Ad
هذه المقالة هي الجزء 7 من 9 في سلسلة مقدمة في تاريخ الفن القديم

عن الفن القديم والفن الفارسي

يعد الفن الفارسي من أقدم وأعرق الفنون القديمة. وكانت بلاد فارس (إيران الآن) واحدة من الدول التي غزاها المسلمون في القرن السابع، والتي تقع في جنوب غرب إيران الآن.

ظهر العصر الذهبي لـ الفن الفارسي خلال القرنين التاسع والعاشر، حين حكمت الإمبراطورية الساسانية في عام 651 وانتهى حكمها بالفتح الإسلامي لبلاد فارس.

أنشأ الفرس إمبراطورية هائلة تمتد من وادي السند إلى شمال اليونان، ومن آسيا الوسطى إلى مصر، وكانت أول إمبراطورية عرفت بالديانات واللغات والمنظمات السياسية المختلفة لمواطنيها.

تبادلت الثقافات ومجموعات الفنون بين تلك الدول على نطاقٍ واسع، وخصوصًا شمال إفريقيا مماأدى إلى خلق نوعٍ من الفن يُعرف بالفن الإسلامي، لكن لم يكن بالضرورة كل من شارك فيه مسلمين سواء من الدول أو الفنانين.

كان الفرس من أكثر تلك الدول نفوذاً بين تلك الدول الإسلامية بسبب خلفيتهم في الفن والعمارة.

أصبح تأثير إيران واضحًا في الأدب العربي، فقد تم نقل العديد من الأساطير والحكايات عبر إيران إلى العالم العربي، ومنه إلى أوروبا الغربية. وقد شمل هذا التأثير: الفن المرئي والعمارة والموسيقى والطب.

رُسمت لوحات الكتب –الممنمات- لشخصيات حيوانية لتصوير الإخلاص والغدر والشجاعة- والتي أدت لانتشار الخط الفارسي الذي أصبح دراسته أحد أكثر التخصصات المرغوبة حتى الآن.

سمات الفن الفارسي

بعد أن أصبحت فارس جزءًا من الإسلام، تطورت فنونها البصرية وفقًا للقواعد الإسلامية، ويعد أحد أهمها هو حظر تصوير الكائنات الحية ونحتها، مما أدى إلى انخفاض فوري في النحت الفارسي، وإجبار اللوحة الفنية على أن تصبح زخرفية أكثر.

مع ذلك، استمرت الأشغال المعدنية والفن الزخرفي والسيراميك والنسيج بالازدهار، بالإضافة إلى اعتبار الخط العربي والأزهار والتصاميم الهندسية أساس هذا الفن.

يمثل الشكل التالي التصاميم المستوحاة من الأزهار:

كُتبت وحفرت الكلمات بالخط العربي باعتبارها وسيلة الوحي الإلهي، فقد حفرت على الجدران وحول القباب وذلك باستخدام القواعد الهندسية. وطُبقت أصول الفن الفارسي بعدة أشكال:

الفسيفساء

استخدمت الفسيفساء والزخارف الأخرى على نطاق واسع في المساجد والمباني الأخرى، فكانت الأسطح الملونة بالأزرق والأحمر والأخضر المستخدمة في البلاط الخزفي، جزءًا من الهندسة المعمارية الفارسية.

التذهيب والخط

مثال على التذهيب الفارسي.

ومع منع رسم الأشكال الحية، طوّر أحد أشكال الفن الإسلامي الشعبي في بلاد فارس وهو ما يسمى بالتذهيب، وهو زخرفة المخطوطات والنصوص الدينية وخاصة القرآن.

الفن الفارسي والمغول

حين غزا المغول إيران تحت قيادة جنكيز خان، بدأت حقبة فنية جديدة بشكلٍ جديد، فقد شكلت هذه الحقبة العديد من السلالات طوال القرن الثالث عشر، وذلك بسبب تقسيم الإمبراطورية بين أبناء جنكيز خان.

نتيجة لذلك، ساهمت كل أسرة في الفن وساعدته على النمو مما أدى إلى ظهور العصر الذهبي للفن الفارسي وخصوصًا الرسم.

كانت الرسوم التوضيحية (Illustrations) والخط هي التخصصات الرئيسية التي انتشرت على نطاق واسع في زمن الفن الفارسي، بالإضافة إلى اللوحات التي مثلت ثقافة المغول، رغم وجود انتقادات ضد عرض الفرس كأشخاص مغوليين في ذلك الوقت.

التصوير والمنمنمات

حوالي عام 1150، ظهرت العديد من مدارس الفن الديني والتي تخصصت في تصوير المخطوطات من مختلف الأنواع، وكلها موضحة برسومات مصغرة.

مخطوطة من كتاب “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات” للقزويني. دار الكتب والوئاثق القومية. مصر، القاهرة.

تطور هذا الشكل الفني ليصبح تقليدًا فنيًا مهمًا في إيران ليصبح اسمه (فن المنمنمات).

كان الفنان الفارسي بهزاد من أشهر رسامي المنمنمات، والذي أصبح رئيس أكاديمية (هيرات) للرسم والخط في نهاية القرن الخامس عشر. وقد تم تنفيذ لوحاته ذات المناظر الطبيعية بأسلوب واقعي باستخدام لوحة ألوانٍ غاية في الزهو واللمعان.

منمنمة للفنان كمال الدين بهزاد، 1488.

أصبحت حينها بغداد وهيرات وسمرقند وبخارى وتبريز مراكز الفنون الرئيسية.

تطور فن المنمنمات في بلاد فارس بشكل ملحوظ، وقد ارتبطت إيران بالصين من خلال التبادلات التجارية التي يشار إليها عادة باسم طريق الحرير، والذي كان فعالًا ليس فقط للتوسع في التجارة، ولكن في تبادل الأفكار الفنية أيضًا.

توسعت العلاقة أكثر بين الفنانين الصينيين والفرس بعد غزو المغول للصين وإيران.

أما الفنانين، فقد تعاونوا في تحسين فن المنمنمات وجعلوه فنًا شائعًا لزخرفة الكتب وصنع الصور لشخصيات أسطورية وعائلات ملكية، بالإضافة لمشاهد الصيد والمعارك والاحتفالات.

سمات المنمنمات

في المنمنمات الفارسية التقليدية، لا يتم تطبيق مبادئ المنظور، فالفنان يعتقد أن المنظور هو وهم بصري، ولكي يتمكن من الوصول إلى الوسط الإلهي عليه أن يمتنع عن مراعاة مبادئ المنظور.

ومن الخصائص الأخرى لهذا الفن، أنه يستخدم النقاط لإنشاء ظلال، كما هو الحال في بعض أعمال الانطباعيين، وفي فن البوب.ومع ذلك، لم تجد المنمنمات الفارسية مكانا في الهندسة المعمارية والديكور للمباني الدينية، فكان عالم الهندسة هو المصدر الرئيسي لإلهام الفنانين لتزيين المساجد ومدارس العلم الشرعي والأضرحة.

ومن أهم المميزات لهذا الفن أنه يتمتع بدقة عالية في التفاصيل. فقد كان الفنان الفارسي يتجنب
الفراغ في فنه لنجد أن كل جزء من العمل الفني يحمل تفاصيل مستقلة عن العمل بأكمله.

اقرأ أيضًا عن الفن الإسلامي والبيزنطي

المصادر:

mi.sanu
Visual arts
Theartist

Dina elkhateib
Author: Dina elkhateib

دينا الخطيب، طالبة بكلية الفنون الجميلة، 20 عامًا. مصرية الجنسية. الاهتمامات: القراءة - الرسم - الكتابة - اللغات - التاريخ

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فنون رسم نحت

User Avatar

Dina elkhateib

دينا الخطيب، طالبة بكلية الفنون الجميلة، 20 عامًا. مصرية الجنسية. الاهتمامات: القراءة - الرسم - الكتابة - اللغات - التاريخ


عدد مقالات الكاتب : 33
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *