Ad

شهد عام 2021 هجمة عالمية من موجات الحرارة الكارثية وحرائق الغابات والفيضانات والجفاف. ووفقًا لأحدث تقرير أصدرته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، الذي أعده 234 باحثًا من 66 دولة فإن ظواهر مناخية قاسية وشديدة البرودة ستجتاح العالم، والتى تعود إلى الانتهاكات التى يرتكبها الجنس البشري.

ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية كالموت بنحو 14مرة من الرجال.[1ٍ]

النساء هن الأكثر تضررًا من تغير المناخ

وجدت الدراسات أن 80٪ من النازحين بسبب تغير المناخ هم من النساء، تواجه النساء العديد من الآثار السلبية الناجمة عن الكوارث الطبيعية كالعنف الجنسي والمشاكل الصحية، فعلى سبيل المثال خلال الفترة من عام 1981 إلى 2002، وجدت عينة دراسية من 141 دولة أنه في المجتمعات غير المتكافئة بين الجنسين، تموت النساء بسبب الكوارث بشكل أكبر من الرجال.

الأدوار الجنسانية في كثير من أنحاء العالم تجعل النساء أكثر عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ. حيث أنهن يتحملن عبء توفير الموارد الأساسية كالمياه والغذاء والوقود في بعض البلدان[2]، فعلى سبيل المثال تلجأ النساء في العديد من البلدان النامية ومناطق النزاع إلى استخدام الحطب والفحم لتوفير طاقة  بسيطة التكلفة لهذه المسؤوليات، مما يزيد الاعتماد القسري على هذه المصادر من إزالة الغابات، ويعرض النساء وأسرهن لمخاطر الحرائق.[3]

كيف يؤثر تغير المناخ على النساء؟

1- زيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي

في عام 2019، أمضى باحثون ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وقتًا في مجتمعات الأراضي الزارعية الأوغندية، وكما هو متوقع، أثر التغير المناخي على المحاصيل والثروة الحيوانية التي تعتمد عليها المجتمعات وقلل من إنتاجيتها، والمثير للدهشة أنهم وجدوا أيضًا أن تغير المناخ أدي إلى تفاقم العنف ضد المرأة.[4]

عندما يتشرد السكان بسبب الكوارث الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية كالفيضانات، فإنه يتعين على النساء والفتيات المضي قدمًا للبحث عن الموارد الأساسية كالمياه والحطب، وبالتالى فإنهن يتعرضن لعنف متزايد من قبل الغرباء.  

ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن معدلات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي وختان الإناث ارتفعت خلال فترات الجفاف الطويلة والفيضانات والأعاصير في كل من أوغندا وباكستان وبنجلاديش.

ووجد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الاتجار بالجنس ارتفع بعد الأعاصير، وازداد عنف الشريك الحميم أثناء الجفاف في شرق أفريقيا والعواصف الاستوائية في أمريكا اللاتينية والظواهر الجوية المتطرفة المماثلة في منطقة الدول العربية.

2- زيادة حالات زواج الأطفال

تؤدي الظواهر المناخية المتطرفة  إلى تقليص سبل العيش و تفاقم الفقر، والذى من الممكن أن يدفع العائلات إلى تزويج بناتهن القصر مقابل مهورهن أو لاعتقادهم أنهم يحسنون فرص الفتاة في المستقبل.[5]

  بالنسبة للعائلات التي تعيش بالفعل في فقر مدقع وانعدام الأمن، ونقص التعليم، قد تكون المخاطر الطبيعية بسبب تغير المناخ نقطة التحول بالنسبة لهم، حيث يشعرون بأنهم مجبرون على تزويج بناتهم من أجل البقاء.[6]

3- التأثير على النساء الحوامل والأطفال حديثى الولادة

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إطالة مواسم نشاط الحشرات كالبعوض، والتى ينقل بواسطتها العديد من الأمراض كالملاريا وحمي الضنك، على سبيل المثال، تم ربط  العديد من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل بالإجهاض والولادة المبكرة وفقر الدم، كما أن بعض الفيروسات يمكن أن تتسب في حدوث عيوب خلقية خطيرة عند النساء الحوامل كفيروس زيكا.[7]

4- التسرب من التعليم

يساهم تعليم الفتيات في استقرار المجتمعات وتقوية الاقتصاد، تشير الأبحاث إلى أن تعليم الفتيات يمكن أن يعزز استراتيجيات المناخ.

على الرغم من جميع فوائد تعليم الإناث، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أنه بحلول عام 2025، سيكون تغير المناخ عاملاً مساهماً في سبب عدم استكمال 12.5 مليون فتاة تعليمهن.

5- الموت والإصابة

وجدت العديد من الدراسات التى تناولت العلاقة بين معدل الوفيات والإصابات لكل من الرجال والنساء أثناء الظواهر الجوية الشديدة، أن ما يقرب من ثلثي النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب التغيرات المناخية، كما أظهرت النتائج أن الوضع الاجتماعي المتدني للمرأة  يساهم في زيادة المخاطر التي تواجهها خلال فترات أزمات الطقس.
[8]

 مشاركة المرأة للحد من التغيرات المناخية

تناول مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2017 في بون الدور الخاص الذي تلعبه المرأة في التخفيف من آثار تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال اعتماد “خطط عمل النوع الاجتماعي،  والذي يهدف إلى إشراك النساء  في عمليات صنع القرار للحد من آثار تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي، وإيلاء قدر أكبر من الاعتبار للجوانب الجنسانية في التخطيط والتنفيذ والتدبير.[9]

المراجع

(1)unfpa

(2)oneearth

(3)theconversation

(4),(6),(8)euronews

(5),(7)unfpa

(9)international-climate

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 44
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق