Ad

ماذا نفعل في حالة استهداف كويكب مدمر للأرض؟

منذ بداية عام 2020، لم ينفك عن اذهالنا يوميا بما يحمله معه من أحداث غريبة بداية من الأحداث السياسية والصراعات الدولية التي احتدت في الآونة الأخيرة بين بعض الدول، مرورا بالتغيرات المناخية، وأخيرا الأزمات الصحية والاقتصادية الناتجة عن تفشي جائحة COVID 19 . وعلى الرغم من كونها تبدو كارثية ونذير شؤم للكثير من الأشخاص حول العالم الا أنه يجب أن نذكر أنفسنا أنها ليست المرة الأولي التي تتعرض فيها البشرية لمثل هذة الأحداث، والتي تمكننا من تجاوزها في السابق وهو ما سيحدث مجددا قريبا فهي ليست النهاية بعد.

ومع كون العديد من الأشخاص في المجالات المختلفة يعملون على حمايتنا، دعونا لا ننسى علماء الفلك من هذة الأحداث. فقد نشر الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في فبراير 2020 في مجلة Acta Astronautica، ورقة بحثية تعطينا طرقا مختلفة لمساعدة انحرافات الكويكبات في المستقبل وتساعدنا على اتخاذ القرار في ماذا نفعل في حالة استهداف كويكب مدمر للأرض؟ هل يجب زيارته بمهمة استكشافية أولاً، أم شن هجوم واسع النطاق على الفور؟!

في العديد من الأفلام التي صورت هذة اللحظة، عادة ما يكون الكويكب القادم يصدم في اللحظة الأخيرة والذي يكون كأنه صخرة كبيرة مميتة تتجه نحو الأرض كرصاصة من الظلام، مع أسابيع أو أيام فقط بين اكتشافها وتأثيرها المتوقع. هذا تهديد حقيقي الا أنه مع التكنولوجيا التي نملكها الآن يصبح لدينا متسع من الوقت يكفي لمعرفة تأثيره على الأرض ومتى سيضرب وماذا سيضرب.

كيف يعرف الفلكيون ذلك؟

نظرًا لكون معظم الأجسام الكبيرة المارة جوار الأرض تتم مراقبتها عن كثب بمجرد ملاحظتها بالفعل، يكون لدينا الكثير من الوقت لمعرفة هل سيضرب الأرض. تراقب هذه الصخور الفضائية وهي تقترب من الأرض لمعرفة ما إذا كانوا من المحتمل أن يعبروا من خلال “ثقوب الجاذبية – gravitational keyholes” الخاصة بهم. يقترب كل كويكب مهدد للأرض في مدارات مختلفة حول الشمس. وعلى طول هذا المسار، بالقرب من الأرض، توجد ثقوب الجاذبية وهي مناطق من الفضاء تؤثر عليها جاذبية الكوكب المهدد ويجب أن يمر بها الكويكب لينتهي بالاحتمال الأكبر للتصادم مع الأرض. وأسهل وقت لمنع جسم من ضرب الأرض هو قبل أن يصل لأحد ثقوب الجاذبية هذه.

كيف نوقفه اذا؟

قام المؤلفون باخراج معظم مخططات انحراف الكويكبات الأكثر غرابة، وتركوا فقط مخططات كالتفجير النووي والصدمات الخطيرة للاستخدام في الحالات الجادة. وأوضحوا أن التفجير النووي غريب أيضًا لأنه من غير المؤكد بالضبط كيف سيتصرف كويكب بعد انفجار نووي ولأن المخاوف السياسية بشأن الأسلحة النووية يمكن أن تسبب مشاكل للبعثة.

في النهاية، وصلوا الى ثلاثة خيارات للمهمة التي يمكن إعدادها بشكل معقول في غضون مهلة قصيرة إذا تم رصد كويكب قاتل للكوكب يتجه نحو ثقب الجاذبية:

مهمة من “النوع 0” حيث يتم إطلاق مركبة فضائية ثقيلة على الكويكب الوارد، اعتمادا على أفضل المعلومات المتاحة حول بنية الجسم ومساره، وصدمها به بقوة تكفي لابعاده عن المسار.

مهمة “النوع 1” حيث يتم إطلاق مركبة الكشافة أولاً وجمع بيانات عن قرب حول الكويكب قبل إطلاق الصادم الرئيسي، من أجل توجيه الضربة بشكل أفضل لتحقيق أقصى تأثير.

مهمة “من النوع 2” حيث يتم إطلاق أداة ارتطام صغيرة في نفس الوقت الذي يتم فيه الكشف عن ضرب الجسم قليلاً عن المسار، ثم يتم استخدام جميع المعلومات من التأثير الأول لضبط التأثير الصغير الثاني الذي ينهي المهمة.

المشكلة في مهمات “النوع 0” هي أن التلسكوبات على الأرض يمكنها فقط جمع معلومات تقريبية عن الكويكبات المدمرة، والتي لا تزال بعيدة جدًا، وخافتة، وصغيرة نسبيًا، وبدون معلومات دقيقة عن كتلة الجسم أو سرعته أو تركيبه. ولذا سيتعين علينا أن تعتمد على بعض التقديرات غير الدقيقة، والتي لديها خطر أكبر للفشل في ضرب الجسم الوارد بشكل صحيح.

طور الباحثون طريقة لحساب أي مهمة هي الأفضل بناءً على عاملين: الوقت بين بدء المهمة والتاريخ الذي سيصل فيه الكويكب، والصعوبة التي ينطوي عليها تحويل مساره المحدد بشكل صحيح.

وبتطبيق هذه الحسابات على اثنين من الكويكبات المدمرة المجاورة للأرض، الكويكبين   Apophis و Bennu، توصل الباحثون إلى مجموعة معقدة من التعليمات لتحريف الكويكبات المستقبلية في حال بدأ أحد هذه الأجسام يتجه إلى ثقب الجاذبية.

واتضح أنه من المرجح أن تنجح مهمات النوع الأول لأنها يمكن أن تحدد كتلة الصخور القادمة وسرعتها بدقة أكبر. ولكنها تتطلب أيضًا المزيد من الوقت والموارد. وتعتبر مهمات النوع 2 أفضل، ولكن تستغرق المزيد من الوقت والموارد لبدء العمل.

هذه هي المبادئ الأساسية لدراسة الكويكبات المدمرة الأخرى، ويمكن أن تتضمن الدراسات المستقبلية خيارات أخرى لتحريفها، بما في ذلك الأسلحة النووية. وفي النهاية، أوضح الباحثون أنه سيكون من المفيد تدريب خوارزميات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي على اتخاذ القرارات بناءً على البيانات المتاحة في أي سيناريو كويكب مدمر.

المصادر:

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فلك

User Avatar

Mona Samir

كاتبة بموقع الأكاديمية بوست، طالبة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، تكتب في علوم الطب، الصيدلة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 17
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق