Ad

تحول نهر في روسيا إلى لون الدم نتيجة تلوث كارثي

تسرب ما يقارب من 21 ألف طن من النفط في نهر أمبارنايا-Ambarnaya في سيبيريا؛ ملوثاً النهر وتربة القاع وما حوله. ويعد هذا التسريب كارثي لأبعد الحدود؛ نظراً لطول مدة التعافي منها على مر السنين القادمة، حسب ما أعرب عنه مناصري حماية البيئة وبعض المسؤولين.1

ظهرهذا التسرب في مدينة نوريلسك الصناعية -روسيا- في الأسبوع الأخير من شهر مايو من خزان وقود لمحطة الكهرباء، وانطلاق آلالف الأطنان من الوقود ومواد التشحيم إلى نهر أمبارنايا، ونشوب حريق هائل على مساحة 350 متر مربع حول المحطة. وهو ما وصفه المتحدث باسم وكالة الصيد الحكومية Rosrybolovstvo ديمتري كلوكوف بكارثة بيئية، حيث امتدت المياه القرمزية بعرض النهر وعلى طوله في لقطات نشرتها وكالة الإعلام الروسية على الانترنت.2

تحول نهر في روسيا إلى لون الدم نتيجة تلوث كارثي
لون النهر القرمزي نتيجة تسرب المواد النفطية


وأعلنت الشركة لاحقاً أنها ستبذل ما في وسعها لإزالة التسرب والاستعانة بمتخصصين من موسكو قاموا فيما بتقسيم الجزء المتضرر من النهر لمنع انتشار التسرب. وتعهدت الشركة بدفع تكاليف التنظيف المقدرة حتى الآن بنحو 146 مليون دولار.

وبسبب ذلك تعرضت مدينة نوريلسك لسمعة سيئة بسبب التلوث، على الرغم من تبرير الشركة ببذل قصارى جهودها لتحسين بيئة المدينة ومحيطها. مدينة نوريلسك من أشهر المدن الرائدة في العالم لانتاج النيكل والبلاديوم بالإضافة لتوافد الأجانب إليها.2

أسباب الواقعة

يعتقد المحققون أن خزان المحطة للمواد النفطية بالقرب من نوريلسك قد غرق بسبب ذوبان التربة الصقيعية-permafrost، مما أضعف دعائمه. حيث شهد القطب الشمالي أسابيع من الطقس الحار بشكل غير عادي، وربما يكون أحد أعراض الاحتباس الحراري.1

يستخدم مصطلح التربة الصقيعية-permafrost للأرض المتجمدة بشكل مستمر لمدة عامين أو أكثر، فحوالي 55 ٪ من أراضي روسيا، ومعظمها من سيبيريا، عبارة عن أرض دائمة التجمد وموطن لحقول النفط والغاز الرئيسية فيها. وللأسف تحقق كابوس بيئي قد حذر منه مجلس القطب الشمالي Arctic Council -وهو منتدى دولي تشارك فيه روسيا- في دورتها لعام 2017 والذي ناقش خطورة تواجد المؤسسات في مناطق التربة الصقيعية وعدم إمكانية التربة على تحمل هياكل الثمانينات هذه.1

بالإضافة إلى اعتبار وكالة بلومبرج-Bloomberg للأنباء إلى أن البنية التحتية النفطية في روسيا تعتمد بشكل كبير على ثبات التربة تحتها لاستيعاب مثل هذه الأحمال: صهاريج التخزين في شبه جزيرة يامال.1

التأثير البيئي

تحول نهر في روسيا إلى لون الدم نتيجة تلوث كارثي

عادةً ما تتضمن التسربات النفطية الرئيسية مثل تلك التي حدثت في Exxon Valdez في عام 1989 أو Deepwater Horizon في عام 2010 نفط خام وسميك الطبقة يقع على سطح مياه البحر. وهذه النوع من التسرب طرق تنظيفه معروفة جيداً. ومع ذلك، فإن التسرب الأخير في نوريلسك شمل زيت ديزل أرق وأقل كثافة في المياه العذبة ، مما يجعل التنظيف أكثر صعوبة لسهولة اختلاطه بالمياه.3

يحتوي زيت الديزل على ما بين 2000 و 4000 نوع من الهيدروكربون (اللبنات الطبيعية للوقود الأحفوري)، والتي تتحلل بشكل مختلف في البيئة. ويمكن أن يتبخر 50٪ أو أكثر في غضون ساعات وأيام ، مما يضر بالبيئة ويسبب مشاكل في الجهاز التنفسي للأشخاص القريبين. ويمكن لمواد كيميائية أخرى أكثر مقاومة أن تتحد مع الطحالب والكائنات الدقيقة في الماء وتغرق، مما يخلق رواسب سامة على قاع النهر أو البحيرة. هذا يعطي الانطباع بأن التلوث قد أزيل ولم يعد يشكل تهديدا. ومع ذلك ، يمكن أن تستمر هذه الرواسب لأشهر أو سنوات.3

وبالإضافة لتلك الحادثة، اعترفت مدينة نوريلسك بتسرب أحد مصانعها نتيجة حادث حول لون المياه للأحمر القاتم. ورغم محاولات تخفيف أثر التلوث هذه المرة، أعلنت نائبة وزير البيئة لمنطقة كراسنويارسك-Krasnoyarsk من اتساع رقعة التسريب مما أحال تلك الجهود عن إيقافها في اتجاه مجرى النهر. كما أضاف فاسيلي يابلوكوف من منظمة السلام الأخضر في روسيا أن التلوث سيكون له تأثير سلبي الحياة البيئية المعتمدة بشكل أساسي على مياه النهر من حيوانات ونباتات.1

المصادر:

1- BBC
2- Reuters
3- Phys.org

اقرأ أيضاً: لماذا يزداد تلوث الهواء في أفريقيا؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

moaaz amin

A 2020 graduate-civil engineer Specialised in Steel Structures. Curious about Reading in Different subjects, especially Environmental articles.


عدد مقالات الكاتب : 10
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق