Ad

ملخص رواية “بطل من هذا الزمان” لميخائيل ليرمنتوف

“رب قصة نفس من النفوس مهما تكن صغيرة تكون أشيق وأنفع من قصة شعب بأسره” ميخائيل ليرمنتوف، رواية بطل من هذا الزمان.

اختلف بطل الرواية عن أبطال الروايات الذين نعرفهم فلم يكن شخصًا مثاليًا ولا حالم بل لم يصل لدرجة الإنسان السوي، فقد كان بتشورين صورة تضم رذائل جيل بأكمله يعيش حياة بلا هدف ولا أمنيات، لم يذق يوما طعم السعادة ولا الحب ولا الصداقة، أفنى سنوات حياته في الجمود والكسل.

تدور أحداث الرواية على لسان مسافر مجهول لم يذكر اسمه التقى في طريق سفرة بضابط مسافر يناهز عمره الخمسين يدعى مكسيم مكسميتش، عمل سابقًا كضابط حراسة في إحدى قلاع بلدته، وفي طريقهم حكى له عن مغامرات وقعت أثناء فترة خدمته، ومنها حكاية تبدأ بوصول بتشورين إلى القلعة ليقضي فترة خدمته فيها، كان بتشورين بالنسبة له رجل غامض وغريب يحب الوحدة ولا يتحدث إلا بكلمات مقتضبة تفي بالغرض مغرم بالصيد، قوي البنية يستطيع أن يصيد خنزير بري بمفرده، ومع ذلك توطدت علاقة جيدة بين مكسيم وبتشورين.

كان يقطن بالقرب من القلعة أمير يعرفه مكسيم جيدًا وعلى صلة وثيقة به، كان لديه صبي يدعى عزمت يعشق المال عشقًا كان يتردد على القلعة بين الحين والآخر، وفي يوم أتى الأمير إلى القلعة ليدعوهم إلى حفل زفاف ابنته الكبرى فقبلوا الدعوة مسرورين، وفي الحفل رأي بتشورين بيلا ابنة الأمير الصغرى وفتن بها وبملامحها البريئة وقدها الممشوق وبادلته الإعجاب هي الأخرى وأثنت عليه علنا.

لم يكن بتشورين وحده من أعجب بالأميرة الصغيرة فكان كازبتش قاطع الطريق يتابع الأميرة بعين متلهفة وقلب متقد، كان أهم ما يميز كازبتش حصانه القوي الذي يحسده عليه كل فرسان المنطقة، وأثناء الاحتفال دار حديث بين كازبتش وعزمت سمعه بالصدفة مكسيم مكسميتش، كان عزمت يساوم كازبتش على حصانه ولكن الأخير رفض رفضًا قاطعًا فاكفهر وجه عزمت وشعر بالمرارة تسير في حلقه هو الذي تعود أن ينال كل ما يريد الآن محروم من أكثر شيء أراده يومًا.

بعد انتهاء الحفل قص مكسيم على بتشورين ما سمعه من حديث بين كازبتش وعزمت، وجدها بتشورين فرصة ليظفر بما يريد وبدأ بتنفيذ خطته فكلما تردد عزمت على القلعة حدثه عن جمال حصان كازبتش وعراقته وقوته وأطال الحديث حتى يحمر وجه عزمت وتضرب الدماء في رأسه ويغضب لعدم امتلاكه الحصان.

وفي يوم وعد بتشورين عزمت أن يعطيه حصان كازبتش ولكن على شرط أن يخطف عزمت أخته بيلا ويحضرها إلى القلعة، وافق عزمت على الاتفاق وفي اليوم التالي استغل عزمت سفر والده وأحضر أخته مقيده إلى القلعة وسلمها لبتشورين الذي كان قد جهز كل شيء ودعى كازبتش إلى القلعة وشغله بالحديث حتى استطاع عزمت الفرار بالحصان، وعندما علم كازبتش أخذ يبكي كطفل رضيع وصمم على الانتقام.

ظفر بتشورين ببيلا ومكثت معه في القلعة، بذل جهدًا كبيرًا حتى ترضى عنه فأغدقها بأرق الهدايا وأجمل العبارات حتى تُيمت به، ولكن بعد مرور بعض الوقت سأم بتشورين من وجود بيلا وأصبح كثير الخروج للصيد مهمل لها جاف في معاملتها حتى ذبلت واصغر لونها وأكل قلبها الحزن.

خرج بتشورين للصيد كعادته ولكنه صمم على أخذ مكسيم معه وعند رجوعهما وجدا جلبة عند القلعة وحصان يعدو يحمل رجلًا ومعه إمرأة جريحة كانت هي نفسها بيلا، كان كازبتش استغل غيابهما عن القلعة واختطف بيلا ولكنهم أدركوه فأخذوها أما هو فاستطاع الهرب ولكن بعدما طعنها في ظهرها طعنة أودت بحياتها بعد عدة أيام من المعاناة والألم، وبعد دفن بيلا ذُعر مكسيم عندما رأى بتشورين يجلس على الأرض وينفجر ضاحكًا ثم دخل في مرض شديد ألم به وعندما شفي انتقل من القلعة ولم يراه مكسيم من حينها.

الكاتب ميخائيل ليرمنتوف

بعدما أنهى مكسيم سرد القصة كانا قد وصلا إلى قرية صغيرة ليمكثوا بها بضعة أيام منتظرين ما يسمى بالفرصة وهي مجموعة من البشر مؤمنة تعرف صعوبات الطريق للمدينة القادمة فتذللها، علم مكسيم فور وصولهم بأن بتشورين في نفس المدينة، عانى كثيرًا حتى استطاع الالتقاء به منتظرًا لقاء حار يحمل معاني الشوق والمحبة، ولكن خاب أمله عندما عامله بتشورين ببرود وجفاء حتى لم يلبي طلبه بالمكوث قليلًا ليتسامرا وأسرع في الرحيل، حزن مكسيم كثيرًا وتملكه الغضب فكاد أن يرمي بالمجلدات الخاصة ببتشورين التي تركها في القلعة وحملها هو معه طوال الوقت ليسلمها له فور اللقاء ولكن طلب منه المسافر أن يحتفظ هو بها فقبل بلا اهتمام.

كانت المجلدات هي نفسها يوميات بتشورين التي تضم الكثير من حكاياته المثيرة أثناء سفره من مدينة إلى أخرى، وكان ما لفت انتباهه وقتما سافر بتشورين إلى مدينة تقع بالقرب من سفح جبل ماشوك، كان سكان المدينة والسياح يصعدون إلى الجبل ليصلوا إلى عيون المياه للاستشفاء وكذلك فعل بتشورين فور وصوله وفي أثناء سيره التقى بصديق له يدعى جروشنيتسكي فتعانقا بحرارة، وأثناء حديثهما مرت إمرأة لها نصيب كبير من الوقار ومعها ابنتها الجميلة، أخبره جروشنيتسكي أنها الأميرة ليجوفيسكايا وابنتها ماري وكان يظهر الإعجاب الشديد على وجه جروشنيتسكي عند حديثه عن ماري.

رأى بتشورين صديقه يحاول التودد للأميرة ماري وهي كذلك تسعد بحديثه ومرافقته لها ومزحه الدائم، فتحركت الغيرة في قلب بتشورين وقرر أن يخطف الأميرة ماري من صديقه فهو أقل من أن تعجب به أميرة، حاول بتشورين جذب انتباه الأميرة بخطف الأنظار منها وتجمع الناس حوله لحكاياته الطريفة والمثيرة، كما أظهر عدم الاهتمام الواضح بالأميرة مما أثار غيرة الأميرة كثيرًا وزاد حنقها على بيتشورين وهكذا كانت خطته تسير على أكمل وجه.

وبعد مدة ليست بقصيرة بدأ بالحديث مع الأميرة وإظهار كل الاحترام والتقدير لها وجذبها بالحديث الممتع والشخصية الغامضة والمغامرات المختلقة حتى أعجبت به الأميرة وبدأت تنجذب إليه وتسأم من جروشنيتسكي وحديثه مما مزق قلبه وغضب من بيتشورين كثيرًا وأصبح يتجنبه في كل لحظة بل انضم إليه الكثير من الشباب وجمعهم كره بتشورين المخادع لفوزه بقلب الأميرة، وبعدما تمكن حبه من قلبها شعر بيتشورين بفوزه وتفوقه على كل هؤلاء برغم حزنه الشديد من كرههم له إلا أنه شعر بالنصر، وبعدها صارح الأميرة أنه لم يحبها يومًا، صارحها بمنتهى القسوة أنه لا يريدها في حياته بعد الآن، مرضت الأميرة من صدمتها ولازمت الفراش فترة طويلة جدًا.

في أثناء لعب بتشورين بقلب الأميرة الصغيرة، علم بأن فيرا تلك الفتاة التي عرفها منذ زمن موجودة في المدينة ومتزوجة من قريب الأميرة ماري فأعاد الوصل معها وكان يمضي معها معظم وقته، وفي يوم كان بتشورين يهبط من نافذة فيرا رآه جروشنيسكي ورئيس الضباط ولكنه استطاع الهرب، ولم يسكت جروشنيتسكي بل فضحه أمام الجميع ولكن لا إثبات على ذلك فأنكر بتشورين كل شيء وطالبه بالاعتذار له فرفض جروشنيتسكي رفضًا قاطعًا ودعاه إلى المبارزة وقبل بتشورين بحماس.

عندما حان وقت المبارزة علم بتشورين بالخدعة التي دبرها جروشنيتسكي ورئيس الضباط، فقد اتفقوا على أن يملأوا سلاح جروشنيتسكي فقط بالبارود ويتركوا سلاح بتشورين فارغًا، ولكن بتشورين كان دائمًا له خطة وعندما وصلوا مكان المبارزة أخذ جروشنيتسكي دوره أولًا، شرع بتشورين في الحديث مع جروشنيتسكي يحثه على التراجع والاعتذار وانهاء كل شيء مع ذكر عبارات أنهم كانوا يومًا ما أصدقاء لعلمه أن هذا النوع من الحديث سوف يؤثر في قلب جروشنيتسكي ويهزه ويصعب عليه الحالة، ولكن جروشنيتسكي قرر إطلاق النار فلا مجال للتراجع الآن وبسبب اهتزازه وتوتره لم تصب الطلقة بتشورين إلا بجرح في ركبته.

والآن حان دور بتشورين فنادى مساعده بصوت مسموع وأخبره أنهم نسوا أن يملأوا سلاحه بالبارود وأمره أن يملأه وهنا اصفر وجه جروشنيتسكي وعلم أنها نهايته ولكن لم يستطع الاعتراض، وأطلق بتشورين على جروشنيتسكي طلقة أودت بحياته، وبعدها سافر بتشورين من المدينة ليكمل رحلاته الغريبة.

لم يكن بتشورين سعيدًا بأفعاله وما وصلت إليه نفسه ولكن فات الآن أوان التغيير، كان بتشورين ضحية لسوء المجتمع الذي نشأ فيه وقال عن نفسه:

“إن لي نفسًا أفسدتها حياة المجتمع الراقي، وخيالًا قلقًا، وقلبًا لا يشبع من جوع، لا شيء يرويني، فسرعان ما آلف الألم واللذة كليهما، وإن وجودي ليزداد فراغًا يومًا بعد يوم”

يصف ما وصلت إليه نفسه من نعومة أظافر حتى سن الشباب الحالية التي وصل إليها، فمنذ صغره كان جميع الناس يقرأون في وجهه علامات الشر وهو بريء منها ولكنهم أصروا على افتراضها فنبتت بداخله وتأصلت، ووصفوا خجله بالمكر فأصبح كتومًا لا يفرغ ما في قرة نفسه إلى أحد، ولم يشعر بعطف أحد فأصبح حقودًا يميل إلى الانتقام، ذبلت روحه وحزنت نفسه وتملكت منه مشاعر الحسد والسوء، ولم يفهمه أحد فتعلم أن يكره الجميع.

ملخص “حلم رجل مضحك” للكاتب فيودور دوستويفسكي

للمزيد من ملخصات الكتب

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فكر ملخصات كتب

User Avatar

Aya Gamal


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق