Ad

ملخص كتاب “شربة الحاج داود” للكاتب أحمد خالد توفيق

يحتوي الكتاب على مجموعة من المقالات المتنوعة للدكتور أحمد خالد توفيق، مقالات تتحدث عن العلم وشبه العلم وبعض الخواطر الشخصية، يشرح فيها عقلية الناس وكيفية تعاملهم مع العلم والطب والأحداث العلمية التي تطرأ عليهم من حين لآخر، ويوضح مساوئ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تضليل الناس وتهويل بعض الأمور ونشر الأخبار الغير صحيحة، وطرق الدولة العقيمة في التعامل مع الكوارث الصحية مثل انتشار وباء معين مثلًا وتهاونهم في اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما يعطينا بعض الأمثلة على جهل الكثير من الناس واستعمالهم بعض الوصفات الشعبية مثل شربة الحاج داود التي تعالج جميع الأمراض تقريبًا حتى أنها تقضي على الأورام الخبيثة وتصديقهم للوهم الذي ينسجه الكثير من مدعي العلم والمعرفة ، وسرد الكاتب تاريخ طب المناطق الحارة واستخدام الأوبئة في الحروب وغيرها الكثير من المعلومات ممثلة في مجموعة من المقالات الشيقة.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء وكل جزء يندرج تحته مجموعة من المقالات:

الجزء الأول، حكايات طبية:
يشرح الكاتب خطورة تهاون الطبيب في فحص وتشخيص المريض أو مبالغة المريض في شعوره بالمرض أو وهمه بأنه مريض ووصف الكاتب هذه الحالة بمصطلح الباثوفيليا ومعناه حب المرض، يصعب على الكثير من الناس وحتى الأطباء أن يصدقوا أن هناك من يحب المرض ولكنها حقيقة فبعض الأشخاص يتظاهرون بالمرض في سبيل نيل بعض الشفقة ممن حولهم وأن يكونوا محط الأنظار وموضع اهتمام أو أن يتخذوا المرض كحجة لإسقاط بعض المسؤوليات من عليهم.

كما أن هناك بعض الناس لديهم عشق هستيري للأدوية حتى أنهم يمكن أن يفتعلوا مشاجرة مع الطبيب إذا لم يضع لهم قائمة طويلة من المستخلصات الطبية، ويصل الأمر ببعض الناس أن يتعاطوا أدوية مضادة للأكسدة أو أدوية الكبد والوصفات العشبية فقط ليتجنبوا الأمراض، ويرى الكاتب أن الباثوفيليا دليل على عدم النضج وأن الأشخاص المصابين بالباثوفيليا يتمتعون بجعل حياة من حولهم جحيمًا.

يبدأ هذا الجزء بمقال المرح مع الحميات النزفية:

يسرد الكاتب بعض الحقائق والحكايات عن الحميات النزفية بداية من الحمى الصفراء وحتى حمى لاسا التي انتشرت في غرب إفريقيا، وكيف سببت الحميات النزفية الرعب للبشر في سبعينيات القرن العشرين، كما ذكر بعض الأطباء ودورهم في اكتشاف ودراسة بعض أنواع تلك الحميات مثل والتر ريد الذي اهتم بوباء الحمى الصفراء وطارده في أحراش كوبا وأنيرو كونتية الباسل الذي أفنى حياته في دراسة حمى اللاسا.

خواطر قلاعية:
يتحدث الكاتب عن الحمى القلاعية التي تصيب الماشية ويسببها فيروس يسمى بيكورنا، وكانت تسمى الحمى القلاعية باسم داء الفم والحافر ويذكر الأزمة الاقتصادية التي سببتها في مصر وقت ذروتها وحالة الكساد التي أصابت الجزارين في ذلك الوقت.

وفاة فيروس:
يسرد الكاتب بشكل ساخر سوء الأحوال الاقتصادية والصحية في مصر وتدهور الحالة الصحية للمصريين، وأن فيروس كورونا الذي انتشر وقتها وكان يعرف باسم المتلازمة التنفسية الخاصة بالشرق الأوسط الناجمة عن فيروس كورونا (MERS-CO)، وأن ذلك الفيروس لن يكون هو أكبر المشاكل التي تواجه الشعب المصري لأن أحواله الصحية متداعية من البداية معلقًا أن هذا الفيروس سيصاب بالتسمم ويموت بسبب ما سيجده من ملوثات وأمراض في أجسام المصريين.

حكايات النوم:

يتحدث الكاتب في هذا المقال عن النوم والعادات الغريبة لبعض الناس للتخلص من الأرق، وكثرة تعاطي الحبوب المنومة التي تحتوي على مادة الميلاتونين التي تضبط إيقاعات النوم ولكن يصحو الشخص من نومه بعض تعاطي هذه الحبوب في حالة تامة من الإنهاك الجسدي، وكيف كان أساتذة اليوجا الهنود يشربون كوب من بولهم لأنه يحتوي على كمية هائلة من الميلاتونين بهدف ضبط نومهم والوصل لحالة يسمونها النيرفانا، كما ذكر إحدى التجارب التي أجراها السوفييت على أسرى الحرب والتي كانت نتائجها مروعة.

عن طب المناطق الحارة:

في هذا المقال عرف الكاتب طب المناطق الحارة أو طب الأمراض المتوطنة هو الطب الذي يتعامل مع الأمراض التي تسود المناطق الاستوائية وهذا المصطلح ليس منتشر كثيرًا في مجتمعنا، ولأن المناطق الاستوائية تتميز بجوها الحار وقلة الرعاية بها فقد انتشرت فيها الكثير من الأمراض الغريبة وكان على الطبيب المتخصص في طب المناطق الحارة التعامل مع أمراض مثل الملاريا والإيبولا والكورو (Kuru) وغيرها، وبما أن حركة الطيران جعلت العالم صغير جدا فأصبح من السهل انتشار هذه الأمراض في أماكن أخرى غير المناطق الاستوائية.

ومعظم الاكتشافات في طب المناطق الحارة كانت على يد أطباء بريطانيين، فعندما أرسلت بريطانيا جنودها لاحتلال العالم وانتشروا في رقعة واسعة من إفريقيا وجبال الهند وجزر الكاريبي بدأ الجنود بالشعور بأعراض غريبة مثل انتفاخ البطن أو ظهور دم في القيء أو الإصابة بالعمى المفاجئ أو النوم للأبد، لذا رأت بريطانيا ضرورة إرسال أطباء لفهم ما يحدث.

وذكر بعض الأطباء وحكايتهم المثيرة عن اكتشاف الكثير من تلك الأمراض مثل باتريك مانسون الذي درس الكثير من الحالات المصابة بداء الفيل واكتشف سبب انتقال المرض عن طريق لدغات البعوض المتكررة، والطبيب دونالد روس الذي ركز دراسته على الملاريا ووصل فيها لاكتشافات مهمة وأن المرض ينتقل أيضًا بسبب البعوض وأكمل من بعده السنيور جراسي الذي استطاع تحديد البعوضة التي تنقل الملاريا بصورة دقيقة وهي بعوضة الأنوفيليس بالتأكيد.

ثم ذكر دور الطبيب الأمريكي والتر ريد في اكتشاف الحمى الصفراء، وديفيد بروس الذي اكتشف البكتيريا المسببة لحمى مالطة وهي بكتيريا البروسيلا الشهيرة التي سميت على اسمه كما أنه اكتشف الطفيل المسبب لمرض النوم والذي ينتقل بواسطة ذبابة التسي تسي، والطبيب الفرنسي يرسين الذي اكتشف السبب الرئيسي لمرض الطاعون.

الأوبئة في ساحة الحروب:

ذكر الكاتب بعض الأوبئة التي استخدمت قديمًا كسلاح في الحروب وكان أقدم مثال استخدام التتار جثث الأشخاص المصابين بالطاعون كقذائف عند نفاذ مقذوفاتهم أثناء حصارهم لميناء كافا ( فيودوسيا، بأوكرانيا)، واللورد جيفري أمهيرست الحاكم البريطاني الذي كان يحارب الهنود والفرنسيين معًا ورأى ضرورة التخلص من الهنود لأنه اعتبرهم فئة متدنية غير جديرة بالاحترام ولا الحرب فأرسل إليهم بعض المفروشات والأغطية الملوثة بداء الجدري الذي كان مميتًا وقتها، وكرر الجيش البريطاني هذه الحادثة مع الأمريكين.

وفي الحرب العالمية الأولى استخدم الألمان جرثومة الجمرة الخبيثة مع الجيش الروسي، كما استخدم الإسرائيليون بكتيريا التيفود لتسميم مصادر المياة في عكا الفلسطينية.

ذكريات الطاعون:

يذكر الكاتب تاريخ الطاعون من بداية ظهور المرض وحتى انتهاءه على يد يرسين الذي اكتشف البكتيريا المسببة للمرض وبعد أعوام من اكتشافه استطاعوا الوصول إلى لقاح موفق، وقبل هذا كان الطاعون يودي بحياة الكثيرين وكان مصدر تهديد حقيقي للبشرية لذلك سمي بالموت الأسود.

الجزء الثاني، علم الفودوو:

يضم هذا الجزء مجموعة من المقالات يشير فيها الكاتب ساخرا إلى مسألة إرهاب الناس من موضوع معين عن طريق استخدام المصطلحات العلمية المعقدة التي تقوي الحجة وتجعل الكلام منطقيًا أمام الناس فيسهل تصديقه والعمل به وغالبًا ما يكون جملة هذا المنتج أو هذا التصرف يسبب السرطان متصدرة تلك الحجج الوهمية.

وكيف يعرض الإعلام الكثير من الأخبار العلمية الخاطئة والتي تتلاعب بعقول الكثيرين وعرض أخبار عن الاكتشافات الجديدة من وقت لآخر دون وجود شرح مفصل ومنطقي، ورأى الكاتب ضرورة تنمية العقلية النقدية لدى الناس فلا يجب أن نصدق كل شيء، كما عرض الكاتب علامات العالم المزيف السبع التي ذكرها العالم الأمريكي روبرت بارك في كتابه “الفودوو العلمي” وهذه العلامات تشمل:

أن يقدم الباحث أعماله مباشرة إلى وسائل الإعلام والصحافة دون عرضها على المحافل العلمية أولًا.

أن يزعم الباحث أن هناك مؤسسات كبرى تحاول سرقة أعماله واعتماده الكامل على نظرية المؤامرة.

أن العالم أجرى أبحاثه منفردًا دون التواصل مع مؤسسات بحثية كبرى.

اعتماد الكاتب على أدلة شفهية لتدعيم كلامه.

يغير الباحث بعض المفاهيم وقوانين الطبيعة حتى تتناسب مع أبحاثه.

النتائج التي يدعيها ثابته لا تتغير مع الوقت.

الرجوع للتقاليد والأفكار القديمة وادعاءه أنه يطور فكرة قديمة كانت موجودة مسبقًا.

الجزء الثالث، بعيدًا عن الطب:

يضم مجموعة من المقالات الفلسفية والخواطر الشخصية للكاتب، فيبدأ بمقال عنوانه أنت وقطة شرودنجر:
يتحدث فيه عن القرارات التي يتخذها الإنسان وكيفية تأثيرها في مجرى حياته وكيف لتصرف بسيط أن يغير حياتك بالكامل.

حتى يغادروا البيت:
يوضح التطور الذي تشهده صناعة السينما مع مرور الوقت، واستخدامهم عنصر الإبهار لحث الناس على الخروج ومشاهدة الأفلام والعروض في دار السينما بدلًا من مشاهدتها في المنزل.

لا تكن ساذجا:
يذكر الكاتب بعض الشائعات التي انتشرت في المجتمع وكيف صنعها مجموعة من البشر وصدقها آخرون حتى أصبحت شبه حقيقة عند بعض الناس.

جورج الوحيد:
يقول الكاتب أن البشر يتميزون بالتفرد واختلاف الشخصية وأن لكل إنسان نسخة واحدة فقط ولا أحد يشبه الآخر، كما ذكر رحلة العالم داروين إلى الإكوادور وانبهاره بكل أشكال الحياة التي توجد على جزيرة جالاباجوس.

المتلصص وسيد القراصنة:

مقالان يتحدث فيهم الكاتب عن بعض أنواع القرصنة، في الأول يتحدث عن قراصنة الكومبيوتر وبداية الأمر في الإعلام وفي السينما ويحكي قصة حدثت معه شخصيًا، وفي المقال الثاني يتحدث فيه عن قرصنة الأفلام الحديثة وتأثيرها على صناعة السينما.

في مصر لا تكن… المهم أن تبدو:

يسخر الكاتب من انتشار حمى المظاهر التي أصابت المجتمع المصري بداية من الأشخاص العاديين وحتى أنها وصلت لمؤسسات الدولة فلا يهم كفاءة العمل ولكن يهم أن يكون المظهر العام مبهر.

اختبار “رورشاخ” ألعاب حواة أم علم محترف؟

من الأساليب التي انتشرت في التحليل النفسي أن يضع المحلل النفسي أمامك بطاقة عليها صورة لبقعة حبر متناثرة ثم يسألك عما ترى وعادة ما تكون الأسئلة لها اجابات منطقية ومعروفة لدي المحلل النفسي، فيحاول الكاتب في المقال أن يحلل هذا الاختبار ويبين هل هو خرافة ولعب بعقول الناس أم أنه قائم على أساس علمي.

فتنة انفلونزا الخنازير وامرح مع انفلونزا الخنازير:

يضم المقالان معلومات عن وباء انفلونزا الخنازير من بداية انتشاره وطريقة تعامل الدولة مع الوباء وتهاونها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الكارثة.

ويستكمل حديثه عن تقصير الدولة في مثل هذه الحالات في مقال بعنوان “تعرف ما سيحدث؟” وينتقل في هذا المقال إلى الماضي ليوضح أثر الأوبئة على المجتمعات ويحكي كيف تعامل عمر بن الخطاب مع الأمراض الوبائية.

هبوط حاد:
يحلل فيه الكاتب وضعية الطبيب المصري التي تعتبر مأساة ويتحدث عن وفاة العديد من الأطباء في المستشفيات بسبب العدوى أو انهيارهم بسبب الضغط النفسي والجسدي وقلة الإمكانيات، وحتى عدم حصولهم على مقابل مادي مجزي.

وأخيرًا، الأستاذ مزروع هو الحل:
يذكر فيه الكاتب أستاذه للغة العربية في المرحلة الثانوية الأستاذ محمد مزروع ويحكي بعض ذكرياته معه، وكيف أثر هذا الأستاذ في شخصية طلابه وغير الكثير من مفاهيمهم، ووضع مقارنة بين التعليم قديمًا وحديثًا وكيف تحول التعليم إلى تجارة بعدما كان رسالة يؤديها المعلم، ويرى الكاتب أن الاهتمام بالتعليم وتحسين المنظمة العلمية هو الحل لمعظم المشاكل السابقة.

للمزيد من ملخصات الكتب

Aya Gamal
Author: Aya Gamal

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *