق الرأس ويصل إلى الكتفين، بالقرب من تمثال المرأة النصفي في معبد تابوزيريس ماجنا. ومع ذلك، ليس من الواضح أي ملك يصوره هذا التمثال.

كما اكتشف علماء الآثار 337 عملة، العديد منها يصور كليوباترا السابعة، بالقرب من التماثيل النصفية. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا مجموعة متنوعة من القطع الأثرية الأخرى، مثل مصابيح زيت؛ وخاتم برونزي مخصص لحتحور، إلهة السماء المرتبطة بالخصوبة والحب؛ وتميمة محفور عليها عبارة “عدالة رع قد أشرقت”.

وقد تم العثور على جميع القطع الأثرية قريبة من بعضها البعض وكانت جزءا من “وديعة أساس” (foundation deposit) في المعبد. وكان المصريون القدماء يدفنون عادة مجموعة من الأشياء قبل البدء في بناء أي مبنى مهم؛ وتسمى هذه المدافن الآن رواسب الأساس.

تعتبر وديعة الأساس اكتشافات أثرية تتكون من قرابين طقسية توضع تحت أساسات المباني. ويعتقد أن هذه الرواسب، التي تتألف غالبًا من أشياء ثمينة مثل المجوهرات والأدوات والطعام أو حتى بقايا بشرية، تعمل على إرضاء الآلهة وضمان طول عمر المبنى وحماية شاغليه.

بالإضافة إلى ذلك، عثر الفريق على بقايا معبد آخر في تابوزيريس ماجنا كان قيد الاستخدام بين القرنين الرابع والثاني قبل الميلاد تقريبًا، خلال العصر البطلمي. وبالقرب من هذا المعبد، اكتشفوا مدينة جنائزية تحتوي على ما لا يقل عن 20 مقبرة. كما استكشفوا تحت الماء ووجدوا بقايا بشرية وفخاريات وهياكل لم يتم التعرف عليها أو تأريخها.

جدل حول التمثال النصفي لكليوباترا

أثار التمثال النصفي الغامض جدلاً بين علماء الآثار، وفي حين يعتقد بعض علماء الآثار أن التمثال المكتشف حديثاً يصور كليوباترا السابعة، يختلف آخرون مع هذا الرأي. ويقترح البعض أنه قد يمثل أميرة أو امرأة ملكية أخرى.

ويعتقد عالم الآثار الشهير زاهي حواس أن التمثال يعود إلى العصر الروماني، أي بعد حكم كليوباترا. ويشير إلى أنه خلال عهد البطالمة، كان يتم تصوير الفراعنة بأساليب فنية مصرية، وليس رومانية. وبما أن قبر كليوباترا لم يُكتشف بعد، فإن هوية المرأة في التمثال لا تزال موضع نقاش بين الخبراء.

أهمية الاكتشاف

يشير اكتشاف العديد من العملات المعدنية التي تصور كليوباترا السابعة، إلى جانب القطع الأثرية الأخرى، إلى أن تابوزيريس ماجنا كانت مركزًا مهمًا للعبادة والتجارة خلال فترة حكمها. وهذا بدوره يلقي الضوء على الشبكة الواسعة من المعابد وطرق التجارة والتبادل الثقافي التي كانت موجودة خلال تلك الفترة.

علاوة على ذلك، فإن اكتشاف وديعة الأساس يوفر نظرة ثاقبة لطقوس وممارسات المصريين القدماء. ويظهر أنهم كانوا يؤمنون بدفن مخبأ للعناصر قبل بناء هيكل مهم، والتي كانت وسيلة لإرضاء الآلهة وضمان ازدهار المبنى.

ولعل الأهم من ذلك هو أن هذا الاكتشاف يتحدى فهمنا الحالي لعهد كليوباترا، والذي غالبًا ما كان يكتنفه الغموض والأساطير. ومن خلال تجميع الأدلة، يمكن لعلماء الآثار الآن إعادة بناء صورة أكثر دقة للحياة في مصر القديمة خلال تلك الفترة، والحصول على تقدير أعمق للتعقيدات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في ذلك الوقت.

المصدر

Possible bust of Cleopatra VII found at ancient Egyptian temple | live science

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


آثار تاريخ

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 552
الملف الشخصي للكاتب :

التالي

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *