خلصت دراسة أجريت على مجموعة صغيرة من الشبان الأصحاء الذين لم يدخنوا السجائر الإلكترونية أو التقليدية إلى أن تدخين سيجارة إلكترونية خالية من النيكوتين، قد أحدث تغييرات مؤقتة في الأوعية الدموية مماثلة لتلك التغيرات التي تشاهد في تصلب الشرايين المبكر.
يقول الباحثون في الدراسة التي تمت بالتصوير بالرنين المغناطيسي: إن التغييرات الحادة التي شوهدت بعد التدخين لمرة واحدة – استنشاق وزفير ضباب الرذاذ المتبخر من السائل المسخن في سيجارة إلكترونية تعمل بالبطارية – تشير إلى أن التدخين المتكرر يؤدي إلى اختلال وظيفي مزمن في الأوعية الدموية.
قام بهذه الدراسة الدكتورة أليساندرا كابورالي، باحثة ما بعد الدكتوراه من مختبر التصوير الهيكلي والفيزيولوجي والوظيفي، قسم الأشعة، كلية الطب، جامعة بنسلفانيا بيرلمان، وزملاؤها في القسم، وقد نشرت الدراسة عبر الإنترنت في 20 أغسطس.
استخدمت الدراسة السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين. لذلك، هذه النتائج تلغي أي اعتقاد خاطئ بأن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية ضار بالصحة.
الدكتور فيليكس ويرلي، كبير المشرفين على الدراسة ومدير مختبر التصوير الهيكلي والفيزيولوجي والوظيفي وبروفيسور في جامعة بنسلفانيا، قال في مقابلة مشتركة مع الدكتورة كابورالي: “ضعف بطانة الأوعية الدموية – انخفاض قدرة الأوعية الدموية على التمدد للسماح بزيادة تدفق الدم عند الحاجة – هي المرحلة الأولى من مرض تصلب الشرايين”.
يضيف ويرلي: “من الواضح أن أضرار السجائر معروفة جيدًا، لكن ما لم يكن معروفًا جيدًا – وما ظهر في هذه الدراسة – هو أن السجائر الإلكترونية – على الرغم من التسويق لها على أنها غير ضارة نسبيًا – قد تتسبب فعلياً بضرر مماثل للسجائر التقليدية، وليس لهذا الضرر علاقة بالنيكوتين”.
أكد ويرلي وكابورالي أنه يجب على أولياء أمور طلاب المدارس المتوسطة والثانوية أن يكونوا على دراية بهذه الأضرار، حيث ازداد استخدام السجائر الإلكترونية بشكل كبير عند أبناء هذه الفئة العمرية.
قالت د. كابورالي: “النكهات العديدة التي تأتي بها السجائر الإلكترونية تجذب الشباب وربما تقودهم إلى الإدمان عليها لمدة طويلة”. وأشارت إلى أن بعض السجائر الإلكترونية قد تحتوي على كمية من النيكوتين أكبر من الكمية المذكورة على الملصق.
ليست جيدة كما يعتقد البعض
قالت كارين ويلسون، طبيبة أطفال في كلية إيكان للطب في مدينة نيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة: “كان هنالك رواية تفيد بأن السجائر الإلكترونية تولد بخار الماء الغير ضار، مما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين. لكن ما بدأنا فهمه بالفعل هو أنه بالإضافة لوجود النيكوتين، يحتوي هذا الرذاذ على جزيئات سامة أخرى محتملة”.
وفقًا لما قالته د. ويلسون، على الرغم من عدم معرفة الآثار التي ستحدث بعد 20 أو 30 عامًا، تشير هذه الدراسة إلى أنه من المحتمل أن نرى زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة لتدخين السجائر الالكترونية.
وأضافت د. ويلسون: “بعض هذه التغييرات الوعائية في الرئتين أو التهيج المباشر من السموم والجزيئات الموجودة في الرذاذ، قد يكون السبب الذي عجَّل ظهور مجموعة من حالات أمراض الرئة الحادة التي شوهدت مؤخرا عند الشباب الذين يدخنون السجائر الالكترونية”.
إقرأ أيضًا:
هل من الآمن استهلاك مشروبات الطاقة ؟
المصدر: هنا
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :