Ad

هل الدكتوراه ميزة في سوق الشغل؟

يقول مؤسس موقع cheeky science إِشَعْيَاء هانكل-Isaiah Hankel:

“لا تيأس إذا حاول الناس إقناعك بالعدول عن اتخاذ موقف في مجال الشغل، فشهادتك يمكن أن تفتح العديد من الأبواب”

قال مستشار مهني في قاعة مليئة بالطلاب خلال سنتي الرابعة في كلية الدراسات العليا في جامعة آيوا-University of Iowa بمدينة أيواIowa city بالولايات المتحدة الأمريكية.

“الشركات لا تريد تشغيل الأشخاص الحاصلين على الدكتوراه لأنهم مؤهلين أكثر من المطلوب ومستقلين جداً”

وكنا نحضر حصة دراسية إلزامية بشأن المهن البديلة التي كانت الجامعة تقيمها لطلاب الدراسات العليا (كنت أدرس تطوير الخلايا اللمفية البائية ووظيفة الخلايا التائية)، ولكن المدرب الذي قدم العرض كان مستشارا وظيفيا أكاديميا ولم تكن له خبرة في مجال الشغل.

استغربت كثيرا فسألت نفسي : “كيف يمكن لشهادة الدكتوراه أن تكون عائقا لمهنتي؟”

فقررت قبل العرض بشهرين ان اعمل في مجال تقني، لقد كنت متأكداً من رغبتي في مغادرة الأوساط الأكاديمية، لأن البيانات عن احتمال أن أصبح عضواً في هيئة التدريس كانت واضحة للغاية. حيث يشير تقرير صادر عن الجمعية الملكية في لندن Royal Society in London في عام 2010 أن فقط 0.45% من حاملي درجة الدكتوراه في مجالات العلوم سيصبحون دكاترة.

وتشير البيانات المستمدة من المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة في نفس العام إلى أن عدد مناصب ما بعد الدكتوراه في الولايات المتحدة تضاعف ثلاث مرات على مدى السنوات الثلاثين الماضية، في حين انخفض عدد الدكاترة انخفاضا حادا.

والأسوأ من ذلك أن المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة US National Institutes of Health أوصت بدفع راتب قدره 37740 دولاراً فقط في ذلك العام لبدء مرحلة ما بعد الدكتوراه من خلال برنامجها الوطني لجوائز البحوث National Research Service Award (والذي يقدم التوجيه بشأن رواتب ما بعد الدكتوراه)، لكن القليل من مؤسسات الولايات المتحدة كانت تتبع هذه التوصية بالفعل.

لم تتحسن الأمور كثيراً اليوم بالنظر إلى التضخم، فقد أظهر تقرير صادر في عام 2017 أن 72.4 في المائة من كل الحاصلين على شهادات ما بعد الدكتوراه يحصلون على أقل من 49999 دولارا. ومع ذلك، وبعد أن استمعت إلى مستشار واحد يقول لنا إن الدكتوراه سوف تشكل عبئاً علينا، ألقيت جانباً هذه الحقائق القاتمة حول توقعاتي في المجال الأكاديمي وكنت على استعداد للبدء في البحث عن وظيفة ما بعد الدكتوراه على أية حال.

ذهبت إلى المنزل في تلك الليلة وكنت أشعر أنني خربت مسيرتي المهنية. ماذا فعلت؟ لماذا أعمل على شهادة لن تفيدني إطلاقا؟ وكنت قد سمعت قصصاً صادمة من طالب دكتوراه واثنين من طلاب ما بعد الدكتوراه لم يكن بوسعهم الحصول على وظائف، لم أخذهم على محمل الجد حتى ذلك الحين.

إذن هل الدكتوراه ميزة في سوق الشغل؟

توقفت عن التقدم لوظائف خارج الدوائر الأكاديمية لأكثر من عام، كانت تلك الفترة الأكثر توترا في حياتي حيث كنت مقتنعا ان الحصول على الدكتوراه بمثابة خطأ وأن مسيرتي المهنية انتهت. لم أبادر إلى التقدم إلى الوظائف من جديد  إلا بعد أن تعرضت لمرض حاد مؤقت بسبب الإجهاد. وبدلاً من إرسال سيرتي الذاتية على الإنترنت، بدأت في حضور أحداث التواصل والاتصال مع أصحاب العمل على لينكدين LinkedIn.

وسرعان ما بدأت في إعداد مقابلات إعلامية (محادثات غير رسمية مع موظفي منظمة ما أو في مجال يثير اهتمامك) والحصول على إحالات وظيفية، تليها مكالمات هاتفية (مقابلات هاتفية غير رسمية تساعد المديرين المكلفين بالتعيين على اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان من الممكن دعوة شخص ما إلى إجراء مقابلة شخصية). في غضون بضعة أشهر، تم تعييني لأول في وظيفة في مجال الصناعي كعالم تطبيقات.

ما الذي ساعدني في الحصول على هذه الوظيفة؟ إنها شهادة الدكتوراه!

كما أخبرني مدير التوظيف أن صاحب الشركة وظف أشخاصاً يحملون شهادات دكتوراه قبل مرشحين آخرين لأنهم كانوا “خبراء مبدعين“. والواقع أن جزءاً من متطلبات الحصول على الدكتوراه يتلخص في إتقان مجال للدراسة ثم النهوض بهذا المجال من خلال اكتشافات جديدة.

الدكتوراه لم تكن عائقاً في النهاية، بل كانت في الحقيقة مكسباً ثميناً!

واليوم، أتشاور مع شركات فورتشين Fortune 500 وهي قائمة سنوية تضم أعلى 500 شركة مساهمة أمريكية حسب إيراداتها، وأدير ثلاث شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية.

إن قدرتي على التعلم بسرعة والتعامل مع الفشل المتكرر وحل المشاكل المعقدة بسرعة هي نتيجة لكل الوقت الذي أمضيته في الاختبار، التكرار، والتغيير في التجارب أثناء الدراسات العليا.

إن تصديق المفاهيم الخاطئة جد مؤثر، والمفتاح لتجنب الإيمان المحدود هو التفكير والتصرف مثل خريج الدكتوراه الذي تمثله.

إن كنت تملك درجة الدكتوراه، لا تثق بأحد وتعتمد كلمته كعقيدة أو مذهب. بدلا من ذلك، طالب بالمزيد من الادلة وابحث عن الأجوبة بنفسك!

 

المصدر:

Nature

 

لا تنسَ تقييم المقال 🙂

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


علم اقتصاد

User Avatar

Naaima BEN KADOUR


عدد مقالات الكاتب : 45
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *