Ad

تكريم جوجل لإجناز سيميلويس:

بينما يكتشف معظمنا هوسًا جديدًا بغسل أيدينا وعلى ما يبدو أن بعض الأشخاص يتعلمون كيف للمرة الأولى بعد الانتشار الهائل لفيروس كورونا، كرم برنامج (Google Doodle) يوم الجمعة الماضي الطبيب إجناز سيميلويس، الأب الروحي لغسيل اليدين وأخصائي التوليد المجري في القرن التاسع عشر المعروف باسم “الأب الروحي لمكافحة العدوى” الذي عمل في أجنحة الولادة في مستشفى فيينا العام. وهو أول شخص يثبت أن غسل اليدين ينقذ الأرواح ويكتشف الفوائد الطبية لغسل اليدين. وقد فعل ذلك قبل عقود من معرفة الناس ما هي البكتيريا والفيروسات.

المعضلة التي واجهته:

سرعان ما انخرط في مشكلة حمى النفاس وأراد إنقاذ أكبر عدد ممكن من النساء منها، ففي القرن التاسع عشر كانت آفة مستشفيات الولادة في جميع أنحاء أوروبا. على الرغم من أن معظم النساء يلدن في المنزل، إلا أن أولئك اللواتي اضطررن إلى البحث عن المستشفى بسبب الفقر أو عدم الشرعية أو مضاعفات الولادة واجهن معدلات وفيات تتراوح بين 25-30 في المائة. في الواقع، كان لدى النساء اللواتي ولدن في الشارع فرصة للبقاء على قيد الحياة أفضل من تلك الموجودة في جناح الولادة للأطباء في فيينا العام. اعتقد البعض أن العدوى ناتجة عن الاكتظاظ، سوء التهوية، بداية الرضاعة، سوء التغذية أو الهواء الفاسد (الميازما). شرع سيميلويس في التحقيق في الأسباب على الرغم من الاعتراضات القوية لرئيسه الذي، مثل الأطباء القاريين الآخرين، كان مؤيدًا لفكرة أن المرض لا يمكن تجنبه.

ملاحظة مهمة:

لاحظ سيميلويس أن معدل الوفيات من حمى النفاس بين النساء في القسم الأول من العيادة كان مرتان أو ثلاث مرات أعلى من مثيله في القسم الثاني، على الرغم من أن القسمين كانا متطابقين باستثناء أن الطلاب كانوا يولدون الأطفال في الأول والقابلات في الثانية. وطرح فرضية مفادها أن الطلاب ربما حملوا شيئًا إلى المرضى الذين فحصوهم أثناء المخاض.

خسارة مفجعة تؤدي الى اكتشاف مهم:

في عام 1847 فقد سيميلويس صديقًا جيدًا، جاكوب كوليتشكا، بسبب حمى قاتلة. وكانت بسبب جرح تعرض له أثناء فحص امرأة توفيت بسبب حمى النفاس. وقد أدرك سيميلويس الذي لا يزال حزينًا أن نوعًا من التلوث من الجثة يجب أن يكون قد دخل في مجرى دم كوليتشكا وجعله مريضًا. واستنتج أن الطلاب الذين قدموا مباشرة من غرفة التشريح إلى جناح الولادة حملوا العدوى من الأمهات اللاتي توفين بسبب المرض إلى أمهات أصحاء بينما كانت القابلات في الجناح الثاني غالباً ما يغسلن أيديهن بمادة كيميائية شبيهة بالمبيض السائل. وقد أمر الطلاب بغسل أيديهم في محلول من الكلس الممزوج بالكلور قبل كل فحص.

نتائج مذهلة:

بموجب هذه الإجراءات، انخفضت معدلات الوفيات في القسم الأول من 18.27 إلى 1.27 في المائة، وفي مارس وأغسطس من عام 1848 لم تتوفى أي امرأة أثناء الولادة في قسمه. أدرك الأطباء الأصغر سنا في فيينا أهمية اكتشاف سيميلويس وقدموا له كل المساعدة الممكنة. من ناحية أخرى، كان رئيسه محرجًا – ليس لأنه أراد معارضته ولكن لأنه فشل في فهمه.

اعتراضات على اكتشافه:

ولكن على الرغم من هذه النتائج الواضحة، اختلف العديد من الأطباء مع سيميلويس، وكان العديد منهم معاديًا بشكل علني وسخر من توصياته. في الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر، ألقى معظم الأطباء والعلماء في أوروبا باللوم على الهواء الفاسد(الميازما) في انتشار المرض. وقد اقترح أطباء العصور الوسطى في الشرق الأوسط نظرية الجراثيم في القرن الثالث عشر، ولكن بعد قرون، لم يكن الأطباء الأوروبيون مقتنعين. وأصبح سيملويس محبطًا بشكل متزايد من معاصريه، الذين اتهمهم بالقتل بسبب عدم إيمانهم بأهمية النظافة الطبية.

وفاته المأساوية:

بدأ عمل لويس باستور في عام 1850 في إقناع الناس بأن الجراثيم كانت حقيقية، لكن الحظ لم يكن بجانب سيميلويس. حيث أدى رفض زملائه لأفكاره في نهاية المطاف إلى انهيار عصبي في عام 1865. وتوفي بعد أسبوعين في مستشفي للأمراض العقلية، وفي تطور مثير للسخرية بشكل مأساوي، كانت سبب وفاته غرغرينا من إصابة في يده، وقد ورد أنه أصيب نتيجة للضرب من الحراس.

الاعتراف بفضله بعد وفاته:

بعد أقل من عقدين من الزمن، تمت تبرئة سيميلويس من خلال القبول الواسع لنظرية الجراثيم، اكتشاف الفيروسات، وتحديد البكتيريا المحددة التي تسببت في العديد من الأمراض الأكثر إزعاجًا في العالم. اليوم، نحن نعرف بشكل أكثر عن مسببات الأمراض التي تجعلنا مرضى، لكن أفضل أسلحتنا لا تزال بسيطة وهي  الصابون والماء وأغنية 20 ثانية من اختيارك.

الخاتمة:

هل تعتقد عزيزي القاريء أن إجناز سيميلويس، الأب الروحي لغسيل اليدين قد ساهم بشكل فعال في إنقاذ البشرية من مخاطر البكتيريا والفيروسات عن طريق غسيل اليدين؟

المصدر(1)

المصدر(2)

المصدر(3)

المصدر(4)

 

 

 

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


غير مصنف

User Avatar

Heba Allah kassem

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.


عدد مقالات الكاتب : 88
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق