Ad

المماطلة | أسبابها وكيف تتخلص منها؟

مع اقتراب الموعد النهائي لمهمة معينة، يجد بعضنا نفسه يُماطل ويفعل شيئًا بعيدًا كل البعد عن المهمة كأن يجد نفسه على منصة يوتيوب يشاهد مقابلات سياسية أو أبرز أحداث الملاكمة أو حشرات تأكل قططًا!

لماذا نُماطل؟ هل لأن المهام صعبة أم أنه توجد صراعات مع ضبط أنفسنا أم أننا مشتتون أو غير مكترثون بالنتائج! إذا كانت المشاعر السلبية تتزايد عليك بسبب المُماطلة وتقف في طريقك؟ إليك هذا المقال الذي سنتعرف فيه على المماطلة.. أسبابها وكيف تتخلص منها؟

ما هي المماطلة؟

إن المماطلة (التسويف) هي التأجيل الغير ضروري للقرارات أو المهام. على سبيل المثال، أنت بحاجة إلى كتابة مقال، لكن تجد في النهاية أنك تضيع الوقت على الإنترنت على الرغم من أنك تعلم أنك يجب أن تعمل وتنهي المقال؟ وذلك يعني أنك تماطل. المماطلة تكون بقدر كبير ضارة للأشخاص في متابعة أهدافهم بنجاح وذلك ما توضحه المؤشرات، إذ أنه في الحقيقة أن المماطلة ترتبط بتلقي درجات سيئة في المدرسة أو كسب راتب أقل في العمل. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المماطلة بقضايا ثانوية كالتوتر وتدهور الصحة البدنية والعقلية… وفيما يلي سنتعرف على المماطلة.. أسبابها وكيف تتخلص منها؟ لكن بعدما أن نعرف لماذا يُماطل الناس؟

لماذا يُماطل الناس؟

يفترض البعض أن المماطلة فقط متعلقة بقوة الإرادة، لكن الواقع يقول لنا أن الوضع أكثر تعقيدًا من ذلك. عندما نوجه بعض القرارات التي نتخذها أو المهام التي واجب علينا إكمالها، فإننا نعتمد عادةً على ضبط النفس من أجل تحفيز أنفسنا لإنجاز ما علينا.

يستند دفع أنفسنا إلى توقع الحصول على بعض المكافآت لجهودنا، يمكنها تدعيم ضبط أنفسنا وبذلك تزداد احتمالية إنجازنا في الأوقات المناسبة. لكن يوجد العديد من العوامل التي تضعف همتنا (المُثبطة) والتي لها تأثير عكسي على دوافعنا، مما تسبب مزيدًا من المماطلة مثل: الخوف من الفشل، والقلق، والمشاعر السلبية الأخرى التي تعيقنا وتجعلنا نتأخر دون داعي.

هناك أيضًا عوامل معيقة تتداخل مع ضبط النفس والتحفيز مثل الإرهاق الذي يحدث نتاج عمل جاد طوال اليوم وفي وقت متأخر مما يصعب علينا ضبط أنفسنا وكذلك بالمثل الفجوة بين الوقت الذي نكمل فيه مهمة والوقت الذي نتلقى فيه المكافآت لإكمالها، يمكنه أن يتسبب في خصم قيمة هذه المكافأة وذلك يعني أن قيمتها التحفيزية ستنخفض بشكل كبير. لكن طالما أن ضبط النفس والتحفيز يفوقان العوامل المُثبطة، على الرغم من العوامل المعيقة التي تتداخل معاهما، فإننا سننجح في إنجاز عملنا بالوقت المناسب.

لكن عندما تفوق كل العوامل السلبية ضبط النفس والتحفيز، يؤدي بنا إلى المماطلة عن طريق التأجيل لأجل غير مسمى. في نهاية تلك الفقرة نحن نماطل لأن ضبط النفس والتحفيز يواجهما معوقات تجعلنا نفشل في تنظيم سلوكنا الذاتي ولكن ملحوظة: هناك بعض الاستثناءات، إذ يوجد حالات أخرى للمماطلة مثل التمرد أو الرغبة في إضافة الإثارة إلى العمل المُمل ولكن بنسبة كبيرة ما وضحناه سابقًا هي الآلية الرئيسة التي تُفسر سبب التأجيل.

ما هي أسباب المماطلة؟

إذا كنت تتساءل عن أسباب المماطلة، فابحث في تلك القائمة الشاملة التي سنقدمها لك وحاول اكتشاف أي من تلك الأسباب ينطبق عليك. حاول كذلك أن تكون صادقًا مع نفسك أثناء بحثك، لأن معرفة السبب أو الأسباب الكامنة وراء المماطلة سيجعلك قادرًا على التقدم وتحقيق ما تريد.

الأسباب:

  • أهداف مجردة بعيدة عن الواقع وغير واضحة.
  • ‏ المكافآت البعيدة: يميل البعض إلى المماطلة في المهام المرتبطة بالمكافآت التي لن يحصلوا عليها إلا بعد فترة طويلة.
  • ‏انفصالنا عن أنفسنا في المستقبل: يُماطل البعض لأنهم ينظرون إلى أنفسهم في المستقبل على أنها منفصلة عن حاضرهم.
  • التركيز على الخيارات المستقبلية: يتجنب الناس اتخاذ إجراءات في الوقت الحاضر لأنهم يأملون في مسار عمل أفضل في المستقبل. يمكن أن تؤدي تلك العقلية إلى المماطلة على المدى الطويل.
  • ‏التفاؤل بالمستقبل: يماطل البعض في أداء المهام لأنهم متفائلون بقدرتهم على إكمال مهام معينة في المستقبل. يمكن أن يتعلق التفاؤل بمقدار الوقت المتاح لإكمال المهمة فيظن أن هناك متسع كبير من الوقت لإنجازها لاحقًا ولكن قد يحدث العكس وتتراكم المهام أو لا يستطيع إنجازها.
  • التردد: يماطل البعض لأنهم غير قادرين على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
  • ‏الشعور بالإرهاق.
  • القلق بشأن المهمة المُكلفة.
  • النفور والهروب من المهمة.
  • ‏السعي إلى الكمال.
  • الخوف من التقييم أو ردود الفعل السلبية.
  • الخوف من الفشل.
  • الإعاقة الذاتية: يقوم البعض بالمماطلة كطريقة لوضع حواجز، بحيث إذا فشلوا، فإن فشلهم يمكن أن يزيد من مماطلتهم بدلًا من قدراتهم على أداء المهام وهو سلوك يُشار إليه بالإعاقة الذاتية.
  • التخريب الذاتي: يماطل البعض بسبب ميلهم للانخراط في سلوكيات هزيمة الذات، مما يعني أنهم يعيقون تقدمهم لنظرهم أنهم لا يستحقون ذلك الشيء أو المكانة.
  • عدم الإيمان بالقدرات وقلة الثقة بالنفس.
  • ‏عدم القدرة على السيطرة على حياتهم وترك الآخرين يتحكمون بها.
  • ‏اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الاكتئاب.
  • ‏عدم وجود حافز.
  • نقص الطاقة.
  • ‏الكسل.
  • إعطاء الأولوية للأشياء التي لا تتماشي مع الأهداف طويلة المدى للشعور بالتحسن.
  • ‏القدرة المنخفضة على التحكم بالنفس.
  • عدم المثابرة.
  • الاندفاع بدون تفكير أو تخطيط.
  • ‏التشتت.
  • ‏الانسياق وراء المشاعر.
  • ‏التمرد: في بعض الأحيان تكون المماطلة كعمل من أعمال التمرد لدى البعض.

كيفية التغلب عليه

بعدما عرفت الأسباب التي تجعلك تُماطل بالتحديد، يمكنك بنجاح معرفة كيفية حل مشكلة المماطلة لديك. مثلًا، إذا لاحظت أنك تماطل وتستخدم أهداف مجردة، يمكنك التأكد من تحديد أهداف أكثر واقعية. بالمثل، إذا لاحظت أنك تماطل لأنك تشعر بالإرهاق بسبب مهمة كبيرة، يمكنك تقسيمها إلى مهام صغيرة وستشعر براحة أكبر في التعامل. دعنا نخبرك عزيزي القارئ بعض الخطوات الرئيسة في التغلب على المماطلة والتي يجب عليك اتباعها بخصوص جزء الأهداف ذلك الجزء المهم بحياتنا.

الخطوات:

  • ابدأ بتحديد أهدافك. عند القيام بذلك، تأكد جيدًا من تحديدها بأكبر قدر من الوضوح، وتأكد أنها مهمة بما يكفي وأن تكون قابلة للتحقيق.
  • ‏اكتشف المشكلة الرئيسة للمماطلة لديك. يمكنك القيام بذلك من خلال التفكير في الحالات التي قمت فيها بالمماطلة ومن ثم حدد متى وكيف ولماذا فعلت ذلك.
  • قم بوضع خطة عمل. يجب أن تتضمن خطتك تقنيات لمكافحة المماطلة أثناء المهام والتي ستسمح لك بالتعامل مع المواقف التي تمنعك فيها مشكلة المماطلة من تحقيق أهدافك.
  • قسّم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر ليسهل تنفيذها.
  • خذ راحة بين كل مهمة والأخرى؛ لتستعيد نشاطك.
  • تخلص من المشتتات.
  • حدد الوقت الذي تكون فيه أكثر وأقل إنتاجية، وقم بجدولة مهامك.
  • ضع مواعيد نهائية ومحددة لكل مهمة.
  • ركز على أهدافك بدلًا من المهام التي عليك إكمالها.
  • ‏استخدم قاعدة الخمس ثواني.
  • تخيل نفسك في المستقبل وأنت محقق تلك الأهداف.
  • تجنب السعي للكمال.
  • ‏ثق بنفسك وآمن بقدراتك.
  • ‏راقب تقدمك.‏
  • كافئ نفسك عند تنفيذ خطة عمل ما بنجاح.

المصادر

Ayaa Yasser
Author: Ayaa Yasser

آية من مصر، أدرس الرياضيات، مُحبة للعلوم والبحث العلمي.

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر علم نفس

User Avatar

Ayaa Yasser

آية من مصر، أدرس الرياضيات، مُحبة للعلوم والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 48
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *