Ad

إنقاص الوزن هو هدف الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد عن المعدل الطبيعي (أو المناسب لهم). لكن إنقاص الوزن ليس بالأمر السهل، فهو يتطلب عدة أمور هامة مثل إتباع حمية غذائية مناسبة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والالتزام بما سبق. ومن الطبيعي لأي شخص يحاول إنقاص وزنه أن يسعى للوصول إلى ذلك بسرعة كبيرة. من هنا نشأت الحاجة إلى البحث في أنواع الحميات الغذائية (بما أن الطعام الذي نتناوله هو المؤثر رقم واحد) ومحاولة الوصول إلي النظام الأكثر تأثيرًا في عملية إنقاص الوزن. من بين تلك الحِميات الغذائية التى ذاع صيتها وانتشرت بشكل كبير هو نظام الكيتو الغذائي-Ketogenic Diet. النظام الغذائي الذي ابتكره الدكتور الإيطالي جيانفرانكو كابيلو-Gianfranco Cappello أستاذ الجراحة العامة. ويُعرف نظام الكيتو الغذائي بكونه نظامًا غذائيًا مُنخفض الكربوهيدرات، إذ يُنتج الجسم الكيتونات في الكبد لاستخدامها كطاقة. سيتناول هذا المقال نظام الكيتو الغذائي.. فوائده وأضراره.

ما هو مصدرالطاقة في الجسم؟

تُعتبر الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للطاقة في النظام الغذائي للإنسان، إذ تعمل على تخليق الجليكوجين في الكبد والعضلات وتكوين الدهون الكبدية. بعبارة أبسط، عندما تتناول شيئًا غنيًا بالكربوهيدرات، ينتج جسمك الجلوكوز والأنسولين.

– فالجلوكوز جزئ يسهل على جسمك تحويله واستخدامه كمصدر أولي للطاقة.

– يُنتج الأنسولين لمعالجة الجلوكوز في مجرى الدم.

نظرًا لاستخدام الجلوكوز كطاقة أولية. فلن تكون هناك حاجة للدهون، وبالتالي يقوم الجسم بتخزينها.

ما هي الكيتونات؟

عند قراءتك حول موضوع الكيتو، سيقابلك كثيرًا مصطلح الكيتونات، فما هو دورها في عملية إنقاص الوزن؟

الكيتونات هي مواد كيميائية (أحماض) يُصنعها الكبد. حيث ينتج الكيتونات عندما لا يكون لديك ما يكفي من الأنسولين في جسمك لتحويل السكر (الجلوكوز) إلى طاقة. وتلعب الكيتونات دورًا أساسيًا في إنقاص الوزن عن طريق إتباع نظام الكيتو الغذائي، إذ يُجبر هذا النظام الجسم على الاعتماد على الكيتونات كمصدر للطاقة بديلاً عن الكربوهيدرات. فيحول الكبد هذه الدهون إلى كيتونات تُطلق في الدم. يمكن للعضلات والأنسجة الأخرى استخدامها كوقود.

كيف يعمل نظام الكيتو الغذائي ؟

كما ذكرنا، يهدف هذا النظام الغذائي إلى إجبار جسمك على استخدام نوع مختلف من الوقود. إذ يعتمد هذا النظام على أجسام الكيتون الناتجة عن الدهون المُخزنة. يُعتبر النظام الكيتوني غني بالدهون، مع بروتين معتدل والقليل جدًا من الكربوهيدرات. وهو يختلف عن توصيات الغذاء والتغذية العامة. فالعديد من الأطعمة الغنية بالمُغذيات التي تمد الجسم بالطاقة هي مصادر الكربوهيدرات. بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والحليب والزبادي. في نظام الكيتو الغذائي يُقَيَد استهلاك الجسم بشدة من الكربوهيدرات من جميع مصادرها. بهدف ألا يزيد استهلاك الجسم للكربوهيدرات عن 25 جرامًا يوميًا.

فهناك مِن مُتبعي نظام الكيتو الغذائي مَن يمتنع تمامًا عن استهلاك الخُبز أو الحبوب. وهناك من يقلل (حد الامتناع) تناول الفواكه والخضروات لإنها أيضًا تحتوي على الكربوهيدرات. كما ترى، بالنسبة لبعض الناس يحتاج نظام الكيتو الغذائي إلى إجراء تغييرات كبيرة في نمط الأكل وعاداته.

هل من السهل إجبار الكبد على تصنيع الكيتونات؟

يبدو أن الفكرة رائعة, لكن هل من السهل إجبار الكبد على تصنيع الكيتونات؟ عليك أن تعلم أن الدخول في هذه الحالة ليس أمرًا سهلاُ، يتطلب الأمر أن تحرم نفسك من الكربوهيدرات -تحصل على أقل من 20 جرام يوميًا- لك أن تتخيل أن ثمرة الموز متوسطة الحجم تحتوي على 27 جرامًا من الكربوهيدرات! كما عليك أن تعلم أنه عادةً ما يستغرق الأمر بضعة أيام للوصول إلى حالة الدخول في الكيتوزية (النظام الكيتوني) كما عليك أن تدرك أن هناك العديد من الأطعمة التى يمكن أن تتداخل مع النظام الكيتوني فتُفسده.

ما هي الحالة الكيتونية؟

الحالة الكيتونية هي حالة تكيف أيضي يسمح للجسم باستمرار نشاطه وبقائه على قيد الحياة خلال فترة الحرمان من مصدر الطاقة الرئيسي. بالاستعاضة عنه بمصدر آخر موجود.

وللوصول لتلك الحالة، يتطلب النظام الغذائي تناول 75بالمائة من السعرات الحرارية من الدهون (مقارنة بنسبة 20-35 بالمائة في الطبيعي). كما يتطلب 5 بالمئة من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات ما يعادل حوالي 20-50 جرامًا يوميًا. و15 بالمئة من البروتينات. ويستغرق الأمر حوالي 72 ساعة حتى تبدأ الحالة الكيتونية.

تقول راشيل كلاينمان- Rachel Kleinman أخصائي التغذية السريرية:

” إنه نظام غذائي كليًا، أو لا شئ”

Rachel Kleinman

ما هي أبرز أعراض الدخول في نظام الكيتو الغذائي؟

يُمكن لمُتبعي هذا النظام معرفة ما إن أصبحوا في الحالة الكيتونية أم لا عن طريق البول أو شرائط الدم، لكن لتكلفتها العالية هناك قائمة قصيرة ببعض أشهر الأعراض الجسدية التى يراقبها الناس في أنفسهم والتي تُتيح لهم معرفة ما إذا كانوا على الطريق الصحيح، مثل :

 – زيادة التبول للمبتدئين، بسبب زيادة إفراز الكيتونات في الجسم.

 – جفاف الفم، عادةً ما يؤدي زيادة التبول إلى جفاف الفم وزيادة العطش. فيراعي الأشخاص مُتبعي هذا النظام الغذائي الحفاظ على الإلكتروليتات في الجسم (الملح والبوتاسيوم والماغنسيوم)

– رائحة الفم الكريهة، ذلك بسبب اطلاق الأسيتون وظهور رائحة مثل الفاكهة الناضجة أو مزيل طلاء الأظافر. عادةً ما تكون مؤقتة وتختفي على المدى البعيد.

– تقليل الجوع وزيادة الطاقة، بعد أن تتخطى ما يُسمى بـ “إنفلونزا الكيتو” ستشعر بمستوى جوع أقل بكثير، وحالة ذهنية نشطة.

ما هي إنفلونزا الكيتو؟

يمر المبتدئون في نظام الكيتو الغذائي بحالة تُسمى” إنفلونزا الكيتو” وهي عبارة عن مجموعة أعراض قد تظهر بعد يومين إلى سبعة أيام من بدء النظام الغذائي. تشمل الصداع، ضبابية التركيز، التعب، التهيج، الغثيان، صعوبة النوم، يصطحب كل ذلك بعض أعراض الدخول في حالة الكيتو السابق ذكرها.

لكن، ما الذي يسبب إنفلونزا الكيتو؟ هل يرتبط بعامل التخلص من السموم؟ أم هو بسبب انسحاب الكربوهيدرات؟ هل مجرد رد فعل مناعي؟ السبب الصريح غير معروف. لكن مهما كان السبب، يبدو أن الأعراض المنسوبة إلى إنفلونزا الكيتو قد تحدث، فقد تظهر الأعراض غير المرغوبة في الأيام القليلة الأولى بعد تغيير ما تأكله، لنسبة كبيرة من الحالات لكن ليس كلها.

هل يُعتبر نظام الكيتو الغذائي آمنًا ؟

أشارت أخصائية التغذية الصحية ماري كوندون-Mary Condon أن نظام الكيتو الغذائي قد يؤدي إلى فقدان الوزن وخفض نسبة السكر في الدم. وعلى الرغم من أنه حل سريع جدًا مع بعض الحالات، إلا أن الحالات تعود في كثير من الأحيان لزيادة الوزن. واكتساب أكثر مما فقدته.

كما يمكن أن يتسبب نظام الكيتو الغذائي في انخفاض ضغط الدم وحصوات الكلى والإمساك ونقص بعض العناصر الغذائية الهامة. كما يزيد من معدل الإصابة بأمراض القلب.

يمكن للأنظمة الغذائية الصارمة مثل الكيتوجينيك أن تتسبب أيضًا في العزلة الاجتماعية أو اضطراب الأكل. فهذا النظام الغذائي ليس آمنا لمن يعانون من أي اضطرابات أو عِلل في البنكرياس أو الكبد أو الغدة الدرقية أو المرارة.

فالثابت هنا، أنه إذا لم تكن مُصابًا بمرض السكري, فلن تصبح هذه العملية مشكلة. ولكن إذا كنت مُصابًا بداء السكري، واتبعت نظام الكيتو الغذائي دون رقابة طبية أو متخصصة -بكل الحرص- ، فمن الممكن أن تتراكم الكثير من الكيتونات في الدم! مما يُشكل ذلك خطرًا قد يُهدد حياتك.

مشاهير وتجاربهم مع نظام الكيتو الغذائي

سواء تحبهم أم لا، فلا أحد يستطيع إنكار دور المشاهير من الممثلين والمغنيين وعارضين الأزياء في توجيه الناس نحو أي شئ، عندما تُفضل إحداهن ذات القوام الممشوق والجسد المعتدل نظامًا غذائيًا بعينه، لا شك من أنه سيكون هناك فئة كبيرة من الشباب والشابات ستتبع ذلك النظام، والعكس.

أما عن علاقة المشاهير بنظام الكيتو الغذائي، فنجد:

هالي بيري-Halle Berry

الممثلة هالي بيري البالغة من العمر55 عامًا، تُبهر متابعيها دائمًا ببنيتها البدنية المُذهلة وبشرتها الشابة المشرقة. تُشير هالي دائمًا إلى تدريبات اللياقة البدنية المُفضلة لديها، بالإضافة إلى انتظامها على نظام الكيتو الغذائي، مُشيرة إلى أنها تتبعه لإدارة الوزن وكذلك لإدراة مرض السكري. الذي شُخصت به في سن الثانية والعشرين من عمرها. مشددة على أن نظام الكيتو أسلوب حياة. فهو تغيير في نمط الحياة وليس مجرد نظامًا غذائيًا. فمن خلاله تستطيع فقدان الوزن، والتحكم في الشهية، والحصول على المزيد من الطاقة، وتحسين الأداء العقلي. وتعتقد أيضًا أنه كان المسئول إلى حد كبير عن إبطاء عملية الشيخوخة.

كيم كارداشيان-Kim Kardashian

تتبع الممثلة والعارضة الأزياء الأمريكية كيم كارداشيان ذات ال41 ربيعًا، نظام الكيتو الغذائي وتنسب إليه الفضل في مساعدتها على خسارة 27 كيلوجرامًا من وزنها بعد أن أنجبت طفلها الثاني.

أدريانا ليما-Adriana Lima

 الممثلة وعارضة الأزياء البرازيلية أدريانا ليما ذات ال 40 عامًا هي أحد أفضل الأوجه الإعلانية لشركات كُبرى مثل فيكتوريا سيكيرت وشركة مايبيلين وشركة BMW  وشركة جيفانشي وشركة دوريتوس وغيرها من الشركات الكبرى العالمية ولفترات طويلة.

أما عن علاقتها بنظام الكيتو الغذائي، فتُشير أدريانا إلى أنها اختارت التخلص من جميع الكربوهيدرات من نظامها لغذائي. إذ زعمت أن هذا النظام الغذائي جعلها تشعر بصحة أفضل، مُضيفة إلى أنها لديها اختصاصي تغذية يتأكد من أنها لا تزال تحصل على جميع العناصر الغذائية الذي يحتاجها جسمها.

أولئك هم بعض الأمثلة من المشاهير ولعل أبرزهم المؤيدين لنظام الكيتو الغذائي.

أما عن أولئك الذين خَيَّب نظام الكيتو الغذائي ظنهم وآمالهم، بل وأضر بوضعهم الصحي، نذكر منهم:

جيليان مايكلز-Jillian Michaels

فقد وصفته المدربة جيليان بأنه يُحفز عملية التمثيل الغذائي عن طريق الكيتونات، لكنه خطير جدًا. ونصحت متابعيها بألا يتجهوا إلى تيار الكيتوجينيك، بل عليهم أن يمارسوا الرياضة ويتناولوا الطعام بشكل متوازن ونظيف، فبكل بساطة، عليهم ألا يأكلوا أكثر من اللازم.

سافانا غوثري- Savannah Guthrie

الإعلامية والصحافية سافانا التي أشارت إلى اتباعها نظام الكيتو الغذائي لمدة سبعة أسابيع لكنه لم يؤد إلى أية نتائج.

ويتني كارسون-Witney Carson

الفنانة الشابة ويتني كارسون محترفة الرقص الأميريكية، بعد أن خاضت تجربة الكيتو الغذائية أشارت إلى أنها فقدت وزنها بالفعل، لكن تدهورت بشرتها وعانت من مشكلات ومضاعفات جلدية سيئة. فتقول أنها تعاني من الأكزيما، وتدهورت حالتها بعد اتباعها نظام الكيتو الغذائي. وأضافت أنها قررت التمسك بالأطعمة الكاملة بشكل متوازن.

 الخلاصة

لا يوجد هناك نظام غذائي واحد يناسب الجميع، فاستشر طبيبك واختصاصي التغذية وتأكد من سلامة ما ستتبع، وراقب سلامتك بعد إتباع أي حِمية غذائية.

المصادر

pubmed

webmd

webmd

harvard

harvard

uchicagomedicine

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة صحة

User Avatar

Hagar sa'eed


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق